ويلهم رايخ
(1897 – 1957)
فيلسوف ألماني نمساوي الأصل. يعتبر ويلهم رايخ الممثل الرئيس للتيار الفرويدي
الماركسي. أصبح محللاً نفسيًا عام 1920، وانتسب إلى الحزب الشيوعي الألماني ليناضل
في منظماته الثقافية والشبه طبية. وقد لاحظ رايخ خلال هذه المرحلة أنه، وإلى جانب
الاغتراب الاجتماعي-الاقتصادي الذي درسته الماركسية، هناك اغتراب جنسي مترسخ بشكل
خاص لدى الطبقات الفقيرة. وقد سبَّب له انتمائه المزدوج (العلمي والسياسي) هذا
الكثير من المتاعب: حيث طرد من منظمة التحليل النفسي بسبب انتمائه السياسي، كما طرد
من الحزب الشيوعي بسبب مواقفه الليبرالية المتعلقة بالمسألة الجنسية.
اضطر رايخ إلى مغادرة ألمانيا مع وصول هتلر إلى الحكم، فقضى بعض الوقت في الدنمارك،
ثم ذهب إلى الولايات المتحدة حيث وجَّه أبحاثه لدراسة مفهوم الأورغون، وهو التعبير
الذي استخدمه للدلالة على الطاقة البيولوجية التي اعتقد انه اكتشف سرَّها، واكتشف
بالتالي عن طريقها إمكانية الشفاء من الأمراض. إلا أن أبحاثه هذه أوصلته إلى نتيجة
تعيسة: فقد أحيل مرتين إلى القضاء بسبب ممارسته غير الشرعية للطب وأدين بالسجن لمدة
سنتين (وقد توفي خلال تلك الفترة)، كما سُحبت كافة أعماله من التداول، وكانت إعادة
طباعتها محظورة في الولايات المتحدة.
ورغم أن بعضًا من فرضياته الأخيرة ما زال يبدو قابلاً للآخذ والرد، إلا أنه، في
السنوات الأخيرة، قد أعيد الاعتبار بشكل ملحوظ إلى أعماله. فإلى جانب تكهناته
المتعلقة بالعلاقات الممكنة بين الوضع الاقتصادي واللاوعي، بدأ يُنظر نظرة تقدير
إلى أعماله بسبب سعيه الدؤوب من أجل أخلاق جديدة تضمن للفرد حريةً أوسع وحياةً
جنسيةً أكثر تناغمًا، وأيضًا بسبب تعامله الأكثر حريةً مع المنظور الفرويدي
الأرثوذوكسي (فقد أصبح من المشككين بشمولية عقدة أوديب)، وخاصةً، بسبب محاولته التي
تعتبر الأولى من نوعها في تطبيق علم النفس على المجال السياسي؛ فحين درس الظاهرة
الفاشية، وخلافًا للرأي السائد الذي كان يعتقد من دون تمعن أن الفاشية، وبشكل خاص
النازية، قد فُرضت من قبل عدد قليل من الناس على الجمهور الواسع، كان رايخ يعتقد
أنها كانت استجابة حقيقية لرغبة هذا الجمهور، وسبب هذه الرغبة شبه المازوشية هي
الثقافة التقليدية التي أعطت نتائج في منتهى الرجعية، لأن "سيكولوجيا الجماهير"
مستعدة دائمًا لأن تتقبل نير أية سلطة يكون بوسعها، ومن خلال المظاهر العامة
لأبهتها، تلبية حاجة هذه الجماهير إلى الحضور الدائم.
أعماله الرئيسة: المادية الجدلية وعلم النفس؛ انبثاق الأخلاق الجنسية؛
تحليل الشخصية؛ سيكولوجيا الجماهير والفاشية؛ الجنس في الصراع
الثقافي.
ملاحظة:
تم تعريب هذا النص عن قاموس ناثان الفلسفي،
تأليف جيرار دوروزوي وأندريه روسيل.
تعريب:
أكرم أنطاكي