تغيرت معاني هذه الكلمة عبر التاريخ: حيث من الممكن أن تتخذ معانٍ مختلفة تشتمل على
ما ليس له حدود (كالملكية المطلقة أو السلطة المطلقة) كما تشتمل أيضًا على ما قد
يبدو من دون خطيئة (الأمر الذي يقربنا من المعنى اللاتيني للكلمة
absolutus)،
ويضعنا أمام حدٍّ لا يمكن تجاوزه (كما هي الحال بالنسبة للـ" صفر المطلق في
الفيزياء").
لذلك لم يصبح لهذه الكلمة معنى فلسفيًا خاصًا إلا مؤخرًا، وبسبب تأثير فقهاء اللغة
الذين توحي هذه الكلمة بالنسبة لهم بما هو غير مرتبط ولا تابع. من هذه المنظور أصبح
مفهوم المطلق مرتبط حتمًا، ومن المظور التعليمي، بالألوهة: فهو الكائن الذي لا
يعتمد على أي كائن آخر، الأمر الذي يجعله يتعارض مع أي كيان نسبي، وخاصةً، مع أي
فهم يمكن أن نكونه عنه، فيصبح مستحيل المنال كما هو الأمر عند كانط. أمَّا في فلسفة
هيغل فإن "الروح المطلقة" تعبِّر عن اللحظة النهائية لانتشار الفكرة التي تحقق
نفسها على ثلاث مراحل من خلال الفن والدين والمعرفة الفلسفية. الأمر الذي جعل
المطلق، الذي أصبح "كيانًا" و"نتيجةً" في الوقت نفسه، رمزًا فلسفيًا هامًا. وهو
مفهوم لم يتجاوزه من بعد: فبعد هيغل، لم يعد هذا المفهوم يلعب أي دور أساسي.
ملاحظة:
تم تعريب هذا النص عن قاموس ناثان الفلسفي،
تأليف جيرار دوروزوي وأندريه روسيل.
تعريب:
أكرم أنطاكي