المونديال شر وخير.. هل تتعلم اسرائيل من قطر؟
صحف عبرية:
2010-12-07
على المنصة في زيورخ وقف حسن عبد الطوادي، مع مهمة غير منطقية. فقد حاول اقناع مصوتي فيفا بمنح استضافة كأس العالم للعام 2022 لقطر. دولة اسلامية، متوسط الحرارة فيها في اشهر الصيف أكثر من 40 درجة. بناء 12 ستاداً، مع قدرة استيعاب بنحو 600 700 الف مقعد بالمجموع في دولة يسكن فيها بالاجمال 900 الف مواطن ونحو عدد مشابه لهذا من المواطنين الاجانب، يبدو تبذيرا للمال في غاية المبالغة.
وعندها جاء العرض. للخير ام للشر وكأنه اخذ من فيلم للعلم الخيالي. قطر ستبني ستادات نموذجية تفكك بعد الالعاب وتركب من جديد كهدية لدول فقيرة. الستادات، رغم انها مفتوحة فانها ستبرد الى 27 درجة بتكنولجيا تبريد حديثة تقوم على اساس الطاقة المستمدة من الشمس. بالنسبة للناظر الاسرائيلي، فان مثل هذا الفيلم يثير الشجون. فقد ادعت اسرائيل بانها جزيرة التقدم في الشرق الاوسط ويوجد لها اليوم من يمكن ان تتعلم منه. قطر، مثلا، تحلي اكثر من 75 في المئة من احتياجاتها من المياه.
البريطانيون يشتكون غير قليل من دفعات الرشوة التي دفعها لهم القطريون وروسيا، التي حظيت هي الاخرى باستضافة المونديال ولكن العرض كان تجسيدا مذهلا لاسباب طيبة لاختيار قطر. يوجد تقدم مذهل في هذه الدولة، مثلما في بعض من جيرانها في الخليج الفارسي. نعم، هذا تم بالغنى الهائل كنتيجة للنفط في حوزة عائلة ملكية اخذت قوتها من الامبريالية البريطانية. ولكن هذا الغنى استخدم ايضا في صالح السكان ببناء دول ذات بنى تحتية وخدمات قدوة. الحاكم الحالي اطاح في التسعينيات بأبيه الفاسد. وحل بالمفاوضات نزاعات الحدود للدولة ووجه جهوده لتقدم اقتصادي مثير للانطباع.
في الفيلم الذي يقدم صورة الدولة ادرج ايضا طفل اسرائيلي. خطاب الصورة ألقته الشيخة منى بنت ناصر المسند. امرأة مثيرة للانطباع، ذات سجل من النشاط الانساني، التي هي علم أحمر في نظر الكثيرين في العالم الاسلامي بسبب نشاطها في صالح حقوق المرأة. وقد أزالت قطر كل العوائق وفازت في النهاية في التصويت.
الى جانب الفضائل، سهل جدا التشكيك: الشيخة هي امرأة مثيرة للانطباع ولكن تجدر الاشارة الى انها واحدة من ثلاث زوجات الحاكم في دولة لا تزال مثل هذه الوضعية مسموح بها، وحقوق النساء في الدولة لا تزال بعيدة سنوات ضوء عن حقوقهم في الدولة المتنورة.
صحيح أن قطر تقيم علاقات معقولة مع اسرائيل، ولكن اعتدالها السياسي ينبع من البراغماتية أكثر من أي شيء آخر. لديها ايضا علاقات طيبة مع ايران. كما ينبغي الاخذ بالحسبان ان وعود الستادات لا تزال وعودا انتخابية. فيفا هي هيئة فاسدة ولا يمكن ان نعرف على الاطلاق ماذا كانت عليه الاعتبارات في قرارها. شخصيا لا اؤيد في أن يجري حدث بهذا القدر من الاهمية للعالم في دولة ذات عدد سكان قليل جدا. فينبغي أن يفيد من المونديال عدد اكبر من الناس.
إذن في خلاصة الامر هذا خير؟ ربما ليس مثاليا من ناحية كرة القدم ولكن بالذات كسكان الشرق الاوسط توجد هنا رسالة جد ايجابية.
بالذات في الفترة التي نتوقع فيها من العالم ان يتصرف بحزم ضد دول الاسلام المتطرف العنيف فان هذا الاختيار هو الجزرة. هذه رسالة هامة بموجبها عندما توجه دولة في الشرق الاوسط جهودها الى مجالات السلام فانه يمكنها ان تتمتع بثمار جهودها. يوجد مردود للاعتدال.
اسرائيل اليوم 7/12/2010