24 يناير 2014 بقلم
قسم التحرير قسم:
حجم الخط
-18
+ للنشر:تقابل كلمة الفرد في اللاتينيّة لفظ (Individiuum)؛ بمعنى ما لا ينقسم أو ما لا يتجزّأ. وقد شهد توظيف هذه العبارة في الغرب الأوروبي تطوّرا؛ فمنذ القرن السابع عشر ظهر تصوّر جديد للفرد أكثر ذرّيّة؛ فـ"الجزء الفرد هو ما ينفصل عن الأجزاء الأخرى. وكلّ كائن إنساني يحتلّ جسدا متميّزا ومغلقا على ذاته فهو فرد: "كلّ إنسان في طبيعته النفسيّة هو ذات فرديّة واحدة مفردة" وقد شكّلت هذه التغيّرات في الاستعمال تغيّرا عميقا في فهم الشخص وعلاقاته بالمجتمع" (باريك، 2010، ص 529). والفرد عموما كلّ موجود مكوّن لوحدة متميّزة وغير قابلة للقسمة، لذا لا يسمّى الجنس فردا، لأنّه ينقسم إلى عدّة أنواع وكذلك النوع الذي يشمل عددا من الأفراد. فزيد مثلا فرد لدلالته على موجود واحد غير قابل للقسمة.
ويختلف معنى الفرد وفق المرجعيّة التي ننطلق منها لتحديده؛ فالفرد في علم الاجتماع مثلا وحدة من الوحدات التي يتألّف منها المجتمع، مثل المواطن في الدولة أو النحلة في الخليّة، فهذه الآحاد المسماة أفرادا هي المؤلّفة للجسم الاجتماعي. أمّا في علم النفس، فالفرد مرادف للشخص الطبيعي من جهة ما يتميّز به عن الآخرين من صفات وهويّة وعقل وتكوين انفعالي يختلف بها عن بني جنسه. وأمّا في علم الحياة، فالفرد يطلق على كلّ كائن حيّ غير قابل للتجزئة تتّحد أعضاؤه المختلفة وتتعاون تعاونا دائما ووثيقا على حفظ بقائه، حيث إذا اختلّ هذا التعاون تعطّلت وظائف هذا الكائن الحي أو تبدّلت تماما.
انظر: