** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 الإنسان الرقمي مقاربة أنثروبولوجية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حياة
فريق العمـــــل *****
حياة


عدد الرسائل : 1546

الموقع : صهوة الشعر
تعاليق : اللغة العربية اكثر الاختراعات عبقرية انها اجمل لغة على الارض
تاريخ التسجيل : 23/02/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 10

الإنسان الرقمي مقاربة أنثروبولوجية Empty
23092012
مُساهمةالإنسان الرقمي مقاربة أنثروبولوجية

15

أغسطس

الإنسان الرقمي مقاربة أنثروبولوجية

م. بوطقوقة


الإنسان الرقمي مقاربة أنثروبولوجية Cyborg-231x300

علي هاشم

فيما يلي محاولة لتقديم تصور أولي عن طبيعة الإنسان
الرقمي/السيبراني (السايبورج) ، من منظور الأنثروبولوجيا ، مبتدئاً بتحديد
مقارباتها المنهجية ، مسقطاً هذه المقاربات على الواقع الخائلي ، وأخيراً ،
مقدّماً مطالعة لإشكالية من سؤالين ، دون أن أعلن جواباً خاتماً ، بل هي
مجرد مطالعة على مسار البحث الطويل .

يمكن تعريف الأنثروبولوجيا بأنها دراسة الإنسانية ، فهي تهتم
بالإنسان في الماضي والحاضر ، بمعزل عن مستوى تطوره التكنولوجي ، وتهتم
أيضاً بالنواحي : البيولوجية ، اللغوية ، التكنولوجية ، الفنية ، السياسية ،
الدينية ، وكل الأبعاد الأخرى للحياة الإنسانية .[1]

مرّ هذا العلم الذي نشأ حديثاً في القرن التاسع عشر[2] ، بكثير من المحطات والتنوعات[3] ، ويعتمد منظوره على ثلاث دعامات أساسية[4] :
المنظور الشمولي : هو النظر في جميع الترابطات والتشابكات بين الأجزاء ، ومحاولة فهمها في سياق الكل .
المنظور المقارن : إن السبب الرئيسي الذي يدفع الأنثروبولوجيين للإصرار على
هذا المنظور بسيط ، إذ بدون مقارنة الثقافات ببعضها ، لا يمكننا أن نكتشف
إن كانت بعض السلوكيات (أو العادات) هي خاصية لهذه الثقافة فقط ، أم لبعض
الثقافات ، أم هي صفة عالمية ! وبدون هذه المعرفة ، لا يمكننا أن نعرف
سببية وجود هذا السلوك (أو العادة) . بإختصار ، إن التعميمات عن الإنسانية
هي خاطئة إلا إذا أخذت بالحسبان المدى العريض للتنوع الثقافي .
المنظور النسبي : النسبية الثقافية تعني أنه لا وجود لثقافة أدنى أو أرقى
من ثقافة أخرى ، وعند دراسة الثقافة لا يقوم الأنثروبولوجيون بتقييم
سلوكيات أفراد الثقافة المدروسة تبعاً لمعايير وقيم ثقافة الدارسين .

السؤال الآن ، كيف يمكن أن تساعد هذه المناظير في العصر
الرقمي ؟ وهل هناك حاجة لمناظير مستحدثة توافق البيئة الرقمية الجديدة ؟
وكيف نفهم من خلالها الإنسان الرقمي ؟ ومجال الدراسة الأنثروبولوجية ؟!

إذا تأملنا المنظور الأول ، نجده يتحدث عن رؤية الأشجار وبذات
الوقت تأمل هذه المجموعة من الأشجار كغابة . وضمن المجتمعات السيبرانية
بتشابكاتها المركبة والمعقدة ، هذا المنظور ضروري ولازب . إذ لا يمكن فهم
الفرادة والخصوصية ، دون فهم الصورة الأشمل ، ودون نمذجة مجموع التعقيد
(والفوضى الظاهرة) في صورة نظام يظهر جلياً في قدرته على تبسيط المعقد في
سلسلة منظمة من الترابطات والبنى ، تسمح للباحث بقراءتها ، فهمها ،
وتحليلها .

المنظور الثاني يقيم مقارنة دائمة بين الواقعي والخائلي ،
وأيضاً بين المجتمعات السيبرانية المختلفة ، في ما تقدمه وما تطرحه ،
وكيفية تشكيلها للهويات السيبرانية ، وكيف يقوم المشتركون السيبرانيون
بتشكيلها الدائم عبر طرق إستخدامهم المختلفة .

إن التنوع الثقافي ضمن المجتمع الواقعي ينعكس بكامل تجلياته
في المجتمع الخائلي ، فيعتمد المشتركون السيبرانيون (عبر إستخدام ذات
التقنية) تشكيلات ومقاربات مختلفة تبعاً لواقعهم وبيئتهم ، تبعاً لثقافتهم .
من الأمثلة إستخدام الجوال ، أو إستخدام “تويتر” و”فيسبوك” . إن مؤسسي
موقع “فيسبوك”[5] لم يكن من بين أهدافهم إستخدامه كمحركٍ سياسيٍ ، أو في
إعتباره مؤسس (أو ساعد على تأسيس) ثورة ! لم ينظروا إلى صفحاته (أو
مجموعاته) بإعتبارها أحزاباً سياسية “سيبرانية” تستدعي تواصلاً وتنظيماً
وإرتقاءً في الفعل السياسي عبر الحوار والحشد والتأسيس لأفكار الحرية
والمشاركة والعدالة ، لم ينظروا إليه كأداة تسمح للشعب بأن ينظر إلى نفسه
كقوة ، تسمح للشعب بإستعادة هويته فكرامته فيصرخ مطالباً بإسقاط من سلبه
الهوية ! كل هذه التشكيلات المتنوعة ، تختلف من مكان إلى آخر ، تبعاً
للحاجات والإتجاهات ، تبعاً للثقافات .

المنظور الثالث النسبي ، يقترب من الثاني عبر إضفاء فكرة
التنوع ، من خلال قراءة الوقائع من وجهة نظر حامليها ومحركيها ، هذا في
البدء ، ليتسنى لاحقاً للباحث أن يحلل البنى ، ويفهم المجريات ، دون أن
يضفي عليها خياراته وقيمه ، ودون أن يفاضل بينها وبين ثقافته .

يعايش الباحث الوقائع مع من يدرسهم ، فيفهم إنفعالاتهم
وسلوكياتهم ، وبالتالي يكوّن تصوراته عما يظنه معتقداتهم وقيمهم التي
تحركهم . بعدها ، يحلّلها ، ويقارن بينها وبين تجارب ضمن ثقافات أخرى ،
ليقدم صورة أشمل لغابة العلاقات والتشابكات .

وعلى الشبكة العنكبوتية ، نفهم أكثر ضرورة مثل هذا المنظار ،
الذي أبدل القيم الخاصة الواقعية ، بقيم خائلية خاصة بالمجتمع السيبراني ،
هي أشمل وأبسط ، وتتوافق مع طيف واسع من الثقافات الواقعية التي أوجدت لها
هوامش تَلاقُح ، يتكثّف كل لحظة ، مع إزدياد المشتركين السيبرانيين ، إذ
تخطى عدد “الفيسبوكيين” عتبة 830 مليوناً [6] ، ووصل عددهم في لبنان إلى
1444200 [7] .

أضحت القيم تتشكل كل لحظة أثناء التواصل السيبراني ، ولم يعد
من الممكن إيقاف طبيعة هكذا تلاقح ، إلا عبر منع التواصل من الأساس ! ما
سبق وأخذ عقوداً لينتشر (دخول أول تلفاز في الستينيات على سبيل المثال)
ينتشر اليوم بأيام وأحياناً ساعات (عبر يوتيوب مثلاً) .

بعد هذا العرض ، لا بد أن أسأل :
ما الذي أدخلته التقانة الحديثة على تعريف الطبيعة البشرية ؟ وما الذي غيرته فيها ؟

الإنسان العاقل (homo sapiens) هو ما يدرسه
الأنثروبولوجيون[8] ، ومحاولة تفكيك طبيعة الإنسان ، محاولة فك ألغازها
وشيفرتها ، هو مسعى العلم والفلسفة ، وكل ضمن حقل إختصاصه (الجينوم البشري
مثال من ضمن البيولوجيا) . ومع دخول التكنولوجيا وإستخدامها بهذا الشكل
المتسارع والشامل ، بدأنا نخطو حثيثاً نحو إنسان (وطبيعة) مختلفة ، هو
تزاوج بين الإنسان والآلة ، الإنسالة ! الإنسان-الروبوت ، الذكاء الإصطناعي
العضوي ، الآلة التي تفكر وتشعر .

إن هذا التزاوج يؤسس للإنسان السيبراني/الرقمي ، الذي أُطلق
عليه مصطلح “السايبورج” (cyborg)[9] ، هذا الإنسان المابعد إنسان
(posthuman) ، أو السوبرمان (superman) بتعبير نيتشه[10] هو ذو طبيعة
إنسالية مختلفة .

إذا أمكن توسيع مقدرات العقل البشري عبر زرع شرائح إلكترونية
فيه ، إذا أمكن إسترجاع المعلومات وتخزينها أسرع من قبل[11] ألا يؤسس هذا
لوقائع وطبائع جديدة ؟!

إنّ تواصلنا مع الآلة (جوال ، حاسوب ، إنترنت) ألا يدفعها لأن
تكون جزءاً ممتداً لنا ، ولأفكارنا ، ومشاعرنا ، فنكرهها ، ونحبها ! ألا
تؤثر في طبائعنا ، ألا تكوّن جزءاً من ذاكرتنا ؟ وألا يمكننا القول أن جميع
من في لائحة أصدقائنا هم معنا دوماً وعلى بُعد نقرة ![12]

ما الذي تغير في الإنسان بعد أن أصبح سيبرانياً ؟! وهل ما زال إنساناً ؟

الكائن السيبراني ، أو بتعبير آخر السايبورج ، هو تطور آخر
(بالمعنى الدارويني) للإنسان . لم يعد الإنسان إنساناً ، إستخدامه للتقنية
غيّره ، فَنَحَتَه إنسالة ! أو هذا ما سيحدث …!

ما الذي سيتغيّر بالإنسان ؟ في عالم المابعديات[13] لم يتبق
شيء من القديم …! أو هي مصالحة وربما محاولة مواءمة القديم مع الجديد ، فما
كان تضاداً (أو تناقضاً) أضحى في عالم اليوم ثنائية متكاملة ، في عالم
المابعد ، عودة للطاو برمزه الأشهر الين واليانغ ! وهذا ما تشهده المجتمعات
الخائلية .

ثقافات قديمة ، أخذ بالثأر ، الشرف ، العرض ، الأرض ، الثورة ،
الحرية ، الشعب ، العدالة ، الصداقة ، الحب ، الزواج ، العلاقات ، الموت ،
الروح ، الحياة ، الخير ، الشر ، الدين ، هذا مجرد تداعي لبعض الأفكار
التي تتبدل معانيها ، وبحاجة لتحديدات معرفية وإصطلاحية جديدة .

وإذا نزعنا عن الثقافة ما يشكّلها ، ما يميّزها .. هل تبقى هي
؟ وأساساً هل تبقى ثقافة ؟! أو ربما مابعد ثقافة ! وإذا دمجناها مع مختلف
الثقافات في مجتمع سيبراني مشكّلين ثقافة خائلية جديدة ، ألا نؤسّس بذلك
لأول بذور القرية الكونية ؟ وبالتالي لإنتفاء التنوع ! فإنتفاء الهوية !

ما الذي يبقى من الإنسان في عصر المابعد إنسان ؟ وهل يمكن أن نطلق على السايبورج مصطلح إنسان ؟!

قبل ذلك ، أو بعده ، هل تشكّلنا التقانة بهذه السرعة ؟! وهل نتغيّر بذات السرعة ؟!

هل نستخدمها ككل واحد ، أم أننا نمارس عليها ومن خلالها خصوصيتنا ، ثقافتنا ، هويتنا ؟!

الإنسان في عصر المابعد ، يسأل سؤال الهوية الأبدي : من أنا ؟!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الإنسان الرقمي مقاربة أنثروبولوجية :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

الإنسان الرقمي مقاربة أنثروبولوجية

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: