** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

 

 الفرقة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سليمان محمد شاويش
" ثـــــــــــــــــــــــــائــــــــــر "
الفرقة Biere2
سليمان محمد شاويش


عدد الرسائل : 241

الموقع : الجزيرة العربية
تاريخ التسجيل : 07/11/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 7

الفرقة Empty
08032010
مُساهمةالفرقة



الفرقة

كلما يمر به يجده يجلس وحيدا على أريكة أمام بيته ، إما منكب على جريدة يتلهم كل كلمة وحرف بها ، أو يرتل فى كتاب الله ، وأحينا كثيرة غارقا فى أفكاره وذكرياته .

وعندما يلقى عليه تحية السلام يجيبه بهمة وصوت أجش ، تردد كثيرا قبل أن يجلس إلى جواره ، ذات يوم حين ألقى عليه السلام تلقى منه دعوة بأن يشرفه بالجلوس معه .

ومنذ ذلك اليوم ، وهو يحرص على أن لا يمر يومه بدون الجلوس إليه ، ولو عاقه عائق عن الجلوس إليه ، يشعر بأن يومه هذا ينقصه الكثير .

فهو عندما يتحدث يشعر بأنه يجمع الأيام الماضية بين يديه اللتان يشير بهما أثناء حديثه ، ويحملها فوق شعاع الرغبة والأمل اللذان يلمعان فى عينيه ، وهو ينظر إلى بعيد ثم يقترب بهما رويدا إلى حيث يجلس .

كم كانت حكاياته ممتعة ، وحديثه شيق ذو شجون وألم على ما فات من العمر .

وفى غمرة الحديث ذات يوم من الأيام وجه إليه سؤال ، وهو لا يعلم أنه سيقلب عليه ألامه الماضية ، عقب تلقيه هذا السؤال وندم على هذا كثيرا ولكنه سائله .

- هل تعيش وحدك أيها الشيخ الجليل ؟

غاب مدة طويلة عن كل ما حوله ، وعن السائل أيضا قبل أن يفيق ، ثم أخبره وكأنه يبكى والكلمات ترتعش بين شفتيه وهو يقول .

- لقد أخذ الموت المفاجئ زوجتى بدون سابق إنذار، ثم أخذ الحياة ومشاغلها وعنفها وقسوت طلب العيش أبنائى ، وألقت بهم فى غمرتها ولهوها ومطالبها ، ولم أعد أراهم إلا قليلا بل قل لا أراهم ، حتى أصبحت الوحدة هى الأهل والذكرى أنسى ، والجيران كما ترى الكل فى شغل عن نفسه بنفسه وأولاده .

تراجع قليلا إلى الخلف وهو يحاول أن يصلح ما أحس انه أخطاء فيه قال للشيخ بكلمات هادئة .

- عفوا شيخى الجليل لم أقصد تجديد ألامك ، ولكن قد كان لدى رغبة ملحة فى أن اطمئن عليك .

ابتسم الرجل فى هدوء ، وشعر بأنه قد تجدد أمل فى ما بقى من قلبه العجوز الذى شاخ معه وقال .

- لا عليك يابنى فقد كنت أنتظر منك هذا السؤال من قبل ذلك

بكثير، وقد أسعدنى سؤالك هذا وقولك .

مرت الأيام والشاب يحرص كل الحرص على الجلوس إلى هذا الشيخ كل يوم ، ويستمع لحديث الشيخ الذى يتوق للحديث ، ولا يمل منه الشاب ويرى أنه بجلوسه إليه يحيا حياتين ، حيث أن قصة حياته وخبراته يطلعه عليها بصدر رحب وبدون مقابل ، ويرى الشيخ أن انسه بهذا الشاب فى بضع ساعات من النهار وتبادل الود والمعروف بينها أغلى وأثمن مقابل .

لقد عادت إليه الابتسامة التى قد ضاعت منه ، وأ يحيا أمل كان قد تبدد ، وإحساسه بأن هناك من يهتم به ويحرص على لقاءه يمتعه ، وبمحاورته وحديثه حلت الحياة بدأ يراها تبتسم له ، وأينعت بعد أن كان يشعر أنها تفر منه وبه وهو يجتر الألأم وحده، أما الآن فالألم يزول ويتبدد ، وهو أهون عليه من قبل.

وتعددت الأيام وتكررت المقابلات بين الشيخ والشاب ، كل يوم هنا على هذه الأريكة ، إلى أن أتى يوم منتظر، وجد الشاب الأريكة وحدها فظن أنه أمر طارئ ، وعاد فى اليوم الثانى فكانت كما هى مثل اليوم السابق ، والثالث كذلك ، وعاد يوم أخر فوجدها كما هى وحدها ، فأيقن بما حدث ولم يسأل أحد من الجيران ، وبدون أن يشعر جلس على هذه الأريكة بغير إرادته ، وراح يسترجع أيام الشيخ معه ، وتذكر حديثه معه ذات يوم حين قال الحزن يعتصر ملامح وجهه بشدة .

- إن القسوة هذه الأيام نتجرعها مرتان مرة من الحياة وأخرى من القلوب ، لقد غلفت الحياة بمشقتها وشهواتها ومتطلباتها القلوب بقسوة لم أعهدها من قبل ، فكنا من قبل فى رضا وقناعة ، وتسليم بأن الغد سيأتى أفضل من اليوم الذى نحياه ، ولكن هذه الأيام افتقدنا التسليم بالغد ، ولا نؤمن بأنه سيأتى أفضل من اليوم ، ففقدنا الأمل وفقدنا الأيام ونسينا الود والحنان وضاع الحب.

وتنبه الشاب أن الوقت قد مرى به وهو لا يدرى ثم استفاق ونهض من على الأريكة ونظر إليها طويلا نظرة وداع ومضى إلى حيث لم يعد إلى جلسته هذه تارة أخرى .





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الفرقة :: تعاليق

سبينوزا
رد: الفرقة
مُساهمة الإثنين مارس 08, 2010 4:11 pm من طرف سبينوزا
وصف بديع
اخ سليمان غاية في الدقة والرصد اشكرككثيرا على قوة الكلمة الهادفة

كلما
يمر به يجده يجلس وحيدا على أريكة أمام بيته ، إما منكب على جريدة يتلهم
كل كلمة وحرف بها ، أو يرتل فى كتاب الله ، وأحينا كثيرة غارقا فى أفكاره
وذكرياته .
متوكل
رد: الفرقة
مُساهمة الثلاثاء مارس 09, 2010 3:39 am من طرف متوكل
ومنذ
ذلك اليوم ، وهو يحرص على أن لا يمر يومه بدون الجلوس إليه ، ولو عاقه
عائق عن الجلوس إليه ، يشعر بأن يومه هذا ينقصه الكثير .

فهو
عندما يتحدث يشعر بأنه يجمع الأيام الماضية بين يديه اللتان يشير بهما
أثناء حديثه ، ويحملها فوق شعاع الرغبة والأمل اللذان يلمعان فى عينيه ،
وهو ينظر إلى بعيد ثم يقترب بهما رويدا إلى حيث يجلس
سليمان محمد شاويش
رد: الفرقة
مُساهمة الثلاثاء مارس 09, 2010 1:19 pm من طرف سليمان محمد شاويش
[quote="سبينوزا"]وصف بديع
اخ سليمان غاية في الدقة والرصد اشكرككثيرا على قوة الكلمة الهادفة

كلما
يمر به يجده يجلس وحيدا على أريكة أمام بيته ، إما منكب على جريدة يتلهم
كل كلمة وحرف بها ، أو يرتل فى كتاب الله ، وأحينا كثيرة غارقا فى أفكاره
وذكرياته .
[/quot

اخى العزيز ما وصفت به عملى الذى قدمته اسعدنى وذادنى حرص على الاتقان اكثر واكثر
سليمان محمد شاويش
رد: الفرقة
مُساهمة الثلاثاء مارس 09, 2010 1:20 pm من طرف سليمان محمد شاويش
متوكل كتب:
ومنذ
ذلك اليوم ، وهو يحرص على أن لا يمر يومه بدون الجلوس إليه ، ولو عاقه
عائق عن الجلوس إليه ، يشعر بأن يومه هذا ينقصه الكثير .

فهو
عندما يتحدث يشعر بأنه يجمع الأيام الماضية بين يديه اللتان يشير بهما
أثناء حديثه ، ويحملها فوق شعاع الرغبة والأمل اللذان يلمعان فى عينيه ،
وهو ينظر إلى بعيد ثم يقترب بهما رويدا إلى حيث يجلس
الاستاذ الفاضل شكرا على هذا المرور الطيب العطر
مسعدالنحلة
رد: الفرقة
مُساهمة الأربعاء مارس 17, 2010 4:55 am من طرف مسعدالنحلة
لا ينسج خيوط النهاية مرور العمر ، ولكن ينسجها الوحدة والتجاهل اللذان يجلبان الشيخوخة ومرارتها في قسوة تميت الأمل وتلون الحياة بلون باهت قاتم
استطعت أخي سليمان أن تبحر بنا لتغوص في أعماق هذا الشيخ اليائس البائس
واستمتعنا بقصتك الجميلة
مع خالص تحياتي
سليمان محمد شاويش
رد: الفرقة
مُساهمة الأحد مارس 21, 2010 9:38 am من طرف سليمان محمد شاويش
مسعدالنحلة كتب:
لا ينسج خيوط النهاية مرور العمر ، ولكن ينسجها الوحدة والتجاهل اللذان يجلبان الشيخوخة ومرارتها في قسوة تميت الأمل وتلون الحياة بلون باهت قاتم
استطعت أخي سليمان أن تبحر بنا لتغوص في أعماق هذا الشيخ اليائس البائس
واستمتعنا بقصتك الجميلة
مع خالص تحياتي

الاستاذ العزيز خالص الشكر والمودة لمرورك العطر

اثلجت صدرى وامتعتنى بم سطرت
اعتز بما تقول دائما واتشرف به
هشام مزيان
رد: الفرقة
مُساهمة الخميس فبراير 10, 2011 9:05 am من طرف هشام مزيان


كلما يمر به يجده يجلس وحيدا على أريكة أمام بيته ، إما منكب على جريدة
يتلهم كل كلمة وحرف بها ، أو يرتل فى كتاب الله ، وأحينا كثيرة غارقا فى
أفكاره وذكرياته .

وعندما يلقى عليه تحية السلام يجيبه بهمة
وصوت أجش ، تردد كثيرا قبل أن يجلس إلى جواره ، ذات يوم حين ألقى عليه
السلام تلقى منه دعوة بأن يشرفه بالجلوس معه .

ومنذ ذلك اليوم ،
وهو يحرص على أن لا يمر يومه بدون الجلوس إليه ، ولو عاقه عائق عن الجلوس
إليه ، يشعر بأن يومه هذا ينقصه الكثير .

فهو عندما يتحدث يشعر بأنه يجمع الأيام الماضية بين يديه اللتان يشير بهما أثناء حديثه ، ويحملها فوق شعاع الرغبة والأمل اللذان
سليمان محمد شاويش
رد: الفرقة
مُساهمة الأحد فبراير 13, 2011 12:57 pm من طرف سليمان محمد شاويش
اشكرك على مرورك العطر
أخى هشام تحياتى لك
 

الفرقة

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» خطاب الفرقة الناجية من العنف الطائفي الى العنف العالمي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: اخبار ادب وثقافة-
انتقل الى: