الخامس عشر من آذار (مارس) Ides of March في سنة 44 قبل الميلاد كان اليوم الذي قتل فيه يوليوس قيصر Julius Caesar في مبنى البرلمان الروماني من قبل مجموعة من البرلمانيين الذين كانوا يدعون انهم من اصدقائه والمقربين منه. ويعد هذا الحادث المريع اشهر عملية اغتيال سياسي في التأريخ بسبب كونه الاغتيال السياسي الوحشي الذي حدث مباشرة من قبل السياسيين دعاة الديمقراطية وتحت قبة البرلمان وادى الى تقسيم المجتمع الروماني ونتج عن نشوب سلسلة من الحروب الاهلية انتهت بسقوط ديمقراطية روما الاولى وقيام الامبريالية الرومانية محلها.
كانت هناك مقدمات اولية للحدث كما زعم المعارضون، مفادها ان قيصر اخذ يستقطب ويركز السلطة في يديه تدريجيا ويتصرف كدكتاتور او ما سماه معارضوه "الملك المقدس".
مما بدأ بسحب البساط من تحت المبادئ الديمقراطية التي حرص البرلمان على ترسيخها.
وهكذا فقد تعالت الاصوات ضده في البرلمان مما انتهى الى حياكة مؤامرة لقتله من اجل ارجاع الامور الى مسارها الطبيعي وهو سلطة الشعب الممثلة بالبرلمان.
وليس غريبا على السياسة والسياسيين بان من قاد المؤامرة هو اقرب الناس الى قيصر وهو البرلماني الشاب بروتس Brutus الذي اخذه قيصر تحت جناحيه ورعاه لكونه ابن اخت عشيقته.
لقد تآمر بروتس مع ابن عمه البرلماني لونكينس Longinus ومجموعة اخرى من البرلمانيين الحانقين فأعدوا كمينا لقيصر لحضور عرض لقتال العبيدGladiators show يقام في مسرح بومبي Pompey الشهير الملاصق لبناية البرلمان .
وعندما دخل قيصر استقبلته مجموعة المتآمرين واقترحت عليه ان ينتظر في غرفة استقبال مجاورة لمدخل المسرح، وهناك وحالما جلس قيصر انهالت عليه الخناجر والسكاكين من قبل اكثر من 60 متآمر فسقط مضرجا بدمائه.
تقول الرواية انه في اللحظات النهائية وقبل ان يلفظ قيصر انفاسه الاخيرة جال بنظره الذابل الى بروتس وقال له العبارة التي خلدها شكسبير في مسرحيته "يوليوس قيصر" 1599 "حتى انت يابروتس؟؟"
خلد مشهد الاغتيال العديد من الرسامين الكلاسيكيين وربما كانت لوحة فنسنزو كاموجينيVincenzo Camoccini اشهر ما رُسم.من الفنانين ايضا جان ليون جيروم Jean-Leon Gerome وكارل ثيودور فان بايلوتيKarl Theodore Von Piloty ووليم هولمز سوليفنWilliam Holmes Sullivan