الشرطة تمنع تظاهرة للمعارضة
أنصار بوتفليقة: "الجزائر ليست مصر" أغلق آلاف من افراد شرطة مكافحة الشغب وسط الجزائر العاصمة
وأفشلوا التظاهرة التي دعت إليها التنسيقية الوطنية من أجل التغيير
والديموقراطية للمطالبة بتغيير سياسي جذري يحاكي الانتفاضة الشعبية في مصر.
وطالبت مجموعة صغيرة من المتظاهرين في ميدان أول مايو بوسط العاصمة
برحيل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ولوّح البعض بنسخ من صحيفة تحمل عنوان
"سقط مبارك".
لكن شرطة مكافحة الشغب طوقتهم ومنعتهم من تنفيذ خططهم
بالسير في العاصمة واغلقت الطرق امام متظاهرين آخرين حاولوا الوصول إلى
الميدان والقت القبض على واحد على الاقل من منظمي الاحتجاج. وقال عبد
السلام رشيدي وهو محاضر في الجامعة ومعارض للحكومة "انها حالة حصار".
وبعد
نحو ثلاث ساعات غادر مئات الاشخاص الميدان في هدوء مع فتح الشرطة فجوات في
الطوق الذي فرضته عليهم للسماح لهم بالخروج. وبقي نحو 200 شاب من منطقة
فقيرة قريبة في الميدان. والقى البعض اجساما صلبة على الشرطة.
وأحدثت
استقالة الرئيس المصري حسني مبارك ومن قبله اطاحة الرئيس التونسي زين
العابدين بن علي الشهر الماضي دويا في العالم العربي ودفعت بالكثيرين إلى
ان يتساءلوا عن الدولة التي قد يأتي عليها الدور في منطقة ينتشر فيها خليط
قابل للاشتعال من الحكم السلطوي والاستياء الشعبي.
وقد يكون لاضطرابات
واسعة في الجزائر آثارها على الاقتصاد العالمي لانها مصدر مهم للنفط
والغاز. لكن محللين كثراً يقولون ان انتفاضة على غرار ما حدث في مصر غير
مرجحة لأن الحكومة يمكنها ان تستخدم ثروتها من الطاقة لتهدئة معظم المظالم.
ورفض
مسؤولون السماح بتنظيم التظاهرة لاسباب تتعلق بالنظام العام، ويبدو ان
تعبئة اعداد ضخمة من قوات الشرطة منذ الجمعة احبطت التظاهرة.
وقال مصطفى
بوشاشي رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان التي ساعدت في
تنظيم الاحتجاج: "يؤسفني ان اقول ان الحكومة نشرت قوة ضخمة لمنع مسيرة
سلمية. لا يفيد ذلك صورة الجزائر".
واستجابة لضغوط المعارضة قال
مسؤولون في الحكومة انهم يبذلون قصارى جهدهم لتوفير مزيد من فرص العمل
وتحسين الاسكان، ووعدوا بمزيد من الحريات الديموقراطية بما في ذلك الغاء
قانون الطوارئ المفروض منذ سنة.
وذكر بيان لوزارة الداخلية ان الحشد يقدر بنحو 250 شخصا وان الشرطة القت القبض على 14 منهم وافرجت عنهم فوراً.
وابلغ
مسؤولون من حزب التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية المعارض الذي ساعد في
تنظيم الاحتجاج، الصحافيين ان العدد الاجمالي للمتظاهرين راوح بين سبعة
آلاف وعشرة آلاف شخص وان الفا منهم اعتقلوا.
وافاد مراسلون ان عدد
افراد الشرطة فاق عدد المحتجين وان مئات من المارة كانوا في الموقع، في حين
سارت تظاهرة مضادة صغيرة طالب المشاركون فيها بالسلام وليس الفوضى مشيرين
الى ان الجزائر ليست مصر.