** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
النوم في العسل..  I_icon_mini_portalالرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 النوم في العسل..

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سمية
مرحبا بك
مرحبا بك
سمية


عدد الرسائل : 133

الموقع : سرير الحبيب
تاريخ التسجيل : 09/04/2010
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2

النوم في العسل..  Empty
16022011
مُساهمةالنوم في العسل..

النوم في العسل..  Picture-25

النوم في العسل..






عبد الله الدامون - damounus@yahoo.com




زرت مصر قبل أكثر من عشر سنوات،
ولم تبق في الذهن صور كثيرة لحوالي أسبوعين ما بين القاهرة وشرم الشيخ، غير
أن حكاية بقيت عالقة في الذاكرة إلى اليوم بكل تفاصيلها، وأستعيدها اليوم
بعد هبة المصريين الرائعة، طلبا للكرامة أولا، ثم للخبز ثانيا.
على مقربة من مقام السيدة زينب، الميدان الأشهر في القاهرة، كان صديق يمنح
حذاءه لرجل يلتقط رزقه من مسح الأحذية. وعندما علم بأننا مغاربة، لم يوفر
أي إطراء يمكن أن يقوله عن بلده مصر والريّس مبارك. كرر على أسماعنا عبارة
«مصر أم الدنيا» عدة المرات، وتحدث عن عزة وعز المصريين، وكال مديحا لمبارك
لم يكله المتنبي لسيف الدولة الحمداني.
كان ذلك الرجل يلبس «جلاّبية» قذرة ويمشي شبه حاف وعيناه كانتا غائرتين من
فرط البؤس والجوع والضنك. بعد أن انتهى من تلميع الحذاء والريّس، تناقشنا
في ما جرى، ورأى البعض أن أفكار الرجل مزية، فهو فقير ومعدم، لكنه لا يكره
وطنه ويحس بفخر كبير بالانتماء إلى بلده.
أنا كان لدي رأي آخر تماما.. اعتبرت ذلك الرجل ضحية من ضحايا غسيل المخ
الجماعي الذي تمارسه الأنظمة الدكتاتورية والفاسدة على شعوبها.. تبا لوطن
لا يمنح أبناءه عزة العيش وأبهة الكرامة. وفي كل الأحوال، فالناس البسطاء
والفقراء لا يكرهون أبدا أوطانهم، إنهم يمقتون الذين يحكمون أوطانهم.
في مصر، رأيت فوارق اجتماعية خطيرة جدا، ومدنا كاملة في المقابر، ومستوى
عيش مخيفا في بؤسه. ومقابل ذلك، عاينت حالات رفاهية مدهشة، وأناسا يعيشون
فوق السحاب بأبهة ومجد. وبين الفقر المخيف والغنى الفاحش كان هناك تمازج
غريب ورضى كامل بالقضاء والقدر، بحيث يتصرف الفقراء وكأن الأغنياء هبة من
الله ومحاسبتهم معصية، لذلك يسهبون عليهم ألقاب «الباشا» و«البيه»
و«الأفندي» وهلم جرْجرة...
تكونت لدي فكرة نمطية عن مصر كونها بلدا لن يتحرك شعبه أبدا، وأن الأقراص
السياسية المخدرة وعقدة التفوق فعلت فعلها في ذهن الـ80 مليون مصري الذين
اعتقدوا أن لا شيء أفضل مما هو كائن. هذا الاعتقاد تكرس مع ما تلا خسارة
منتخب مصر في السودان في مباراة للكرة، وتحولت القنوات الفضائية إلى حلبة
لشتم شعوب عربية، فقرأت الفاتحة على البلد وشعبه.
اليوم، أعترف بأنني يجب أن أعتذر إلى نفسي عن كل هذه الأوهام.. مصر ليست هي
التي يمكن أن نتصورها في زيارة قصيرة، وليست هي التي نراها على شاشات
التلفزيون. مصر أعمق كثيرا من كل ذلك، فالنظام المصري الساقط غسل أدمغة
مئات الآلاف، لكنه لم يستطع فعل ذلك مع كل الشعب. اكتشفت اليوم أن نفس
المذيعين الذين كانوا يشتمون الشعوب العربية، وخصوصا شعوب شمال إفريقيا،
بعد خسارة منتخبهم، هم نفس المذيعين الذين شتموا المتظاهرين الشجعان في
ميدان التحرير وفي كل شوارع المدن المصرية. كل تلك المسرحية، من المظاهرات
والاحتجاجات والشتائم، التي تلت هزيمة منتخب مصر، لم تكن سوى مسرحية محبوكة
من طرف حزب مبارك لإيهام المصريين بأن كرامة «أم الدنيا» جرحت، وذلك من
أجل تفريغ الكبت السياسي الذي يعاني منه الناس في مباراة للكرة وليس في وجه
الحكام الفاسدين.
اكتشفت اليوم أن ماسح الأحذية المسكين، الذي التقيته في القاهرة قبل عشر
سنوات، يشبه قليلا أو كثيرا أولئك الحمقى الذين ركبوا البغال والحمير
للتنكيل بالمتظاهرين ورفع صور مبارك. الأنظمة التي تغتني من وراء عرق
شعوبها تستخدم نفس الشعوب المسروقة من أجل الدفاع عن نفسها، لذلك رأينا كيف
أن أغلب المنتفضين في مصر هم من المتعلمين وأبناء الطبقات المتوسطة، أما
الفقراء جدا فمن الممكن أن يكونوا مع الثائرين، وممكن أيضا أن يحملوا صور
الرئيس الفاسد إذا حصلوا على 20 درهما أو أقل. الفقر كفر.. كفر حقيقي، لذلك
تشجع الأنظمة الفاسدة الفقر وترعاه كما ترعى فلذة كبدها.
اليوم، اكتشفت مصر الحقيقية، مصر بشعبها الرائع والعنيد. مصر، ليست هي ماسح
أحذية بئيس يمدح «الريّس»، بل ذلك الشاب المتعلم الذي نزل إلى ميدان
التحرير يحمل لافتة «حلاق الثورة»، وبدأ في حلق رؤوس المتظاهرين مجانا...
مساهمة منه في دعم ثورة الكرامة.
بعد عقود طويلة من نوم المصريين في البصل، بصل الإهانة، ها هو زمنهم جاء للنوم في العسل، عسل الكرامة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

النوم في العسل.. :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

النوم في العسل..

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: تـــــــــاء التأنيث الـــــمتحركة زائر 745-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: