** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

 

 الاتجاهات الحديثة في الإصلاح السياسي الإسلامي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هذا الكتاب
فريق العمـــــل *****
هذا الكتاب


عدد الرسائل : 1296

الموقع : لب الكلمة
تاريخ التسجيل : 16/06/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 3

الاتجاهات الحديثة في الإصلاح السياسي الإسلامي Empty
24102011
مُساهمةالاتجاهات الحديثة في الإصلاح السياسي الإسلامي

الاتجاهات الحديثة في الإصلاح السياسي الإسلامي 1315342499



الاتجاهات الحديثة في الإصلاح السياسي الإسلامي

بقلم : أحمد أمبارك مفتش التربية الوطنية لمادة الفلسفة

شهدت
العقود الأخيرة خلال القرن التاسع عشر ظاهرة يقظة العالم الإسلامي، وهي
ظاهرة سياسية ودينية في الوقت نفسه، وقد تبلورت هذه الظاهرة نتيجة تيار
فكري عريض تكوَّن من عنصرين،أولها :ذو اتجاه ديني، يستلهم الأيديولوجية
الإصلاحية التي كانت في طور التشكُل في العالم الإسلامي منذ نهاية القرن
الثامن عشر، وثانيهما: ينبع من أصول عَلمانية خالصة، ويتخذ من النموذج
الأوروبي في التحديث مرجعاً له.و إن دل هذا على شيء فإنما يدل على صدق
الحديث النبوي الشريف القائل:"من أن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل سنة
من يجدد لهل دينها" (1
).
وبناءً
على ذلك فقد حرص رواد الحركة الإصلاحية على التواصل مع كل التيارات الفكرية
التي كانت تمد الفكر الإسلامي بأسباب البقاء والنماء في كل مراحله
التاريخية. وقد حرصوا بشكل أخص على إثبات تواصلهم الوشيج مع علماء الشريعة
في العصور الإسلامية الزاهية (1 ) ، وكذلك حرصوا على إظهار التبجيل الفائق
لأهم وأبرز ممثلي الفكر الإسلامي الكلاسكي، مثل الغزالي (505هـ/ 111م
)، وابن تيمية (728هـ/ 1328م (2 ).
من
المؤكد أن جميع هؤلاء المصلحين لم يكن لديهم نفس التوجه الفكري، ولا نفس
المزاج النفسي، ولا نفس التصور والرؤية لماهيِّة الإصلاح الإسلامي في العصر
الحديث. فبعضهم كان يعتقد أن مهمته في الحقل الإصلاحي تنحصر في محاولة
إصلاح الأخلاق وحث الناس على التمسك بأحكام وتعاليم الدين الحنيف، وبشكل
خاص الاستمساك بالعبادات والشعائر الدينية. وقد كان هذا الفريق من المصلحين
يشعر بأن الله عز وجل قد اختاره وانتدبه لهذه المهمة «النبوية» من أجل
إنقاذ الأمة الإسلامية من أخطاء وانحرافات العصر الجديد المحيطة بهم من كل
جانب. وبعضهم الآخر كان يرى أن ميدان عمله الإصلاحي هو الحقل الاجتماعي،
لذلك فقد حصر مهمته في العمل على دفع عجلة التغيير إلى الأمام في المجالات
الفكرية والتربوية والاجتماعية من أجل تكييف البُنى الاجتماعية ـ الثقافية
في العالم الإسلامي مع متطلبات الأزمنة الحديثة
.
وبكلمة
موجزة، فإنه يمكننا القول، بأنه ابتداء من منتصف القرن التاسع عشر، فإن
العالم الإسلامي من الهند وإلى ضفاف حوض البحر الأبيض المتوسط، قد شهد
ولادة طبقة جديدة من المثقفين المتنورين، كانوا طليعة شعوبهم الإسلامية نحو
استشراف آفاق المستقبل. وقد أجمع هؤلاء المثقفون ـ كلٌ حسب تصوره
ومنطلقاته الخاصة ـ على ضرورة تجديد فهم الإسلام باعتباره ديناً ونظاماً من
القيم الأخلاقية والاجتماعية المتكاملة، وقد أعلنوا إيمانهم وثقتهم
الكاملة بقدرة الإسلام على تمكين الأمة من تجاوز حالة التخلف والتأخر التي
وجدتْ نفسها فريسةً لها
.
تعتبر أولى
الردود عند المفكرين العرب ردود دينية، وكانت الحركات الدينية أقوى
الحركات الفكرية، لقد أدى هذا المجهود الفكري إلى محاربة انتشار البدع
والمبالغة في التطرف من قبل الطرق الصوفية، كما أن الجهل بأصول العقيدة
الصحيحة، دفع عددا من العلماء الذين أدركوا ضرورة الإصلاح إلى إيقاف
التدهور الذي يعيشه المسلمون في جميع المجالات، ففي القرن الثالث عشر ظهر
أمام الحركية السلفية تقي الدين احمد بن تيمية
(12621327 ) الذي دعا إلى تحرير الإسلام من البدع وقال في هذا الصدد".
"
هكذا
يريد هؤلاء الضالون المتحيرون أن يفعلوا بالمؤمنين يريدون أن يدعوا من دون
الله ما يضرهم ولا ينفعهم وهي المخلوقات والأوثان والأصنام وكل ما عبد من
دون الله، ويريدون أن يردوا المؤمنين على أعقابهم، يردونهم عن الإيمان
بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت (1 )وسار على نهجه تلميذه
شمس الدين محمد بن القيم الجوزية 1291م 1350م الذي تولى نشر أفكار أستاذة
في بلاد الشام ومصر وألف كتاباتها في القضاء الشرعي هو"الطرق الحكمية في
السياسة الشرعية"، ومن أراء هذين العاملين الجليلين استمدت الحركة
الإصلاحية السلفية تعاليمها (2 )، وأهم هذه الحركات السلفية الحركة
الوهابية
.
فإذا كانت الحركات
الإصلاحية تعود في نشأتها إلى هيمنة التيار السلفي و انبعاث الحركات
الدينية ، فقد كان للاستعمار الأوربي، لبعض الدول العربية، أثره العميق في
دفع عجلة الإصلاح السياسي، خاصة أن الكثير منهم أتيح له الاطلاع على
المؤسسات السياسية الأوربية واستيعاب الحركة الفكرية عندهم ، وبذلك تمكنوا
من ترجمة خبرة أثارهم الفكرية ، فكان طبيعيا أن يقارنوا بين ما درسوه
وعاشوه وبين أوضاعهم السياسية والاجتماعية، وكان الأجدر بهم العودة إلى
الإسلام في ينابيعه الأولى يستلهمون منه الحلول ، والدعوة إلى الإصلاح
الشامل في الدين والدنيا والأخذ بأسباب النهوض، لكن كيفية النهوض أخذت
مذاهب شتى، وصور التجديد تنوعت وتجددت وظهرت في ذلك اتجاهات و مذاهب لكن
سنقتصر في دراستنا هذه على التيار التوفيقي، و الذي يتمثل في السيد جمال
الدين الأفغاني، و الشيخ محمد عبده، وتلميذهما رشيد رضا ، فماهي مظاهر هذا
التجديد السياسي ، وما هي أثاره على الحركات الإصلاحية المعاصرة؟
الإصلاح السياسي عند جمال الدين الأفغاني:
يرى
السيد جمال الدين الأفغاني أن إصلاح الحكومة عن طريق إصلاح الشعب،وينبغي
أن تنبع مختلف المجالس الشعبية من نفس الأمة،ويجب أن تعطى الأولوية لإصلاح
عقول البشر قبل إصلاح الحكومات في هذا يقول "إن القوة السياسية لأي أمر
لايكون لها تميز حقيقة إلا إذا نبعت من نفس الأمة وأي مجلس نيابي يأمر
تشكيلة ملك أو أمير أو قوة أجنبية، فهو مجلس موهوم موقوف عن إدارة من
أحدثه، فالعقول أولا والحكومة ثانيا " (1 )،أي أن إصلاح الحكومات يبدأ
بإصلاح عقول البشر
.
فالسيد جمال الدين الأفغاني يرمي إلى إصلاح العقول أولا، وإصلاح الحكومات ثانيا، وربط كل ذلك بالدين.
لقد وضع السيد جمال الدين الأفغاني العقل في مكانته الحقيقية حين قال: "الحكم
للعقل والعلم، حتى لوكانت حقائق العلم وأحكام العقل، لا ترضي العامة الذين
يساندون رجال الدين وتجار الديانات،ذلك أن تعاليم العقل لا يفقهها إلا
نخبة من التنويريين، والعلم لا يرضي الإنسانية كل الرضى ، و هي تتعطش إلى
مثل أعلى" (1
).
إن الملاحظة في
نظره تؤثر في الفكر، ثم يعود الفكر ليؤثر في العمل، ثم تستمد علاقة التأثير
المتبادل بينهما لتحدث التغيير في كل شيء،كما يقول
"فكل
شهود يحدث فكرا، وكل فكر يكون له أثر في الداعية يدعو إليها، وعن كل داعية
ينشأ عمل، ثم يعود من العمل إلى الفكر ...ولا ينقطع الانفعال بين الأعمال
والأفكار" (1
)
أهتم جمال الدين
الأفغاني بالإصلاح في المجال العلمي والفلسفي، معتمدا على الدين الإسلامي
وعلى العقل كما قلنا، إذا بلغ درجة من السمو والرفعة وحقق به العدل
والسعادة، لكن اتصال السيد جمال الدين بالأقطار العربية ومحاولة الإصلاح
فيها، بينت أن هناك موانع وعراقيل واختلافات بينية، وظائفية ومنصبيه "وأدرك
أن في العالم داء يجب تشخيصه وتحرى دواءه وان هذا الداء ليس إلا تفرق
أهله، وتشتت أرائهم واختلافهم على الاتحاد واتحادهم على اختلاف على الرغم
من أنهم يمرون بأوقات نحس" (2 )لذا ركز على جانب هام من الإصلاح، هو
الإصلاح السياسي، لتوحيد كلمة المسلمين عن طريق الجامعة الإسلامية
.
يتبين
أن الطريقة التي استخدمها جمال الدين الأفغاني، هي الثورة السياسية ،لأنها
في نظره، من أسرع الطرق لتحرير الشعوب، أما وسائل الإصلاح التربوي، فهي
بطيئة جدا، و مع ذلك اهتم كثيرا بتجديد الإسلام، و أراد التوفيق بين السنة و
الشيعة، و عني بالإصلاح الديني، و نبه إلى النهضة السياسية. و في هذا
المجال قد أكد خطأ الكثير من المستشرقين على أن" جمال الدين الأفغاني لم
يكن له برنامج بين، و لا فلسفة منظمة، و لكن كانت له طاقة قوية يؤثر بها
على الآخرين" ، (3 )و لكن يبقى الدين عند الأفغاني أقوى من عصبية الجنس
وهو جامع الأهواء و الكلمات المتفرقة
.
ومن ابرز رجال الإصلاح المعاصرين للأفغاني، السيد عبد الرحمن الكواكبي (18491902 )،
فهو مصلح ثائر ولد في حلب، وأتقن اللغة العربية والتركية و الفارسية، ولم
يكن يحسن اللغات الأجنبية الأخرى، فكان يعتمد على الكتب المترجمة، فهو من
أسرة مثقفة، و كان أبوه مدرسا في حلب، ثم صار أمينا للفتوى في نفس المدينة،
كما تربى يتيم الأم لذلك تراه ينتصر للبائسين والفقراء والمظلومين، فكان
يحب العدل ويسعى له ويكره الظلم فيدحضه، فهو رجل جريء مقدام يجهر بالحق في
وجه الكبراء والأمراء (4
).
تقلد
الكواكبي عدة مناصب حكومية من محرر لجريدة، إلى قاض، إلى رئيس بلدي، في كل
مرة كان يكتشف استبداد العثمانيون، خاصة رجال الإدارة والمتعلمين من رجال
الدين، لذلك كان شديد الانتقاد لهؤلاء مما دفع والى حلب أن يلفق له تهمة
خطيرة تمس بأمن الدولة، و هي انه كان"يسعى تسليم حلب إلى الدولة
الأجنبية (2 )فسجن وجرد من كل أملاكه
.
بعد
الإفراج عنه تأكد بأن المرض أكبر من أن يكون في دولة صغيرة كحلب،فقرر أن
يقوم بعدة جولات في دول إفرقيا الشرقية وسواحل أسيا الغربية فنزل بالهند،
وكان في كل مرة يقف على حقيقة الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية
والثقافية التي كانت تعاني من تدهور رهيب، ونظرا لتوفير القدرة الكافية من
حرية التعبير في مصر،قصدها هروبا من استبداد الحكم في مسقط رأسه وكان ذلك
سنة 1899
.
وهناك بمصر تفتحت قرائح
الكواكبي وعبر عن هذا السبيل المتدفق من الأفكار الثورية الإصلاحية في
الصحف المصرية، ومن أهم أعماله على الإطلاق كتابيه
"أم
القرى"،و"طبائع الاستبداد ومصارع الاستبعاد" الذي جاء أصلا ضد الاستبداد،
بين الانعكاسات الخطيرة على الأمة الإسلامية بصفة خاصة والأمم الأخرى بصفة
عامة وتكلم فيه على اثر الاستبداد في الدين والعلم والمجد والمال والأخلاق
والتربية والترقي
.
الإصلاح السياسي عند محمد عبده:
الشيخ
محمد عبده (18491905 ) مصلح سوري المولد، مصري النشأة، وقيل أنه من أصل
تركماني ، حفظ القرآن في عامين تحصل على شهادة العالمية سنة 1977 من الأزهر
الشريف ، فركز جل اهتماماته على الإصلاح الديني والتربوي والاجتماعي
.
ومن
أثاره العلمية، "رسالة الواردات سنة 1856"، وحاشية على"الشرح الجلال
الدوني للعقائد العصرية" لصاحبها عضد الدين اللجي سنة 1903، وترجمة لرسالة
"الرد
على الدهرين" للأفغاني، و"رسالته التوحيد"، و"الإسلام والنصرانية" في رد
على فرح أنطوان (18471922 )و"تفسيره للقرآن"، ومقالاته الكثيرة التي جمعها
محمد رشيد رضا في ثلاثة أجزاء تحت اسم، الإمام الأستاذ عبده
.
يحتل
محمد عبده مكانة مرموقة في الفكر المصري الحديث ، و هو من أهم رواد الفكر
التجديدي في مصر و العالم الإسلامي ككل، كما يطلق عليه "الأستاذ الإمام"
تقديرا لما طرحه من اجتهاد في فهم عقيدة الإسلام، لقد انطلق محمد عبده من
كون الإسلام دينا و دنيا،فانه من الطبيعي أن يكون له موقف من السلطة و نظام
الحكم و وسائل التعبير المختلفة، كما زاوج بين الفكر و العمل السياسي، و
تنوع إسهامه في الإصلاح السياسي، يقول هاملتون جيب (18951971
) "كان
من الضروري تصفية العنصر الديني في الحركة الإصلاحية من التأثير الانفعالي
للبرنامج الثوري و القومي.تلك كانت المهمة التي قام بها اشد تلامذة
الأفغاني شهرة هو المصري الشيخ محمد عبده، في الحقبة الأخيرة من نشاطه
الحي. وكان لنشاطه الفضل في فصل العقائد الدينية عن النزاع
السياسي..." (1 )و يتطابق هذا الرأي مع موقف شارل آدمز، في كتابه"الإسلام و
التجديد في مصر" الذي يرى أن الشيخ محمد عبده قد راهن على الإصلاح التربوي
وليس على السياسة
.
كما يفتتح
(ألبرت حوراني ) حديثه عن الشيخ عبده في كتابه " الفكر العربي في عصر
النهضة " كيف أن محمد عبده كان تلميذا و معاونا للأفغاني يقتفي آثره عن
قرب، لكنه لم يبق طيلة حياته تلميذا للأفغاني، لقد كان مفكرا نظاميا أكثر
من معلمه، لقد رفض تعاليمه فيما بعد، يقول ألبرت حوراني:"ففيما جاء
الأفغاني من مكان بعيد يصعب تعيينه من بعيد، و يصعب تعيينه بالتأكيد، وصرف
عمره متنقلا كالشهاب من بلد إلى أخر، كان محمد عبده من عائلة متأصلة الجذور
في بلده حيث أنجز معظم أعماله" (2 ) لكن هذا التباين بين الأفغاني وعبده
لا يمنع من التوافق و التعاون الشديد بينهما، ، لكن عندما عاد محمد عبده
إلى القاهرة سنة 1888 وحتى وفاته سنة 1905 م اظهر الشيخ عبده شخصيته
المستقلة، وحدد فيها اتجاهاته الفكرية والإصلاحية، وكشف عن طريقته في
الإصلاح الفكري والديني
.
وأصبحت
علاقاته تتميز بالانفتاح و التلاقي، و كون علاقته ودية مع الانجليز وخاصة
مع (اللورد كرومر ) الذي حكم مصر بين (18841907م )، كما هيأت له فرصة
الارتقاء لمناصب المسؤولية، فقد عين قاضيا بالمحاكم الشرعية ثم مستشارا في
محكمة الاستئناف، وفي سنة 1895 ،عين مفتيا للديار المصرية، وهو من أعلى
المراتب في الدول (1 )لقد عكس هذا المنصب الروح الإصلاحية لعبده و نزعته
التجديدية وفي تقييم ألبرت حوراني في كتابه"الفكر العربي في عصر النهضة" أن
الشيخ عبده أصبح في أخر أيامه بفضل كتاباته من أوسع الناس شهرة وأحبهم إلى
القلوب في مصر" (2
).
لقد دخل عبده
معترك السياسة من الثقافة،ثم هجرها و اعتزلها ،في حين استمر الأفغاني في
نهجه الإصلاحي و مشروعه السياسي،لقد عبر عبده عن موقفه من السياسة و التحول
عنها صراحة،و نقده لها، حين يقول:" إن شئنا أن نقول، إن السياسة تضطهد
الفكر أو الدين أو العلم فانا معك من الشاهدين،أعوذ بالله من السياسة، ومن
لفظ السياسة، و من معنى السياسة،و من كل طرف يلفظ من كلمة سياسة و من كل
خيال يخطر ببالي من السياسة، و من كل ارض تذكر فيها السياسة، و من ساس و
يسوس و سائس و مسوس" (3
).
صحيح أن محمد عبده انخرط في مشروع"الجامعة الإسلامية" و من اجلها حددت "العروة
الوثقى" التي قامت بنشر الفكرة و دعمها في العالم الإسلامي، لكن هذه
الفكرة كانت مركز خلاف بين عبده و الأفغاني، و هذا الموقف كسب ارتياح
الانجليز، لان فكرة الجامعة الإسلامية تثير الفتنة على الأوروبيين كما
يعتقد الكثير من دعاة التغريب، وهو ما عبر عنه كرومر، إذ كتب يقول:"لقد
تبنيت من طول اتصالي بهم، أن هدفهم إصلاح النظم الإسلامية دون المساس
بالدعائم التي تقوم عليها العقيدة، إنهم وطنيون حقيقيون، ...على أنهم
لايمتون بصلة للجامعة الإسلامية
".
إن
مراجعة الشيخ عبده لرؤيته عن الجامعة الإسلامية، انعكست على رؤيته
السياسية والإصلاحية، حيث تحول الاهتمام إلى إصلاح المجتمع المصري بدل
الاهتمام بالدولة العثمانية.لذا نراه يقول" إن المحافظة على الدولة العلية،
ثالثة العقائد بعد الإيمان بالله و رسوله،فإنها وحدها الحافظة لسلطان
الدين، الكافلة لبقاء حوزته،و ليس للدين سلطان في سواها، و إن على هذه
العقيدة والحمد لله،عليها نحيا وعليها نموت" (1
).
ويمكن
إطلاق السلفية على فكر محمد عبده، فالكثير من الكتاب و الباحثين يعتمدون
على هذا النص الذي يقول فيه:"ارتفع صوتي بالدعوة إلى أمرين عظيمين،
الأول
تحرير الفكر من قيد التقليد،و فهم الدين على طريقة سلف الأمة قبل ظهور
الخلاف، و الرجوع في كسب معارفه إلى ينابيعه الأولى لترد من شططه،و تقلل من
خلطه و ضبطه، لتتم حكمة الله في حفظ نظام العالم الإسلامي" (2 )لكني اعتقد
أن الشيخ محمد عبده، قصد بهذا النص، تعقل المعرفة و النظر والاجتهاد و
التعامل العقلاني مع الدين، ويمكن التماس هذا التصور العقلاني عند الشيخ
رشيد رضا، كما سنرى لاحقا، و مصطفى عبد الرازق ،و الشيخ أبو زهرة، و غيرهم
،هذه النخبة من كبار شخصيات العلماء الفاعلة في مصر، ساهمت في الإصلاح و
التجديد في الفكر الإسلامي، و هي التي أضافت لمدرسة محمد عبده الثقة و
الاستمرارية
.
لكن رغم ما يبدو من نفور محمد عبده من السياسة،إلا انه طرح أسس النظام السياسي المنشود و هو الحرية و الشورى و القانون.
كان
محمد عبده أقرب إلى المفكر السياسي منه إلى رجل السياسة،فهو يميل إلى
التربية و الإصلاح، و جاءت السياسية في حياته عرضا أو ضرورة مكملة لفكرته
النهضوية
.
ومهما قيل في دعوة محمد
عبده و جمال الدين الأفغاني، فقد تأثر بهما الكثير من العرب و المسلمين،
فكان من أشهر تلامذتهما، محمد رشيد رضا الذي سار على نهجهما و اثر في الفكر
الإصلاحي المعاصر أشد الأثر (3
)
الاصلاح السياسي الشرعي عند رشيد رضالا
أحد ينكر أن الشيخ رشيد رضا ،من أبرز الشخصيات الإصلاحية التي ظهرت في
القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين،لكن جهوده في الإصلاح السياسي لم
تنل العناية الكافية من الباحثين الذين أرخوا لهذه المرحلة، واعتبروا الشيخ
رشيد رضا مجرد ناشر لأفكار الأفغاني و الشيخ محمد عبده.لكن تطور الأحداث
في عصره ، حتمت على الشيخ رشيد رضا مسايرة الأحداث ،و أن يطبع على منهج
أستاذيه طابعه الشخصي، و يظهر تمايزه في الإصلاح السياسي خاصة بمشاركته
الفعلية في بعض الأحداث السياسية التي عرفتها الدولة العثمانية
.
لا
شك أن هذا الحضور اللافت للشيخ رشيد رضا، في وضع أسس مشروع سياسي حداثي ،
يكشف مساهمات الشيخ في الإصلاح و التجديد السياسي ، و يمكننا فعلا من معرفة
التمايز بينه و بين شيخه الأفغاني ، و خاصة عندما يتحدث عن الإصلاح
السياسي الشرعي
.
لقد أشار السيد
رشيد رضا إلى توجهه المباشر في الإصلاح السياسي،عند حديثه عن تأثير مجلة
العروة الوثقى في هذا التوجه قائلا:"و أكبر أثرها – أي العروة الوثقى أنها
هي التي وجهت نفسي في الإصلاح الإسلامي العام" (1 )، و في هذا الإطار ينبه
رشيد رضا إلى ضرورة العمل على تجديد السياسية الشرعية ، في وقت ضاعت فيه
الخلافة، و تفاقم الوضع السياسي، فتمزقت وحدة العرب ، و تشتت كلمتهم، حيث
أصبح الحكم دكتاتوريا، ظالما،وفي ظل هذه الظروف أراد أن يكون مصلحا سياسيا
.
فماهي الأسباب التي ساعدته على خوض غمار الإصلاح السياسي رغم معارضة الشيخ محمد عبده له؟ما طبيعة الإصلاح السياسي الشرعي الذي يتحدث عنه الشيخ رضا؟هل الحديث عن السياسة الشرعية هو حديث عن السياسة عامة؟إلى أي حد ساهمت هذه الإصلاحات في حل مشاكل الأمة؟إن
التمكن من الإجابة على هذه الأسئلة، هو الطريق الوحيد الذي نكشف به عن
طبيعة الإصلاح السياسي الشرعي عند رشيد رضا، وبذلك نكشف في الوقت نفسه
الأسباب التي أهلت الشيخ لخوض غمار الإصلاح السياسي ، و التي يمكن إجمالها
فيما يلي:الثقافة العلمية الواسعة و الإلمام بالعلوم الشرعية التي ميزته عن
أساتذته ، و منحته الهيبة و التقدير و الشرف (2 )،كما تميز بالأخلاق
الفاضلة،و في هذا السياق يقول الشيخ رشيد رضا:"دخلت سن التمييز ، أرى في
دارنا وجهاء النصارى من طرابلس و لبنان، بل أرى فيها القسوس و الرهبان، و
لا سيما في أيام الأعياد، و أرى الوالد يجاملهم كما يجامل من يزوره من
الحكام و وجهاء المسلمين، و يذكر ما يعرف من محاسنهم في غيبتهم بكل إنصاف، و
قد كان هذا من أسباب دعوتي إلى التساهل و الوفاق وتعاون جميع أهالي
البلاد (1
)
لعب السيد جمال الدين
الأفغاني (1838م1826م )الدور الحاسم في بث روح العمل السياسي الثوري، و
مناهضة الاحتلال الأجنبي لبلاد الإسلام،و هو ما شكل مصدر الهام لتفكير رشيد
رضا السياسي ، بل لم يكتف بالحديث عن السياسة ، بل عمل بها.و في هذا يقول
الشيخ محمد عبده:"و كان قادرا على النفع العظيم بالإفادة و التعليم، و لكنه
وجه كل عنايته إلى السياسة فضاع استعداده هذا" (2 ).كما تأثر الشيخ رشيد
رضا بالشيخ محمد عبده، رغم ادعاء الكثير من المؤرخين بان محمد
عبده (1845م1905م )اهتم بالتربية و التعليم فحسب ،بل على العكس كان التوجه
إلى الإصلاح السياسي كما أراده الأفغاني ، لكن التجربة المريرة التي عاشها،
جعلته ينبذ السياسة و السياسيين، و ما اهتمامه بالتربية و التعليم إلا
تأكيد على ضرورة الاهتمام بقضايا الواقع، هذه مجمل الأسباب التي اعتبرت
مؤهلات ساعدت الشيخ رشيد على الدخول إلى ميدان الإصلاح السياسي مبدعا و
مجددا ، مفسرا لقضايا الواقع و معايشا لتغيراته.و من البديهي أن هذه الظروف
هي التي فتحت المجال أمامه ، خاصة أن البلاد تفتقر للرجال كرشيد رضا الذين
ينيرون طريقها و يوجهونها نحو السداد و الفلاح
.
لقد
أعطت مجلة المنار هذا النفس الإصلاحي السياسي ويمكن اعتبار "مجلة المنار"
مجلة فكرية سياسية، تتحدث عن السياسة الشرعية النظرية و العملية،عن وعي و
تبصر، تعكس القضايا الحية للأمة و تعبر بصدق عن أحوالهم، كما تعبر عن توجه
رشيد رضا السياسي و فكرة الإصلاح عامة ، خاصة أنها امتدت بامتداد عمر
صاحبها. (3 )و عكست بحق حال العرب و المسلمين،و كانت بذلك "لسان حال
الإصلاحيين المعتدلين كما يذكر وجيه كوثراني في كتابه "مختارات سياسية من
مجلة المنار"و لم يكن رشيد رضا سوى واحد من الإصلاحيين ،المخلصين الذين
يرغبون في إصلاح حال الأمة بالطرق الشرعية الهادفة و هو المسعى الذي ناضل
من أجله الأفغاني و محمد عبده
.
اهتم
الشيخ محمد عبده بالتربية و التعليم و مهادنة الاستعمار، وهو تحول عميق عن
المسار السياسي الذي رسمه جمال الدين الأفغاني،أي الانحراف عن النهج
السياسي الاصلاحي الثوري،أما بالنسبة لرشيد رضا فإن عدم الاهتمام بالسياسة
كان مؤقتا،قصد تحقيق التفاعل مع كل الحركات الإصلاحية الأخرى و غربلة
أرائهم دون الإصطدام مع أي منها،ويظهر هذا جليا في الموازنات التي كان
يضعها بين المصلحين،كالموازنة بين جمال الدين الأفغاني و محمد عبده (1
).
إن
عزوف الشيخ محمد عبده على الدعوة الثورية السياسية في آخر أيامه،كان نتيجة
لفشل حركة الأفغاني الثورية،و لأن الثورة تحتاج لتربية و تعليم توجهها و
تدعمها،ولنفس السبب عزف الشيخ محمد عبده عن السياسة في بداية تتلمذه على
محمد عبده،فهل لهذا العزوف عن السياسة ما يبررها؟وهل هذا دليل على تأثره
بتوجيهات شيخه محمد عبده؟هل هذا العزوف معناه التأييد المطلق لنظام الدولة
العثمانية؟
وفي هذا يقول الشيخ رشيد
رضا:"لا يمكن القيام به إلا بإتقان السياسة فيه،واجتناب مقاومة السلطة
له،وبجعل مداره على تربية النفوس بالدين،و ترقية شأن البلاد الاجتماعي و
الإقتصادي وترك السياسة لأهلها" (2
).
يظهر
من تحليل هذا القول أن للشيخ رشيد رضا رؤيته في الإصلاح السياسي،وما نبذه
للسياسة إلا هروب من الصدام و وفاء لشيخه عبده (3 )،وهو موقف استخلصه الشيخ
من تحليل عميق للحركات الإصلاحية في عصره،انطلاقا من تعمقه في فقه السياسة
الشرعية،وهو موقف مدرك لنتائج الخوض في السياسة في ذلك العصر،لأن جل
الحركات الإصلاحية تخدم بقصد أو بدونه مصالح الاستعمار الأوروبي في البلاد
الإسلامية
.
إن الإصلاح الحقيقي هو
الذي يبدأ بتعليم الأمة و تهذيبها،و إذا تهذبت الأمة و تعلمت جميع شرائح
المجتمع بما فيه الحكام،و هي دعوة إلى البر و الإحسان أولا (1 )، يقول رشيد
رضا موضحا أثر التربية و التعليم في بناء الدولة العادلة:"لا بقاء مع ظلم و
فساد،و لا عدل مع استبداد،و لا هلاك مع الإصلاح، ولا إصلاح للدولة إلا
بصلاح الأمة، و لا صلاح لأمة إلا إذا كان فيها بقية من أولي الرأي و
العزم،يأمرون بالصلاح و ينهون عن الفساد في الأرض (2
).
إن
اهتمام رشيد رضا بالتربية و التعليم،هو إدراك لحقيقة الوضع الذي كانت
تعيشه البلاد الإسلامية في عصره لكن لا مانع أن نبدأ في إصلاح الأمة
بالسياسة لكن بمشاركة الجميع،بحيث تتفاعل القمة مع القاعدة وفي هذا يقول
رشيد رضا مبينا العلاقة التفاعلية بين الحاكم و المحكوم:"فالحكومة تملك
القدرة على إلزام الأمة بالإصلاحات،و صلاح الأمة يؤدي إلى صلاح الحكومة لأن
الصالح لا يختار إلا مثله (3 )، فالدعوة إلى الإصلاح السياسي إذن هي دعوة
إلى الالتزام بالشريعة في ظل الاعتدال و الوسطية،وهي نفس الدعوة التي ناضل
من أجلها الشيخ جمال الدين الأفغاني و الشيخ محمد عبده، هذه الشروط التي
تدعو في مجملها إلى المرونة و الوعي و التخطيط هي التي تسمح لنا بتصنيف
الشيخ رشيد رضا كمؤسس للتيار الإصلاحي السياسي الشرعي المعتدل
.
إن
هذه المواقف السياسية الشرعية،تعكس بوضوح اعتبار الفقه السياسي الشرعي
عمدة السياسة الشرعية،وهو موقف ابن القيم الجوزية الذي نلخصه في
قوله:"إقامة الحق و العدل، وقيام الناس بالقسط فأي طريق استخرج به الحق و
معرفة العدل وجب الحكم بموجبها و مقتضاها، هذا المفهوم الذي يشير إليه ابن
القيم هو الذي يأخذ به رشيد رضا لكن بتكييفه مع مشكلات العصر (4
).
لقد
انطلقت دعوة رشيد رضا من التراث الإسلامي و قواعد علم الأصول، والتضلع في
فقه السياسة الشرعية،كما تميزت أعماله بالاجتهاد الإيجابي الفعال الذي يعكس
الخبرة في ممارسة السياسة،و المرونة في التعامل مع بعض القضايا السياسية
من خلال النصوص المتناثرة في مجلة المنار
.
إنها
نظرة ملتزمة،معتدلة،تتماشى مع الأوضاع السياسية،وتخدم مشروع الشيخ
الإصلاحي، ويعبر بكل تواضع عن نهجه السياسي الإصلاحي قائلا:"حقا إنني على
ضعفي و عجزي حريص على الإصلاح الإسلامي على إطلاقه و عمومه،ولا أحض به أهل
مذهب دون غيره، و إنني لست سنيا بمعنى التعصب،بل أنا سني بمعنى أنني مستمسك
بما صح من سنة النبي صلى الله عليه و سلم،لا أؤثر عليه تقليد أحد". (3
)
يتبين
مما سبق أن نظرة الشيخ للسياسة شاملة عامة،لا تميز بين الراعي و الرعية،
تتفاعل مع الأزمات بدقة و موضوعية، تقترح الحلول،إذن فهي نظرة سياسية عملية
ومشاركة فعلية،وهي دعوة تحررية،تنبذ الاستعمار و تحارب الدكتاتورية، وهي
نظرة معتدلة،مرنة،كانت سببا في انتشار الصحوة الإسلامية كما نراها اليوم في
مختلف أرجاء العالم الإسلامي، إن الوقوف على القيمة السياسية لنصوص المنار
تقتضي قراءتها بتبصر و وعي و منها نقف على أهم الأفكار التي يمكن لأي مصلح
و في أي عصر الأخذ بها والتي يمكن تلخيصها في مايلي
:
الدعوة إلى العدل و التسامح و نبذ الظلم و الاستبداد؛تفعيل دور الاجتهاد؛محاربة الشرك و الاستلهام من العقيدة الصحيحة؛تنوير العقل بالفكر العلمي التقدمي و تحريره من الأوهام؛بث الوعي السياسي الشرعي في الأمة؛إن
الالتزام بهذه القواعد هو في الوقت نفسه تقييد للحكومة الإسلامية بأحكام
الشرع، ونبذ للاستبداد باسم السلطة،فليس هناك سلطة دينية روحية على الأمة
فالكل يخضع لقاعدة شرعية عامة هي درء المفاسد و حفظ المصالح على الضرورات
الخمس التي أقرها أهل الأصول (1 )، كما لا تنطبق هذه القواعد على السياسة
الداخلية للبلاد الإسلامية،وإنما هي نظرة تمتد إلى السياسة العالمية أو
السياسة الخارجية
.
إن الاهتمام
بالسياسة العالمية جعلت مواقف رشيد رضا في هذا المجال متغيرة،فلم يصدر
مواقف سياسية ثابتة من السياسة الاستعمارية،ولا شك أن هذا التحول يتناسب مع
الأوضاع الاجتماعية و الاقتصادية التي كانت في ضلها البلاد الإسلامية
،ولعل هاجس رشيد رضا في كل هذا هو تكوين دولة إسلامية تجمع الشتات و تحافظ
على وحدة الأمة و توازنها ، وتدافع على تحررها الفكري و السياسي (1
).
إن
الإصلاح الذي يريده رضا هو الإصلاح السياسي الذي يتم بالإسلام وفي
الإسلام، وقد يعتقد البعض أن أحسن إصلاح هو الإصلاح الذي يكون على حساب
الشريعة الإسلامية وذلك حين يجمعون بينها وبين ما خالفها من القوانين
الوضعية والأحكام العلمانية، فالشريعة في نظره تحوي أصولا جامعة، صالحة لأي
إنسان كان في أي زمان ومكان، جاءت لتعتق الإنسان من العبودية والظلم،
وتحرره من الخرافات والأوهام والشرك، وبما أنها آخر الشرائع السماوية على
الإطلاق فإنه لا يقبل من أي كان أن يبلغ شيئا باسم الوحي، فيشرع تحريما
وتحليلا باسم الدين، والحكومة التي تنشأ في المجتمع الإسلامي والتي تسهر
على مصالح المسلمين إنما هي حكومة مقيدة بالأحكام الشرعية التي تضبط العدل
والشورى، وليس لأي كان أن يستبد بالتفسير والتحليل باسم السلطة الدينية
الروحية، فليست في الإسلام سلطة دينية روحية، إنما تستنبط الأحكام بالعلم
والفهم وفي استقلالية تامة، وهي تتأتى لكل من آنس من نفسه قدرة على
الاستنباط وتحلى بالشروط التي قررها أهل هذا العلم لهذا الغرض
.
هذه
بعض ملامح الفكر السياسي الشرعي عند التيار التوفيقي التي تحدد مكانة
هؤلاء جميعا في هذا المجال و تعكس عمق الفهم للفكر السياسي الحديث و هي
نظرة اجتهادية علمية،و رؤية ايجابية،و فهم شمولي و معالجة مرنة
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الاتجاهات الحديثة في الإصلاح السياسي الإسلامي :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

الاتجاهات الحديثة في الإصلاح السياسي الإسلامي

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
»  الاتجاهات الحديثة في الإصلاح السياسي الإسلامي بقلم : أحمد أمبارك مفتش التربية الوطنية لمادة الفلسفة شهدت العقود الأخيرة خلال القرن التاسع عشر ظاهرة يقظة العالم الإسلامي، وهي ظاهرة سياسية ودينية في الوقت نفسه، وقد تبلورت هذه الظاهرة نتيجة تيار فكري
» موقف الدين من الاتجاهات الأنثروبولوجية الحديثة - غالب الشابندر
» هل طبقنا نماذج الحكم الحديثة ولم يتبقّ إلا النموذج الإسلامي؟
» الحرية في الخطاب الإسلامي السياسي
» لحرية في الخطاب الإسلامي السياسي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
انتقل الى: