مبارك يعترض على تحديد معاشه الشهري بألفي جنيه.. وزير البترول يتهمه بأنه
وراء بيع الغاز لاسرائيل
حسنين كروم
2011-03-11
كانت الاخبار والموضوعات الرئيسية في الصحف المصرية
الصادرة الجمعة عن الاجتماع الذي عقده اعضاء من المجلس العسكري مع رؤساء
الجامعات الخاصة والحكومية، بحضور وزير التعليم العالي والبحث العلمي
الدكتور عمرو عزت سلامة، والاجتماع الذي عقده رئيس الوزراء الدكتور عصام
شرف مع رؤساء مجالس ادارات وتحرير الصحف، وعدد من الكتاب واشار فيه الى ان
هناك تحركات لعناصر الثورة المضادة وقال بالنص: 'ما يحدث في الشارع المصري
ليس عشوائيا ولكنه مسألة ممنهجة تستهدف العمل على زعزعة كيان الدولة
واستقرارها، وضرورة الحزم بشدة وقوة لمواجهة حالات الانفلات الامني في
الشارع، بينما اشار نائبه الدكتور يحيى الجمل الى اننا نواجه ثورات مضادة
وان اصابع الاته تشير الى اياد خفية اجنبية تسعى للعبث بمقدرات مصر
وتاريخها لان مصر قوة اقليمية محورية تؤثر في المنطقة كلها.
ولكنه لم
يحدد من هذه الدولة التي تعمل لذلك، وكذلك تم نشر قوات الشرطة بكثافة وسط
ترحيب شعبي بها، وتعهد وزير الداخلية اللواء منصور العسيوي بان مباحث امن
الدولة سيكون لها دور اخر مختلف، ومع ذلك فقد حذرنا زميلنا الرسام المبدع
بـ'الوفد' عمرو عكاشة من اعضاء الجهاز بان كان رسمه عن مذيعة في التلفزيون
تقدم النشرة الجوية وعلى الشاشة 25 يناير وجندي يطلق الرصاص عليها وتقول
وهي تبكي: وتشير اخر التوقعات الى قدوم عاصفة من الاغتيالات والفتن قادمة
من امن الدولة في اتجاه 25 يناير، وننصح المواطنين بتوخي الحذر حتى تمر
بسلام. كما تم الافراج عن كل من عبود وطارق الزمر، واصدرت المحاكم العسكرية
عشرات الاحكام ضد بلطجية ومن اعتدوا على الناس، وازالة تعديات على املاك
الدولة، واستمرار اشقائنا الاقباط في التظاهر امام مبنى التلفزيون،
ومظاهرات الطلاب داخل جامعتي القاهرة وعين شمس للمطالبة باقالة رئيسيهما
لانهما والعياذ بالله من انصار النظام السابق، واعلان الدكتور محمد
البرادعي المرشح للرئاسة عن استعداده لمناظرة المرشح الاخر عمرو موسى،
واستمرار المطالبة بتأجيل انتخابات مجلس الشعب حتى لا يسيطر عليها اعوان
النظام السابق، واعلان اعضاء هيئة مكتب الحزب الوطني استقالتهم مع استمرار
صديقنا محمد رجب التمسك به والاعلان عن تغيير اسمه الى الوطني الجديد، على
طريقة نخلي اسمه احمد بدل الحاج احمد. والى بعض مما عندنا في نهاية
الاسبوع.
اصبروا قليلا يا اهل
ياسر وما صبركم الا بالله
ونبدأ
بالثورة ومعارك اشقائنا الاقباط، حيث قام زميلنا سمير رجب رئيس تحرير
'اربع وعشرون ساعة' يوم الخميس، بمعاتبة اخواننا السلفيين الذين قال عنهم
وعن مطالبهم الان: 'نحن متفقون على ان ثمة مطالب عديدة معلقة منذ ما قبل 25
يناير، لكن لابد ان نضع في الاعتبار بأن منها ما ينبغي تأجيله، ومنها ما
يمكن مناقشته حاليا بشرط عدم تأليب الناس على بعضهم البعض، اقول ذلك للاخوة
المتظاهرين الذين ذهبوا الى مقر رئاسة الوزراء مطالبين د.عصام شرف بضرورة
اعادة المسيحيات اللاتي سبق ان اشهرن اسلامهن ثم اختفين في ظروف غامضة.
ربما
يكون لديكم حق، لكن لماذا تنقبون الان عن اثار الماضي خصوصا بعد احتراق
كنيسة اطفيح، وتجمع المئات من المسيحيين امام مبنى التلفزيون معلنين
احتجاجهم حتى خرج اليهم الانبا ميتاؤس مطمئنا اياهم باعادة بناء الكنيسة
بمعرفة القوات المسلحة.
نحن لدينا ولا شك اسماء ممن تتحدثون عن صاحباتها
مثل وفاء قسطنطين وكاميليا زاخر وغيرهما، واللاتي تثير حكايتهن حفيظة
الاقباط، ان الحل ليس سهلا في تلك الظروف بالذات، اصبروا قليلا، يا اهل
ياسر، وما صبركم الا بالله'.
كاميليا شحاتة شاركت
اخوانها
الاقباط في التظاهر
لكن ما لا يعلمه السلفيون من آل ياسر - على حد
وصف سمير لهم لا وصفي انا - ان كاميليا شحاتة ظهرت فعلا وهي تشارك اخوانها
واخواتها الاقباط في التظاهر امام مبنى التلفزيون احتجاجا على هدم كنيسة
قرية صول، والعهدة في هذه الرواية على القمص عبد المسيح بسيط الاستاذ بكلية
اللاهوت، الذي نشرت له جريدة 'روز اليوسف' في نفس اليوم - الخميس - في
صفحتها الخامسة تصريحا ادلى به لزميلتنا ميرا ممدوح قال فيه: ' كاميليا
زاخر ليست بالدير، وانما بأحد دور الاقامة بالقاهرة، وحضرت المظاهرات امام
مبنى ماسبيرو، ولا صحة لما يشاع عن اسلامها، وهناك من يحاولون اجهاض مطالب
الثورة والمكتسبات التي حققتها بالنسبة لملف المواطنة'.
وهذا الكلام
شديد الغرابة ، لان واقعة كهذه لو كانت حدثت لكانت الخبر الاول لوكالات
الانباء والصحف، ولأظهرتها الكنيسة وركزت عليها، اولا لاثبات انها غير
محتجزة او معتقلة في احد الاديرة، وثانيا لعمق ايمانها بالمسيحية.
والغريب
ايضا ان يعترف بانها في احد دور الاقامة، طبعا التابع للكنيسة، دون ان
يوضح سببا لذلك.
وكنت قد شاهدت بين المتظاهرين من اشقائنا الاقباط امام
التلفزيون واحدة منقبة فهل يا ترى، يا هلترى، تكون كاميليا حتى لا يتعرف
عليها احد؟
ولماذا لم تظهر ايضا وفاء قسطنطين في المظاهرة ما دام قد تم
السماح لكاميليا بالخروج من دار الاقامة حتى يتم حسم هذا الموضوع نهائيا.
وبصراحة
هذا موقف غير مفهوم من الكنيسة، بل للاسف يعتبر عنادا وتشبها بعناد الرئيس
السابق، على اساس انهما كانا حليفين.
شكوك حول تحركات بعض الاقباط
وهو
ما قال به في نفس اليوم ايضا زميلنا في 'الشروق' وأحد مديري تحريرها عماد
الدين حسين، وهو يعبر عن شكوكه في تحركات بعض الاقباط: ' ما هو ليس مفهوما
بالمرة، هو موقف كثير من الاخوة الاقباط، سواء المعتصمين امام مبنى
التلفزيون في ماسبيرو، او اولئك الذين يغلقون المحور عند ميدان لبنان حينا،
او طريق الاوتوستراد عند المقطم ومنشية ناصر احيانا، لا ادري، هل يدرك
هؤلاء ومن يحركونهم انهم قد يدخلون التاريخ من اسوأ ابوابه، وقد يتذكرهم
الناس بانهم الذين حاولوا افشال الثورة لمصلحة القوى المضادة المنتمية
للعهد البائد، ومن قبيل التكرار ايضا نفهم غضب وثورة الاقباط وحقهم في
التظاهر، بل وحقهم في الحصول على ضمانات تمنع تكرار ذلك، وتضمن لهم مستقبلا
يتعامل معهم باعتبارهم مواطنين يتعاملون بكامل حقوق المواطنة وليسوا ابناء
اقلية دينية، والذي يحدث هذه الايام كارثي وينذر بما هو اكبر من الكارثة،
المعتصمون امام التلفزيون يتعاملون باعتبارهم اقباطا وليسوا مصريين، يرفعون
شعارات طائفية مفرقة، وليست وطنية جامعة، يرفعون الصليب بدلا من علم مصر،
ويدرك عقلاء الاقباط ان قادة كنيستهم قد تاجروا بالقضية القبطية، ورهنوا كل
مطالبهم العادلة عند النظام البائد، وكانوا العوبة واداة في يد الاجهزة
الامنية، مثلما كان بعض السلفيين المسلمين اداة في يد نفس الاجهزة، وان كل
ما حدث في اطفيح لم يكن موجها ضد المسيحيين، بل ضد كل الوطن، وعلى كل قبطي
ان يدرك ان رهانه على اجهزة الامن يشبه عشم ابليس في الجنة. يا ايها
الاقباط، مبارك رحل، والحزب الوطني احترق، وامن الدولة سقط، وليس امامكم
الا التعاون مع الثورة والمشاركة في انجاحها، او فلتتحملوا مواجهة
التاريخ'.
الفتنة الطائفية صناعة نظام مبارك
طبعا، كل هؤلاء
الحلفاء لفريق من اشقائنا الاقباط ذهبوا الى غير رجعة، لكن قد يظهرون فجأة
ويثيرون الفتنة الطائفية، وينحاز اليهم بعض الاقباط وهو ما قال به البعض،
كما جاء في تحقيق نشرته 'الدستور' يوم الخميس ايضا، وأعده زميلنا هاني سمير
وجاء فيه: ' قال كمال زاخر مؤسس جبهة العلمانيين الاقباط، ان احداث المقطم
محاولة من اصحاب المصالح التي سقطت مع سقوط النظام السابق لاستعادة
السيطرة على الشارع، واشاعة الفوضى من خلال استخدام الملف الطائفي الذي
يجيدون اللعب به للوقيعة بين الاقباط والمسلمين، وسلاحهم البلطجة، وتسريب
اشاعات حول الدين والمقدسات، ومن الاسباب التي ادت لاشتعال الموقف في
المقطم، التحالف بين امن الدولة وبعض اجنحة السلفيين الذين كانوا
يستخدمونهم من قبل لمواجهة الاخوان المسلمين، وعلى القوات المسلحة نزع فتيل
الازمة والتخلي عن الموقف الحيادي الذي قد يعود لاستشعار الحرج في التصدي
بحزم للخروقات الامنية، لكن الان بات من الضروري التدخل لفرض الامن
والسيطرة من خلال القبض على الجناة الحقيقيين الذين قاموا بالتعدي على
كنيسة اطفيح وتحويلهم لمحاكمة عسكرية، وما يستتبع ذلك من احكام رادعة حتى
تعود الاوضاع لطبيعتها.
وقال رفيق حبيب المفكر والناشط السياسي، اني
اعتبر فتح الملف الديني الان لن يفيد احدا سوى النظام السابق، لانه في حال
زيادة التوتر ستكون الاولوية للمطالبة بالاستقرار اكثر واسبق من الدولة
الديمقراطية، وعندها يمكن للطبقة السياسية الحاكمة ان تفرض قبضتها
الحديدية، وتعود مرة اخرى لبناء نفسها مستغلة ذلك في الترويج لنفسها في
الانتخابات القادمة على انها تدعو للاستقرار، وهذه مسألة خطيرة'.
بترول
الخليج يستخدم
احيانا كوقود لاشعال باقي الاوطان
طبعا، هذه
مسألة خطيرة، وبالذات لو صدقت معلومات زميلنا خفيف الظل ومتعدد القدرات
جلال عامر عن تغذية دول البترول السلفيين بالاموال، وهو ما اتضح من قوله في
نفس اليوم في 'المصري اليوم': 'انتبهوا ايها السادة لان بترول الخليج
يستخدم احيانا كوقود لاشعال باقي الاوطان، والذي يرى ما يفعله بعض السلفيين
الان بالوطن من محاولة تخريب الثورة يتحسر على ايام الاخوان، وعلى ايام
مسلسل الجماعة الذي هو ارحم بكثير من مسلسل الحرائق، فهل ما يحدث له علاقة
بتأييد احدى دول الخليج لمبارك، الله اعلم، وهل يرضيك ما يفعله بعض
المسيحيين من تعطيل مرافق الدولة، وهل ما يحدث له علاقة بتأييد الكنيسة
لمبارك، الله اعلى واعلم، فأنا شخصيا من ناحية قلبي ونار قلبي واد حبيب
موت، وحبيبي لو غاب يوم عن عيني ارقع بالصوت.
اتسال: هل ما يفعله بعض
المسلمين وبعض المسيحيين، يصب في صالح الثورة وفي صالح الوطن، ام في صالح
القصر؟ في انتظار شتائمكم'.
راقبوا اصابع اقطاب النظام السابق
في التحريض الطائفي
لا شتائم ولا توبيخات، الامر واضح جدا، وزاده
وضوحا في نفس العدد الدكتور ايمن الجندي بقوله في عموده كثير من الحب:
'حدوث الاضطرابات الطائفية ينبغي الا يدهشنا، بل المدهش الا تحدث هذه
الاضطرابات، تفجير دور العبادة متوقع، اغتيال قيادات دينية متوقع، ينبغي ان
نفهم ان اقطاب النظام السابق ليسوا سياسيين نختلف معهم، بل عصابة اجرامية
بكل معنى الكلمة، لا ادري لماذا لا نسمي الامور بأسمائها الحقيقية؟
تعذيب
المعتقلين له اسم 'مجرم'، اطلاق الرصاص على المتظاهرين له اسم 'قتلة'، نهب
اموال الشعب له اسم' حرامية' هل بعد ذلك نستغرب اذا اثاروا الفتنة
الطائفية؟
والله اننا لقوم سذج اذا اندهشنا، هؤلاء الذين ما زالوا مطلقي
السراح لسبب نجهله، هم في غاية الخسة والوضاعة لا يعرفون حرمة للروح
البشرية ويدوسون على المتظاهرين بالسيارات المصفحة كأنهم صراصير، فهل
نستغرب ان يصنعوا اي شيء لافشال الثورة.
افسدوا كل شيء، تلاعبوا بمثلث
الامن القومي الحقيقي، فلسطين، الاقباط، النيل، تحالفوا مع اسرائيل، افسدوا
علاقاتنا بدول المنبع، زرعوا الكراهية بين المسلمين والمسيحيين، لوثوا
الازهر والكنيسة بالسياسة، تدخلوا في اعمال القضاء، دمروا التعليم، خصخصوا
القطاع العام، نهبوا الاراضي، سرقوا الاثار، ضيعوا الصناعة والزراعة، لم
يعد هناك حجر على حجر او بناء سليم.
والحل الان ان نتصارح بلا تزويق،
الاغلبية لها حقوق، والاقلية لها حقوق، مشاكل المسيحيين يجب ان تحل وفورا،
بناء الكنائس بما لا يخل بالطابع الاسلامي لمصر'.. صحيح.. صحيح كل ما ذكره
ايمن هو ما حدث، بل وابشع منه.
هل من قتل في ثورة 25 يناير
هم
شهداء في سبيل الله؟
والى الفتاوى عن الثورة، حيث ارسل المواطن
زهران عبد الشافي من محرم بك بالاسكندرية الى باب - انت تسأل والاسلام يجيب
- بجريدة 'اللواء الاسلامي' ويشرف عليه زميلنا محمد الشندويلي:
- هل من
قتل في ثورة 25 يناير هم شهداء في سبيل الله؟ وهل من مات بعد ايام اثر
جراحه يعتبر شهيدا ايضا؟
وقد رد على سؤاله الشيخ الدكتور محمد نجم الدين
الكردي قائلا: 'نعم ان هناك شهداء سقطوا في ثورة التحرير 25 يناير، وهم
ثوار دعاة اصلاح خرجوا مسالمين غير مدججين بالسلاح، ماتوا غيلة، لم يخرجوا
اطلاقا للقتل في مطالبهم، خرجوا لله وعادوا لله شهداء في الجنة بأذن الله،
بلا شك هم قتلوا غدرا حتى ولو مات بعد حين فهم شهداء، وهذا عبيدة بن
الحارث' رضي الله عنه' اصيب يوم بدر اصابة قاتلة وجيء به الى النبي' صلى
الله عليه وسلم' قد قطعت رجله ومخها يسيل فضجعه الرؤوف الرحيم' صلى الله
عليه وسلم' ووسده رجله، وجعل يمسح الغبار عن وجهه، لنا ان نتخيل الام الساق
التي قطعت، وسكرات الموت التي هي اشد من السيف مائة ضربة، كل هذا تلاشي في
لحظة عندما فتح عبيدة عينيه، فاذا بوجه الحبيب' صلى الله عليه وسلم' ملء
ناظريه، وانفاسه تعطر المكان من حوله، ثم قال' الست شهيدا؟ قال: بلى وانا
الشاهد عليك ثم مات'.
فتوى بخصوص من عذبوا المتظاهرين
طبعا،
وشهداء الثورة لم يحققوا لنا ما عجزنا عنه، وضحوا بأنفسهم وهم في الجنة،
وتركوا لنا وصية الانتقام لهم من قاتليهم ومن عذبوا الناس، لكن لابد من
فتوى في هذا الخصوص، وقد تطوع بها، مشكورا، مأجورا، الشيخ عبد العزيز
النجار ونقلها الينا زميلنا في 'عقيدتي' موسى حال، وهي: 'قال الشيخ عبد
العزيز النجار، عضو لجنة الفتوى بالازهر، الله عز وجل خلق الانسان وكرمه
وميزه بالتكليف الذي جعله اهلا بالتكريم، وامر الملائكة بالسجود لادم، ومن
اجلهم ارسل الرسل، وكل من اشترك او ساهم في تعذيب مسلم او غير مسلم، وضربه
بدون وجه حق هو اثم، ويجب ان يقتص منه، حتى وان كان هذا امرا من حاكم ظالم،
لان الله عز وجل قال عن قوم فرعون الذين اطاعوا امره دون ان يعملوا عقولهم
في التعذيب والضرب والقتل لقومهم' فاستخف قومه فأطاعوه انهم كانوا قوما
فاسقين' الزمر 54.
وصفهم الله سبحانه وتعالى بالفسق او بالفسوق لانهم
نفذوا امره في معصية الله سبحانه وتعالى.
لا طاعة لمخلوق في معصية
الخالق
ووضح الاسلام مبدأ مهما وهاما، انه لا طاعة لمخلوق في معصية
الخالق، مهما كان بطشه ومكانته وسلطانه، وسيدنا ابو بكر الصديق رضي الله
عنه يقول فور توليه الخلافة ' قد وليت عليكم ولست بخيركم، اطيعوني ما اطعت
الله ورسوله فيكم، فأن عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم'، فهذا مبدأ
حكيم ودستور حياة، ضباط امن الدولة وغيرهم الذين اشتركوا في تعذيب وضرب
واهانة وسحل المسلم او غيره وقتل البعض، ان يتوبوا الى الله جميعا وان
يذهبوا الى من يعرفون انهم على قيد الحياة من المعذبين على ايديهم ويطلبوا
السماح من اهل كل من عذب حتى الموت، ويعرضوا عليهم الدية ويطلبوا من ذويهم
الصفح والمغفرة، او يصدروا بيانا رسميا في وسائل الاعلام يعترفون فيه
بجرائمهم ضد عامة الشعب واخوانهم في الوطن، ويطلبون العفو والسماح من جميع
من اصابه اذاهم وناله نصيب من التعذيب والتنكيل والسحل والسب والاذى والمنع
من العمل او السفر او الترقي، والله تعالى يقول' فمن عفى له من اخيه شيء
فاتباع بالمعروف وأداء اليه باحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدى بعد
ذلك فله عذاب اليم'.
لان الله عز وجل لم يشرع عقوبة شرعية لمن ابدى رأيا
سياسيا او عبر عما يعاني منه هو وامته، اذ لا قيمة لتقرير حق من الحقوق
الانسانية، اذا كان هذا الانسان يخاف او يعبر عما في نفسه خوفا من هذا
الجهاز المرعب، والله يقول في سورة الاسراء' ولا تقتلوا النفس التي حرم
الله الا بالحق ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل
انه كان منصورا'.
رجل الاعمال الهارب
الذي نفذ صفقة بيع الغاز
لاسرائيل
والى معارك الثورة، وقضايا الفساد المرعبة التي يتم نشرها،
وبسببها تم التحفظ على اموال وممتلكات ومنعهم من السفر، وغيرهم يخضعون
للتحقيقات، مثل وزير البترول السابق سامح فهمي في قضية بيع الغاز لاسرائيل
بواسطة رجل الاعمال الهارب وصديق مبارك حسين سالم، بأسعار اضاعت على الدولة
مليارات الدولارات، والغريب ان سامح قال انه كان ينفذ اوامر مبارك، كتابات
زميلنا في مجلة 'المصور' وأحد مديري تحريرها، غالي محمد، وهو مندوب المجلة
في البترول وكان قريبا جدا من سامح وقيادات الوزارة، ومما قاله غالي:
'بالوقائع والادلة كان اختراق رجل الاعمال حسين سالم لقطاع البترول بداية
من تأسيس معمل ميدور مع رجل الاعمال الاسرائيلي يوسي ميمان الى تصدير الغاز
الطبيعي لاسرائيل، بالمشاركة مع ذات الرجل رئيس شركة ميرهاف الاسرائيلية
واضحا للجميع، بالوقائع قرر المهندس سامح فهمي وزير البترول السابق، انشاء
خط الغاز العربي لتصدير الغاز الى الاردن وسوريا ثم تركيا، ومع الاتفاق على
تصدير الغاز الطبيعي للاردن، صدرت التعليمات من الرئيس مبارك للمهندس سامح
فهمي بأن يتولى رجل الاعمال حسين سالم هذه المهمة، وبالفعل سافر حسين سالم
لتوقيع الاتفاق مع الجانب الاردنى، لكن الاردن رفض ان يتم الاتفاق مع
افراد، واصر على ان يتم الاتفاق مع احدى مؤسسات الدولة، وبالفعل تقرر اسناد
تصدير الغاز للاردن الى شركة تتبع جهاز المخابرات العامة لما له من دور
وطني ومسؤول، وذلك بعد تحفظات الاردن على سالم وغيره، وهكذا تم تأسيس شركة
غاز الشرق، كشركة تتبع المخابرات المصرية لتصدير الغاز المصري للاردن، لكن
رجل الاعمال حسين سالم الذي فشل في تصدير الغاز الطيبعي للاردن اقنع الرئيس
مبارك بضرورة تصدير الغاز لاسرائيل واسس شركة المتوسط في 17 ابريل 2000
بمفرده ثم في 2005 دخل معه رجل الاعمال الاسرائيلي يوسي ميمان، والمعهد
الاسرائيلي و25 في المائة للشركة التايلاندية و10 في المائة للشركة القابضة
للغازات الطبيعية التابعة لوزارة البترول و12 في المائة للامريكيين سام
زيل وديفيد فيشر.
وقد اضطلعت شركة حسين سالم بانشاء خط الغاز البحري
الذي ينقل الغاز الطبيعي من الشيخ زويد في العريش الى عسقلان في اسرائيل،
والمثير ان تكلفة هذا الخط تمت بقرض يصل الى خمسمائة مليون دولار تمويلا من
البنك الاهلي من اجل حسين سالم.
وهكذا ببساطة استفاد منه سالم وشركاؤه
الاسرائيليون والامريكيون، فعائد شركة شرق المتوسط الذي يصل الى عدة ملايين
يوميا ، يزيد كلما زادت كميات تصدير الغاز الى اسرائيل ، وبالفعل زاد تصير
الغاز الى اسرائيل.
اوراق الصفقة
لم تظهر في المحاضر الرسمية
والملاحظ
انه مع بدء تصدير الغاز الى اسرائيل في عام 2008، ومع تصاعد الضغوط
الشعبية قام رجل الاعمال حسين سالم ببيع اسهمه في شركة شرق المتوسط لرجل
الاعمال الامريكي سام زيل، بقيمة خيالية وهناك من يتحدث عن ان تلك القيمة
تتراوح ما بين 5 و 2 و 3 مليارات دولار، وهذه القيمة لا تظهر في اي اوراق
او جهات في مصر، وكان اكثر من القيمة الحقيقية لحصته، لانه كان عربون محبة
لاخرين، وهذه القيمة لم تذهب الى حسين سالم وحده، بل هناك من يردد ان جزءا
كبيرا منها ذهب لاخرين يجب الكشف عنهم، ولم يقف دور حسين سالم عند ذلك، بل
سبق له وبمساندة من الرئيس السابق ان ضغط على قطاع البترول لتصدير الغاز
الى اسبانيا بمشاركة رجل الاعمال المعروف يحيى الكومي.
ولم تكن وساطة
حسين سالم لتصدير الغاز المصري المسال الى اسبانيا لانه يحمل الجنسية
الاسبانية فقط، ولكن من اجل العمولات الضخمة التي حصل عليها من الشركات
الاسبانية، بسبب الاسعار المنخفضة التي تم فرضها على قطاع البترول ايضا،
ولم يقف نفوذ حسين سالم عند ذلك بل حاول بمساندة رئاسية، ان يحتكر كافة
كميات الغاز المصري لتصديرها للخارج، ولكن تم رفض ذلك ايضا من جانب قطاع
البترول، ولو كان ذلك قد حدث لكانت الاولوية لتصدير الغاز الطبيعي عن
الاحتياجات المحلية.
وقد سبق ان تكرر سيناريو حسين سالم مع معمل ميدور
الذي اسسه ايضا مع شركة ميرهاف الاسرائيلية التي يرأسها يوسي ميمان الذي
دخل معه ايضا في شركة شرق المتوسط لتصدير الغاز لاسرائيل، وقد تم فرض
تأسيسها على الدكتور حمدي البنبي وزير البترول الاسبق، وتولى حسين سالم
رئاسة مشروع معمل ميدور منذ عام 1994، وكان يقوم باسناد كافة عمليات اقامة
المشروع بالامر المباشر لمن يريد وكأنه قطاع مستقل داخل قطاع البترول،
نتيجة المساندة الرئاسية التي يتمتع بها، واستمر في رئاسة المشروع حتى عام
2002 دون ان يعرف احد من قطاع البترول عما يفعله داخل المعمل، خاصة فيما
يتعلق باستيراد الزيت الخام، وعندما حدثت ضغوط من جانب قطاع البترول
والصحافة على ضرورة اخراج حسين سالم، صدرت التعليمات السياسية للبنك الاهلي
بشراء حصة حسين سالم في ميدور دون تقييم وبأسعار تصل الى اربعة اضعاف
القيمة الحقيقية، وهذه لم تكن تذهب لحسين سالم وحده، بل كانت تذهب لمن
يساندون حسين سالم'.
وفي الحقيقة فان كل هذه الحقائق سبق لصحف كثيرة
حزبية ومستقلة ان نشرتها على مدار السنوات الماضية، اي لا جديد فيها ولا
بالنسبة لغيرها من الفضائح التي يتم تقديم البلاغات للنيابة بشأنها الان.
لكن
السؤال، هو، ولماذا قبل سامح فهمي وغيره، الاستقالة من عمله حتى لا يوافق
على حدوث هذه الجرائم الخطيرة، وهو ما سخر منه يوم الخميس زميلنا في
'الاهرام' شريف العبد بقوله: 'سامح فهمى، ما هذا يا رجل ؟ كيف تقول انك
مجرد بصمجي، ولم تكن راضيا عن بيع الغاز بهذه الاسعار المجحفة، الم تكن
لديك الجرأة في تقديم الاستقالة حتى لا تبصم على هذا الجرم وتنال هذا السخط
من جانب الرأي العام'.
اسرة مبارك تمثل امام
جهات التحقيق
الاحد المقبل
واخيرا الى الرئيس الراحل محمد حسني مبارك وقيام
'الاهرام' بنقل بشارة الى اهل مصر في صفحتها الاولى تحت عنوان' اسرة مبارك
تمثل امام جهات التحقيق الاحد المقبل'، ومما جاء في تحقيق زملائنا سهام عبد
العال ومحمد الشاذلي وعماد الفقى، ما يلي: 'صرح المستشار عاصم الجوهري
مساعد وزير العدل للكسب غير المشروع بأن الرئيس السابق محمد حسني مبارك سوف
يمثل بنفسه امام جهات التحقيق اذا ما تم استدعاؤه، لمناقشته فيما ورد في
تقارير الاجهزة الرقابية مقارنة بما حرره بنفسه من اقرارات الذمة المالية
طوال فترة توليه السلطة، وان الرئيس السابق قد اصبح مواطنا عاديا زالت عنه
جميع الحصانات'.
من له الحق بفحص
ذمة مبارك المالية
ويلاحظ
هنا عبارة - اذا ما تم استدعاؤه - اي من الممكن الاكتفاء بحضور محام عنه،
لكن كانت هناك اراء اخرى، قبل يوم واحد فقط، هو الخميس، عن كيف ينفق مبارك
واسرته، ومن له الحق في فحص ذمته المالية، وذلك في تحقيق نشرته
'الجمهورية' وأعده زميلانا محمد زين واحمد مراد، وجاء فيه: ' الدكتور بهاء
ابو شقة يقول ان الجهة الوحيدة المنوط بها فحص الذمة المالية لرئيس
الجمهورية هي محكمة النقض، وليس جهاز الكسب غير المشروع، بعكس اي مسؤول او
موظف اخر في الدولة، والاجراء المتبع مع رئيس الجمهورية وعائلته والمسؤولين
الاخرين هو فحص اقرارات الذمة المالية قبل توليهم مناصبهم، ومقارنتها
باقرارات الذمة المالية السنوية واخر اقرار قبل التحقيق معهم، وفي حالة
ثبوت تضخم غير معلوم او مبرر في ثرواتهم، يتم توجيه اتهامات الكسب غير
المشروع لهم، والقانون يتيح لرئيس الجمهورية السابق واسرته والمسؤولين
ورجال الاعمال الصادر بحقهم قرارات التحفظ التقدم بطلب الى رئيس المحكمة
الذي ينظر امر التحفظ على اموالهم لصرف جزء من تلك المبالغ شهريا من اجل
تلبية احتياجاتهم المالية ومصروفاتهم المنزلية.
وقال فتحي الحويني نقيب
المحامين بقنا والاقصر: ان مصروفات الرئيس مبارك وعائلته اثناء فترة التحفظ
على اموالهم تتم عن طريق النائب العام الذي يقوم بتخصيص جزء من الدخل
لعائلة الرئيس لكي يتمكن من تلبية احتياجاته اثناء فترة التحقيق وامر منع
التصرف في امواله'.
2000 جنيه معاش مبارك
ولكن، على طريقة
فرجت، وكنت اظنها لن تفرج، او على طريقة اخرى الارزاق بيد الله، فقد تم حل
المشكلة بوجود معاش للرئيس السابق، وقد انفردت به جريدة 'روز اليوسف' امس
في تحقيق زميلينا، اسلام عبد الرسول ومنيرفا سعد، بصفحتها الاولى بعنوان'
مفاجأة 2000 جنيه معاش مبارك' وجاء في التحقيق: 'في الوقت الذي بدأت فيه
اجراءات كشف سرية حسابات الرئيس السابق واسرته في كل البنوك، كشفت مصادر
مسؤولة فـــي وزارة المالـــية لروز اليوسف ، تسوية معاش الرئيس السابق عن
سنوات خــــدمته الثلاثين، وفوجئ انه لا يتجاوز الفي جنيه فقط، من واقع
ملفه بهيئة المعاشات العســكرية، اكدت المصادر ان مبارك اعترض على قيمة
المعاش الذي تم اخطاره به في اتصال تليفــوني اجراه معه رئيس الهيئة الذي
قام على الفور بالاتصال بمسؤولي هيئة التأمينات الاجتماعية، التي راجعت
حساب المعاش لتتأكد من قيمته، وتأكدت من صحته، واشارت المصادر الى ان
المعاشات العسكرية لها طابع خاص، والذي يضع حدا اقصى بنسب ومدد خدمته، كما
تقوم الهيئة بحساب مكافأة نهاية الخدمة وباقي الاستحقاقات'.
الثورة
المضادة اصبحت
واضحة لكل ذي عينين
اي ان لمبارك معاشين الان،
وهو ما لن يرضى عنه زميلنا في 'الجمهورية' عبد الرحمن فهمي اذا علم به،
خاصة انه قال عنه يوم الجمعة امس: ' الثورة المضادة اصبحت واضحة لكل ذي
عينين، أكاد ارى اصابعها رأي العين، كنت - بلا نرجسية - اول من حذر منها،
فالديكتاتور الذي سمع بأذنيه المناداة بسقوطه مصحوبا بألعن الشتائم، ورأى
بعينيه صوره تتحطم في الشوارع وتطأها الاقدام، مع ذلك كان يتحايل ويستجدي
مجرد بقائه ستة اشهر رعم وجوده المكثف مدة ثلاثين عاما، فقد كان يخشى ما
يحدث له الان من فضائح وسرقات ونهب، كان يخشى من فضح امره لا امام جماهير
مصر فقط بل امام العالم كله.
الرجل ما زال عنده امل، فلا ننسى انه مقاتل
لا يعترف بهزيمة، ثم اذنابه في كل مكان، وفي جيبه سبعون مليار دولار، لو
اراد بنك ان يحصيهم عددا لاستغرق رغم كل الات العد يوما وبعض يوم'.