بقلم: محمد فاروق الإمام-
كان هيثم المناع يحتل مساحة كبيرة في قلوب السوريين لمواقفه تجاه النظام
السادي في سورية ونشاطه في الحقل الإنساني ومنظمات حقوق الإنسان وهو يعري
النظام السوري ويوثّق جرائمه وقمعه الممنهج للسوريين في المنظمات الإنسانية
الدولية، حتى إذا ما انطلقت الثورة السورية المباركة في منتصف آذار من
العام الماضي راح يتقلص احترام السوريين للسيد هيثم المناع كردة فعل
لمواقفه المتذبذبة تجاه الثورة السورية والتماهي مع النظام وحلفائه في
طهران وموسكو، حيث انقلب من نصير للسوريين وطموحاتهم في إسقاط النظام
الاستبدادي القمعي إلى داعية لبقائه والحوار معه، ومسانداً لمواقف حلفائه
تحت حجة رفضه للتدخل الخارجي وعسكرة الثورة، في الوقت الذي تأكد للعالم أن
النظام هو من عمل على التدخل الخارجي عن طريق الاستعانة بالروس والإيرانيين
والصينيين والصدريين والنصريين لمواجهة شعبه، والاعتماد على الدعم المادي
والعسكري والتسليحي واللوجستي والمعلوماتي والسياسي والدبلوماسي والإعلامي
لكل هؤلاء.
-
حيث تندفع عبر الحدود قوافل الشبيحة الإيرانيين والصدريين والنصريين
ليرتكبوا أفظع الجرائم وأشنعها بحق الشعب السوري الأعزل نصرة لبشار الأسد
سفاح سورية، وتنصب الجسور البحرية والجوية بين هذه العواصم لتتدفق عبرها
أحدث الأسلحة الفتاكة والمدمرة والمحرمة دولياً على النظام السوري جهاراً
نهاراً لقتل الشعب السوري وتدمير المدن والبلدات والقرى، وهذا ما يحصل منذ
سنة تقريباً، والترحيب بالفيتو الروسي والصيني الذي يحول دون إصدار أي قرار
من مجلس الأمن لوقف شلال الدماء في سورية، وكلما تصاعدت مطالب الشعب
السوري الذبيح للعالم بالتدخل لوقف جرائم الأسد وكف يد شبيحته عن ذبح
الأطفال والنساء والشيوخ والمقعدين، كنا نرى السيد هيثم المناع يرفع من
عقيرة صوته رافضاً أي تدخل خارجي، وكلما تنادى المتظاهرون في الشارع السوري
لتسليح الجيش الحر للدفاع عن المدنيين والمتظاهرين السلميين ارتفع صوت
هيثم المناع مندداً بتلك الدعاوي بحجة استغلال العصابات المسلحة والجماعات
الإسلامية المتطرفة لهذه الفوضى وتحويل سورية إلى إمارات ظلامية إرهابية
متطرفة.