[size=30]هل الذكاء موروث؟[/size]
يجيب عنه, روبرت پلومن, نائب مدير الـMRC المركز الطبّي النفسي الاجتماعي والجيني والتنموي في كلِّيَّة كنگز كولج لندن
[size=30][/size]
بحث العلماء هذا السّؤال لأكثر من قرن, والجواب واضح: الاختلافات بين الناس في اختبارات الذّكاء هي بشكل أساسي نتيجة الاختلافات الجينيّة.
لكن لنقم بفكّ تلك الجملة. نحن نتكلّم عن اختلافات في المُعَدّل بين الناس وليس عن الأفراد. ذكاء أيّ شخص واحد يمكن أن يُعَطّل عن إمكاناته الجينيّة من خلال, على سبيل المثال, مرض في الطفولة. ما نعنيه بالجينيّة هي الاختلافات المنقولة من جيل إلى آخر بواسطة الـDNA. لكن كلّنا نشترك 99.5 بالمائة من أزواج الـDNA القاعديّة الثلاثة مليار الذي لنا, فخمسة عشر مليون اختلافات في الـDNA فقط تفصلنا عن بعض جينيّاً. وينبغي أن نذكّر بأنّ اختبارات الذّكاء تضمّ فحوصات متنوّعة للقدرة الإدراكيّة والمهارات المُتَعَلَّمة في المدرسة. الذّكاء, ويُدعى بشكل أنسب القدرة الإدراكيّة العامّة, يعكس أداء شخص ما خلال مجال واسع لاختبارات متنوّعة.
تكوِّن الجينات اختلافاً جوهريّاً, لكنّها ليست الزبدة. هي مسؤولة عن قرابة النصف من كلّ الاختلافات في الذّكاء بين الناس, لذا فالنّصف ليس ناتجاً عن الاختلافات الجينيّة, ما يشكّل دعماً قويّاً لأهمِّيَّة العوامل البيئيّة. هذه النسبة من 50 بالمائة تعكس تبنِّي التوأم, ودراسات الـDNA. نعلم منها, على سبيل المثال, أنّ لاحقاً في الحياة, الأطفال الذين تمّ تبنّيهم بعيداً عن آبائهم الأصليّين عند الولادة هم مثل آبائهم الأصليّين بالضبط كأطفال تمّت تربيتهم على يد آبائهم الأصليّين. بشكل مشابه, نحن نعلم بأنّ الآباء بالتبنّي وأطفالهم المُتَبنَّوْن لا يشابهون بعضهم البعض في الذّكاء عادة.
يبحث المختصّون الآن عن الجينات التي تساهم في الذكاء. في السنوات القليلة الماضية عَلِمْنا بأنّ العديد, ربّما الآلاف, من الجينات قليلة التأثير لها علاقة. دراسات حديثة لمئات الآلاف من الأفراد اكتشفت جينات تفسِّر قرابة خمسة بالمائة من الاختلافات بين الناس في الذّكاء. هذه بداية جيّدة, لكنها لا زالت بعيدة جدّاً عن خمسين بالمائة.
واكتشاف آخر مثير للاهتمام تحديداً هو أنّ التأثير الجيني على الذّكاء المدروس يبدو بأنّه يزداد خلال الزمن, مِن قرابة عشرين بالمائة في سنّ الطفولة إلى أربعين بالمائة في الصِّبا إلى ستّين بالمائة في سنّ الرّشد. أحد التفسيرات الممكنة هو ربّما أنّ الصبيان يبحثون عن تجارب تتّفق مع نزعاتهم الجينيّة, وبها تنمو تماماً.
القدرة على توقّع الإمكان الإدراكي مِن الـDNA قد يَثْبُت بأنّها مفيدة جدّاً. قد يستخدم العلماء الـDNA ليحاولوا تخطيط الطرق التنموية التي تربط الجينات, الذكاء, الدماغ والعقل. من حيث التضمينات العمليّة, عرفنا لعقود عن المئات من اضطرابات مفردة الجين وكروموسوميّة فريدة, مثل متلازمة داون, التي ينتج عنها إعاقة ذهنيّة. إيجاد جينات إضافيّة تُسْهِم في الإعاقة الذهنيّة قد يساعدنا ربّما بمنع أو على الأقلّ إصلاح هذه التحدّيات الإدراكيّة.