الأسد يتجنب الحسم في الأرياف ودولة علوية تتطلب تطهيرا طائفيا في اللاذقية وعرسان
2012-12-27
الرئيس السوري بشار الأسد
عمان-
القدس العربي: تراقب مجموعات عمل دولية وعربية ما يمكن أن يجري خلال
الأيام القليلة المقبلة في مدينتين سوريتين هما اللاذقية وعرسان تحديدا
لبناء حالة تفحص عملياتية تناقش سيناريوهات محتملة لإنتقال الرئيس السوري
بشار الأسد لمستوى الإنغلاق على دولة علوية.
ويؤكد مصدرعربي رفيع
المستوى وعلى علم بما تناقشه غرف عمليات معنية بالمشهد السوري لـ(القدس
العربي) بأن مراقبة حثيثة لوضع بعض المدن السورية وتحديدا اللاذقية تجري
لتقييم إحتمالات لجوء الرئيس الأسد لخيار الدولة العلوية وهو خيار يريد
الأمريكيون وحلفائهم في المنطقة منعه بأي ثمن.
وقفزت مثل هذه التقييمات إلى واجهة الأحداث بعد رصد تحصينات ذات طبيعة
عسكرية في المناطق العلوية حيث يرى المصدر المشار إليه بأن سماح النظام
بأي إعتداءات ذات طبيعة طائفية على المواطنين السنة في مدينة اللاذقية
يعني بداية عملية تطهيرعرقية طائفية في بعض المناطق تمهيدا لإقامة نظام
علوي.
ووفقا للتحليلات الأولية تتطلب دولة علوية ليس فقط السيطرة التامة على مدن
الساحل السوري ولكن ترحيل أو إستهداف أو تقليل عدد المواطنين من اهل السنة
في بعض المناطق والمدن الإستراتيجية وأهمها اللاذقية شمالا وعرسان بمحاذاة
الحدود مع لبنان.
وإعتبر المسئول العربي البارز في حديثه لـ(القدس العربي) بأن حصول عمليات
تستهدف السنة في اللاذقية وعرسان تحديدا يعني ضرب جرس الإنذار لبداية
عملية تأسيس دولة علوية تحكم حدودها الإستراتيجية عبر الشريط الساحلي مع
وجود نقطة تواصل حيوية مع لبنان وحزب إلله في جنوب لبنان وهي الوضعية
الإستراتيجية التي توفرها مدينة عرسان الصغيرة.
ومن الصعب أن يتمكن الرئيس السوري بشار الأسد من تنفيذ سيناريو من هذا
النوع مع وجود مساحات نفوذ محتملة لخصومه أو للسنة في اللاذقية وعرسان على
أن الإنتقال لفرض دولة علوية على الخارطة السورية لا يبدو أنه الخيار
المبكر للرئيس الأسد حاليا حيث يحشد ويجمع قواته قرب وفي محيط دمشق
ويتساهل عسكريا في الأرياف والأطراف والمدن الأخرى.
وقالت تقارير ميدانية قرأت عبر لجان تتابع تطورات الوضع السوري ميدانيا
وعلمت القدس العربي بها بأن الرئيس بشار لا يريد التركيز على (حسم عسكري)
في الأطراف والأرياف ويركز مرحليا على العاصمة دمشق.
وإستندت هذه التقارير إلى معلومات إستخبارية عن تحشيد المزيد من قوات النظام حول العاصمة دمشق.
وعن وصول دفعة جديدة من صواريخ ستنيغر الأمريكية إلى أيدي مقاتلي الجيش
السوري الحر بعد أنباء عن وجود نشاط يستهدف تحديد مكان إقامة أو إختياء
الرئيس السوري الذي غادر القصر الجمهوري في أطراف دمشق.