حمادي فريق العمـــــل *****
عدد الرسائل : 1631
تاريخ التسجيل : 07/12/2010 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 8
| | الرسالة وصلت | |
الرسالة وصلت نورالدين لشهب Thursday, February 17, 2011 نعم وصلت رسالة الفتية المغاربة الذين آمنوا بحب وطنهم وتجاوزوا جميع اختلافاتهم الفكرانية، وحساسياتهم السياسية، وقناعاتهم الشخصية، وحساباتهم المصلحية. وصلت الرسالة بالرغم من وسائل التشويش من لدن المحبطين من ذوي المصالح الشخصية التي تتلبس بالروح الوطنية المشوهة. لقد استطاع الشباب المغاربة أن يفشلوا كل دعوات التشكيك التي صاحبت مبادرتهم في الإصلاح والتي اختاروا لها يوم 20 فبراير ليتكلموا بصوت واحد، ا انتصر الفتية الذين آمنوا بحب وطنهم على دعوات التكفير الإعلامي والسياسي التي يقودها صحفيون انتهازيون وسياسيون كاذبون تحولوا على حين غرة إلى وعاظ يوزعون صكوك الوطنية على من شاؤوا ويمسكونها على من رفضوا، وأمسكوا أقلامهم الحمراء وتوسلوا بأصواتهم المبحوحة وشرعوا في تقسيم المواطنين إلى طوائف ونحل وفرق قددا. وصلت الرسالة إلى الأحزاب السياسية المترهلة التي ما بات أحد يسمع لصوتها التي خذلت هؤلاء الشباب ولم تأبه بمقاطعته لانتخابات 2007 التي أفرزت حكومة ما عاد أحد من المواطنين يثق بوعودها، وصلت الرسالة إلى القادة السياسيين الذين استبدلوا الاختلاف حول المشاريع الفكرية والبرامج السياسية إلى تبادل السب والشتم على صفحات الجرائد الوطنية كما لو كانوا مراهقين في أزقة مدن منسية، وصلت الرسالة إلى ما يسمى بهيئات المجتمع المدني المفبركة على مقاس نسق التسلط المهيمن على الحياة السياسية. وصلت الرسالة إلى الإعلام المخدر للشعوب والذي استبعد الفن الراقي والثقافة البانية، وأقصى صوت المثقف الحقيقي والداعية الصادق. وصلت الرسالة إلى المشعوذين الذين راهنوا على مفهوم الانقسامية في المجتمع المغربي بين اليساري والإسلامي والأمازيغي والعروبي والرجل والمرأة. وصلت رسالة الشباب المغربي إلى هؤلاء واضحة بأن الاختلاف في المجتمع هو تنوع خلاق وعافية للجميع، بينما الاستبداد هو السم القاتل لهذا التنوع والتعدد المقبول والمفروض بكل مقاييس الاجتماع البشري منذ أن خلق الله هذا العالم. بينما المرفوض هو الظلم المؤذن بخراب العمران. نعم وصلت الرسالة إلى مثقفي "البيرة" والنميمة ووعاظ السلاطين الذين ما فتئوا يرددون عبر أسطوانة مشروخة بأن الشباب المغربي، كباقي الشباب في بلاد العرب والمسلمين، غير مهتم ولا مبال ولم يعد يشعر بالمسؤولية تجاه وطنه ومستقبله، ويعللون دعواهم كون شباب اليوم لم يعد يهتم بالكتاب واستعاض عنه بالحاسوب، وبدا هذا النقاش يعرف جدلا واسعا لدى فئة من المثقفين الذين توهموا أن مفتاح التغيير موجود في جيوبهم، ومنهم من حاول ابتزاز الحاكم والتزلف له طمعا في جاه أو منصب كما فعل جابر عصفور في مصر أثناء الثورة، بينما كانت رياح التغيير تنطلق في غفلة عنهم عبر وسائل الاتصال الحديثة على صفحات الفيسبوك والتويتر واليوتوب والمدونات. وصلت الرسالة إلى نسق التسلط العربي مفادها أن هؤلاء الشباب استطاع أن يحطم جدار الخوف إلى غير رجعة ولم يعد يأبه بهراوة المخزني ولا سياط التعذيب ولا الزنزانة الباردة ولا تجسس المخابرات، ويكفي دليلا هو ما رأيناه في ليبيا التي يحكمها العقيد معمر القدافي مدة 42 سنة بالتمام والكمال، إذ أن كل المؤشرات والتحليلات كانت تذهب إلى أن ليبيا غير مرشحة للثورة الشعبية لأسباب من أهمها أن النظام السياسي في ليبيا يوجد على رأسه رجل اسمه الأخ القائد معمر القدافي النصوح للشعب التونسي والرحيم بالرئيس حسني مبارك، ولم يصدق احد أن الشعب الليبي خرج عن بكرة أبيه ومزق صور القائد العظيم والثائر المسلم، وحرق مقرات اللجان الشعبية التي عهد إليها حكم الشعب نفسه بنفسه كما يصرح أخونا القائد متباهيا بنظامه السياسي الذي لم يخلق مثله في العالم. وصلت الرسالة إلى اللوبي الاستعماري الذي حكم الشعوب وتحكم في رقابها وظن أنه حولها إلى قطيع يساق إلى المسرح أو المذبح دون حسيب ولا رقيب، بينما الشباب قلب الطاولة في وجه أذناب الاحتقلال الذين سرقوا الخيرات، واحتلوا البلاد، وأهانوا العباد، وركنوا إلى الأعداء وكانوا لهم نصيرا على الحقوق المشروعة للشعوب التواقة للحرية والكرامة والعدالة. نعم وصلت الرسالة بشكل واضح، وأكاد أجزم أن المتلقي قد فهمها ووعاها بشكل واضح أيضا... لكن الرسالة التي وصلت تحتاج إلى توضيح نقطتين خفيفتين على اللسان ثقيلتين في الميزان : أولا: لقد اتضح أن الشباب المغربي نجح في إفشال أصوات المحبطين والمستفيدين من الوضع الآسن الذي يتنفعون منه، واستطاعوا أن يوحدوا صوتهم المطالب بالإصلاح، ولكن أرى من الواجب أن ينظموا صفهم جيدا يوم 20 فبراير بشكل سلمي بعيدا عن الانجرار وراء آفة العنف كالتخريب وحرق الممتلكات ودفع البلاد إلى حالة من الفوضى لا يتمناها أي مواطن صادق بهذا البلد، لا ينبغي أن يعطي شبابنا المغربي الفرصة للمحبطين والمفسدين في هذا البلد العزيز كي يزايدوا عليهم في الوطنية، نتمنى أن نعطي درسا بليغا في الأخلاق والروح الوطنية الصادقة، نريد أن نعطي درسا حضاريا في التظاهر السلمي نفاخر به العالم. وما هذا بعزيز على الشباب المغربي الذي يعتز بوطنه أينما حل وارتحل. ثانيا: الملاحظ أن الشباب المغربي استطاع أن يتجاوز كل الاختلافات السياسية والحزازات الايديولوجية والقناعات الشخصية.. نعم هذا جميل جدا، ولكن نرجو من الشباب المغربي أن يتجاوز الشعارات العنصرية كأن يرفع شعارات ضد أهل فاس وآل الفاسي كما نسمع ونتابع ونقرأ في بعض المقالات السخيفة والتعليقات في الفيسبوك وحتى بعض المجلات المغربية التي جعلت حزب الاستقلال مافيا، أكيد أن الأحزاب السياسية ضعيفة ولا نريد أن نحملها كل التبعات والأخطاء، كما يجب أن ننوه إلى أننا حين ننتقد الأحزاب لا ننتقد الأشخاص، بل انتقادنا ينصب إلى المؤسسة الحزبية وليس إلى مفهوم الحزب، لأنه لا يمكن أن تقوم ديمقراطية دون أحزاب كما هو معلوم، أضف إلى هذا أن الرجال الصادقين والوطنيين المخلصين موجودين في كل الهيئات المدنية والأحزاب السياسية وأيضا هياكل الدولة.. حذار من مطالبة الدواء بالذي كان هو الداء... والله أعلم.الكونفدراليون في مسيرات جهوية يوم 20 فبراي | |
|