هذا الكتاب فريق العمـــــل *****
عدد الرسائل : 1296
الموقع : لب الكلمة تاريخ التسجيل : 16/06/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 3
| | الأنا .. في ظلال المسئولية والظروف الصعبة لا تدري ماذا تصنع عندما تحس بكآبة شديدة تعتريك وتسيء كثيرا إلى حالتك النفسية، وقد يكون لها تبعات صحية، خصوصا عندما تشعر بأن الضيق يكاد يكتم أنفاسك، ويحبس جريان الدم في الشرايين قد تشعر معها بصداع رهيب ومواضيع تك | |
الأنا .. في ظلال المسئولية والظروف الصعبة لا تدري ماذا تصنع عندما تحس بكآبة شديدة تعتريك وتسيء كثيرا إلى حالتك النفسية، وقد يكون لها تبعات صحية، خصوصا عندما تشعر بأن الضيق يكاد يكتم أنفاسك، ويحبس جريان الدم في الشرايين قد تشعر معها بصداع رهيب ومواضيع تكتنف مساحة كبيرة من خلايا مخك.. وتكاد في بعض الأحيان تتذوق الحامض – حمض المعدة - وهو يندفع خارجا من مكمنه الطبيعي ويصل جزءا منه إلى فمك تحس عندها بتآكل أو بألم شبه حارق في أسنان الفك السفلي وانت حائر ما بين اللبن رغم تحذيرات بعض الأطباء، وبين الماء الذي قد لا يساعد في إطفاء هذه اللسعة.. لن أختلف معك كثيرا في الوسيلة التي ستُقدم عليها فهي مشروعه لأمر فجائي لا اظنه مشروع..
ولكن هل انتهت المشكلة عند هذا الحد، هل تخلصت من كل آلامك.. لا لا، لا أظن، بل ربما هي بداية لنهاية سريعة لا تلبث أن تشتد من جديد لتبدأ في نوبات صراع أخرى قد تكون في أماكن أخرى أيضا، وأنت لم تعد تشعر بشئ تريد أن يحدث ليحقق لك تغيير هذا الشعور.. يبدوا أنني قد أسهبت قليلا فلم اعد أتذوق السبب الحقيقي وراء كل هذا وذاك.. هل انه من الممكن أن تـُلقى إليك كلمة أو جملة أو تمر بموقف قد تثير أو يثير كل هذه الحوافز في جسمك ؟؟ أم أن هناك مشكلة خفية تحاول أن تطويها خلف قضبان من الصمت والهدوء المشبوبان بالعاطفة الحزينة الغاضبة المكتومة؟؟ ما الذي يجعلك تريد أن يكون كل صباح لك غير مُعكّر وكل يوم غير مكدر وكل ليلة مقمرة ؟؟!! هل تؤمن بعدم وجود الظلام.. لا أظنك كذلك !!..
من الواضح انه من الأوجب عليك فورا أن تبحث وتنقب في خبايا نفسك.. مما لا شك فيه أن هناك نقص في منسوب ما في تكوينك – لا اقصد هنا التكوين الجسماني أو الخُلقي فالله عز وجل قد اخبرنا بأنه أحسن كل شيء خلقه- فتكوينك الشخصي والاجتماعي هو من يُعنى.. فسيكولوجية النفس هي من تحتاج إلى المراجعة أحيانا، مراجعة ذاتية، غذاء متجدد ، حتى لا تُصطدم بغبار التفاهة أو اللامعنى ..لا باس أن يكون لك في الداخل – داخل نفسك- حدودا للغضب، للكآبة، حدودا تصنعها أنت نفسك، تجبر الآخرين على الانكسار والتقهقر أمام هذه الحدود الصارمة بشرط أن تكون هذه الحدود بناءا على دراستك لواقعك ومتطلباتك مقابل عدم تجاهل الآخرين أو الانسياق وراء رغباتك المتمصلحة لذاتك فقط أو رغباتهم الفائقة والمتجاوزة مسيرة راحتك ومراعاة شعورك.. عندما تكون حازما ستجد أن هذه الصفات التي ربما سعيت إليها لم تعد تجري أنت صوبها أو تلهث وراء تحقيقها بل هي قد أصبحت من تلقاء نفسها قريبة جدا إليك إنها تجري إلى جانبك الآن وليس من العيب انك من جريت إليها بداية بل العيب أن تضع يدك على خدك راسما سحبا من الظلم تدعي أنها تحيط بك وتجعلك يائسا غير قادرا على التحرك بخطوات ثابتة إلى الأمام نحو ما تصبو إليه وما من شأنه تحقيق المستقبل المشرق في ظروف صعبة للواقع..
أتـُريد أن تضع القلم جانبا، هل وصلت إلى طريق مسدود مع نفسك، هو لن يرفض ولا أظنه سيفرح كثيرا، ولكنه بالتالي لن يغضب حتى قليلا، ولن تمسه ذرة حزن ليس لأنه جماد لا حياة ولا روح فيه بل لأنه لا يهمه من أنت.. إن شغله الشاغل هو طبيعة ما تكتب فهو سيتجاوب معك حتى لو أصدرت قرارا بإعدام نفسك !! ، وفي نفس الوقت هو بعينه من سيسارع إلى منحك الوقت والحبر لتضع نفسك " شارونا جديدا" في مقتبل العمر أو حتى " هتلر" عصر حديث بالرغم من انه لم يختر هذه الشخصيات التي مثّلت أعمدة في تغيير خرائط..
إذن أنت لن تعلن تراجعك، ولن تعلن انطوائك أو عيشك داخل ذاتك فهذا لا يليق بك كانسان خصوصا وأنت تنتمي إلى هذا الدين الحنيف.. ستدخل هذه البساتين، لن تتردد ستخترقها جميعا دون أن تأبه لبعض الحيوانات -وكلنا كائنات حية- التي قد تظهر على هذه المسارح هنا أو هناك.. قص أنياب السام منها ودوس على الآخر إذا ما حاول أن يعترض طريقك، هو لن يجد مذهبا ليعلن فسقك أو فجورك أو حتى طاعتك وقربك إلا إذا كان سيصنع مذهبا جديدا كمذهب "شفرنطح" أو "بوش كش" أسماء غريبة أليس كذلك؟!.. لا تزعج نفسك فهي لمذاهب عجيبة أيضا والغريب على العجيب يألف.. أعلن صرختك المكتومة، لا تتردد، ولا تحاول تأجيلها.. إنسَ أو تناسى المقولة القائلة: " اليد الواحدة لا تصفق" ارمها جانبا واصنع شيئين من يدٍ واحدة يحدثان صفقة مدوية فكم من أياد اجتمعت لتصفق ولكنها نسيت نفسها في خضم النشوة فصفقت لدمار الشعوب وخراب البيوت..
ستعلن في ذاتك - على الأقل - ولادة جديدة لأنا أعلنها لنفسك، لا تخجل، ودعها تصنع غيوما كثيفة ولكنها ناصعة البياض.. فما أحوج هذه الأرض وذاك البلد لأمطار "الأنا" النقية الطاهرة.. التي تقول عن نفسها بصراخ يسمعه كل الكون لست " أنا " بل " نحن ".
| |
|