العرب في اوليمبياد لندن
رأي القدس
2012-07-27
تسمرت
انظار العالم امس نحو الاستاد الاوليمبي في لندن لمتابعة حفل افتتاح دورة
الالعاب الاوليمبية التي يشارك فيها اكثر من عشرة آلاف رياضي علاوة على جيش
من المدربين والاداريين.
تنظيم دورة بهذا العدد الضخم من المشاركين وفي
مدينة مزدحمة مثل لندن يصل تعداد سكانها حوالي 12 مليون انسان في ذروة
ساعات العمل، يشكل تحديا بارزا للمنظمين والدولة المضيفة ولاجهزتها الامنية
في الوقت نفسه.
ويظل الاختبار الحقيقي لكل هؤلاء هو كيفية ضمان عدم
حدوث اعمال تخل بالامن وتقديم عرض فني يرتقي الى مستوى المناسبة ويضاهي
العرض الاعجازي الذي قدمه الصينيون في افتتاح دورة بكين السابقة واذهل
العالم باسره.
اذا كان من المبكر الحكم على مدى قدرة الامن البريطاني
على احباط اي عمل ارهابي يريد افشال هذه الدورة، واستغلال الزخم الاعلامي
الذي يرافقها لان المسابقات تستمر لعدة اسابيع، فانه يمكن القول ان العرض
الفني الافتتاحي كان مفاجئا من حيث التنظيم والموسيقى والاداء.
الاسرائيليون
كعادتهم دائما حاولوا خطف هذه الدورة وابتزاز الدولة المضيفة، الخطف من
خلال تسريب تقارير اخبارية تقول بان الفريق الاسرائيلي المشارك في الدورة
مهدد بعمل ارهابي من قبل خلية تابعة لتنظيم القاعدة، الامر الذي اثار
العديد من علامات الاستفهام حول هذا الاستهتار ببريطانيا وامنها وارباك
وتخويف الرأي العام في الوقت نفسه.
اما عملية الابتزاز السياسي فتجلت في
ابشع صورها عندما طالبت السلطات الاسرائيلية بالوقوف حدادا على اللاعبين
الاسرائيليين الذين قتلوا اثناء مشاركتهم في دورة ميونخ عام 1974 عندما
اقتحمت وحدة فلسطينية تابعة لتنظيم ايلول الاسود مقرهم في المدينة
الرياضية.
الاكثر من ذلك ان الابتزاز السياسي هذا تكرر عندما اصرت
السلطات الاسرائيلية نفسها على ذكر القدس المحتلة كعاصمة لاسرائيل الامر
الذي رفضته مؤسسات بريطانية من بينها محطة تلفزيون واذاعة 'بي.بي.سي'.
المشاركة
العربية في الدورة لم تكن رياضية فقط، وانما سياسية ايضا من خلال فريق
فلسطيني يضم رياضيين في عدة مجالات. وكذلك مشاركة رياضيين من دول عربية مثل
تونس وليبيا ومصر واليمن يمثلون دول التغيير الديمقراطي في بلدانهم بعد
نجاح الثورات الشعبية.
ولعل السابقة الابرز التي تستحق التوقف عندها هي
مشاركة لاعبات سعوديات ولاول مرة في تاريخ الاوليمبياد في دورة لندن هذه،
الامر الذي يعتبر انجازا، وان كان محدودا ورمزيا، للمرأة السعودية التي
كانت محرومة من المشاركة في مثل هذه المناسبات وغيرها بسبب فتاوى من
المؤسسة الدينية.
تاريخ الدورات الاوليمبية يشير الى انها لم تنظم مطلقا
في اي من الدول العربية الامر الذي يدفع المرء للشعور بالحسرة والالم، فمن
غير المنطقي ان اكثر من 380 مليون عربي يتوزعون في 22 دولة لا يستطيعون
المنافسة لاستضافة دورة اوليمبية ناهيك عن تنظيمها.
انه تجمع رياضي رائع
يعكس التعايش بين الشعوب، والتنافس فيما بينها رياضيا بطريقة حضارية تحقق
التعارف والتواصل وهذا اهم في رأينا من الفوز بالميداليات