نبوءة قاتمة.. المصريون يكرهوننا
د. دان الدار
2011-02-20
كان هذا سلاما أعوج منذ ان حدث أكثر من ثلاثين سنة.
كانت استراتيجية 'السلام' عند مصر التي لم تكن ترمي سوى الى ان تعيد لنفسها
سيناء وتحظى بمساعدة امريكية، منذ بدايتها مشحونة بالعداء والشك فينا.
فاذا استثنينا الامتناع عن الحرب، فانها لم تكن مصحوبة من الجانب المصري
بصب مضامين سلام كامل صادق.
إن مشاعر العداء الشعبية نحو اسرائيل
والصهيونية والشعب اليهودي ما تزال سائدة عند الجمهور المصري. ولم يحجم
قادة الرأي العام وفيهم مثقفون ليبراليون، وكذلك وسائل الاعلام التي كانت
تخضع حتى الآن لرقابة السلطات طوال السنين عن شيطنة اسرائيل وقادتها، وسلب
الشعب اليهودي انسانيته على نحو معاد للسامية والتحريض على كراهية اسرائيل،
بخلاف مطلق لروح اتفاق السلام.
منحت مصر السلام أضيق معنى ممكن. وقد
رأى قادتها وصاغة سياستها منذ كان السادات هدف مسيرة السلام مع اسرائيل،
وسيلة لتقليصها الى 'أبعادها الطبيعية'، أي الحدود قبل 1967، وسلبها
ذخائرها الاستراتيجية.
فضلت مصر تحت حكم مبارك ان تجعل مسيرات السلام
بطيئة قدر الامكان وكذلك تطبيع العلاقات بين اسرائيل وسائر العالم العربي،
كي تحتفظ بالشرعية العربية العامة لنشاطها باعتبارها وحدها وسيطة اقليمية.
لعب
مبارك دورا بارزا في إفشال مؤتمر كامب ديفيد في سنة 2000. وقد هدد بتأييد
من الاعلام المصري ومن رجال الدين ايضا ياسر عرفات بأنه سيُعتبر خائنا اذا
قبل المقترحات التي أُثيرت في المؤتمر وسلبه كل شرعية لاتخاذ القرارات
المتعلقة بالقدس. وبهذا أسهمت مصر في نشوب 'الانتفاضة' الثانية، التي
منحتها ما يشبه حرب استنزاف لاسرائيل بواسطة الفلسطينيين. كان هذا هو
المبدأ المصري للسلام مع اسرائيل وهو ان تسيطر سيطرة غير مباشرة على
المواجهة ذات القوة المنخفضة.
إن الربط بين الواقع الداخلي اليومي
البائس في مصر وبين سياسة 'السلام' في الحد الادنى مع اسرائيل طوال السنين،
يشتمل على نبوءة قاتمة بمستقبل العلاقات بين الدولتين. ليس من الممتنع ان
يضطر الجيش في اثناء التفاوض مع المعارضة المصرية في مستقبل نظام الحكم الى
ان يُعامل التيارات الاسلامية بتسامح أكبر ولو من اجل الحفاظ على مكانته
باعتباره حَكَماً ومُقِّراً للاوضاع.
إن عداوة اسرائيل، الراسخة رسوخا
عميقا في الوعي المصري والتي تعتمد على نظرة اسلامية تقوى، قد تصبح رابطا
يؤلف بين تيارات المعارضة والجيش. وإن اندماج الاخوان المسلمين في النظام
القادم قد يُعجل بتدهور العلاقات مع اسرائيل الى حد الغاء معاهدة السلام،
برغم تصريحات قادة الجيش الحالية.
إن الجيش المصري، الذي لا يوالي
بالضرورة الروح العلمانية، مثل الجيش التركي، قد يُغير توجهه نحو اتفاق
السلام مع اسرائيل. إن اسرائيل ما تزال تُرى عامل التهديد الرئيسي في خطة
تدريباته. وإن الانزلاق الى جو شحذ السيوف قد ينتقل بالتدريج من الخطابة
المتحمسة المعادية لاسرائيل بواسطة جهات قانونية من المعارضة، الى مطالب في
نطاق مؤسسات الامم المتحدة من اجل تغيير ترتيبات نزع السلاح في سيناء، وقد
تبلغ الى رفع مطالب من قبل مصر للرقابة على السلاح الذري الذي تملكه
اسرائيل كما تزعم.
تكيفت سياسة اسرائيل نحو مصر من اليسار ومن اليمين،
مع مرور السنين مع مقاييس 'السلام البارد' والمعوج التي أملاها نظام مبارك،
مع افراطها في تقدير 'أهمية مصر الاقليمية'. الآن، مع ابعاد مبارك، يبدو
انه حان الوقت لنفض هذه السياسة والاستعداد من جميع الجوانب السياسية
والامنية، لاستقبال كل شر قد ينشأ من الجنوب.
' مسؤول سابق كبير في الموساد وباحث في شؤون الشرق الاوسط
هآرتس 20/2/2011
شاكر الشيخ - استعدوا
استعدوا
كما تريدون وكما يروق لكم فأنتم بالنسبة لجيش مصر الابية وحصن العرب مجرد
تفلة بإذن الله ويبدوا أنه قد حان الوقت للصلاة فى الاقصى تحت طلقات سلاح
جيشنا حماه الله