الموقع : العقل ولاشئ غير العقلتعاليق : لاشئ يفوق ما يلوكه العقل ، اذ بالعقل نرقى عن غرائزنا ونؤسس لانسانيتنا ..
من اقواليتاريخ التسجيل : 18/10/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 5
19102018
هل دخلت الشيمبانزي والقردة عصرها الحجري؟
[rtl]نحن نعتقد بأن العصر الحجري هو عصر عاش خلاله البشر فقط من قبل، لكننا قد لا نكون النوع الوحيد الذي قد يمر بهذه المرحلة.[/rtl]
[rtl]في الغابات المطيرة في غرب إفريقيا، وفي غابات الأحراش في البرازيل، وفي سواحل تايلاندا، اكتشف الباحثون مجموعة من الأدوات الحجرية المثيرة للإهتمام.[/rtl] [rtl]ليست جودة الصنعة هي التي تجعل من هذه الأدوات شيئاً مثيرا! ولو حدث وعرضنا هذه الأدوات على شخص عادي فلن يكون من الصعب عليه أن يُرجع هذه الأدوات للعصر الحجري القديم. في الواقع، تبدو هذه الأدوات من عصر الفراعنة كأقل تقدير! لكن ما يجعل هذه الأدوات مميزة هو أنها ليست من صنع البشر.[/rtl] [rtl]تم ابتكار هذه الأدوات من طرف الشيمبانزي وقرود الكابوتشين والماكاك، واعتبر المكان الذي اكتُشفت فيه هذه الأدوات منطلقا لعلم جديد يُسمى: ”علم ٱثار الرئيسيات – Primates Archaeology“.[/rtl] [rtl]الأدوات التي وُجدت مصنوعة من الحجر الخام. من المستحيل أن تُظاهي مطرقة حجرية من صنع الشامبانزي أو الماكاك في صنعتها جمال فأس بشرية، لكن ليست هذه هي النقطة المثيرة في الأمر! لقد طوّرت هذه الرئيسيات تقليداً يجعل من إستخدام الأدوات الحجرية روتيناً مُتوارثا عبر الأجيال! مما يعني أن هذه الرئيسيات قد دخلت بالفعل عصرها الحجري.[/rtl]
[rtl] الغراب الكاليدوني الجديد (كورفوس مونيدولويدس) يستخدم أداة لجمع للعلف – صورة: Roland Seitre/NPL[/rtl]
[rtl]قبل أعوام مضت، كان العلماء يعتقدون أن البشر هي الكائنات الوحيدة التي تستطيع إستعمال أدوات فعّالة على نطاق واسع. لكن هذا لم يعد صحيحا تماما، لقد بتنا نعلم الآن أن بعض الثدييات والطيور والأسماك، وحتى بعض الحشرات تستعمل بعض الأدوات في محيطها لتسهيل حياتها.[/rtl]
”لوحظ على البونوبو والغوريلات والأورانغ أوتان (إنسان الغاب) استعمال أدوات نباتية ولكن لم يسبق أن استعملت أدوات حجرية.“
[rtl]تستعمل العديد من الرئيسيات الأدوات أيضا، فعلى سبيل المثال، أظهرت بعض التقارير أحدى الغوريلات وهي تستخدم أعوادا خشبية مجوفّة لشطف النمل من أحد الجحور، لكن لم يسبق أن قامت الرئيسيات بتحويل الأحجار إلى أدوات، وهذا ما يؤكده الأستاذ ”ميشيل هاسلام“ من جامعة أوكسفود في المملكة المتحدة؛ ورئيس مشروع (Primach) لدراسة آثار الرئيسيات، حيث يقول: ”لوحظ على البونوبو والغوريلات والأورانغ أوتان-إنسان الغاب- استعمال أدوات نباتية ولكن لم يسبق أن استعملت أدوات حجرية.[/rtl]
[rtl] شيمپانزي يستخدم مطرقة حجرية – صورة: Justine Evans/NPL[/rtl]
[rtl]لماذا يكتنف الغموض ندرة استعمال الأدوات الحجرية من قبل القردة العليا؟ هذا هو السؤال المُحيّر!“[/rtl]
[rtl]ربما يعزى الأمر إلى كون الحجارة ليست متاحة بسهولة للأنواع التي تمضي معظم وقتها فوق أو حول الأشجار. يقول هاسلام: ”النباتات موجودة في كل مكان في محيط الرئيسيات، ولكن الحجارة ليست كذلك“، وهذا يعني أنه حتى لو بدأ أحد القرود العليا التصرف بذكاء واستخدم بعض الأدوات الحجرية، فلن يكون هناك ما يكفى من الصخور لتتعلم معه بقية القرود كيفية صناعتها وتمريرها للأجيال اللاّحقة.[/rtl] [rtl]على أية حال، يبدو أن حيوانات الشيمبانزي في غرب إفريقيا قد أتقنت طريقة لتمرير تقليد تكنولوجيا استخدام الأدوات الحجرية، والتي تستعملها لتكسير بعض المكسرات، إلى الأجيال اللاحقة.[/rtl]
[rtl] الغابات الكثيفة في ساحل العاج – صورة: André Quillien/Alamy[/rtl]
[rtl]يعتمد علم الآثار البشرية ”العادي“ على فكرة أنه يمكننا أن نتعرف على السلوكيات البشرية من خلال القطع الأثرية التي تتركها وراءها، ويمكن اكتشاف ذلك من خلال السجل الأحفوري، أما البقايا الصغيرة والعلامات التي يمكن أن يغفل عنها الملاحظ العادي، فإنها تحمل ثروة من المعلومات القيمة بالنسبة للملاحظ المتمرس.[/rtl] [rtl]الباحثون في علم آثار الرئيسيات بقيادة ”كريستوفر بويتش“ بمعهد ”ماكس بلانك“ للأنثربولوجيا التطورية لمدينة ”لايبستش“ بألمانيا، على وشك تطبيق هذه المبادئ على الأدوات المستعملة من طرف قردة الشمپانزي.[/rtl] [rtl]قام هؤلاء الباحثون بالتنقيب في منطقة في الغابات المطيرة لساحل العاج، أين عثروا، على عمق متر واحد، على تحف أثرية تعود إلى 4300 عام، بعض هذه التحف الحجرية مصنوعة بدقة لا تستطيع إلا اليد البشرية إتقانها، وبعضها الآخر يحمل علامات تدل على أنه تم استخدامها بطريقة أغلظ وأكثر بدائية، على شاكلة أدوات لسحق بعض المكسرات، تماما كتلك التي تستخدمها حيوانات الشيمبانزي في يومنا هذا.[/rtl]
[rtl] استخدم الشمبانزي أدوات حجرية لآلاف السنين – صورة: Bernard Walton/NPL[/rtl]
[rtl]قام ”بويتش“ وفريقه من الباحثين في بحث سابق لهم، بدراسة ثقافة الأدوات الحجرية لحيوانات الشيمبانزي الحديثة في المنطقة، واتضح لهم أن الشمپانزي لديها طريقة فريدة من نوعها لاختيار واستخدام أدواتها.[/rtl] [rtl]على سبيل المثال، غالبا ما تختار الشمبانزي استخدام المطارق الحجرية الكبيرة والثقيلة بشكل خاص، والتي يتراوح وزنها بين 1كغ و9كغ، بينما يستخدم البشر المطارق الخفيفة التي لا يتعدى وزنها 1كغ، أما تلك الأدوات التي وجدت في المنطقة والتي يقدر عمرها بـ4300 عام، فيبلغ وزن معظمها أكثر من كيلوغرام واحد، مما يدل على أنها كانت من صنع واستعمال الشمبانزي.[/rtl]
[rtl]تقوم الشيمبانزي أيضا باستخدام أدواتها الحجرية لسحق وفتح بعض أنواع المكسرات التي لا يأكلها البشر، حيث أن بعض بقايا النشاء التي وجدت على تلك الأدوات تعود إلى هذه الأنواع من المكسرات.[/rtl] [rtl]أدت هذه الاكتشافات معا إلى استنتاج واضح وجلي، ألا وهو أن حيوانات الشيمبانزي في الغابات المطيرة غرب ساحل العاج قد استعملت الأدوات الحجرية لـ4300 عام على الأقل.[/rtl] [rtl]ويرجح أن العصر الحجري للشمبانزي قد بدأ على الأقل منذ 4300 عام، وربما قبل ذلك، يقول في هذا الصدد بويتش: ”إنه من الصعب التكهن بمناطق تواجد طبقات التربة القديمة بما فيه الكفاية لتخولنا البحث في أزمنة سابقة“، ونظريا، فان العصر الحجري للشيمبانزي قد بدأ قبل ذلك بكثير.[/rtl]
[rtl] مجموعة من قردة الشيمپانزي تستعمل أدواة لتكسير المكسرات – صورة: Bernard Walton/NPL[/rtl]
[rtl]تعد الشيمبانزي أقرب الأقارب إلينا، وحقيقة أنها، مثلنا نحن البشر، مُؤهلة لإستخدام الأدوات الحجرية يدل على أن السلف المشترك بيننا وبينها كان أول من أسس لتكنولوجيا استخدام الأدوات الحجرية.[/rtl]
”إن العصر الحجري لقرود الشيمبانزي في غرب ساحل العاج يختلف تماما عن العصر الحجري لأسلافنا البشر.“
[rtl]لكن ”هالسلام“ يرى أنه لو كان ذلك صحيحا، لكانت جميع حيوانات الشيمبانزي مؤهلة لاستخدام هذه الأدوات، وليس عددا صغيرا من العشائر في غرب إفريقيا فقط، كما هو عليه الحال.[/rtl] [rtl]وعليه من المنطقي أكثر افتراض أن الشيمبانزي في غرب افريقيا قد طور مهارات استعمال الأدوات الحجرية منذ انفصاله عن الشيمبانزي في وسط وشرق افريقيا، وذلك منذ 500000 إلى مليون عام مضت، كما يبدو الآن جليا الإختلاف بين العصر الحجري للشيمبانزي في غرب إفريقيا والعصر الحجري للإنسان.[/rtl]
[rtl] الكبوتشين المُلتحي يأكل قطعة من الجوز المحطمة بإستعمال أداة حجرية – صورة: Mary McDonald/NPL[/rtl]
[rtl]كانت هناك تقارير تشير إلى أن قرود ”الكبوشين الملتحي“ (ساباجوس ليبيدينوسوس) في البرازيل كانت تستعمل أدوات حجرية لعدة قرون مضت، هذه التقارير التي أكدتها دراسة أُجريت عام 2004، تماما مثل قرود ”الماكاك“ (ماكاكا فاسيكولاريس أوريا) طيولة الذيول في تايلاند، طبقا لدراسة نشرت في ماي 2015، وكلا هذان النوعان بعيد عنا نحن البشر في الشجرة التطورية.[/rtl]
[rtl]يقول هاسلام: ”تعتبر قرود الكابوتشين قرود العالم الجديد، فهي تفصلنا عنها 35 مليون عاما من التطور“، ويضيف: ”حتى قرود الماكاك تفصلنا عنها 25 مليون عاما من التطور“.[/rtl] [rtl]بكلمات أخرى، فإن رئيسيات العصر الحجري قد انتشرت وتباعدت فيما بينها على الشجرة التطورية إلى درجة أن كل منها قد امتلك التكنولوجيا بمجهوده الخاص، منفردا بذلك عن البقية، يقول هاسلام في هذا الصدد: ”لدينا العديد من الإختراعات المختلفة لنفس السلوك“.[/rtl]
[rtl] يعيش الماكاك طويل الذيل على جزر في تايلاند – صورة: Mark MacEwen/NPL[/rtl]
[rtl]يطبق الآن بويستش وفريقه نفس التقنيات التي استخدموها في دراسة السجل الأحفوري للشيمبانزي في غرب ساحل العاج، للتحقيق في تاريخ استعمال قرود الماكاك والكابوتشين للأدوات الحجرية، ولم يتم حتى الآن نشر هذه الدراسة التي أجريت كجزء من مشروع ”بريمارش Primarch“.[/rtl] [rtl]يقول هاسلام: ”لقد قمنا الآن باستخراج أدوات حجرية كانت مدفونة، وذلك من جميع المناطق التي عاشت فيها الرئيسيات التي عرف عنها استخدامها للأدوات الحجرية“.[/rtl]
”هذا يعني أنه هناك تاريخ عريق لاستعمال الأدوات الحجرية عند ثلاث رئيسيات على الأقل، دون البشر.“
[rtl]تماما مثل الشيمبانزي، تستعمل قرود الكابوتشين أدواتها الحجرية لكسر بعض المكسرات، وللبحث عن ديدان الأرض واستخراجها، ويقول هاسلام: ”في كل مرة يذهب فيها أحدهم لدراسة قرود الكابوتشين الملتحية في محيطها الطبيعي، يلاحظ وجود استعمال للأدوات الحجرية“، ويضيف: ”ويعد هذا النوع الوحيد، بالإضافة للبشر، الذي استعمل الأدوات الحجرية على نطاق واسع“.[/rtl] [rtl]على عكس قرود الماكاك التي تعيش في جزر منفصلة، والتي تستعمل الأدوات الحجرية لفتح المحارات. إلا أن كلا النوعين قد قام بطريقة ما بتمرير هذه التقنية إلى أجياله اللاحقة، مما يدل على أنه هناك تاريخ عريق لاستعمال الأدوات الحجرية عند ثلاث رئيسيات على الأقل، دون البشر.[/rtl] [rtl]تبدو الأدوات الحجرية التي يستعملها الشمبانزي والقرود بدائية جدا، تماما مثلما كانت عليه أدوات أسلافنا في الماضي القديم.[/rtl]
[rtl] قردة الكابوتشين الجنوب أمريكية تعلمت كيفية استخدام الأحجار – صورة: Dave Watts/NPL[/rtl]
[rtl]في عام 2015، قام علماء آثار في كينيا بنشر أول دراسة مفصلة عن أقدم ”أدوات حجرية لوميكوية – Lomekwian stone tools“، استعملت من طرف أسلافنا، تم العثور عليها في موقع يعود إلى 3.3 مليون عام، وتبعا للفريق الباحث، فإن هذه الأدوات قد صنعت باستخدام نفس التقنيات التي تستخدمها القرود والشيمبانزي في يومنا هذا، مما يعني أنه، وبدراستنا للرئيسيات التي تستعمل الأدوات الحجرية، فإن ذلكيخبرنا الكثير عن طبيعة السلوكات التي كان أسلافنا ينتهجونها، على الرغم من الاختلاف الكبير بينهم وبين باقي هذه الرئيسيات.[/rtl] [rtl]لقد تطورت الأدوات الحجرية المستعملة من طرف أسلافنا البشر عن الأدوات اللوميكوية بعد حوالي 700 ألف عام، فجاءت في البداية ”الأدوات الأولدوية – Oldowan tools“ والتي تضمنت أدوات ذات نهايات حادة، تم صقلها عن طريق شحذها بأجزاء أصغر حجما، وبعد مليون عام عن ذلك، ظهرت ”الفؤوس الآشولية – Acheulean tools“ المصقولة بعناية فائقة في السجلات الأحفورية.[/rtl] [rtl]مما يطرح السؤال التالي: لماذا تقدم أسلافنا من البشر في تقنية استعمال الأدوات الحجرية، ومنذ وقت طويل، بينما بقيت الشيمبانزي والقرود في استعمالها البدائي لها، ولم تتجاوز حتى الأسلوب ”اللوميكوي“؟[/rtl]
”قد يكون الإشكال كامنا في أدمغتها؟“
[rtl]في الحقيقة، كانت هناك دراسة أعدّها ”سيرجيو ٱلميسيجا“ من جامعة جورج واشنطن، يؤكد فيها أن الأيادي البشرية قد طالها تغير أقل بالنسبة لمثيلاتها في بقية الرئيسيات.[/rtl]
[rtl] الأيادي البشرية تغيرت أقل بالنسبة لأيادي القردة – صورة: Doug Allan/NPL[/rtl]
[rtl]يقول ألميسيجا: ”كان لأسلاف البشر والشيمبانزي أياد طويلة ومتشابهة، إلا أنها لم تكن متساوية الأحجام“، ويضيف: ”بالعودة إلى الأرقام والأبعاد، فان أيادينا نحن البشر هي التي تأخر تطورها عن أيادي الشيمبانزي، وعليه نقترح أن سبب بدائية القرود والشيمبانزي لا يكمن في أيديها، بل قد يكون ذا علاقة بأدمغتها“.[/rtl]
[rtl] المكاك طويل الذيل يستعمل ٱداة حجرية – صورة: Mark MacEwen/NPL[/rtl]
[rtl]تقول ”أليكساندرا روزاتي“ من جامعة هارفرد: ”يبدو أن صناعة أدوات حجرية يتطلب بعض المعارف الإدراكية الإضافية، والتي تتخطى مجرد التعرف على أداة مفيدة، إلى صناعتها“.[/rtl] [rtl]الأمر المرجح هو أن يكون حجم أدمغتنا الكبير هو ما جعلنا أكثر ذكاء، مما أتاح لنا صناعة أدوات أفضل، لكن ما يتبادر إلى الذهن هو: ”ما الذي جعل أدمغة أسلافنا تكبر حجما؟“[/rtl]
[rtl]يقترح خبير الرئيسيات ”ريتشارد رانغهام“ في جامعة هارفرد، أن تطوير ”طهو“ الطعام هو ما جعل أدمغة أسلافنا تكبر حجما، وتقول روزاتي بخصوص هذا الأمر: ”إن الأدمغة الأكبر حجما تتطلب طاقة أكبر لتنمو وتحافظ على حجمها، وهذا هو ما وفره الطهو، فهو يزيد من مقدار الطاقة المستخلصة من الغذاء مقارنة بوجبة ’نيئة‘“.[/rtl] [rtl]غير أن زمن اختراع البشر للطهو مازال مجهولا، فقد يكون ذلك قد حدث بعد أن أخذت أدمغتهم في التضخم، مما يرجح أن تكون فكرة رانغهام خاطئة، إلا أنه إن كان على حق، فذلك يعني أن دراسة قامت بها ”روزاتي“ وزميلتها في جامعة هارفرد ”فليكس وارنيكن“ في عام 2015، مثيرة جدا.[/rtl] [rtl]تقترح هذه الدراسة أنه وعلى الرغم من عدم قدرة الشيمبانزي على التحكم في النار، إلا أنها ذكية بما يكفي لتقدر وتستسيغ فوائد الطهو.[/rtl]
[rtl] الكابوشين الأسود المخطط يأكل ثمرة من المكسرات التي فتحها باستخدام حجر – صورة: Mary McDonald/NPL[/rtl]
[rtl]في سلسلة من التجارب، قامت ”روزاتي“ و”وارنيكن“ بتقديم الشيمبانزي لـ”فرن“ يشتغل وآخر معطل، وتم إعطائها رقائق بطاطا نيئة، بحيث إن وضعت إحدى هذه القرود رقائق البطاطا في الفرن الشغال ستخرج مطهوة والعكس بالنسبة للفرن المعطل الذي تبقى فيه نيئة، ولوحظ أن الشيمبانزي بعد تجربتها للفرنين معا بدأت جميعها تضع رقائق البطاطا في الفرن الشغال، مما يوحي بأنها تفضل الطعام المطهو بدلا من النيء.[/rtl] [rtl]ثم قدمت لها رقائق خشبية، ولوحظ أن الشيمبانزي لم تكلف نفسها أبدا عناء وضع الرقائق الخشبية في الفرن، ومنه فهي على الرغم من جهلها بماهية الجهاز؛ إلا أنها مدركة تماما بأنه يطهو الأشياء القابلة للأكل فقط، كما أنها قامت بالتنقل لمسافات بعيدة من أجل نقل الطعام لمكان تواجد الفرن من أجل طهيه، مما يقترح أن أسلافنا قد اتخذوا نفس المنهج في نقل طعامهم لأماكن تواجد النار قبل ملايين السنين.[/rtl]
[rtl] إن التحكم في النار كان خطوة عملاقة في تاريخ البشرية – صورة: Ariadne Van Zandbergen/Alamy[/rtl]
[rtl]إلى أن تتعلم الشيمبانزي التحكم في النار (إذا كان مقدرا لها تحقيق هذه القفزة الجبارة على أي حال)، فإنها تبقى غير قادرة على إشباع تقديرها واستساغتها للطعام المطهو، إلا أن الدراسة التي قامت بها روزاتي ووارنيكن تشير إلى أن الاستعدادات والقدرات الدماغية التي خولت أسلافنا البشر من التحكم بالنار وصناعة أدوات حجرية متقنة، توجد لدى الشيمبانزي الحديثة أيضا.[/rtl] [rtl]يقول هاسلام: ”من المحتمل أن لا تكون الشيمبانزي وقرود الماكاك والكابوتشين قد بلغت ذروة تطورها التقني“.[/rtl] [rtl]لكنه يبقى غامضا ما اذا ستتاح لها الفرصة في تطوير تقنية عصرها الحجري، يضيف هاسلام: ”نحن لا ننفك نقلص أعدادها من خلال تدمير مواطنها الطبيعية وصيدها“، ويضيف: ”إن المجموعات ذات الأعداد الصغيرة لا تستطيع تطوير التقنية وتناقلها فيما بينها مثلما تستطيعه المجموعات ذات الأعداد الكبيرة“، بمعنى أن قرود الشيمبانزي قد تكون مهيأة لتطوير تقنيتها في صنع واستخدام الأدوات الحجرية، إلا أنها قد لا تتمكن من الوصول إلى هذا الاحتمال، وذلك بسببنا نحن البشر.[/rtl]