يؤثر التنمّر (البلطجة) سلبًا على الأطفال في حياتهم أكثر من سوء معاملة الكبار لهم، وفقًا لبحثٍ جديد في جامعة وارويك. و قد نُشِرت دراسةٌ جديدة في مجلة “لانسيت للطب النفسي” (The Lancet Psychiatry) تبيّن أن الأطفال الذين تعرّضوا للتنمّر من قِبل زملائهم يعانون بشكل أسوأ على المدى الطويل من أولئك الذين تعرّضوا لسوء المعاملة من قِبل الكبار. [rtl]وقاد فريق البحث البروفيسور “ديتر وولك” Dieter Wolk من قسم الصحة النفسية في جامعة” وارويك” Warwick وكلية الطب “Warwick Medical School”. وقد تم عرض الدراسة في الاجتماع السنوي للجمعيات الأكاديمية لطب الأطفال (PAS) في “سان دييغو” يوم الثلاثاء 28 أبريل 2015.[/rtl]
[rtl] هنالك في الواقع صلةٌ قائمة بين سوء المعاملة من قِبَل الكبار والعواقب الصحيّة النفسيّة على الأطفال. وقد أراد البروفيسور “وولك” وفريقه دراسة ما إذا كانت المشكلات في الصّحّة النفسيّة طويلة الأمد لدى ضحايا البلطجة مرتبطة بسوء المعاملة من قبل الكبار أيضا.[/rtl]
[rtl]تم النظر في بيانات من 4026 مشاركًا في دراسة ALSPAC في المملكة المتحدة (Avon Longitudinal Study of Parents and Children) و 1073 مشاركًا من دراسة Great Smoky Mountain الولايات المتحدة. بالنسبة لدراسة « ALSPAC”، تمت معاينة تقارير سوء المعاملة لمن تتراوح أعمارهم بين 8 أسابيع و8.6 سنوات؛ التنمّر في سن 8، 10 و13 ؛ والنتائج الصّحّيّة النفسية في سن ال 18. أمّا بيانات دراسة Great Smoky Mountain فقد حملت تقارير عن سوء المعاملة والتنمّر للذين تتراوح أعمارهم بين 9 و 16، والنّتائج الصحّيّة العقليّة لمن هم بين 19-25 سنة.[/rtl]
[rtl]وقال البروفيسور وولك: “إنّ نتائج الصّحّة العقلية التي كنّا نبحث عنها شملت القلق، الاكتئاب أو الميول الانتحارية. وقد أظهرت نتائجنا أنّ أولئكَ الذين تعرضوا للتنمّر كانوا أكثر عرضةً للمعاناة من مشاكل في الصحة العقلية من أولئك الذين تعرّضوا لسوء معاملة الراشدين، وأنّ الذين تعرّضوا للتنمّر وسوء المعاملة معاً ازداد خطر تعرّضهم لمشاكل في الصّحّة العقلية العامة، و القلق و الاكتئاب في كلا المجموعتين ».[/rtl]
[rtl]في دراسة ALSPAC، أفاد 8.5% من الأطفال أنّهم تعرّضوا لسوء المعاملة وحسب، وذكر 29.7% التنمر فقط، و 7% سوء المعاملة والبلطجة معّا. أمّا في دراسة Great Smoky Mountain، فقد ذكر 15% سوء المعاملة، و16.3% التنمّر، بينما ذكر 9.8% سوء المعاملة والبلطجة معًا.[/rtl]
[rtl]وأضاف البروفيسور وولك: ” إنّ التعرّض للتنمّر ليس واحدًا من طقوس العبور غير المؤذية أو جزءًا لا يتجزّأ من النّمو، بل إنَّ لهُ عواقبَ وخيمة على المدى الطويل، ومن المهم أن تعمل المدارس والخدمات الصحية وغيرها من الوكالات معًا للحدِّ منه ومن الآثار السلبيّة المتعلقة به ».[/rtl]
[rtl]هذه الدراسة قد تكون حافزًا اضافيًا للمدارس حول العالم لاتخاذ اجراءات أكثر صرامة لحماية ضحايا ما وصفته التقارير بجريمة ترتكب بحق الطفولة من متنمرين غالبًا ما كانوا ينجون بفعلتهم لأسباب عدة أهمها الجهل والتجاهل.[/rtl]
[rtl][divider][/rtl]
[rtl][author ]اعداد: جورج نعوس[/author][/rtl]
[rtl][divider][/rtl]