والاحترام لا لأنه يكتب
لالا بل لأنه إنسان مع مرتبة الشرف , الذي يجمعني بالشاعر نصوصه فقط التي
تشع حزنا ؛
النص لدى فتحي لايرتبط بالمسميات وليس له دواخل تدعو القارئ ان يتشعب ,
يكتب لأدب هو يراه على عكس غيره الذي يكتب بعين الآخر , انه يمرغ وجه
العادات القديمة في الكتابة بالوحل لاغيره , لأنه يكتب له لاغيره يكتب
للانسان الذي يحمله , ياه انه يبكي ويتألم لذلك الانسان الذي يحمله لاأكثر
أليس من حقوق الانسان ان يبكي ويُبكى عليه, أنه علامة فارقة في أدباء اليمن
وجميل كالبحر حين يمر بالصحراء,
من الصعب ان تختارجملة تخرج من الزمن لتطال المعنى الذي يراد به وصف حروف
شاعر يتجول عبر مشاعرنا ويقتنص روحه من ركم الاخرين .. هذا هو السهل الممتع
والممتنع المسمى فتحي ابو النصر ..,
جمهورية فتحي
لايختلف بسرعة لكنه يثور بسرعة , لانه لايرى ان هناك مجال آخر للنقد خلا
الكراهية والحقد لذا تراه مسالما كـ سلحفاة , ورائعا كـ جورية عراقية يضوع
منها العطر ؛ لذا وبعد هذا الموجز المقتضب عن هذا الكائن الوديع ؛ لذا أسس
لروحه جمهورية لاتتقاطع حتى مع حمهورية القوارض ماإن سلم الناس منها ؛
وماقاله في بعض المواقف يدعوك لأن تفرح لأنه واقعي حد التخمة وساحر حد
الجنون إنه فتحي ابو النصر .. وهذه حمهوريته .
ونسيت أن اقول انه ماجن وربما ملحد وسكير ولكن ليس إمعة هذا المهم ,
الشعر عند فتحيـــــــــــــــــــــــــــــ
تتهم قصيدة النثر بانها لاتعيش الا في ظروف يحتدم فيها الجدال , ولايمكن
لها الثبات في الظروف الطبيعية كما هو حال التجارب الأخرى , كما تتهم بأنها
خالية من روحية البيئة التي تكتب فيها . أي نوع من أنواع الكتابة له ظروفه
والدليل انحطاط الشعر القديم في مرحلة تأريخية معروفة لدينا , وهكذا الامر
الان فليس من المعقول ان نوجه الاتهام لجهة دون غيرها وغياب عمره ستة قرون
لايمكن حسابه إلا في غياب كامل للشعر واضمحلاله , نعم تخلص الشعر من
الكثير من الاغراض ,كما اختفت قصائد الانتماء للقبيلة والعراء وجاء البديل
يمثل أمكنة ليست بالغريبة عن المتلقي ولا بعيدة عن ادراكه كما فعل اصحاب
الشعر الحر وما تلاهم من النثريين ما حدث ان ثمة حركة ما جرت بشيء من
السرعة للانتقال الى الاجواء القريبة من الناس وقد حدث بشكل رآى البعض فيه
تجاوز على مفهوم الشعر العربي وخروجا صارخا لان الشعر لديهم يجب ان يلتصق
باحدى وجوه الاغراض المعروفة والتي تعتبر ملح الشعر اذا صح التعبير .
الشعر اي قصيدته النثرية عنده (( فتحي ابو النصر )) نثري مرموز ؛ تجتمع فيه
عوالم عدة سأوجزها بالاتي
من حدقات جنديين جائعين اشبع من حقدي علي
الوقت الأخرس يكثفني لصمت يصرخ
رصيف القصيدة يتعصب مزاجه
بنعومة اقضم ورمي
في خدود الشمعة تنبت وردتي النادرة
للنتوءات آهات فاحشة
فيما لا أترقب أحدا من قصيدة
العالم الأول .. عوالم الصورة التي تتداخل في كل شيء
يستطيع ان يشدك من خلال سرقة واضحة لأحد مشاهد الحياة ومنه ينتقل بك
والمقطع اعلاه أنتقيته من نص له نشره قبل فترة ليست بعيدة يتناول فيها
الحاجة إلى الأشهار ؛ والتأشير لأن الحدث بعين الشاعر ليس كما هو في عين
مذيع نشرة الاخبار الذي يرتدي بزة أنيقة مدفوعة من أموال الشعب المسروقة
ألم يكن الشاعر هنا من أبناء الشعب وأمواله هي المسروقة ؟ فتحي سارق أيضا
لانه سرق مشهد من حياة الشعب المسروقة !!
غرباء يحدقون في الاطارات
الاطارات لاترى
غرباء من قصيدة
العالم الثاني .. عوالم من الأسئلة والدهشة
أليس من الخبث اختيار كهذا للحكم على تجربة جميلة , ان البناء الفني عند
فتحي يرتبط بمقدار الرغبة التي يحملها في تطعيم فكرته , لربما يوجز لك
ملحمة كاملة بسؤال واحد أو بنص صغير جدا لايتجاوز الـ خمس كلمات ., السؤال
كيف يستطيع شاعر حديث التجربة بطرح ركامات تلتصق بعصور سحيقه انه شاعر
يستحق المتابعة وجدير بالاحترام فـ الاطارات لاترى
لأنني لم اسر وراء جنازة احد
غمرتني الفواحش البيضاء وأشعرتني الحكمة بالغثيان
وحيدا كماء يتيم
تأملتني مرتين فانحنى دمي وسلكني درب العناكب
(إسبرينة) هذا المساء من قصيدة
العالم الثالث: .. الذات
أكثر ماتتعثر به وانت تتجول معه هو الذات والـ أنا المتألمة ., ألـ فتحي
الذي ينداح من خلل مسامات الشعر ليؤنب فيك الآدمية , الذي يحزنك دون ان
يقصد ؛ فتحي هكذا يكتب لينشد وحيدا ؛ يشاركه الطيبون من اصحابه وقرائه
الذين يحترمون فيه الشعر والانسانية ..
وكتابته التي تشبه الحفر في الذات ؛ الجميل في الشعر انه يعرفك بك وبالاخر
.. وشعر فتحي يحمل هذه السمة ..,