ليُرشِدَ آخرَ ملاكٍ ضَلَّ طريقَهُ
مقاطع من
سيرة كائن غير قابل للاختزال / باهرة عبد اللطيف
(إليها دائماً..وإليهن)
في الليالي الموغلةِ
في أرقِ الكون
تتراءى لي
تمسحُ بأهدابِ غيابِها
نُعاسي
تُداعبُ أحلامي
وتطردُ عنها
كوابيسَ الآخرين
.....
كانتْ تُغطّي أحلامَنا
مِن بردِ قوادمِ الأيّام
تنزعُ شوكةً انغرَسَتْ
في شَعْرِ إحدانا
من لعبِ النّهار،
تُرى مَنْ سينزعُ
مِدىً
تُدمي أيّامَنا
وتقفُ الآنَ بلؤمِها
تسْخرُ من شيخوخاتِنا؟
.....
طيفُ أُمّي
يغذُّ الخطوَ صباحَ العيدِ
ليُرشِدَ آخرَ ملاكٍ
ضَلَّ طريقَهُ
نحو غصّاتِ المحرومين
تأخذ بيديهِ اللامرئيتيْن
الى جنةٍ أُخرى
لم تتلوثْ بعدُ
بخطى "المؤمنين"!
.....
ظِلُّ أُمّي
الفارعُ
يقاطعُ
مونولوغَ السياسيّ
يخترقُ غضبَ
الصامتين
يمرُّ بي
يوشْوِشُ روحي
ينهرُ خوفي
ويختفي
فيدبُّ حفيفُهُ
نَصْلاً أثيرياً
يشحذُ كلماتي
.....
صوتُ أمي
الوقورُ بحزنِهِ
أعادني
إلى الحياةِ
ذاتَ حربٍ
شيزوفرينية..
الآن وقد مضت
نحو سلامها الأبدي،
مَنْ سيُعيدُني إليها
في ميتاتي القادمة؟
(اكتشافٌ متأخّر:
حبلُ السُّرةِ
لا ينفصمُ
بالولادةِ
بلْ
برحيلِ
الأمّهات).