الاسرائيلية: والعنصرية
صحف عبرية:
2010-12-08
نكتة قديمة تروي أن يهوديا اشترى قطعة ارض بجوار عزبة روكفلر، بنى عليها فيلا كانت نسخة طبق الاصل لقصر روكفلر، رتب لنفسه ساحة غولف مشابهة بالضبط لساحة غولف روكفلر وبنى ايضا بركة سباحة وملعب تنس شكلهما مشابه تماما لبركة وساحة تنس روكفلر. ذات يوم التقى روكفلر بجاره اليهودي وقال له: حسنا، الآن لديك كل شيء مثل روكفلر، ولا بد أنك تشعر نفسك كروكفلر. فاجاب اليهودي: انا اشعر انني افضل بكثير من روكفلر. كيف هذا؟ تعجب روكفلر. فأجاب اليهودي: انا ليس لدي جار يهودي.
تذكرت هذه النكتة العتيقة حين قرأت نتائج الاستطلاع الذي اجراه المعهد الاسرائيلي للديمقراطية الاسبوع الماضي وطرح فيه سؤال أي جيران لا يرغب فيهم الاسرائيليون. ويتبين أن كل اسرائيلي ثانٍ تقريبا (46 في المائة) لا يريد جارا عربيا يصلح له شقته، و39 في المائة من الاسرائيليين لا يرغبون بجار هو عامل اجنبي يغير الحفاضات لأمه ويحمم جده. عدد مشابه من الاسرائيليين لا يرغبون بالسكن الى جانب اخوانهم الذين يشفون من مرضهم النفسي. واحد من كل اربعة اسرائيليين يخشى الاقتراب من جار مِثلي، وذات العدد من الاسرائيليين لا يريدون جارا يهوديا يؤمن بالرب.
ردا على ذلك، فان كل يهودي عاشر لا يريد يهوديا علمانيا، كل يهودي خامس لا يريد جارا جاء من اثيوبيا وثمانية من كل مائة لا يريدون جارا جاء من روسيا. واذا أضفنا الى ذلك الاسرائيليين الذين لا يريدون في عمارتهم عائلة كثيرة الاولاد؛ واولئك الذين لا يريدون جارات شابات يخرجن للاستمتاع ويقمن بممارسة الحب في الليالي خلف الحائط في الوقت الذي ينظرون فيه الى الذبابة التي تحوم في السقف؛ واولئك الذين لا يريدون جارا يساريا؛ واولئك الذين لا يريدون جارا يمينيا، معا سيتبين لنا بان الاسرائيلي المتوسط ببساطة لا يريد أي جار اسرائيلي.
كل هذا كان يمكن له ان يكون مضحكا جدا لو لم يكشف الاستطلاع الحقيقة المخيفة في أن واحدا من كل ثلاثة مواطنين يهود يريد أن يقيم معسكرات مغلقة للعرب في اوقات الحرب، وواحدا من كل يهوديين يريد أن يشجع هجرة المواطنين العرب، وكل يهودي ثان يعتقد أنه يجب التمييز ضد السكان العرب في كل موضوع.
المعطيات التي انكشفت في الاستطلاع مخيفة. ومخيف بقدر لا يقل عن سماع ان الوزير ليبرمان يدعي بان قادة الجمهور العربي مذنبون في أن الوسط اليهودي بات عنصريا. في اعقاب الاستطلاع كتب من يبرر عنصرية أغلبية الوسط اليهودي في أن العرب يدفعون اليهود في اسرائيل الى الزاوية.
اسرائيل تسيطر على 78 في المائة من الارض التي بين البحر والنهر وهذا يسمى ان العرب حشروا اليهود في الزاوية. لم تبن أي بلدة عربية جديدة منذ قيام الدولة وهذا يدفع اليهود الى الزاوية.
البلدات العربية تختنق من انعدام الاراضي للتوسع وهذا يدفع اليهود الى الزاوية. الاكاديميون العرب يستبعدون من مجالات كاملة في الصناعة والاقتصاد الاسرائيلي وهذا يدفع اليهود الى الزاوية. 13 مواطنا عربيا اطلقت النار عليهم فقتلوا على ايدي شرطة اسرائيليين، ولا احد يقدم الحساب على ذلك وهذا حقا يدفع اليهود الى الزاوية. كيف كتب الكاتب اليهودي الالماني فرانس فيربل ساخرا بمرارة؟ 'ليس القاتل بل الضحية هو المذنب'
اسرائيل اليوم 8/12/2010