حمادي فريق العمـــــل *****
عدد الرسائل : 1631
تاريخ التسجيل : 07/12/2010 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 8
| | ارتداء الحجاب وازدواجية المعايير | |
شبكة النبأ: ما زالت أصداء أرتداء الحجاب تلقي بظلالها على المشهد العربي والاسلامي بل ربما تضع اوزارها على المستوى العالمي ايضا. واخر الغيث ما جاء على لسان وزير الثقافة المصري من انتقاد للبس الحجاب وهو في الاعم الاغلب يتفاعل او ينسجم مع الرأى البريطاني والفرنسي وكذلك التركي المناهض لارتداء المرأة للحجاب. متذرعين في الوقت ذات باسباب عدة اهمها، امتهان المرأة! او انتهاك حقوقها!، ومسميات اخرى لسنا بصدد الخوض فيها.
( شبكة النبأ المعلوماتية) كانت لها هذه الوقفة الجادة لاستطلاع اراء بعض النسوة ومن شرائح مختلفة فكانت الحصيلة ما يلي:
اول المتحدثات كانت السيدة (رجاء حسين عبد) وهي مدرسة، حيث قالت: اني لأعجب أشد العجب من هذا الاهتمام المكثف بظاهرة ارتداء المرأة للحجاب وبالمقابل عدم الاهتمام بجوانب مهمة اخرى من شأنها ان تسيىء الى المرأة اخلاقيا وانسانيا، كما لا استطيع ان افسر هذا التضامن في الرأى بين الدول الاوربية وبعض الدول التي تسمي نفسها عربية او اسلامية. في حين نستدل بأن ثقافة الحجاب هي سلوك ليس بحكر على المسلمين فقط، بل لها امتداد تاريخي في عمق الازمنة الغابرة ولا تنتمي لديانة بعينها او شعب محدد.
اما السيدة(ملوك مردان) وهي ربة بيت، قالت لـ(شبكة النبأ): ان الرأى الذي يدعو الى التبرج او كما يدّعوه التحرر، فيه الكثير من الاسفاف والمغالطة ويفتقر الى أبسط مقومات الدعوة الى مساواة المرأة بالرجل، فعندما تكون المرأة في ساحة العمل وهي متبرجة فهي مدعاة لاستراق انظار الآخرين، وهي في امس الحاجة لاثبات ذاتها من دون ان تصطف الى جانبها عناوين العطف او المساعدة او حالات انسانية اخرى، اذن نحن امام أزدواجية في المعايير بين القول والسلوك.
الا ان (أمال الجبوري) تصنف تلك الدعوة بمثابة أستراتيجية غامضة، وهي ترنو الى الافصاح عن أجواء مضطربة اجتماعيا في بناء كيان اسري متفكك، وهذا مما يخلف تدريجيا عدم ديمومة الحفاظ على الثوابت الانسانية والاخلاقية والدينية على حدا سواء.
في حين الدكتورة (سهام محمد علي) كان لها رأى مختلف جدا يتملكه الشىء الكثير من الشجاعة، فهي تقول لـ شبكة النبأ: ان من يدعو النساء الى التبرج وكذلك من يدعوهن الى ارتداء الحجاب، في كلتا الحالتين هو غير محق، لانه شأن شخصي يمس جوهر ابسط مقومات حقوق الانسان، لذى يجب ان نتوخى الحذر في قراءة ثقافة الشعوب والامم، ومن دون ان نتجاهل ثقافة الاديان كذلك، اذن نحن امام ظاهرة دقيقة جدا.
اما السيدة (ليلى حسين) وهي ربة بيت، فهي غير مهتمة بهذا الرأى او ذاك، مدعية بان ارتداء الحجاب اصبح جزء لا يتجزء منها، وهي لا تحبذ بل تنبذ ان تفصح المرأة عن شعر رأسها، حيث يتضمن هذا السلوك من وجهة نظرها الكثير من المعاني والتي منها عدم الاحتشام وعدم الحفاظ على شرف وسمعة العائلة التي تنتمي اليها.
اما محطتنا التالية فكانت مع السيدة (وسن البلداوي) وهي مديرة اعلام جامعة كربلاء، حيث قالت لـ(شبكة النبأ): لا يمكن الشروع في تبني قراءة بذاتها، ما لم نذعن الى فكرة الخصوصيات الشخصية الدينية ام الثقافية، وان نحاول في الوقت ذاته جاهدين الابتعاد عن انسيابية التجريح او اقصاء الاخر تحت أي ذريعة كانت، وهذا الامر بطبيعة الحال يوجد حالة من التفاهم الانسجام في ابداء الراىء اولا ومن ثم الاصغاء للطرف الاخر، وهذه القراءة بالتاكيد تنصهر في فهم ظاهرة ارتداء الحجاب وهي لا تقل شأنا عن ابداء الراىء فهي تخضع لمفهوم الثقافة الشخصية أوالسلوك الشخصي، لذا ينبغي على الجميع ان يدرك حقيقة مفادها ان الانسان له حرية الاعتقاد او الديانة ما لم يشكل حالة سلبية على الطرف الاخر.
اما وقفتنا الاخيرة فكانت مع الاستاذ(حسن عبود) وهو استاذ في علم الاجتماع، حيث قال لـ شبكة النبأ: لابد في البدء ان نضع الامور في نصابها الصحيح، ونحن امام جملة من التحديات اقل ما يقال عنها انها حالة صراع او صدام حضاري، اذن نحن امام موازنة صعبة جدا ففي الوقت الذي ندعو به او نحث اليه المواطنيين الاجانب الى احترام خصوصية بلادنا الاسلامية، وان يحترمو الطقوس والشعائر والممارسات الاسلامية في بلاد المسلمين، لذا فالاجدر بنا ان نكون حريصين على الالتزام بشعائر المسيحيين في بلادهم ايضا، وهذا الامر بطبيعته الحالية قد يفرز الكثير من اللبس وسوء الفهم لدى الطرفين فلا المسلمين المقيمين في اوربا يدركون بانهم في بلاد لا تؤمن بالحجاب ويجب عليهم احترام هذه الخصوصية التي يدعون اليها هم اولا، ولا بلاد الغرب لها القدرة على تطبيق حيثيات تلك الشعارات الزائفة التي يدعون اليها كالمناهضة للاضطهاد او احترام حقوق الانسان او شعارات اخرى، والتي هي بالتاكيد تتناغم مع قضية الحجاب، اذن ما نراه اليوم يوحي بشكل جلي الى ثقافة الازدواجية في المعايير وفي فهم الاخر.
وفي ظل هذه الآراء تكاد ان تكون ظاهرة الحجاب تشكل شيئا مقدسا اجتماعيا ودينيا لدى المرأة العربية والمرأة المسلمة، كما انها من المؤكد تحمل اشارات تنصهر في وحي المضامين الاخلاقية والانسانية، والا لماذا هذا الاصرار وهذا التحدي امام مسألة ارتداء الحجاب، مادام الامر ينسجم مع الواقع العربي والاسلامي بما يمنحه ثوابت الانتماء الى عناوين العفة والشرف وعناوين اخرى لها شان كبير في قاموس الوجدان العربي والاسلامي على حد سواء.
وبالمقابل هناك قراءات متباينة تؤكد على ضرورة الحفاظ على خصوصية أي امة من الامم، ومن هنا نستقي بان ساحة الصراع بين الاديان او الثقافات سوف تبقى زاخرة في فيض القراءات المتعددة، والتي هي ربما تتفق مع صيرورة الصراع الابدي | |
|