هذا الكتاب فريق العمـــــل *****
عدد الرسائل : 1296
الموقع : لب الكلمة تاريخ التسجيل : 16/06/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 3
| | هَوَّتْ أَخِرُ مَآذنِ القُلوب | |
صَمتاً هَوَّتْ أَخِرُ مَآذنِ القُلوب وَ مَا عَادتْ النَبضاتُ تُصلّي وَ تَناستْ الخَناجِرُ بِأَنَّ " الله أَكبر "
. . . . لَيسَ ثمة مِسكيناً أَشَّدُ فَقراً مِمَنْ ضَاقَ بِه صَدرُ الوَطنِ فَلاذَ بِـ بُقعَةٍ ضَالة يَبْتَاعُ تَأَشيرةَ الدُخولِ لقُلوبِها الخَائِنَة بِما تَبقى لَه مِنْ مَلامحٍ بَيضاء لَمْ تُباع بَعد ..! . . تُطَالبُني أُمّي بِقَبرِ مَا تَبقى لَدَّي مِنْ أَماني هي لا تُؤمنُ بِأَنَّ المُسْتَحيل يُمكنُ لَهُ أَنْ يَكوَنَ مُمكِناً فَاتَها أَنْ تَدرُكَ أَنْ مِعراجَ الأَماني هُوَ بِدايةُ مَسرى أَخر لَها وَ قَدْ يَكونُ أَعْظَمُ عَزماً وَ أَشَّدُ هِمةً أُمّي لا تُقيديني كَرَّةً أُخْرَى بِـأَعْتابِ المُحَال وَ لا تَقتلُني ثَانيةً فَالقَتلُ لا يُجدي مَعَ الأَرواح المَقْتولة مُسبَقاً يَتَأَرجَحُ الدَربُ تَحَتَ أَقْدامِي مُضطَرِباً يُبعِدُني ذَهاباً ,, وَ يُدنيني أَياب وَ بَينَهُما يَا أُمّي تُكَبِلُني الحَيرة وَ يَعْتَري قَلبي الوُجوم ..! دُليني يَا أُمّي عَلَى مَوضِعِ طُهرٍ عَلَى وَجهِ أَرضِنا الفَاسِدةِ أَجزاؤها يَقْبَلُني مَعَ مَا أَحْمِلُ مِنْ خَطايا وَ زَيف وَ إِرادةٌ يَشِّلُها خَوفُكِ اللامُنتَهي الله كَتَب عَلينا مِيتَةً وَاحدة وَ لَكِنَكِ تُريدينَ لي المَوتَ كُلَّ حَين ..! . . تَكَادُ سَماءُ الوَجعِ تَنْطَبِق وَ أَبْصَارُهُمْ تُوغِلُ فِي العَمى مَع كُلِّ صَباحَاتِ العُمر الفَائتِ وَ القَادم تَفِرُّ العُتَمةُ مِنْ مَساءاتِ قُلوبِهم المُكْتَظَّة بِالظَلام تَلوذُ بي لِـ تَسْحَقَ مِا تَبقى بِروحي مِنْ أَزَاهيرَ ضَياء وَ أَعْودُ مُجَدداً أُشَّيدُ الغُفرانَ في صَدري لَهُمْ كَرَّةً أُخْرَى أَرجِعُ إِلَّي أَتفَقَدُ مَا تَبَقى مَعي مِنْ صبرِ / صَمتِ الحملان ..! يَتَجَبرُ الحَزن يُوغِلُ فِي الأستواءِ عَلَى عَرَشِ الحَـياةِ حَتَّى تَنْتَكِسُ الإِرادة ,, وَ تُقْتَلُ فِي أَرحامِها الأُمْنيات .! نَخيلُكَ يَا مَلاذَي الأَول مَا عَادَ سَامقاً وَ لا عَادَ فُراتُكَ قِبلةَ الظامِئين ..! . . مُنذُ فَجرِ الوَعي الأَوَّل وَ الحَياةُ تَرتدي لَيلاً مُبهم الزَوالات وَ أَنا كَـ أَنْتُمْ أَتْلو بِسُذجٍ أَنشودةَ الإِشْفاق ..! خَائِفةٌ جِداً يَا أَيّتُها السَماء يَا مَنبَعَ الغَيث لا تُلقِميني اليَبَّابَ بَاكِراً أَوَ لا تَعلمين ..؟! جَفَّ الحُلمُ الأَخضر وَ أَرضُ الأُمْنياتِ تَستَصرخُ المَطر قَطرة ,, قَطرة وَ يُهاجرُ السَّحاب فَـ يَالغُربة الطَّل حَينَ يَتوهُ عَنْ أَحضان وَطن ..! لا لا يَا جِدارَ الصَبر لا تَهوي بِنا الأَن لَو تَداعيت الأَن عَلامَ نَتكِئ حَينما تَعصِفُ بِنا ريح اليَأس .! . . الأَمْاكَنُ مُعَطلة عَنْ الحِوار وَ الوَقتُ لا يَقبلُ هُدنة ..! كَونُ الأَبجدية ضَاقَ بِنا حَتَّى ابْتَلعَنا مَأزقُ الكلمات وَ اخْتَلتْ فِي أفواهِنا العِبارات مَا عَادتْ الحُروفُ تُرَّتِقُ خَوفَنا ولا وجوه العَابرين تَغرسُ فِي مَنفى الروح فَسيلة أَمل .! . . هَي هَكذا الأَشْيَاء تَنصبُنا فَخاً يَتربَصُ بِالحُزن وَ يَدفنُ فِي مَلامحِنا ,, أوقاتنا سُرَّ الشُحوب وَ الَوطن الذي كُنا نَراهُ فِي قُلوبِ الأَحبة فِي أَحاديث الرِفاق فِي بسمة بَراءة بَاتَ مَنفى ..! . . وَ هَنا نَحنُ نَنسّلُ مِن أكفان أَوطاننا مِنْ صُراخِ القَنابل و بُكاء الفَجيعة لِـ نَحتَمي بِـ ظّلِ اللغُة الـ عَاجِزة عَنْ الثورة عَاجِزة عَن اِنصافِ عُتمة الجِرّاح .! . . . . وَ يَغْيَبُ صَوتي كَــ وَجهِ الشَّمسِ حَينَ تَرْتَدي الدُّنيا الظَلام كَما الأَمْس لا شَيء تَغّيَر كُلُّ الوُجوهِ شَاحِبة مَوْشُمَة بِـ الضَياع الكَلِمات مَسكُونةٌ بِالفَقَدْ وَ الحَيف وَ اللامَعْنَى الغَاياتُ ذَاتها لا تَخلو مِنْ خَطْيَئة نّيَة كَبوةِ فِكْر سُذج مُصغي ..! القُلوبُ صَماء لا تُنصِت وَ الحَديثُ مُبْتَلى بِالتِكرار وَ الزَّيف ..! . . لا شَيءَ تَغّيَر لا زَالتْ الثَوَاني مُسرِعَة تُسابِقُ العُمر مَنْ مِنهُم يَنْقَضي أَولا كِلاهُما يَفِّرُ مِنا كـ صَاعِقةٍ خَائِفة مُثْقَلةٍ بِالخَيبة ..! . . لا شَيءَ تَغّير كَما الأَمْس يَنْسَلُ مِنّا الإِحساس تَفقِدُ الخَفَقاتُ عَناويَنَها يَحتلُنا اللاشُعور وَ تَسكُنُنا اللا جَدوى .! . . لا شَيءَ تَغير لا زَال عُشبُ الوهَم يَنمو فَوقَ رُؤوسِنا وَ نَستَظِلُ بِشقائِه لا شَيءَ تَغير نُرَدِدُ أَنْشودَةَ الرَّقيق المُعَطلة عَنْ اخْتِلاسِ الشَفقةِ مِنْ صَدرِ الوَطن يَعلو صراخُ القَانطينَ في الصَباحَاتِ وَ المَساءاتِ وَ عَلَى ضِفافِ الحُلم .! . . لا شَيءَ تَغير تَموتُ فِي صُدورِنا غَصة وَ تُبعثُ أُخْرَى الشُخوصُ مُتَمَاثِلةٌ ,, وَ إِنْ تَبايَنتْ تُسعِدُها مُتعَةً سُرعَانَ مَا تَفْنَى وَ إِلى نَدَمٍ تَؤول .! . . لا شَيءَ تَغير لا زِلنا نَملكُ حُزناً فَائِضا وَ كَثير صَمْت وَ ذّاكِرة بِـ طَعمِ وُجوهِ الرّاحلين . . لا شَيءَ تَغير فَلازِلت كَالشَمسِ مُنهَكةٌ كَأَسرابِ الغُمام تَلتَهِمُ وَجهَ الشَمسِ ,, بِلا أُفول كَالمَطرِ يُخبئُ دَمعهُ فَوقَ أَهْدَابِ الفُصول كَـ لَيل الجَائِعين لَيلُ العَاجزينَ المُستَضعَفين يَطول ,, يَطول أُسْابِقُ الرَّيحَ هَمساً تَسبِقُني الرَّيح وَالهَمس لا يَقوى الوصول . | |
|