جمال الربوبية
إن النظرة الإيجابية للحياة تكون أكثر تحفيزا من النظرة السلبية. إن كل
إنسان لديه حق اعتناق ما يريد، بغض النظر عن وضعهم. في النظرة السلبية
يكون الإنسان قد شل نفسه في أغلب الأحيان، فتصبح هذه النظرة لا نهائية
وساحقة قريبا. في الديانات السماوية نجد موضوع السيئة، فنجد أن هذا
الموضوع يصبح بمثابة معاناة للإنسان فيكون ضحية هذه الرؤية السلبية. إن
هذه الأفكار تضع العقل في الديانات السماوية بمحل الحياد، بينما الربوبية
تعرض فكرة الخالق عن طريق القوانين الطبيعية. لقد وجدت في الكتب المقدسة
للديانات السماوية أحكام بالقتل على الإنسان. مثلا في قصة نوح والسفينة
عندما أغرق الإله "الكفار" ونجا نوحا وعائلته من هم هؤلاء الكفار أليسوا
من البشر أليس بينهم نساء وأطفال وشيوخ فكيف نتخيل أن يغرقهم موجدهم،
وكأحكام بقتل من يترك دينه.
فكرة الربوبية عن الإله
بالمقارنة
مع أفكار الديانات السماوية المختلفة عن الإله، الربوبية لديها فكرة بسيطة
عن الإله: كيان أبدي طاقته مساوية لرغباته، ومن هنا نستطيع أن نقول أن
الإله لا بداية له ولا نهاية، وهذه الفكرة نتلخصها من نظرية ألبرت
أينشتاين حول النسبية. ومن هنا نستطيع القول بأن الإنسانية ستتعلم أكثر عن
مفهوم الإله عن طريق العلم والكون. فهذا هو الطريق الوحيد الذي يمكننا من
المعرفة أكثر حول الإله، من خلال دراسة الخلق، وليس من خلال الكتب المقدسة
للأديان التي هي من صنع مؤسسيها.
إن الديانات السماوية كونت فكرتها عن
الإله من خلال نظرة عصرها والتجربة المادية لمؤسسيها، مثلا يشار إلى الإله
بالملك الربوبية ترفض هذا، ويصور التوراة الإله بأنه غيور ويجلس على عرشه
... إن الربوبية تسعى للتعلم قدر المستطاع حول كل شيء وهذه هي الطريقة
الفضلى للتعلم عن الإله.
المشكلة الأخرى حول فكرة الإله في الأديان
السماوية أنها صورته كرجل، أي أن الإله هو ذكر، وهذا سيجعل النساء منفيات
شعوريا ولا شعوريا إلى مقام أقل في المجتمع. ومن هنا نجد أن هذا انعكس على
هذه المجتمعات بطريقة غير مباشرة ومباشرة حيث أصبحت المرأة تخضع للرجل.
كل
الأديان السماوية تدعي أنها ترفض العنف ولكن تاريخها يثبت الخطأ، ففي
العهد القديم نجد قصص الذبح والاغتصاب تحت القيادة المزعومة للإله، وإلى
أقوال السيد المسيح حول جلب السيف لا السلام، وفي الإسلام حيث بدأ محمد
دعوته سلميا وما لبث أن امتلك القدرة العسكرية لقوم بالحروب وتوسيع دولته
وهذا نوع من الاستعمار تحت حجة الدين. هل من المعقول أن يقدس الإله قتل
الإنسان للآخر بسبب اختلاف أفكارهم.
إن التعصب الضحل للأديان السماوية
المختلفة يؤدي إلى إبادة الحضارة والحياة على كوكبنا. الربوبية تعتمد على
العقل على العنف من أجل نقد عدد من أفكار الديانات السماوية حتى تتحول هذه
الأديان إلى ديانات سلام.
إن إحدى أفضل الطرق للوصول إلى السعادة هي أن
نقدر الأمور الإيجابية في الحياة. بالرغم من العقبات التي تواجه الإنسان
فيجب أن يتغلب عليها.
من التجربة الشخصية أعرف أن من الضروري أن أعمل
على التفكير بالأشياء الإيجابية في الحياة. هنا قد لا أشعر بالتحسن فقط
ولكن رأيي يصبح واضحا والحلول للمشاكل تتدفق بشكل سهل.
يبدي العديد من
الناس الغضب من الإله للمرض، والكوارث. ولكن للعلوم الإنسانية القدرة على
إزالة وتحييد كل هذه. بدراسة مبادئ الطبيعة استأصلنا العديد من الأمراض
وحمينا أنفسنا من معظم الكوارث الطبيعية. إذا لم نترك أنانيتنا وخوفنا
يقفان في طريقنا نستطيع أن نعلم كم نحن بصحة جيدة. كل اختراع واكتشاف
مستندة إلى وقائع التطور البشري. نحن يمكن أن نمنع الأمراض ونعالجها، عن
طريق مجتمع تقدي سلمي. الثورة الدينية في الربوبية هي ثورة عالمية سلمية
ستجلب تحرير العقل والإنسان.