تتعرض المرأة اليوم لكثير من مظاهر العنف، بدءاً من الاغتصاب الجماعي، والجماع بالإكراه، مروراً بالحمل والاجهاض غير الامن، وانتهاء بحوادث التمثيل بجسدها والقتل امام اولادها او زوجها او ابوها (مغتصبات مسبيات) ضحايا لا ذنب لهن، بحاجة لرعايتهن صحياً ونفسياً وماديا، ولأن معاناة المرأة التي تعرضت لعنف جنسي لا تحصى بل ان الآثار الناجمة عنه اكثر منها القلق المزمن، وفقدان الثقة بالآخرين، واضطرابات صحية ونفسية متعددة، كالاكتئاب العميق، والاضطرابات الطمثية والآلام الحوضية، وآلام الجهاز التناسلي وحالات الكآبة المؤدية الى الأفكار الانتحارية كل ذلك سيؤثر على حياتها المستقبلية، وتنعكس سلباً على صحتها الجسدية والنفسية، والعاطفية والجنسية، ولهذا السبب كثير منهن يبقين بلا معيل، والقليل منهن من يحظين بفرصة الزواج... ومع غياب الباعث السياسي او ضعفه، فقد اصبح (الاغراء والترغيب) وحالة الهياج الجنسي المتوحش اُسلوب اتبعته التنظيمات التكفيرية لكسب المزيد من المقاتلين الى صفوفها، حتى نجحت في خلق بيئة ثقافية جديدة يكون فيها الحصول على (سبي) من النساء الهدف الاسمى والأعلى لتحقيق غايات المنضمين تحت لوائها من مقاتلين متعددي الجنسيات وعوامل مساعده لجذب المزيد من الانصار.
ومع ان (التوحش الجنسي) و(سبي النساء) خلق حالة من الإنكار والرفض سيطرت على المجتمع المسلم حيال هذه الممارسات والافعال التي لا تمت الى الدين الاسلامي والمجتمع الاسلامي بصلة وانتج حالة من التفاعل المجتمعي الإيجابي الذي بدا في الفصل بين الدين الاسلامي الرحيم المحمدي وبين دين المذاهب التكفيرية المتوحشة التي استخدمت الاسلام غطاء لتمرير مشاريعها وأجندتها مما دفع الكثير منا الى الدعوة لمراجعة موروثنا الديني والتشخيص عن اي اسلام نتحدث؟؟
ان استحضار الموروث الديني والثقافي كان اللبنة الاولى لتبرير عمليات سبي النساء وبيعها مثلا، فما زالت بعض المساجد ودور العبادة تفتخر بالفتوحات الاسلامية بعد الرسول والتي بلا شك كانت الاطماع محركها الأساسي في الحصول على المزيد من الارض والمال وسبي النساء وإرغام اَهلها على الخضوع والتبعية.
ان لوم (داعش) والجماعات التكفيرية ومحاولة فصلها عن تاريخنا وموروثنا فيه الكثير من الإجحاف ومجافاة الحقيقة، فمازال الفقه الاسلامي بمختلف مذاهبه يجيز مثل هكذا ممارسات ضد كل ما هو غير مسلم، كما ان تاريخ ما بعد الرسول الاكرم والحروب والفتوحات والارهاب والترهيب الذي حصل حتى بين المسلمين أنفسهم وحادثة كربلاء خير برهان على ان ما يحصل اليوم هو امتداد لما حصل بالأمس.
وإذا ما سلمنا بما يذهب اليه فريق من المسلمين من تفسيرات تبرر حالات السبي حسب الروية الفقهية الاسلامي كما جاء :(اولا: الإسلام لم يشرع سبي النساء، بل هو نظام كان يتبع به قبل الاسلام، وقد كانت له مصادر كثيرة تسترق بها النساء، فحصرها الإسلام بمصدر واحد وهو القتال المشروع مع الكفار. وان سبي النساء الكافرات من قبَل المسلمين قد يجر عليهن خيراً عظيماً، اولها الدخول فيدين الله اضافة للمال والعلم مثال على ذلك صفية بنت حيي بن اخطب وجويرية بنت الحارث وقد كان سبيهما في ان يتزوج النبي صلى الله عليه واله وسلم بهما، اي شرف ممكن ان تحظى به السبايا في عهد النبي. وللعلم لم تسبى النساء في الإسلام لمجرد كفرها، بل تسبى المقاتلات للمسلمين في المعارك آنذاك، والمهيجات للكفار على القتال.
ثانيا: إذا أُسرت المرأة مع زوجها وصارا في ملك رجل واحدٍ من المسلمين: فإنه لا ينفسخ عقد الزوجية بين تلك الكافرة وزوجها ويبقيان على عقدهما، وهذا عكس ما يحصل في ايامنا هذه. ولا يجوز للمسلم أن يجامع المرأة المسبية مباشرة حتى يستبرئ رحمها، فإذا كانت حاملاً فبوضع حملها، وإذا كانت ليست حاملا فبحيضة واحدة).
ان تجفيف منابع هكذا أفكار دموية متوحشة تحتاج منا مراجعة شاملة لموروثنا الديني يكون القران منطلقه والعقل اساسه، لتشخيص مكامن الضعف والهشاشة التي استخدمتها هذه القوى التكفيرية ومن يقف خلفها في استقطاب المئات من المجرمين المستعدين للموت بدافع ديني غريزي ففي الحياة الدنيا نساء مسبيات (استغلال النساء تحت غطاء الاسلام وجعلهن عبيد جنس يجري بيعهن لمن يدفع أكثر اضافة الى جبرهن على العمل الاعلامي عبر الفيس بوك لاستقطاب اكبر عدد من الشباب للتنظيم الداعشي الشاذ) وفي الآخرة حور عين جميلات.