[rtl][/rtl][rtl]يسأل الجميعُ دوما: ما الذي قدمه التطور للعلم خصوصا وللبشرية عموما؟ ما هي تطبيقات هذه النظرية؟ ويقصدون بالسؤال التقليل من شأنها وإثبات أن لا تطبيق عمليّ لها.
والكثيرُ من المقالات نُشرت في هذا الخصوص، ولست هنا لتعديد تطبيقات النظرية ولكنني سأسأل سؤالا آخر: ما هي التطبيقات العمليّة للفرضيّة الخلقيّة؟ وأقصدُ بذلك ما هي التطبيقات العمليّة لفرضية الخلق المستقل؟ وحتى لا نختلف من البداية، فكاتبُ المقالة مؤمن، يعتقد بالتطور بديلا عن الخلق المستقل.
[size=36]1. الأرض أكثر شبابا مما نعتقد:
اعتمادا على الإنجيل؛ فإن الأرض أكثر شبابا مما نعتقده بكثير… أكثر بكثير جدا، فالعلمُ يخبرنا بأن عمر الأرض؛ الذي تم التأكد منه بطرق عدة، يقارب الـ4 مليارات سنة، لكن الإنجيل بطريقة غير مباشرة يخبرنا بأن عمر الأرض 6000 سنة فقط.
سيسألني أحدهم ما دخل عمر الأرض في الفرضية الخلقية؟ أذكرك بأن الفرضية الخلقية تستلزم أن تؤمن بأن كل ما جاء في الكتاب المقدس صحيحٌ حرفيّا لا يحتمل تأويلا. وإن تعارض العلم الصحيح الراسخ الواضح بالأدلة والبراهين مع النصّ المقدس؛ الذي يحتمل تأويلات عدة، فإنك ستختار النص الديني وترمي بالعلم عرض الحائط.
الفرضية الخلقية ترمي بكل نتائج التأريخ بواسطة الكربون المشع، وترمي بكل المستحاثات والحفريات عرض الحائط، وتفترضُ أن أقدم مخلوق عمره 6000 سنة فقط. لذلك فإحدى التطبيقات العملية لهذه الفرضية هي أنها ستختزل 3 مليار و999 مليون و994 ألفا من السنوات، سنتخلص من ملايين المقالات والكتب عن البيولوجيا والطبيعة والجيولوجيا والفيزياء.. افرحوا أيها الطلبة!
[size=36]2. الجنس الأصفر:[/size]
تحليلات المادة الوراثية للبشر تخبرنا بأن الأجناس والأعراق لم تظهر للعالم في وقت واحد وأنها ظهرت في أوقات متباينة بعد هجرات مختلفة. علميّا يستحيل أن يظهر الجنس الأبيض والأصفر والأسود جميعها معا.
الفرضية الخلقية تخبرنا بأن الأجناس الملونة ظهرت لأن الإنسان الأول خُلق من مجموعة من الأتربة مختلفة الألوان، سيقول قائل ”لكن هذا لا يعني بأن الأجناس ظهرت في وقت واحد.. يا جاهل.“ لكنها تعني يا صديقي بأن المادة الوراثية التي صنعت كل الاجناس كانت محمولة في الإنسان الأول، لكننا نرى جليا بأن هناك اختلافات بين الأعرق على المستوى الجزيئي لا تسمح بحال من الأحوال أن تجمع كل الصفات في شخص واحد.
وحتى تلك الفكرة المبنية على تصنيف البشر حسب الألوان فهي فكرة سطحية جدا، فالإختلافات بين الأعراق عديدة تتعدى لون الجلد، الذي يعود بالمناسبة لكمية الكيراتين في الطبقة الخارجية من الجلد، والتي يملك منها الآسيويون كمية كبيرة جدا.
هذه الاختلافات متداخلة لدرجة كبيرة نتيجة التطور المتراكم، لا تسمح بحال من الأحوال بالفصل التام بين كل الأعراق. لذلك لا يمكن أن يدعي بشري الآن بأنه من الجنس الأبيض النقيّ تماما ولا من الجنس الأسود. فأنت تملك من كل عرق بعضا من الخصائص المخفية.
الفرضية الخلقية تضرب بكل هذا عرض الحائط وتكتفي بتصنيف البشر بناء على ألوانهم. أبشروا يا طلبة الأنثروبولوجيا فالمقررات ستصبح أصغر حجما بكثير أيضا.
[size=36]3. أرانب العصر الكامبري:[/size]
كعادتها تحبُ تبسيط الأشياء، يفترض الخلقيون بأن الكائنات لم تظهر متدرجة وأن الثدييات لم تظهر متأخرة، وعندما تواجههم بسجل احفوري متدرج يخبرونك بأنها محاولات تلفيقية من التطوريين لفرض أفكارهم ومحاولين تبريرها.
تفترض الفرضية الخلقية وجود كائن اُُطلقُ عليه: الأرنب الكامبري، وهو أرنبٌ كأرانبنا لكنّه عاصر مخلوقات العصر الكامبري البدائية، صحيح أن كل الأدلة تشير لأن الحياة بدأت في البحر لكن الأرنب الكامبري قادرٌ على التنفس تحت الماء، وفوق اليابسة وفي كلّ مكان.
الفرضية الخلقية تنبأت بوجود الأرنب الكامبري وسيجدون الدليل لدعم معتقداتهم.. عاجلا أم آجلا.
ملاحظة: لا يمكنني الجزم بوجود الزرافة الكامبرية.
[size=36]4. رئتان تحت البحر:[/size]
يمتلك فرع الحيتان المعاصرة أجهزة تنفسية تشابه تلك التي تملكها الثدييات البرية الأخرى، وتختلف عن آلاف آلاف الأنواع الأخرى التي تستعمر البحر، التي تتنفس باستخدام خياشيمها.
[/rtl][/size]
- نظرية التطور تسأل: لماذا صنع فرع الحيتان الاستثناء من بين كل الكائنات البحرية الأخرى؟
- الفرضية الخلقية تجيب: فقط.. لأن الخالق أراد ذلك.
- نظرية التطور تسأل: لماذا تملك الحيتان فتحات تنفسية في أعلى جمجمتها كالتي نملكها جميعا؟
- الفرضية الخلقية تجيب: لأن الخالق أراد ذلك.
- نظرية التطور تسأل: لماذا يملك الحوت خصيتين داخليتين تشبهان تلك التي يملكها فرس النهر، والتي نعتقد بأنهما ينحدران من سلف مشترك؟
- الفرضية الخلقية:…
[size][rtl]
للأسف الفرضية الخلقية لا تقدم تطبيقات عملية يمكننا الاستفادة منها تحت البحر.. عذرا مجددا.
[size=36]5. البحارة والفرضية الخلقية:[/size]
داخل أجسادنا، يملكُ البشر نسخة معطلة من الجين المسؤول عن الانزيم الأخير في سلسلة تصنيع الفيتامين سي، والذي يحتاجه الجسم في تفاعلات الأكسدة وامتصاص المعادن والحماية من الجذور الحرّة.
حتى الآن لا مشكلة لدينا، المشكلة أن القردة والريئسيات الأخرى تملك نفس العطب تماما، في حين أن الثدييات الأخرى كالهررة والكلاب قادرون على تصنيع هذا الفيتامين.
هل هذا الجينُ المعطل هو لعنة من الخالق لبني البشر؟ هل هي مجرد مصادفة؟ هل هي نعمة لا نعلمها؟ السؤال الأهم : لماذا نملكُ آثارا لجين معطل؟ أليس من الأفضل إخفاء السلسلة التفاعلية كاملة من الأساس؟
كان بحارة القرن الثالث عشر ضحايا اللعنة الخلقية، لأنهم لم يملكوا مصدرا كافيا من الفيتامين سي خلال رحلاتهم الطويلة، فأصيبوا بمرض الأسقربوط الشهير. ومن تطبيقات الفرضية الخلقية في هذا المجال هو ازدهار زراعة البرتقال وصناعة عصيره، الذي يُعتقد بأنه أغنى الفواكه بهذا الفيتامين. ولا يعلمون بأن الفراولة أغنى منه كثيرا.
شكرا للفرضية الخلقية التي فتحت المجال لملايين العاملين في مجال الزراعة والصناعة التحويلية.. شكرا من القلب.
أكتفي بهذا القدر، لأنني أعلم بأنكم أتخمتم بالتطبيقات المثيرة لهذه الفرضية التي لا يُمكن أن تقارن بحال من الأحوال بالتطبيقات المحتشمة لغريمتها. وأحترم قناعات كل شخص في اختيار الضفة التي يريدها دون أن يخيّر سكان الضفة الأخرى بين المغادرة أو الموت غرقا.
وحقيقة، الفرضية الخلقية مغرية جدّا للطلبة وللباحثين، فهي تختزل آلاف الفروع العلمية التي لا نحتاجها وآلاف الساعات من الدراسة المضنية، لو كنتُ مكانكم لاخترتها دون تردد.
[/rtl][/size]