الإساءة إلى الأديان والأنبياء والكتب من طرف المتطرفين موجودة في كل
زمان ومكان. وهمجية الغزاة العمياء لإزهاق أرواح الأبرياء بدافع ديني أو
عرقي أو شخصي أكثر خطورة في مجتمع ينضح من التخلف الكثير وتغيب فيه لغة
الحوار والنقد.
رغم الغضب والهزّات المسيئة للأنبياء والأديان لأركان الدول
الديمقراطية، حيث حرية التعبير متأصلة بالقانون وليس عاى هوى الأشخاص أيٍّا
كانت جنسياتهم. يستوجب تفعيل الوسائل القانونية والدبلوماسية والاحتجاج
السلمي لإنهاء سبل الصراعات المعاصرة باعتبار المجتمعات ليست في غابة.
المصطفى خربوش
هل
نلتجئ إلى الحروب؟، نتيجة الإساءة إلى النبي أو تمزيق إحدى الكتب الثلاث (
القرآن/ الإنجيل/ التوراة..) لقتل وترويع مزيدا من المواطنين بسبب أشياء
ثانوية، مما دفع العنصريين من الغرب إلى معرفة نقط ضعفنا وسلب حقوقنا
السياسية والاقتصادية والاجتماعية من طرف الحاكم الطاغية ولا نحرك ساكنا.
لاشك أن قولة عمر بن الخطاب بعد وفاة النبي لأصحابه : ( من كان يعبد
محمد فحمد قد مات.. ومن كان يعبد الله فإنه حي لا يموت)، حيث التشبث
بالجوهر ضروري والعبادات أشكال مختلفة تؤدي إلى نفس الطريق.
وهل النبي الذي لم يترك خليفة محتاج للدفاع عنه وسيرته شاهدة عليه ؟
على مر التاريخ يوجد إساءة وإجرام من الجانبين الغربي والإسلامي من طرف
المتطرفين كانوا مسؤولين وإجراميين، وقعت مجازر ومذابح في فلسطين ولبنان في
حق مواطنين عزل وغيرها من المذابح التي تعرضت لها البشرية، باسم دين معين
او إرهاب منظم من بعض الدول والجماعات لفرض سياسة أو فكر معين. لكن الفظائع
الآخيرة التي ارتكبها الحكام الطغاة أكثر بكثير من السابق. والدين بريء من
هذا الإستغلال المقيت من طرف الحكام والزعماء لتبرير قرارات ومصالح فئوية.
هذه الإساءة وغيرها تستغل للهجوم على الغرب والاستنجاد به عند الحاجة.
وفي عقر دار الإسلام يسّب ويقذف خالق النبي/ الله ويُقتل ويذبح المواطنون
وتهدم الصوامع والكنائس من طرف الذين يدعون حماية الإسلام. إنه الحقد
والتطرف الموجه نحو الآخر الذي يعيش في رغد ومتوفر على جميع الحقوق في
احتقار لنا / نحن المأزومون داخليا وديمقراطيا.
على إثرها خرج '' جند الله '' في العديد من الدول مثل ليبيا وتونس
والسودان..، مُهلِّلين مُكبِّرِين على ما فعلت أيديهم ومتوعدين بعودة جيش
محمد علي الخيول من الصحراء، لنشر الإسلام بالرماح والسيوف بقطع الرؤوس في
اتجاه الأدغال والمناطق حيث ديانات أخرى مستوطنة في انتظارهم بأعتا الأسلحة
والتكنولوجيا. انه الحمق.
تزداد عنصرية الغرب والضحك على خير أمة أخرجت للناس، رغم توفر هذه الأمة
على علماء ومفكرين لم تستغل اجتهاداتهم بالشكل المطلوب لتطور المجتمعات
العربية، بسبب الاستبداد السياسي والديني وكل مرة يتوعد زعمائها أمام
الحشود بالموت لأمريكا. لكن مزيدا من الديمقراطية الداخلية سيحد من استغلال
بعض الدول الغربية لنا.
خطابات متناقضة هنا وهناك، تدعو إلى العيش في سلام مع مختلف الأديان
ولعبة استغلال الدين من طرف الدول والجماعات لا تنتهي إلا لتبدأ أخرى. في
تقوية '' سواد الأمة '' لاستبلاد وتوهيم العامة المغلوبة على أمرها برؤية
الدين في أنحاء الكرة الأرضية باسطا سلعته للعموم و'' الحظيرة '' متأهبة.
رغم ما وقع من تنديد بمخرج الفيلم المسيء للنبي الذي لم يقتل أحد لا
يخدم الإنسان في شيء. والقتلة الحقيقيون من الطغاة هم على الكراسي يتمنون
المزيد من الدمار والعنف ونهب الثروات للسيطرة على القطيع.
في هذا الصدد، عرّت القناة اليومية الإخبارية التحليلية زيف وألاعيب قوى
الممانعة خاصة خطابات نصر الله السابقة والحالية. / العالم دو الدماغ في
إيجاد الحلول لعلاج الأمراض الفتاكة، الذي لم يحرر شبرا ويدفع بالأبرياء
إلى الموت طمعا في الجنة، بدعوى مؤامرة خارجية تستهدف الأمة في دينها
وعِرضها. فمزيدا من التنويم رحمكم الله ولازال العاطي يعطي..، والنتيجة هي
الإساءة إلى الدين من طرف حُماته!