لغة الجسد
لغة الجسد هي شكل من أشكال الأتصال غير الكلامي و تتألف من وقفات الجسم و الأيماءات و حركات العين ذلك أن الأنسان يقوم بأرسال و قراءة أشارات الجسم التي تحدث بشكل لا واعي . يقال أن 93% من التواصل بين البشر يتألف من لغة الجسد و تلميحاته أما الكلمات فتشكل 7% فقط من التواصل بين الناس . ألبرت ميهرباين هو الباحث الذي توصل بدراسته عام 1960 الى هذه الأحصائيات كما أثبت آخرون في بحوثهم أن 60-70- % من المعنى هو مشتق من التصرفات غير اللفظية أي بمعنى الأشارات و التلميحات التي يرسلها الجسد . توفر لغة الجسد تلميحات عن رأي و مزاج الشخص فعلى سبيل المثال قد توحي هذه التلميحات الى العنف أو الملل أو المتعة أو الفرح أو المجاملة فضلا عن كثير من المشاعر الأخرى .
قراءة لغة الجسد
غالبا ما يستخدم أسلوب ” قراءة الناس ” حيث يستخدم هذا الأسلوب أثناء أجراء المقابلات مثلا . قد تكون لأشارات لغة الجسد أهداف أخرى غير التواصل فعلى كلا الطرفين أن يضع هذا الأمر في الحسبان فالمراقب يجب أن يضع حد معين في أعتماده على لغة الجسد و كذلك الشخص الذي يقوم بأرسال أشارات جسدية عليه أن يوضح هذه الاشارات التي تدل على الأصل البايولوجي لأفعاله .
التعبير الجسدي
التلميح و الأشارة و التلامس و طريقة المشي و الوقوف جميعها أشكال من التواصل غير الكلامي و تسمى دراسة حركات الجسم و التعبيرات بعلم دراسة الحركات . لقد أثبتت البحوث العلمية أن الأنسان يقوم بتحريك جسمه و ذلك لتسهيل المجهود العقلي الذي يبذله خصوصا عندما يكون التواصل صعبا نوعا ما . تفصح التعبيرات الجسدية العديد من الأشياء الخاصة بالشخص الذي يقوم بها فعلى سبيل المثال قد تؤكد أيماءات الجسم نقطة معينة او تقوم بنقل رسالة ما كما قد توحي وقفة الجسم بالشعور بالملل أو الشعور بأهتمام كبير كما قد توحي اللمسة بالتشجيع أو التحذير . أن وضع الذراعين بشكل متقاطع على الصدر يعد من أهم و اكثر أشارات لغة الجسد فعالية حيث توحي هذه الحركة بأن الشخص المتحدث يقوم بصورة لا شعورية بوضع حدود بينه و بين الآخرين كما أنها قد تشير الى أن الذراعين باردة نوعا ما و هذا ما يتوضح عندما يقوم الشخص بدعك ذراعيه او جمعهما معا . عندما يكون الموقف وديا بشكل عام فأن هذه الحركة قد توحي بأن الشخص يفكر و بشكل عميق بما تتم مناقشته , أما اذا كان الموقف جديا و يحمل طابع التحدي فأنها تشير الى أن الشخص يشعر بالمعارضة ويحمل رأيا مغايرا لما حوله . يشير الوجه الذي يخلو من التعابير أو يحمل تعابير قاسية الى خصومة و عداء صريح . أن التواصل الدائم من خلال العين يشير الى أن الشخص يفكر بشكل أيجابي بما يقوله الطرف الآخر كما أنها قد توحي بعدم الثقة بالطرف الآخر لدرجة أنه لا يستطيع أن يحيد بنظره عن المتكلم , كما أن نقص التواصل بالعين قد يشير الى الشعور السلبي . بالنسبة للأشخاص المصابين بأضطرابات نفسية أو قلق فأنه من الصعب عليهم التواصل من خلال العين لذلك فهو يعتبر أمرا ثانويا و قد يوحي بأيماءات خاطئة فنحن منذ الصغر قد تعلمنا أن ننظر الى عين الطرف الآخر و التواصل معه بهذه الطريقة عند التحدث . عندما يقوم الشخص بوضع ذراعيه بشكل متقاطع على صدره و هو ينظر اليك قد توحي هذه النظرة بأن هناك ما يزعجه و يريد أن يتحدث معك بخصوصه , أما اذا كان الشخص يعبث بشيء ما أثناء تواصله معك من خلال العين فهذا يشير الى عدم أنتباهه الى ما تتحدث عنه . أن طريقة النظر أليك و في اي أتجاه أيضا يشير الى أيحاءات مختلفة فمثلا اذا كان الشخص يوجه نظره الى عين واحدة و ينتقل للنظر الى الجبهة فهذا يشير الى أن الوضع او الحديث يتخذ منحى رسميا , أما اذا كان ينظر الى عين و من ثم الى العين الأخرى و ينتقل بالنظر الى الأنف فهذا يشير الى أنهم مشتركين بمستوى معين من المحادثة، أما اذا كان النظر ينتقل من عين الى أخرى ثم النظر الى الشفتين فهذا يوحي بمشاعر عاطفية . أن تفادي و تجنب النظر بصورة مباشرة أو لمس الأذن أو حك الذقن كلها تشير الى الأنكار . عندما يكون الشخص غير مقتنع بما يقوله الطرف الآخر فأن أهتمامه لا يتركز على الطرف الآخر كما أن عينه ستحدق بعيدا و لفترة طويلة . أما الشعور بالملل فيترجم جسديا عن طريق ميلان الرأس نحو جهة واحدة أو بالنظر المباشر الى المتكلم من دون أي تركيز مع الأشارة الى أن ميل الرأس قد يكون بسبب ألم في الرقبة أو الأصابة بمرض أظلام البصر كما أن عدم التركيز في النظر قد يكون بسبب مشاكل في عدسة العين. أن الوقوف بشكل معتدل و الأصغاء بصورة جيدة و النظر مباشرة لفترة لا بأس بها يشير الى الأهتمام لما يتحدث عنه الطرف الآخر . الشخص الذي يقوم بالخداع أو الكذب أو يقوم بأخفاء المعلومات فأنه يقوم بلمس وجهه أثناء المحادثة . أنْ تطرف العين و بشكل متكرر هو دليل معروف على أن الشخص لا يقول الحقيقة علما بأنه مؤخرا قد تم أثبات عكس ذلك أي أن عدم تطرف العين دليل موثوق بشكل أكبر بأن الشخص لا يقول الحقيقة . هناك ما تجب ملاحظته و ذلك بأن البعض يقوم بأستخدام و فهم لغة الجسد بشكل مختلف تماما أو قد لا يفهمها أطلاقا فيقوم بترجمة أيحاءات و تعبيرات الوجه بشكل خاطئ مما يقود الى سوء الفهم كما أنه يجب الأخذ بنظر الأعتبار أختلاف الناس و أختلاف حضاراتهم و ثقافاتهم التي قد تترجم لغة الجسد بطرق مختلفة .
قراءة لغة الجسد أن أمكانية فهم لغة الجسد مهارة بأمكانها أن تحسن حياتك حيث يمكنك أن تعرف بماذا يفكر الطرف الآخر و ماهية شعوره من خلال قراءتك لحركات جسمه اللاشعورية لذا عليك مراقبة حركات جسمه بالكامل لمعرفة أفكاره و شعوره.
خطوات قراءة لغة الجسد
مراقبة حركة الرأس
أن ميلان الرأس غالبا ما يعبر عن التعاطف أما اذا كان الرجل يبتسم أثناء ميلان رأسه فهو حتما يقوم بالمغازلة . الرأس المنخفض الى الأسف يوحي بأخفاء أمر ما و اذا كان الشخص يقوم بالمدح و الأطراء و هو خافض لرأسه فهذا يعني أنه قد يكون خجول أو خائف قليلا و يحافظ على مسافة معينة بينه و بين الطرف الآخر أو أنه في حالة أنكار أو أنه يفكر مع نفسه . أما اذا قام الشخص بخفض رأسه الى الأسفل بعد أن قام بتفسير ما فأنه غير متأكد مما يقوله . مما تجب ملاحظته أنه في بعض الثقافات فأن خفض الرأس يعد علامة على الأحترام و التقدير . أما الرؤوس المائلة الى أعلى أو الرؤوس العالية المتبخترة فهذا يشير الى أن الشخص قد يكون مشوشا أو أنه يتحدى الطرف الآخر و ذلك أعتمادا على حركات العين و الحاجب و الفم .
مراقبة حركة العين
غالبا ما يقوم الشخص الكاذب بالنظر أليك ثم يحيد بنظره عنك مرات عديدة فبأمكانك مراقبة حركات الشخص الآخر و معرفة ما اذا كان يكذب أم لا . قد يقوم بعض الأشخاص الذين يكذبون بالنظر أليك لفترة طويلة و لا يحيد بنظره عنك في محاولة منه لجعلك تصدق ما يقوله و هذا ما يعرف ” التواصل الأجباري بالعين” . الشخص الذي يتظاهر بالأصغاء الى حديثك فأنه غالبا ما يوجه نظره الى شيء آخر . عادة ما يكون بأمكانك معرفة ما اذا كان الشخص يقوم بالتذكر تفاصيل معينة أو أنه يختلق أمرا ما أعتمادا على حركة عينه , فاذا كان الشخص يقوم بالتذكر فأن عينيه تتجه نحو اليمين أي يمينك أنت أما اذا كان يختلق شيئا ما فأنها تتجه نحو اليسار و هذه الطريقة تعمل بشكل عكسي مع الشخص الأشول . يجب معرفة أن الشخص الذي يتلقى التعليم من خلال التسجيلات الصوتية فأن عينيه تتحرك يمينا و يسارا و يقوم بأعادة العبارات في محاولة منه للحصول على المعلومات بشكل أكبر . بؤبؤ العين المتوسع دلالة على أن الشخص مهتم و مستمتع بما يقوله الطرف الآخر , و يجب ملاحظة أن العديد من العقاقير تسبب توسع البؤبؤ كما أن هناك بعض الأشخاص ممن يعانون التوسع الدائمي للبؤبؤ و هذه الحالة تعرف بتمدد الحدقة . عندما ينظر الشخص الى جانبه فأنه غالبا ما يشعر بالذنب . عندما تقوم بسؤال شخص ما ” أين كنت ؟ ” أنتبه جيدا لحركة عينه فأذا نظر الى جهة اليمين فأنه يتذكر حدث ما أو يحاول أن يستعيد ذاكرته أي أنه يخبر الحقيقة أما اذا نظر الى جهة اليسار فأنه يختلق أمرا ما , و العكس صحيح بالنسبة للشخص الأشول . أثناء القيام بالأستجواب فأن الشخص غالبا ما ينظر الى أعلى ثم يحرك شفتيه الى الجانب هذا يعني أنه يقوم بالتفكير .
“مراقبة حركات الطرف الآخر و فيما أذا كان يقلدك
أن تقليد حركات الطرف الآخر أشارة واضحة من أشارات لغة الجسد فأذا كان الطرف الآخر يقوم بتقليد حركاتك أو مظهرك فهذا يدل على أنه شديد الأعجاب بك .
مراقبة الذراعين
أن ضم الذراعين بشكل متقاطع على الصدر دليل على أن الشخص قد يكون منغلق أجتماعيا و أسوأ ما يمكنك أن تفعله مع هذا الشخص هو أن تقوم بتحديه مهما كانت ردة فعله و هذا بالتأكيد سوف يزعجه . و مع ذلك فأن بعض الأشخاص يقوم بضم ذراعيه بشكل متقاطع على صدره كعادة من عاداته و يدل هذا الأمر على أنه شخص متحفظ أو أنه منزعج من وزنه لذلك يحاول أخفاءه أو أنه يحاول أن يخفي شيئا ما على قميصه . اذا قام الشخص بوضع ذراعيه خلف رقبته فانه يكون متفتح لما تتم مناقشته و مهتم جدا بالأصغاء أليه أو أنه يقوم بالأنتظار ليشارك برأيه في الموضوع . عليك مراقبة موقع اليدين فاذا وضعها الشخص في جيبه فهو مسترخي جدا و مرتاح و منجذب جدا اليك .
مراقبة الحركات الانفعالية
أذا قام شخص ما بأستخدام أصابعه لأرجاع شعره الى الخلف فهذا دليل معروف و واضح على أنه معجب بك أو أن أفكاره حول موضوع ما تتعارض مع أفكارك فأذا قام برفع حاجبيه الى أعلى فيجب أن تكون متأكدا من أنه يخالفك الراي تماما . الشخص الذي يرتدي النظارة و يقوم بدفعها الى الخلف مرة بعد أخرى أي أنه لا يقوم بتعديلها لمرة واحدة فقط فهذا يدل على أنه يخالفك الراي فيما تقوله . اذا كان الشخص يقوم بعض شفتيه فأنه غالبا ما يتوقع أمرا ما أو يخفي شيئا ما أو ربما تكون عادة . الحاجب المنخفض و النظر بعينين نصف مغمضتين أشارة على أن الشخص يحاول فهم ما يقال أو ما يجري , أو قد تكون أشارة الى أن الشخص يعاني مشكلة في رؤية الأشياء . 10% فقط من التواصل بين الناس يكون عبر الكلام أما الباقي فيكون عن طريق لغة الجسد . يقوم محققو الشرطة بمراقبة أدق الحركات و الأشارات لمعرفة الكاذب من الصادق و يستخدم لاعبو الورق الممتازين هذه المهارة ايضا في قراءة أفكار اللاعبين و تعد النساء بصورة عامة قادرات أكثر من الرجال على كشف الشخص الكاذب حيث يعتمدن بصورة كبيرة على الحركات الجسدية . أما الشخص المصاب بمرض الكذب فأنه من المستحيل كشف كذبه ذلك لأنه يصدق ما يقول و لا يشعر بأي ذنب .
ترجمة : علا سعدون