** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
يسحقون الأكثريات ويشفقون على الأقليات … فيصل القاسم I_icon_mini_portalالرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 يسحقون الأكثريات ويشفقون على الأقليات … فيصل القاسم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الكرخ
فريق العمـــــل *****
الكرخ


عدد الرسائل : 964

الموقع : الكرخ
تاريخ التسجيل : 16/06/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 4

يسحقون الأكثريات ويشفقون على الأقليات … فيصل القاسم Empty
28092012
مُساهمةيسحقون الأكثريات ويشفقون على الأقليات … فيصل القاسم

يسحقون الأكثريات ويشفقون على الأقليات … فيصل القاسم C6L9lفيصل القاسم

من أكثر المفارقات إثارة للقرف والسخرية في مجريات بعض الثورات العربية
أن الكثيرين في الداخل والخارج لا هم لهم إلا إبداء القلق والتباكي على
مستقبل الأقليات في العالم العربي على ضوء وصول الإسلاميين إلى السلطة في
بعض البلدان العربية. ويتزعم بعض “العلمانجيين” و”الليبرالجيين” الحملة
المنادية بالحفاظ على حقوق الأقليات وأنماط عيشها، لا بل يطلقون صرخات ذعر
سخيفة من أن مستقبل الأقليات في خطر شديد بسبب استلام أحزاب إسلامية مقاليد
الحكم في هذا البلد أو ذاك. وكم سمعنا بعضهم يحذر من أن أقليات دينية
وعرقية عديدة ستغادر أوطانها العربية إلى الخارج خوفاً من الاضطهاد
والمضايقات. وكم شعرت بحنق شديد عندما سمعت أحد “المتعلمجين” وهو يحيك
الأكاذيب عن وضع بعض المسيحيين في بعض الدول العربية، وكيف أنهم يتعرضون
للقتل على الهوية، مع العلم، لو أن ذلك حصل فعلاً، فلن يكون عدد الذين
لاقوا حتفهم من هذه الأقلية أو تلك أصابع اليد الواحدة، ناهيك عن أن الذي
قتلهم ربما تكون بعض السلطات الحاكمة المحاصرة بثورات شعبية وذلك لتأليب
الطوائف وضربها ببعضها البعض على مبدأ “فرق تسد” الذي أتقنه الطواغيت العرب
القومجيون أكثر من المستعمر الغربي بمرات ومرات، فهم يتشدقون بالشعارات
القومجية العريضة، ثم يحكمون على أسس طائفية وعشائرية وقبلية بائدة. وفيما
لو كان هناك بعض المتطرفين من الأكثريات، فلا شك أنهم لا يمثلون إلا
أنفسهم، وأن الأكثرية الساحقة من الأكثريات تتبرأ منهم ومن أفعالهم.

لا أدري لماذا صدّع بعض “العلمانجيين” رؤوسنا وهم يبدون قلقهم على
مستقبل الأقليات بعد الربيع العربي، بينما لم يرف لهم جفن، ولم ينبسوا ببنت
شفة عن المجازر التي تعرضت وتتعرض لها الأكثريات في بعض دول الربيع
العربي. لم نر هؤلاء المنافقين الأفاقين يذرفون دمعة واحدة على الملايين
الذين تشردوا في الداخل والخارج على أيدي العصابات الحاكمة هنا وهناك. هل
يعقل أن يقيموا الدنيا ولا يقعدوها لمجرد تعرض واحد من هذه الأقلية أو تلك
للمضايقة، بينما يموت المئات يومياً من الأكثريات في طول البلاد وعرضها،
ناهيك عن الجرائم الفاشية والنازية التي تعرضت لها مدن بأكملها في بعض
الدول العربية. لماذا مقتل واحد من هذه الأقلية أو تلك يحظى بتغطية وتباك
منقطع النظير، بينما يقضي عشرات الألوف من الأكثريات نحبهم بطرق وحشية
بالدبابات والطائرات وراجمات الصواريخ والأسلحة المحرمة دولياً، وكأنهم
مجرد أسراب من الذباب، ولا بواكي لهم لدى عصابات العلمانجيين والليبرالجيين
ولاعقي أحذية الطواغيت؟ لماذا يخافون على مستقبل اثنين أو ثلاثة من مجموع
هذا الشعب أو ذاك، ولا يعيرون أي اهتمام لمستقبل الأكثريات التي تشكل أكثر
من ثمانين بالمائة في بعض الدول العربية، والتي عانت وتعاني الأمرين قتلاً
وسحقاً وتشريداً لمجرد أنها طالبت باسترجاع أبسط حقوقها الإنسانية.

لماذا نسي بعض المتباكين على مستقبل الأقليات أن الأكثريات تعاني من ظلم
واضطهاد وبطش الأقليات منذ عشرات السنين في العديد من الدول العربية؟ ألا
يعلم هؤلاء السخفاء أن الأكثريات هي التي يجب أن تحكم في البلدان
الديمقراطية عملاً بجوهر الديمقراطية القائم على حكم الأكثرية، وأن
الأقليات في الغرب الديمقراطي لا تحلم أن تصل إلى البرلمانات، فما بالك أن
تتسيد على الأكثريات لعشرات السنين؟ صحيح أنه من الواجب على الأكثرية في أي
بلد أن تحفظ حقوق الأقليات، وأن تكون الأخيرة متمتعة بكل حقوق المواطنة
دون أي تعرض للمضايقة أو الاضطهاد، لكن طبيعة الديمقراطية الغربية ذاتها لم
تحمل زعيماً من طائفة دينية صغيرة تاريخياً إلى السلطة إلا من رحم ربي.
ولنتذكر أن الرئيس الكاثوليكي الوحيد الذي وصل إلى سدة الحكم في أمريكا كان
جون كندي، لكنه مات قتلاً. ولنتذكر أيضاً أن الرئيس الأمريكي الحالي باراك
أوباما فعل المستحيل كي يثبت للشعب الأمريكي أنه مسيحي مثل غالبية
الأمريكيين، وليس مسلماً.

متى يعلم المتباكون على حقوق ومستقبل الأقليات في العالم العربي بعد
الثورات أن الأكثريات لم تكن طائفية في تاريخها، وأن الطائفيين الحقيقيين
في عالمنا التعيس هم أبناء الأقليات الذين ما إن يصلوا إلى السلطة حتى يصبح
شعارهم سحق الأكثريات وترويعها بالويل والثبور وعظائم الأمور فيما لو فكرت
يوماً باسترداد حقها الطبيعي في الحكم بموجب الديمقراطية؟ ألم نر ماذا
فعلت بعض الأقليات بالأكثريات في بعض البلدان؟ ألا يهدد إرهابيو الأقليات
بسحق الملايين من هذه الأكثرية أو تلك كي يبقوا في السلطة؟ أليست كل
التخويفات من أن الإسلاميين سيسحقون أبناء الأقليات بعد الثورات كذب بكذب
لتبرير بقاء هذه الأقلية أو تلك في الحكم في هذا البلد العربي أو ذاك، بحجة
أنها تحفظ حقوق الأقليات الأخرى؟ متى كان الطواغيت المنتمون للأقليات أو
الأكثريات يحفظون حقوق أحد أصلاً؟ ألا يستخدمون الجميع كأحذية لتحقيق
أهدافهم الفئوية حتى لو داسوا على القاصي والداني؟

متى تدرك الأقليات في العالم العربي أنه لا أحد يحميها ويصون حقوقها
ومستقبلها إلا الأكثريات التي تترفع عن الطائفية بحكم أنها الأغلبية؟ متى
يعلمون أن الأغلبية لا تخشى الأقليات بحكم الكثرة؟ متى تصطف الأقليات إلى
جانب الأكثريات وتتوقف عن مساندة الطواغيت الذين لن يجلبوا لها سوى الدمار
والخراب؟ هل يعقل أن نضحي بحق السواد الأعظم من الشعب كي نحمي حقوق خمسة أو
ستة بالمائة من أفراده من الأقليات؟ أليس من حق الأكثريات أن يجن جنونها
من هذا المنطق الأعوج؟ متى تتوقف بعض الأقليات قصيرة النظر عن استعداء
الأكثريات في الدول العربية؟ ماذا استفاد ذلك المصري الأحمق عندما أنتج
فلمه المسيء للرسول عليه الصلاة والسلام سوى دق مزيد من الأسافين بين أهله
الأقباط الأقلية والمسلمين الأكثرية في مصر؟

لنحتكم جميعاً إلى صناديق الاقتراع كما تفعل كل الديمقراطيات المحترمة
في العالم. وليس هناك شك بأن الأكثريات العربية، على عكس الغربية التي لم
تنتخب يوماً سوى أبناء الأكثرية إلا ما ندر، لن تمانع في وصول أبناء
الأقليات العربية إلى سدة الحكم هنا وهناك فيما لو حصلت على الأصوات
المطلوبة في صناديق الاقتراع. ولنتذكر أن السوريين اختاروا يوماً رئيس
وزراء مسيحياً بكامل إرادتهم ورضاهم، مع العلم أن أغلبيتهم مسلمون. كم كان
المجاهد الكبير سلطان باشا الأطرش رائعاً عندما سألوه إذا كان يوافق على
تولي رئيس وزراء مسيحي مقاليد الحكم في سوريا، فسألهم:” وهل سيحكم بالإنجيل
أو الدستور؟”، فأجابوا “بالدستور طبعاً”، فقال: “على الرحب والسعة”.

وكي لا يظن البعض أنني أدعو إلى المحاصصة الطائفية. معاذ الله! فما أجمل
أن نبني أوطاننا الجديدة على أساس المواطنة، وليس على أساس طائفي أو قومي،
أو على أساس الأكثرية والأقلية، مع العلم أن معظم دساتير الغرب تؤكد على
أن تكون مقاليد الحكم بيد الأكثرية الدينية. هل يمكن أن تكون ملكة بريطانيا
من خارج الكنيسة الإنجليكانية؟ بالمشمش!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

يسحقون الأكثريات ويشفقون على الأقليات … فيصل القاسم :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

يسحقون الأكثريات ويشفقون على الأقليات … فيصل القاسم

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» هل ما زال الشعب يريد إسقاط النظام؟ د. فيصل القاسم
» إذا أردت أن تقضي على ثورة اصنع لها متطرفين! د. فيصل القاسم
» الديمقراطية العربية على طريقة ‘داحس والغبراء’! د. فيصل القاسم
» حلف الممانعة يهدد إسرائيل ويرد في سورية! د. فيصل القاسم
» هل تحولت وسائل الإعلام إلى أجهزة إعدام؟ د. فيصل القاسم

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: