نـحـو مرحلة جـديدة..
مركز الراسات المعاصرة
2012-06-04
الانتخابات المصرية للرئاسة؛ الفتنة التي تطل برأسها في
الشمال اللبناني "السني"؛ استمرار الثورة في سوريا وتوحش نظامها
البعثي-العلوي-الصفوي على الشعب السوري السني، تحت سمع وبصر المراقبين
الدوليين؛ قيام الحكومة اللبنانية عن بكرة أبيها من أجل المخطوفين الشيعة
في سوريا؛ قصف إسرائيلي في العمق السوداني؛ مراجعة الكونغرس الشاملة
للمعونات العسكرية لتل أبيب؛ بوادر لتقدم ملف الوحدة الفلسطينية؛ شبح
المجاعة الذي بات يخيم على يمن الخير؛حرب القاعدة على الجيش اليمني
واستعادة الأخير لزنجبار، فيما يعيد الحوثيون تنظيم أنفسهم من جديد؛ قلق
خليجي واسع ودعوة سعودية لوحدة مع البحرين؛ تحسب عالمي غربي من سيطرة
الإسلاميين على الحكم في مصر؛ مفاوضات في بغداد بين الهيئة الدولية العامة
للطاقة النووية وبين إيران؛ مفاوضات مغاربية جادة في ظل حكومة بن كيران
لإغلاق ملف الصحراء الغربية؛ تزويرات في انتخابات الجزائر؛ الدور المشبوه
لمؤسسة طابة "الصوفية" في ظل زيارات زعاماتها الفكرية للقدس والأقصى تحت
حراب الاحتلال الإسرائيلي. هذا على المستوى السياسي..
أما على المستوى الاجتماعي والمعيشي فحدث ولا حرج،
فالأموال تُهَّرب إلى الخارج، والفساد في مؤسسات الحكم قد بلغت مداه.
هذا غيض من فيض الأحداث التي تعصف بمنطقتنا والتي تكشف مدى التعقيد السياسي
في المشهدين الإقليمي والدولي وتؤكد مركزية منطقتنا العربية من محيطها إلى
خليجها.
المراقب الغربي للأحداث بات يتخوف علنا من وصول التيار الإسلامي إلى
السلطة، فيما يحذر آخرون من بحيرة إخوانية تمتد من شمال أفريقيا وتمر في
بلاد الشام، لتؤسس لواقع جديد لم تعهده أجيال المسلمين، ويضع الحركات
الإسلامية بمختلف مدارسها أمام مجموعة من التحديات والأسئلة، ذلكم أننا
أمام مرحلة فارقة في تاريخ المنطقة، يؤسس لمرحلة جديدة تنهي فيها الأمة
عصور الاستبداد والمُلك العضوض ودعاة على أبواب جهنم. ولذلك فهناك العديد
من الأسئلة والتحديات التي باتت تلوح في الأفق وتشكل تحديات هامة وجوهرية
في واقع ومستقبل الحركات الإسلامية، خاصة بعد سلسلة المراجعات التي باتت
تشهدها العديد من مدارس الصحوة الإسلامية، والصراع الخفي داخل منظومات
العمل الإسلامي بين تيارات التشدد الفقهية والعقدية والسياسية وبين تيارات
التيسير والانفتاح المنضبط.
من ضمن الأسئلة والقضايا والتحديات المطروحة.- واقع الحركات الإسلامية في ظل المستجدات... ما هي أولوياتها وما الذي ستقدمه وما الذي ستؤخره؟
- الحركات الإسلامية بين تحديات راهنة وأخرى قادمة.. كيفية التعامل مع هذه التحديات؟
- ما هي المنطلقات التي من المفترض أن تتبناها هذه الحركات في ظل هذه المتغيرات؟
- الأجندة الداخلية والخارجية لهذه الحركات في ظل المتغيرات الحالـَّة في الشرق الإسلامي؟.
- كيف ستتعامل الحركات الإسلامية مع نظمها الداخلية وعلاقاتها الخارجية في ظل هذه المتغيرات؟
- المشاريع التي تعتمدها هذه الحركات في ظل هذه المتغيرات، مدخلاتها ومخرجاتها.
- هل ستكون هذه الحركات على قدر المسؤولية في استيعاب هذه اللحظات
التاريخية الفارقة وقيادة الأمة إلى بر الأمان؟ أم أنها ستنكفئ على نفسها
وتدور في فلك المذهب والخروج عنه أو البقاء في كنفه، دون أن نتنبه إلى أن
سنن التغيير لا تحابي أحدا ولا تنتظر قطار الزمان توقفه إلى حين فك النزاع
في قضايا هي من فروع الفروع.
بين واقع متلبس بغشاوات ما تبقـّى من عصور الانحطاط والقهر وقداسة ما "قال
الشيخ"، وبين آفاق رحبة تفتح أبوابها لدعوة إسلامية عالمية تؤسس للعالمية
الإسلامية الثانية، مستلهمة التاريخ ومنطلقات من ثوابت لا خلاف عليها ممثلة
بالوحيين، تعيش مكونات الصحوة الإسلامية هذه اللحظات التاريخية الهامة،
متجهة نحو مرحلة تاريخية لها ما بعدها.
فهل من مدَّكر؟
----------------------------------------
1) كانت من المقرر أن تجري في اسطنبول، ولكن في ظل تعقيدات الملف السوري
وتلاسن القطبين الإيراني والتركي واتهام الأولى الثانية بالتواطؤ نقلت
طهران المفاوضات إلى بغداد، حيث الحليف القوي، والرسائل العديدة لأكثر من
جهة.
2) مؤسسة علمية – شرعية تضم كبار العلماء من الصوفيين أمثال البوطي والجفري وعلي جمعة وبن بيه وغيرهم كثير ومقرها في الإمارات.
3) كشفت دراسات عن أن العراق"مثلا" وهو من الدول الأكثر فقرا رغم كثرة
خيراته، والمحكوم من سوائب حزب الدعوة والمرجعيات الشيعية المختلفة سربت
قياداته المتنفذة أموالا إلى الخارج منذ عام 2003 إلى أواخر العام المنصرم
300 مليار دولار من عوائد النفط فقط.