الكتله هى مجموعة نخب والنخب او الصفوه لها اشكال متعدده ووظائف مختلفه اهم محدداتها وجود هدف وقدره من التماسك واسطع مثال على ذلك فى سمائنا العربيه هى النخب العسكريه التى تقلدت زمام الامور بعد رحيل الاستعمار ناهيك عن النخب التقليديه او تلك الدينيه التى كانت تمارس سطوتها من خلف الستار. فى مقابل ذلك شاع ويشيع اليوم مفهوم الكتله التاريخيه بعد ان اوصلت هذه النخب الوضع العربى الى الدرك الاسفل والحاله المأساويه التى تكابدها هذه المجتمعات من تشرذم وضياع للثروه وللانسان ذاته, عندما اقصى القوميين الاسلاميين واوكلوهم الى السجون وعندما يستبعد القومييون اليوم باسم الاسلام . ماذا جنت الامه فى محاربتها لنعمة التنوع التى خلقها الله عز وجل وجعلها سر الحياه , ماذا جنت الامه من ضيق الافق بأسم الدين حاربنا التسامح وهو مبدأ دينى وبأسم القوميه صادرنا حريه الرأى والاعتقاد. جاء مفهوم الكتله التاريخيه ليتجاوز اشكاليه النخب المتصارعه عندما صكه الفيلسوف الشيوعى الايطالى غرامشى فى دفاتر سجنه وبلاده تتمزق بين شمال برجوازى وجنوب اقطاعى والشعب المنهك عباره عن قطيع يدرك نهاره ليعيش ليله دونما امل او شعور بانسانيته. دعا غرامشى الى تكوين كتله تاريخيه جديده من العمال فى الشمال والفلاحين فى الجنوب بعيدا عن صراعاتهم الدينيه والمذهبيه والطائفيه لازالة الكتله التاريخيه القديمه والعمل على الهيمنه على ابعاد المجتمع المدنى لان المجتمع البرجوازى فى الاساس مجتمع مدنى “وهى التعليم والصحافه والثقافه بمؤسساتها المختلفه “ واشار الى ان العنصر الاساسى والذى يعول عليه هنا هو ما يسمى “بالمثقف العضوى” وليس المثقف التقليدى. عودة لعالمنا العربى وادراكا لما اوصلتنا اليه النخب, يبقى ادراك ابعاد الكتله التاريخيه ايضا ليس من السهوله بمكان لاسباب عديده منهااولا: ازدياد تشظى ماكان يؤمل عليهم كاكبر فصيلين فى المجتمع العربى وهما القوميين والاسلاميين الى شظايا اكثر واكثر امام قضايا الامه بالاضافه الى قله وضآلة تأثير المعتدلين فيهما الذين يؤمنون بامكانية الاتفاق وترك ما يختلف عليه من اجل الصالح العامثانيا: عدم وجود طبقه برجوازيه حقيقيه فاعله فى المجتمع العربى بحيث يمكن لها التأثير فى السياق العام للمجتمع المدنى من تعليم وثقافه لتحقيق مفهوم الهيمنهثالثا: شيوع نمط المثقف التقليدى على حساب المثقف العضوى والفرق بينهما هو ان الاول يعلم ولا”يحس” والثانى يعلم و”يحس” فبالتالى يصبح هناك فصلا وشرخا كبيرا يعوق تشكل الكتله . هذه اراها من منظور تاريخى ما يجعل الامه دائما فى انتظار وصول النخب بدلا من صناعة الكتله التاريخيه وذلك ايضا ما يجعل تاريخنا عباره عن دائره ” العود الابدى” لانخرج منها الى اليها.