ويكيليكس: أستراليا لا تعتبر إيران دولة مارقة وترى أن ضربة إسرائيلية لطهران قد تورطها وأمريكا في حرب نووية
2010-12-13
ضربة إسرائيلية لطهران قد تورط أمريكا وأستراليا في حرب نووية بالشرق الأوسط
كانبيرا- كشفت تسريبات موقع (ويكيليكس) عن مراسلات من السفارة الأمريكية في كانبيرا أن أجهزة الاستخبارات الأسترالية ترى أن من الخطأ النظر إلى إيران كدولة مارقة، وأعربت عن قلقها من أن توجيه إسرائيل ضربة ضد طهران وقدراتها النووية قد يورط أمريكا وأستراليا في حرب نووية محتملة بالشرق الأوسط.
وذكرت صحيفة (صندي مورننغ هيرالد) الأمريكية أن وثيقة نشرها (ويكيليكس) تعكس آراء عناصر الاستخبارات الأمريكيين في كانبيرا من أجهزة الاستخبارات الأسترالية.
وتقول السفارة الأمريكية في كانبيرا في رسالة وجهتها إلى واشنطن في آذار/ مارس 2009 إن مخاوف المجتمع الاستخباراتي الأسترالي الرئيسية من الطموحات النووية الإيرانية تتركز بشكل رئيسي على تقدير الإطار الزمني لاحتمال امتلاك أسلحة نووية، والعمل مع الولايات المتحدة للحؤول دون إقدام إسرائيل على توجيه ضربات عسكرية غير منسقة ضد إيران.
وتضيف الرسالة إنهم "قلقون بشكل مباشر من ان استمرار مسعى إيران لامتلاك قدرات نووية سيؤدي إلى حرب تقليدية، أو حتى نووية، في الشرق الأوسط تشمل الولايات المتحدة وقد تجر أستراليا إلى النزاع".
وتوثق المخاوف الأسترالية من احتمال توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية ضد إيران في رسالة أمريكية أخرى تحمل تاريخ كانون الأول/ ديسمبر 2008 وهي تفيد عن محادثات دارت بين رئيس مكتب التقييمات الوطني الأسترالي (أونا) آنذاك بيتر فارغيس ورئيس مكتب الاستخبارات والأبحاث الأميركي مساعد وزير الخارجية راندال فورت.
وتشير الوزارة إلى أن كبار المسؤولين والمحللين في مكتب التقييمات الوطني الأسترالي مهتمون بتقييمات مكتب الاستخبارات والأبحاث الأمريكي بشأن (الخطوط الحمر) الإسرائيلية على برنامج إيران النووي واحتمال توجيه ضربة إسرائيلية ضد المنشآت النووية الإيرانية.
وتشير رسالة سابقة أيضاً في تموز/ يوليو 2008 إلى أن رئيس الوزراء الأسترالي السابق كيفن رود (قلق جداً) من تعنت الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بشأن البرنامج النووي الإيراني يعني أن نافذة الحل الدبلوماسي تغلق وأن "إسرائيل قد تشعر بأنها مجبرة على اللجوء إلى وسائل غير دبلوماسية".
وأبلغت السفارة الأمريكية في كانبيرا واشنطن في آذار/ مارس 2009 بأن الحكومة الأسترالية "قلقة من احتمال تجدد الانتشار النووي في الشرق الأوسط، ما يدفع الدول في جنوب شرق آسيا إلى التخلي عن معاهدة حظر الانتشار النووي والمضي في تطوير قدراتها النووية ما يشكل تهديداً مباشراً للداخل الأسترالي".
لكن الدبلوماسيين الأمريكيين عبروا عن (ثقة عالية) بأن الحكومة الأسترالية لن تعارض الجهود الأمريكية للتواصل مع إيران، وأشاروا إلى انه فيما لا تزال القوات الأسترالية في أفغانستان "سيبحث الأستراليون عن زيادة التواصل الأمريكي مع إيران لتحسين سبل التوصل إلى إطار واقعي لتقليص أو وقف الدعم الإيراني لطالبان والقاعدة والمجموعات المتصلة بها وحزب الله، وفي الوقت عينه ستعمل أستراليا على زيادة التواصل الأميركي ـ الإيراني بغية الوصول إلى بيئة أكثر استقراراً لأفغانستان وباكستان والعراق والمشرق".
وفي رسالة تحمل تاريخ كانون الأول/ ديسمبر 2008 يقول مدير عام (أونا) إن احتمال قيام نزاع بين إسرائيل وإيران يشكل بوضوح التحدي الأكبر لاستقرار الشرق الأوسط.
ويقول المحللون في (أونا) إن الحكومة الإيرانية تبدو مصممة على امتلاك أسلحة نووية، بالرغم من ان هذا ناجم على الأرجح عن رغبتها في ردع إسرائيل وأميركا وليس العزم على توجيه ضربة ضد دول أخرى في الشرق الأوسط.
وحثت (أونا) على اتخاذ موقف متوازن من طهران كلاعب دبلوماسي متطور وليس (كدولة مارقة) تعمل من دون منطق وبتهور.
ويرد في إحدى الرسائل أن محللي أونا يقدرون بأن طهران تعي بأن لديها نقصاً في بعض القدرات لكنها تلعب بمهارة شديدة.. ورأت أونا أن نشاطات إيران في العراق.. تشكل استعراضاً شديداً للحسابات الإستراتيجية الإيرانية المصممة لتطويق أمريكا في المنطقة.
وأكد المحللون الاستخباراتيون الأستراليون أن السبل الأكثر فعالية لضمان طهران أمنها القومي سيكون بإقامة علاقة إستراتيجية مع أمريكا عبر مساومة كبرى معينة.