سميح القاسم المد يــر العـام *****
التوقيع :
عدد الرسائل : 3201
تعاليق : شخصيا أختلف مع من يدعي أن البشر على عقل واحد وقدرة واحدة ..
أعتقد أن هناك تمايز أوجدته الطبيعة ، وكرسه الفعل البشري اليومي , والا ما معنى أن يكون الواحد منا متفوقا لدرجة الخيال في حين أن الآخر يكافح لينجو ..
هناك تمايز لابد من اقراره أحببنا ذلك أم كرهنا ، وبفضل هذا التمايز وصلنا الى ما وصلنا اليه والا لكنا كباقي الحيونات لازلنا نعتمد الصيد والالتقاط ونحفر كهوف ومغارات للاختباء تاريخ التسجيل : 05/10/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 10
| | ليبيا وسيناريوهات العالم | |
2 - 2011 «ليبيا ليست تونس ومصر»، الجملة قالها سيف الإسلام القذافي في الأيام الأولى للثورة في الجماهيرية. ظنّ كثيرون أن سيف الإسلام يردّد ما قاله بعض المسؤولين المصريين قبل أن يسقط نظام حسني مبارك في سيناريو مشابه للذي حصل في تونس، لكن الأيام أظهرت أن الوضع الليبي بات مفتوحاً على كل سيناريوهات العالم، باستثناء مصر وتونس. لحظة تحوّل مفصلية فرّقت بين ليبيا ونظيرتيها العربيتين. لحظة كانت مع انتقال الانتفاضة الشعبية إلى ثورة مسلحة. لعل هذا ما أراده القذافي من اللحظة الأولى، واستدرج إليه المعارضين الذين يفتقدون الخبرة العسكرية والسياسيّة، بعد 42 عاماً من حكم العقيد الذي حجب ليبيا عن العالم. لحظة الانتقال هذه جعلت المسار الليبي يخطو باتجاه احتمالات تحاكي العديد من الأزمات التي اجتاحت العالم خلال السنوات العشرين الماضية، ولا سيما مع ظهور بوادر تدخّل خارجي يأخذ من الحظر الجوي مسمّى له. سيناريو الصومال هو أول ما بُدئ الحديث عنه مع تصاعد العمليات العسكريّة بين قوات القذّافي ومعارضيه، ما وضع ليبيا في أول الطريق باتجاه حرب أهلية طويلة المدى. سيناريو حذّرت منه الإدارة الأميركية، التي تلقّت تحذّيرات القذّافي من تغلغل «القاعدة» في الأراضي الليبية بجدّية، وبدأت البحث عن وسيلة لطرد مثل هذا الاحتمال، ولا سيما أنها لا تزال غير قادرة على التعامل مع هذا التنظيم، لا في أفغانستان ولا في الصومال، وبالتالي فهي ليست في وارد خلق بؤرة أوسع له في الهضبة الأفريقية. أوّل ما خطر للإدارة الأميركية هو المساعدة على الحسم. مساعدة تأخذ الكثير من الأشكال، وتذكّر بالعديد من الملفات في المنطقة وخارجها، التي كان للولايات المتحدة يدٌ فيها. بدأت واشنطن بالحديث عن تسليح المعارضين لمعمر القذافي، وجاءت أنباء عن طلب مساعدة السعودية في هذا الأمر، ما أعاد إلى الأذهان الحالة الأفغانية، حين كانت أميركا تقاتل، بـ«المجاهدين العرب» قوات الاحتلال السوفياتي في أفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي. ورغم النفي الأميركي والسعودي لمثل هذا التعاون في التسليح، إلا أن واشنطن لم تنف أن تسليح «الثوار» مطروح على طاولة البحث. لكن في ظلّ قلّة الخبرة العسكرية لقوات المعارضة الليبية، فالتسليح لا يبدو أنه سيكون ناجعاً في الحال هذه، والمساعدة اللوجستية تحتاج إلى كوادر تدريبية مرافقة، أو قوّات ميدانيّة مساعدة، ما قد يمثّل الدخول الأجنبي الأول إلى أرض المعركة مباشرة، بعدما تأكد وجود قوّات كوماندوس غربية حاليّاً، فقط لحماية المصالح النفطيّة. مثل هذه المساعدة لا تزال غير مطروحة رسمياً، لكنّ إرهاصاتها تلوح في أفق الحديث عن دعم الثوار بغطاء من السماء في أعقاب فرض حظر جوّي على الأجواء الليبية، وتجنيب المعارضين نيران غارات قوّات القذّافي، الذي تمثّل طائراته عنصر حسم في المعركة. حظر يعيد إلى الأذهان الوضع العراقي في أعقاب حرب الخليج الثانية عام 1991. فالوضع الليبي الحالي فيه الكثير من الشبه مع الحالة العراقيّة، ولا سيما حين انتفض الشمال والجنوب على نظام صدام حسين في أعقاب الانسحاب العراقي من الكويت. في ذلك الوقت، استخدم صدّام حسين ما تيسّر له من قوّات بريّة وجويّة لقمع الحراك في الجنوب، تماماً كما يفعل العقيد الليبي. لكن الحظر الجوي لم يقدّم الكثير للمنتفضين العراقيين، الذين اضطروا إلى الانتظار 12 عاماً قبل أن تغزو القوّات الأميركيّة و«حلف الراغبين» الأراضي العراقيّة وتطيح نظام صدّام، من دون أن تقدّم الحريّة والاستقرار للعراقيين، الذين يعايشون رعب الإرهاب وهاجس الانقسام وشبح الاقتتال الداخلي. ولعل الدعم العربي الشامل للتحرّك الدولي باتجاه ليبيا، يعطي السيناريو العراقي أسبقيّة على غيره. غير أن الانقسام الدولي تجاه الحظر، والمعارضة الروسيّة والصينية التي دفعت الغرب إلى التوجّه نحو حلف شمالي الأطلسي، يطرحان إمكان اللجوء إلى النموذج اليوغوسلافي، حين استُخدمت قوات الحلف عام 1999 لإطاحة حكم الرئيس سلوبودان ميلوسوفيتش وتقسيم البلاد إلى أقاليم. التقسيم غير بعيد عن الحالة الليبية أيضاً، ويطرح إمكان تكرار المشهد السوداني، ولا سيما إذا بقيت الأمور على حالها في ما يتعلق بالفصل بين الشرق والغرب لفترة طويلة من الزمن، وتوالي الاعترافات الغربية بالمجلس الوطني الانتقالي، الذي يفترض أن يكون حاكماً في مناطق الشرق «المحرّرة». مجموعة كبيرة من السيناريوهات باتت أمام المشهد الليبي، كلها بعيدة عن واقع الثورات الشعبية العربية، التي بدأت في تونس ومصر، وقد تحطّ رحالها قريباً في اليمن. | |
|