ذنب اعضاء الكنيست العرب
موشيه آرنس
2010-12-14
يشتمل 'مقياس الديمقراطية الاسرائيلية 2010'، وهو المشروع السنوي لـ 'المعهد الاسرائيلي للديمقراطية'، على معلومات تثير الاهتمام وإن لم تكن مفاجئة، عن نظرة مواطني اسرائيل اليهود الى المواطنين العرب. يعتقد 86 في المائة من اليهود أن القرارات المهمة للدولة يجب أن تُتخذ بأكثرية يهودية، أما 62 في المائة فيعتقدون أن اسرائيل ما ظلت في مواجهة مع الفلسطينيين، فانه ينبغي عدم اعتبار آراء مواطنيها العرب في موضوعات السياسة الخارجية والأمن.
من الواضح أن هذه الآراء لا تلائم معايير الديمقراطيات العصرية، حيث يجب أن تكون آراء جميع المواطنين، بغير اعتبار لأصلهم العِرقي أو ديانتهم، ذات وزن مساوٍ في الانتخابات والاقتراعات في البرلمان. وُجد هذا المعيار ويوجد في اسرائيل في الـ 62 سنة الأخيرة.
عندما جيء بشؤون تتعلق بسياسة الأمن أو الخارجية في الماضي للتصويت عليها في الكنيست، كانت الأكثرية على نحو عام كبيرة كثيرا، ولم يكن لتصويت النواب العرب تأثير حاسم. لكننا ما زلنا نذكر التصويت على حجب الثقة في الكنيست على اتفاقات اوسلو، حيث من المعقول افتراض أن حكومة اسحق رابين ما كانت لتفوز به دون تعاون اعضاء الكنيست العرب. وهذا الامر يبرهن على أن الصوت العربي يستطيع في ظروف ما ترجيح الكفة في الكنيست.
هل تُبين نتائج استطلاعات الرأي أن الاكثرية اليهودية لم تهضم المبادئ الأساسية لادارة ديمقراطية؟ وأنه اذا زيدت التربية على الديمقراطية فسيختفي هذا الميل الموجود عند كثير من المواطنين؟
ينبغي قبل التوصل الى هذا الاستنتاج الاصغاء الى خطب اعضاء الكنيست العرب الذين يُعادون دولة اسرائيل بلا شذوذ، ويتهمون الجيش الاسرائيلي بتنفيذ جرائم حرب ويؤيدون عدوّي اسرائيل حزب الله وحماس. ليس لأكثر اليهود علاقة مباشرة بجمهور المواطنين العرب، وآراؤهم فيه تُصاغ على أثر كلام اعضاء الكنيست الذين يمثلونه. إن مشاركة عضو الكنيست حنان الزعبي التظاهرية في القافلة البحرية الى غزة، التي نظمتها منظمة ارهاب تركية، وزيارات متقاربة من اعضاء كنيست عرب لدول في وضع حرب مع اسرائيل تعزز هذا التصور فقط.
اذا زدنا على ذلك التصرف الآثم للقسم الشمالي من الحركة الاسلامية، الذي لم يكف مثل حماس عن دعوة الله أن يُخرب اسرائيل، فيمكن أن نبدأ فهم لماذا يعتقد يهود كثيرون انه اذا أمكن عرب اسرائيل بت أمر مستقبل الدولة فسيكون ذلك مساويا للانتحار القومي. لن يستطيع حتى الايمان الأشد حماسة بمبادئ الادارة الديمقراطية جعل هذا الشعور في حياد.
يُثار سؤال هل يؤيد أكثر العرب في الدولة مواقف اعضاء الكنيست العرب؟ لما كانت نسبة اعضاء الكنيست العرب أقل كثيرا من نسبة العرب بين الناخبين الاسرائيليين، فمن الواضح أن ليس جميع العرب يمنحونهم اصواتهم، بل يُقسمونها على الاحزاب المختلفة. وهل كل اولئك الذين يصوتون لاعضاء الكنيست العرب يماثلونهم في مواقفهم أم يوجد من يصوتون لهم بسبب عدم وجود حزب عربي يعمل في زيادة مساواة الفرص للعرب لكنه لا يؤيد أعداء اسرائيل؟
يبدو انه يوجد مكان لهذا الحزب، ولزيادة مشاركة العرب في الاحزاب الموجودة ايضا. يستطيع المعهد الاسرائيلي للديمقراطية أن يُسهم اسهاما مهما اذا أجرى استطلاعا لهذه الاسئلة بين المواطنين العرب.
من الواضح في هذه الاثناء، أن اعضاء الكنيست العرب بهجماتهم الدائمة على اسرائيل وتأييدهم لأعدائها يخدمون خدمة سيئة جدا تثبيت الاتساق بين اليهود والعرب في اسرائيل وهو شرط ضروري لإدماج السكان العرب في المجتمع الاسرائيلي.
هآرتس 14/12/2010