الغريزة، السليقة،
الميل الفطري Instinct
فيما
يتعلق بالحيوان، تشير الغريزة إلى ذلك السلوك
التلقائي، الوراثي، والعيني، الذي يؤمِّن
تكيُّفه مع البيئة المحيطة وبقائه الفردي
والجماعي. لكن الدراسات الجارية، في إطار علم
السلوك الحيواني بشكل خاص، بيَّنت أن وصف
الغريزة الكلاسيكي (الذي نجده مثلاً عند ج.هـ.
فابر)، الذي يؤكد على نظاميتها ونجاعتها،
إنما يحتاج إلى المزيد من التدقيق: حيث نلاحظ
أننا بمقدار ما نرتقي على الصعيد الزوولوجي (الحيواني)
فإن السلوك الغريزي الذي تولِّده المنبِّهات
يُظهِر المزيد من المطاوعة، وخاصة حين يتعلق
الأمر بتوسُّط حركات تتطابق مع كلِّ حالة؛ ما
قد يعني، بالنسبة للأنواع العليا، أن الغريزة
يمكن أن تترافق مع نوع من التدريب.
أما
بالنسبة لشَمْلِ الإنسان ضمن مفهومها، وحين
لا يتعلق الأمر بسلوكيات أو تصرفات مكتسبة
بشكل عادي أو ثقافي (كغريزة الأمومة مثلاً)،
فإنه ينبغي توخِّي منتهى الحذر بسبب تواجُد
معطيات طبيعية لدى الإنسان قد تتفوق على تلك
المعطيات المكتسبة – ونحن نعني هنا التعريف
الراسخ للإنسان.
لذا
يفضَّل اليوم، في مجال علم النفس تحديدًا،
الكلام على الدوافع،
عوضًا عن الغريزة، كما كانت تفعل الترجمات
الأولى للألماني تريخ،
حين كان يذكر تلك القوى غير الواعية التي
تشكِّل الشيء أو الثنائية - والتي قبلها فرويد
في النهاية – والمترنِّحة بين ذلك الميل إلى
تدمير الذات أو العدوانية.
[color=red]برغسون، إيروس
وثاناتوس، طبيعة
(بشرية)، منعكس.]
ملاحظة:
تم تعريب هذا النص عن قاموس ناثان الفلسفي،
تأليف جيرار دوروزوي وأندريه روسيل.
تعريب:
أكرم أنطاكي.
مراجعة:
ديمتري أفييرينوس.