أسطورة البطل المنقذ.. أضحوكة ...لا بطل سينجدك إلا أنت...
لا أحد من المتذمرين حولك يكره الحياة ، لماذا يكرهونها وهم يركضون ؟!
هذه كانت الجملة الأولى التي قابلني بها أحد مرضى المستشفى الجدد ...
ضرار الذي قبل أن يتحدث إليّ بعد أسبوع من الصمت المطبق ...تحدث اليوم بسرعة ، و دون أن ينظر في وجهي مطلقا ،كأنه قد كتب وحفظ كل ما سيقوله:
وضعت يدها الشهية ،على فخذيّ،ثم امتدت بها فوق سحّاب سروالي القماشي ، تماما تحت عجلة القيادة ، في سيارتي الجديدة المنطلقة بسرعة كبيرة حول ليل قاسيون...
يدها تدور ،وسيارتي تدور ... أسكرني الدوران و بدأت أدوخ...
يدها..سيارتي..تدوران معا ،تسرعان معا ،و تهويان معا... أضواء مبهرة في عينيّ ، صراخها ...ثم سكون.
استيقظت متألما ،وفي رأسي تتزاحم ذكريات متناقضة:
تلك الرعشة اللذيذة التي كانت تنتابني عندما أركب سيارة المرسيدس الحكومية الفاخرة التي استلمها أبي حديثا وحبيبتي "جوري " قربي...
تذكرت أيضا كيف كانت الفتيات تتهافت على سيارتي كالفراش ، وكيف استطاعت جوري التي تكبرني بخمس سنوات أن توثق قلبي إلى جوارها بأساليب مثالية لشاب في العشرين من عمره...
سمعت أمي تنوح ،تولول ، و تصرخ :كله بسبب سيارتك يا محترم، شلّ ابني ، شلّ ابني...
ما بين الذكريات و الألم تقبلت شللي ببرود عجيب.. و أدركت جديّة ما حصل في ليل قاسيون، ذلك الليل الذي دمر سيارة ملك عام ،ومنحني سيارة خاصة .
التزمت أمي بي لأسابيع فقط ثم عادت إلى صالونات الحلاقة ، وعيادات التجميل ...و أبي كالمعتاد حصل على سيارة جديدة ،ولم أكن ألقاه إلا نادرا..
أما جوري فلم أرها بعد ذلك اليوم ...لم تمنعها رضوضها الخفيفة من الاطمئنان على وجه النحس عليها ... لكنها ركضت كالغزال واختبأت خائفة من كرسي بعجلتين...
و لم يبق أحد من أصدقائي أيضا ، كلهم سابقوا الفرح في الهرب مني ، و أمست حياتي خاوية ...
نظر ضرار إلى كرسيه بانكسار ...ثم تابع:
عندما تعرفت إلى "صافي" عن طريق الصدفة ، لم أكن أتوقع أنني سأخسر بمعرفتي به آخر إحساس بالحياة ...
كان صافي رجلا في الخمسين ، أقرب ما يكون إلى الثور في الحجم ،يعمل في المطعم الوحيد الذي ظللت أرتاده ،عليّ أرى جوري فيه...
بدأ علاقته معي بالود و الكلام اللطيف الذي افتقدته منذ غابت هي ...و صرت أحدثه عنها طويلا..وهو يصغي بانتباه شديد.
أصبح صديقي الوحيد ، و صار يزورني...وتعمقت العلاقة..
عندما اخترق صافي مؤخرتي للمرة الأولى ، بكيت مطولا لكنني خفت من أن يتركني ، فأعود وحيدا من جديد...لذلك لم أخبر أحدا ...
مع توالي هجماته عليّ أصبح لا يحدثني أبدا ، ولا يسمعني أيضا .أدركت عندها أنني لعبة جنس ليس إلا ..
كرهت الدنيا ببلاويها و بمن فيها..جوري العاهرة التي من المؤكد أنها تتنزه حاليا في سيارة أخرى ، أصدقائي الذين اختارتهم مكانتي الاجتماعية التي أعتبرها الآن مرضا...
وددت أن أكسر مستحضرات أمي التجميلية ، وأبصق في وجه أمومتها...
تمنيت لو أكتب تقريرا عن الأموال التي أختلسها أبي ، و احترمه من أجلها الناس ...هؤلاء الناس السفلة الذين لا يستحقون إلا أبي ...
لكنني كنت أضعف من ذلك بكثير ... عندها حاولت وضع حد لهذه الحياة التي عشت ...
صمت ضرار للحظات ثم نظر إليّ قائلا:
أنتم لن تستطيعون جعلي أركض ، ولن تمحوا من ذاكرتي صورتي مغتصبا أبكي ،لماذا إذا تحاولون منعي من الانتقام؟!
على بريدي الالكتروني كانت هناك رسالة جديدة:
هل تعلمين كم مرة فكرت بالانتحار بعد أن كشف مرضي عن نفسه ؟! لكني كنت أتذكر نايا و تالة و أتراجع ...
أحمد الله الآن على كون زوجي الثاني "عزت "و الذي نقل لي هذا الداء ليس والد الفتاتين ...
عزت رجل أعمال كندي من أصل مصري ، كان الملجأ الوحيد لي بعد هروبي إلى كندا و بعد شجاراتي المتواصلة مع زوجة أخي هنا...
لكن الهزيمة يا سيدتي تولد دوما خيارات خاطئة ...
التوقيع: الغبية
لا أحد من المتذمرين حولك يكره الحياة ، لماذا يكرهونها وهم يركضون ؟!
هذه كانت الجملة الأولى التي قابلني بها أحد مرضى المستشفى الجدد ...
ضرار الذي قبل أن يتحدث إليّ بعد أسبوع من الصمت المطبق ...تحدث اليوم بسرعة ، و دون أن ينظر في وجهي مطلقا ،كأنه قد كتب وحفظ كل ما سيقوله:
وضعت يدها الشهية ،على فخذيّ،ثم امتدت بها فوق سحّاب سروالي القماشي ، تماما تحت عجلة القيادة ، في سيارتي الجديدة المنطلقة بسرعة كبيرة حول ليل قاسيون...
يدها تدور ،وسيارتي تدور ... أسكرني الدوران و بدأت أدوخ...
يدها..سيارتي..تدوران معا ،تسرعان معا ،و تهويان معا... أضواء مبهرة في عينيّ ، صراخها ...ثم سكون.
استيقظت متألما ،وفي رأسي تتزاحم ذكريات متناقضة:
تلك الرعشة اللذيذة التي كانت تنتابني عندما أركب سيارة المرسيدس الحكومية الفاخرة التي استلمها أبي حديثا وحبيبتي "جوري " قربي...
تذكرت أيضا كيف كانت الفتيات تتهافت على سيارتي كالفراش ، وكيف استطاعت جوري التي تكبرني بخمس سنوات أن توثق قلبي إلى جوارها بأساليب مثالية لشاب في العشرين من عمره...
سمعت أمي تنوح ،تولول ، و تصرخ :كله بسبب سيارتك يا محترم، شلّ ابني ، شلّ ابني...
ما بين الذكريات و الألم تقبلت شللي ببرود عجيب.. و أدركت جديّة ما حصل في ليل قاسيون، ذلك الليل الذي دمر سيارة ملك عام ،ومنحني سيارة خاصة .
التزمت أمي بي لأسابيع فقط ثم عادت إلى صالونات الحلاقة ، وعيادات التجميل ...و أبي كالمعتاد حصل على سيارة جديدة ،ولم أكن ألقاه إلا نادرا..
أما جوري فلم أرها بعد ذلك اليوم ...لم تمنعها رضوضها الخفيفة من الاطمئنان على وجه النحس عليها ... لكنها ركضت كالغزال واختبأت خائفة من كرسي بعجلتين...
و لم يبق أحد من أصدقائي أيضا ، كلهم سابقوا الفرح في الهرب مني ، و أمست حياتي خاوية ...
نظر ضرار إلى كرسيه بانكسار ...ثم تابع:
عندما تعرفت إلى "صافي" عن طريق الصدفة ، لم أكن أتوقع أنني سأخسر بمعرفتي به آخر إحساس بالحياة ...
كان صافي رجلا في الخمسين ، أقرب ما يكون إلى الثور في الحجم ،يعمل في المطعم الوحيد الذي ظللت أرتاده ،عليّ أرى جوري فيه...
بدأ علاقته معي بالود و الكلام اللطيف الذي افتقدته منذ غابت هي ...و صرت أحدثه عنها طويلا..وهو يصغي بانتباه شديد.
أصبح صديقي الوحيد ، و صار يزورني...وتعمقت العلاقة..
عندما اخترق صافي مؤخرتي للمرة الأولى ، بكيت مطولا لكنني خفت من أن يتركني ، فأعود وحيدا من جديد...لذلك لم أخبر أحدا ...
مع توالي هجماته عليّ أصبح لا يحدثني أبدا ، ولا يسمعني أيضا .أدركت عندها أنني لعبة جنس ليس إلا ..
كرهت الدنيا ببلاويها و بمن فيها..جوري العاهرة التي من المؤكد أنها تتنزه حاليا في سيارة أخرى ، أصدقائي الذين اختارتهم مكانتي الاجتماعية التي أعتبرها الآن مرضا...
وددت أن أكسر مستحضرات أمي التجميلية ، وأبصق في وجه أمومتها...
تمنيت لو أكتب تقريرا عن الأموال التي أختلسها أبي ، و احترمه من أجلها الناس ...هؤلاء الناس السفلة الذين لا يستحقون إلا أبي ...
لكنني كنت أضعف من ذلك بكثير ... عندها حاولت وضع حد لهذه الحياة التي عشت ...
صمت ضرار للحظات ثم نظر إليّ قائلا:
أنتم لن تستطيعون جعلي أركض ، ولن تمحوا من ذاكرتي صورتي مغتصبا أبكي ،لماذا إذا تحاولون منعي من الانتقام؟!
على بريدي الالكتروني كانت هناك رسالة جديدة:
هل تعلمين كم مرة فكرت بالانتحار بعد أن كشف مرضي عن نفسه ؟! لكني كنت أتذكر نايا و تالة و أتراجع ...
أحمد الله الآن على كون زوجي الثاني "عزت "و الذي نقل لي هذا الداء ليس والد الفتاتين ...
عزت رجل أعمال كندي من أصل مصري ، كان الملجأ الوحيد لي بعد هروبي إلى كندا و بعد شجاراتي المتواصلة مع زوجة أخي هنا...
لكن الهزيمة يا سيدتي تولد دوما خيارات خاطئة ...
التوقيع: الغبية