** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

 

 أسيرٌ من السيگارة الأولى(*) تُظهرُ نتائج الأبحاث الجديدة إمكانية حدوث إدمان السگائر بسرعة مدهشة. لكن الأبحاث قد تفضي إلى معالجاتٍ تُيسر الإقلاع عن التدخين.

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حياة
فريق العمـــــل *****
حياة


عدد الرسائل : 1546

الموقع : صهوة الشعر
تعاليق : اللغة العربية اكثر الاختراعات عبقرية انها اجمل لغة على الارض
تاريخ التسجيل : 23/02/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 10

أسيرٌ من السيگارة الأولى(*)  تُظهرُ نتائج الأبحاث الجديدة إمكانية حدوث إدمان السگائر بسرعة مدهشة.  لكن الأبحاث قد تفضي إلى معالجاتٍ تُيسر الإقلاع عن التدخين. Empty
11092011
مُساهمةأسيرٌ من السيگارة الأولى(*) تُظهرُ نتائج الأبحاث الجديدة إمكانية حدوث إدمان السگائر بسرعة مدهشة. لكن الأبحاث قد تفضي إلى معالجاتٍ تُيسر الإقلاع عن التدخين.

أسيرٌ من السيگارة الأولى(*)  تُظهرُ نتائج الأبحاث الجديدة إمكانية حدوث إدمان السگائر بسرعة مدهشة.  لكن الأبحاث قد تفضي إلى معالجاتٍ تُيسر الإقلاع عن التدخين. 027
يمكن
أن يدمن المراهقون على تدخين السگائر بعد أسابيع فقط من بدئهم التدخين.
أظهرت إحدى الدراسات أنّ الأعراض الأولى للإدمان ظهرت على الشباب الذين
كانوا يدخّنون بمعدل سيگارتين فقط أسبوعيا.

ومع مرور الوقت جاء الإثبات عندما تَوصَّلت فرق الباحثين بقيادة [من جامعة مكگيل] و [من جامعة كولومبيا] و
[من جامعة أوكلاند بنيوزيلندا] إلى نتائج مطابقة لجميع اكتشافاتي. وقد
أثبتت اثنتا عشرة دراسةً حتى الآن أنّ أعراض سَحْب النيكوتين شائعة لدى
المدخنين الجدد. ومِنْ بين مَنْ يعانون أعراض الإدمان، فإنّ 10% في المئة منهم يصلون إليه خلال يومين من تدخين سيگارتهم الأولى، ويفعل ذلك 25 إلى 35 في المئة منهم خلال شهر. وقد أظهرت دراسة واسعة جدا للشبّان في نيوزيلندا أن 25%
من تلك الأعراض ظهرت بعد تدخين سيگارةٍ إلى أربع سگائر. وزاد الظهور
المبكّر للأعراض المدرجة في قائمة التحقق من الإدمان على النيكوتين من
احتمالات تقدّم الشبّان نحو التدخين اليومي بمئتي ضعف تقريبا.

تثير
هذه النتائج سؤالا حول كيف يمكن للنيكوتين المحتوى في سيگارةٍ واحدةٍ أن
يعدّل الدماغَ بما يكفي ليسبّب بدء الإدمان. وجدت الأبحاث السابقة على
حيوانات المختبر أنّ التعرّض المزمن لجرعاتٍ مرتفعةٍ من النيكوتين ـ ما
يكافئ علبةً واحدةً إلى ثلاث علبٍ يوميا ـ يحفّزُ زيادة في عدد المستقبلات
العصبونية ذات الإلف العالي للنيكوتين. كما يكشف تشريح جثث المدخنين من
البشر وجود زيادات بنسبة 50 إلى 100 في المئة في حجم الفص الأمامي للدماغ والحُصين والمخيخ.


[فرضية جديدة]
الإدمان السريع(***)
اقترح
الباحثون فرضية جديدةً لتفسير كيفية تطور أعراض الانسحاب سريعا جدا لدى
المدخنين الجدد. وعلى الرغم من أنّ هذا النموذج محلّ خلاف، فقد يؤدي يوما
ما إلى فهمٍ أفضلَ لإدمان تدخين السگائر.
أسيرٌ من السيگارة الأولى(*)  تُظهرُ نتائج الأبحاث الجديدة إمكانية حدوث إدمان السگائر بسرعة مدهشة.  لكن الأبحاث قد تفضي إلى معالجاتٍ تُيسر الإقلاع عن التدخين. 028_1
توازنٌ صحّيٌّ
لدى غير المدخنين، توجد الجمل الدماغية brain's systems المتعلقة بتوليد الاشتهاء وتثبيطه في حالةٍ من التوازن. تحرّضُ جملةُ توليد الاشتهاء the craving-generation system حدوثَ السلوك الترَغُّبِيّ (مثل الأكل)، في حين تعملُ جملةُ تثبيطِ الاشتهاء the craving-inhibition system على إيقاف هذا السلوك لدى شعور الفرد بالشبع (عند نهاية الوجبة).

أسيرٌ من السيگارة الأولى(*)  تُظهرُ نتائج الأبحاث الجديدة إمكانية حدوث إدمان السگائر بسرعة مدهشة.  لكن الأبحاث قد تفضي إلى معالجاتٍ تُيسر الإقلاع عن التدخين. 028_2
السيگارة الأولى
ينبّه
النيكوتين جملةَ تثبيط الاشتهاء حتى يتخطّى نشاطُها بكثيرٍ نشاطَ جملة
توليد الاشتهاء. يحاول الدماغ استعادة توازنه عن طريق الإسراع في تطوير
تلاؤمات تعمل على تعزيز نشاط جملة توليد الاشتهاء (تسمى هذه التغيرات
بالتلاؤمات المتعلقة بالانسحاب).
أسيرٌ من السيگارة الأولى(*)  تُظهرُ نتائج الأبحاث الجديدة إمكانية حدوث إدمان السگائر بسرعة مدهشة.  لكن الأبحاث قد تفضي إلى معالجاتٍ تُيسر الإقلاع عن التدخين. 028_3
الانسحاب
بمجرد
أن تتلاشى تأثيرات النيكوتين، يتوقف تنبيه جملة تثبيط الاشتهاء، ومن ثم
ترجع إلى مستوى منخفض من النشاط. ولكن جملة توليد الاشتهاء، التي تعززها
التلاؤمات المتعلقة بالانسحاب، تُفقد الدماغ توازنه من جديد، مُنتجةً
رغبةً حادّةً في الحصول على الشيء الوحيد الذي يمكنه تثبيط الاشتهاء ـ
سيگارة أخرى.


أقنعتُ [من جامعة ديوك] بقياس الحد الأدنى اللازم من التعرّض للنيكوتين لتحريض التنظيم المنشّط للمستقبلات(5) up-regulation of receptors.
وعلى مدى أيامٍ متتابعة، قام فريقه بإعطاء الجرذان كمياتٍ ضئيلة من
النيكوتين (مكافئة لسيگارة واحدة إلى سيگارتين) فاكتشفوا تنشيطا في
الحُصين ـ وهو المساهمُ في الذاكرة الطويلة المدى ـ بحلول اليوم الثاني.
وبعد ذلك، اكتشف وزملاؤه [من جامعة كاليفورنيا في لوس أنگلوس] أنّ النيكوتين المحتوى في سيگارةٍ واحدةٍ كان كافيا لإشغال 88
في المئة من المستقبلات النيكوتينية في الدماغ. وعلى الرغم من عدم معرفة
دور التنظيم المنشّط للمستقبلات في الإدمان، فإن الدراسات توحي أنّ احتمال
تعرّض المراهقين لأعراض الانسحاب بعد يومين فقط من سيگارتهم الأولى أمرٌ
معقولٌ من الناحية الفيزيولوجية.

ووفقا
للباحثين في مجال الإدمان، تَنْتُجُ أعراضُ الانسحاب من تلاؤماتٍ
استتبابيةٍ محرّضَةٍ بالأدوية ـ وهي محاولاتُ الجسم للمحافظة على توازن
وظائفه ومواده الكيميائية. فعلى سبيل المثال، تزيدُ بعض العقاقير
المسبّبةِ للإدمان إنتاجَ النواقل العصبية ـ وهي مواد كيميائية تنقلُ
الإشارات عبر العصبونات ـ فيستجيب الجسم لذلك بتطوير تلاؤماتٍ تثبّط هذه
المواد الكيميائية. وعندما يتوقّف المتعاطي عن تناول المخدّر، يصبحُ
التثبيطُ مفرطا؛ فتظهر أعراض الانسحاب. نحن نعلم أنّ هذه التلاؤمات
المتعلّقة بالانسحاب يمكن أن تتطوّر سريعا بعد السيگارة الأولى، لأنّ
العقاقير الأخرى المسبّبة للإدمان كالمورفين تُحدِثُ تغييراتٍ مماثلةً
بسرعةٍ كبيرة. ولكن أغلب المدخنين، لوقت طويل، يجدون أنه بوسعهم التخلي عن
السگائر لمدة ساعةٍ أو اثنتين فحسب قبل اشتهاء سيگارةٍ أخرى، في حين يمكن
للمدخنين الجدد أنْ يمضوا أسابيع دون إشعال سيگارة واحدة. ومن المثير
للدهشة أنه في المراحل المبكّرة من الإدمان، يمكن لسيگارةٍ واحدةٍ أن
تكبتَ أعراض الانسحاب لمدة أسابيع، على الرغم من أنّ النيكوتين يختفي من
الجسم خلال يومٍ واحد.

تفسيرُ
هذه الحقيقة المدهشة هو أنّ نتائج إغراق الدماغ بالنيكوتين تبقى بعد فترة
طويلة من الحدث ذاته. يحرّضُ النيكوتين داراتٍ دماغيةً تتضمنُ مركّباتٍ
كيميائيةً حيويةً كالأسيتيل كولين والدوپامين وحمض الگاما أمينوبوتيريك (GABA)
والگلوتامات والنورأدرينالين والپپتيدات الأفيونية والسيروتونين. ففي
الجرذان، تزيد جرعةٌ وحيدةٌ من النيكوتين تخليقَ النورأدرينالين في
الحُصين لمدة شهرٍ كاملٍ على الأقل، كما أنّ تأثيرات النيكوتين في بعض
الوظائف العصبية والمعرفية تستمرّ أيضا لأسابيع. ومع أنّه من غير المعلوم
ما إذا كانت أيّ من هذه الظواهر متعلّقة بالانسحاب، فهي تثبتُ أنّ تأثير
النيكوتين يدوم مدة أطول كثيرا من وجوده في الدماغ.

يطلق على الفترة الخالية من الأعراض بين السيگارة الأخيرة وبداية أعراض الانسحاب اسم فترة كمون الانسحاب(6) (LTW)،
والتي تكون طويلةً لدى المدخنين الجدد، ومع أن تدخينهم لسيگارةٍ واحدةٍ
كلّ بضعة أسابيع يُبقي أعراض الانسحاب تحت السيطرة. ومع تكرار الاستخدام،
فإنه يتطوّر التحمّل ويتضاءل تأثير كلّ سيگارة؛ وتقصر فترة كمون السّحب،
فيتعين مباعدة الفترات بين السگائر بشكلٍ متزايدٍ لتفادي حدوث أعراض
الانسحاب. يُطلق على تناقص فترة كمون السّحب هذه اسم ظاهرة التحمّل
المتعلّق بالاعتماد dependence - related tolerance.
ولدى مقارنتها بالتلاؤمات المتعلّقة بالانسحاب، والتي قد تظهر بين عشيةٍ
وضحاها، فإنّ التطوّر النموذجيّ للتحمّل المتعلّق بالاعتماد شديد البطء،
وقد يستغرق الأمر سنوات لكي تنقص فترة كمون السّحب بما يكفي ليفرض على
شخصٍ ما تدخين خمس سگائر يوميا. إذن، وهو الواقع، فإنّ أعراض الانسحاب هي
سبب التعاطي الكثيف الطويل الأمد، وليس العكس كما كنا نعتقد سابقا.

حان الوقت لظهور نظرية جديدة(****)

كنت
دائما متشككا في فكرة أنّ المدخنين يدمنون على لذّة تدخين؛ لأنّ بعض أكثر
مرضاي إدمانا على التدخين كانوا يكرهون هذه العادة. فإذا كان التفكير
التقليديّ صحيحا، ألا يجب أنْ يكون المدخنون الأكثر إدمانا هم الأكثر
استمتاعا بالتدخين؟ أوضح [من المعهد NIDA]
أنّه على الرغم من أنّ المراهقين أظهروا مستوياتٍ متزايدةً من الإدمان
بمرور الوقت، فقد أبلغوا عن تناقص اللذة التي يحصلون عليها من التدخين.
وهذا يعني الحاجة إلى نظريةٍ جديدةٍ لتفسير هذه الاكتشافات.


مسرد مصطلحات النيكوتين(*****)
انسحاب النيكوتين
Nicotine withdrawal:
مجموعةٌ من الأعراض التي تتضمّن الاشتهاء والتململ والعصبية والتهيّج وصعوبة التركيز وصعوبة النوم.
كمون الانسحاب
Latency to withdrawal:
الفترة
الخالية من الأعراض بين تدخين السيگارة الأخيرة وبداية أعراض الانسحاب.
ومن الممكن أن تتقلص من أسابيع إلى دقائق على مدى سنواتٍ من استخدام
التبغ.
التحمّل المتعلّق بالاعتماد Dependence-related tolerance: الآلية التي تسبّب تقلص فترة كمون الانسحاب تدريجيّا مع مرور الوقت.
التلاؤمات المتعلّقة بالامتناع Abstinence-related adaptations:
آليةٌ تحاكي فعل النيكوتين عن طريق تثبيط الاشتهاء. وتتطوّر في
المدخنين السابقين لمواجهة التأثيرات المستدامة للتحمّل المتعلّق
بالاعتماد.

فيما
كنت أجاهد في فهم البداية السريعة لإدمان النيكوتين، حدثت لي مفارقة. إنّ
الفعل الوحيد للنيكوتين الذي يراه المراقب العادي هو أنّه يمنحُ كبتا
مؤقتا لاشتهاء النيكوتين ذاته، ومع ذلك فإنّ الأشخاص المعرّضين سابقا
للنيكوتين هم وحدهم من يشتهونه. كيف يمكن لعقارٍ واحدٍ أنْ يسبّب الاشتهاء
ويكبته في الوقت ذاته؟ بدأت بافتراض أنّ الفعل الفوريّ المباشر للنيكوتين
هو كبت الاشتهاء، وأنّه يمكن لهذا الفعل أن يتضخّم إلى الحد الأقصى؛ لأنّ
الجرعات التالية من النيكوتين تثير استجاباتٍ أكبر مما تفعله الجرعة
الأولى. (تُعرف هذه الظاهرة المشتركة بين جميع العقاقير المسبّبة للإدمان
باسم التّحسيس sensitization). حينئذ يمكن للدماغ أن يطوّر سريعا تلاؤماتٍ متعلقةً بالانسحاب لمعاكسة فعل النيكوتين، وبذلك يستعيد التوازن الاستتبابيّ the homeostatic balance. ولكن عندما يتضاءل فعل النيكوتين، تحفّز هذه التلاؤمات اشتهاء سيگارةٍ أخرى.

وفقا
لنظرية التّحسيس ـ الاستتباب هذه، فالنيكوتين يسبّبُ الإدمان ليس لأنه
ينتج اللذة، لكن ببساطة لأنه يكبت الاشتهاء. ولأنّ النيكوتين ينبّه
العصبونات، تصوّرت أنّه ينشّط الخلايا العصبية في جملةٍ لتثبيط الاشتهاء
في الدماغ. بعد ذلك، يؤدي تنشيط هذه الجملة المفترضة إلى تثبيط النشاط في
جملةٍ متممةٍ تعمل على توليد الاشتهاء. ربما يكون الدور الطبيعي لجملة
توليد الاشتهاء هو استلام التلميحات الحسّية (مثل المشاهد والروائح)
ومقارنتها بذكريات الأجسام المُشبِعة (مثل الطعام) وإحداث الاشتهاء لتحفيز
السلوك التّرغُّبِيّ (مثل الأكل) وتوجيهه. أما دور جملة تثبيط الاشتهاء،
فقد يكون في إرسال إشارات الإشباع بحيث يقوم الحيوان بإيقاف السلوك
التَّرَغُّبِيّ عندما يصبح من الملائم القيام بذلك.

ولأنّ
الجسم يحاول الإبقاء على هاتين الجملتين في حالة توازنٍ، فإنّ كبتَ جملة
توليد الاشتهاء المحرَّضَ بالنيكوتين يحفّزُ تطوير التلاؤمات المتعلّقة
بالانسحاب، والتي تعزّز نشاط تلك الجملة. وخلال فترة الانسحاب، وعندما
يتلاشى التأثير المثبّط للنيكوتين، ستُترَكُ جملةُ توليد الاشتهاء في
حالةٍ من الاستثارة التي تؤدّي إلى رغبةٍ مفرطةٍ في الحصول على سيگارةٍ
أخرى [انظر الإطار في الصفحة المقابلة]. قد تحدثُ هذه التّحولات في نشاط
الدماغ من خلال تغيراتٍ سريعةٍ في تشكيلات (تهيؤات) مستقبلات العصبونات،
الأمر الذي قد يفسّر لماذا من الممكن للمراهقين أن يشتهوا السگائر بعد
التدخين لمرّةٍ واحدةٍ فقط.

جاء الدعم الأول لهذا النموذج من الدراسات العديدة للتصوير بالرنين المغنطيسي الوظيفي(7)(fMRI)
والتي أجريت على البشر وأظهرت أنّ الاشتهاء المحرَّض بالتلميحات
للنيكوتين والكحول والكوكايين والأفيونيات والشوكولاته يزيد النشاط
الاستقلابيّ في التلفيف الحزاميّ الأماميّ وغيره من باحات الفصّ الأماميّ
للدماغ. يشير هذا الاكتشاف إلى وجود جملةٍ لتوليد الاشتهاء. ومؤخرا وجد
وزملاؤه [في الكليّة الكورية للطبّ] دليلا على أنّ النيكوتين يكبتُ هذه
الجملة. وقد بيّنَ الباحثون أنّ الإعطاء المسبق للعقار يمكنه حصر ذلك
النمط من التنشيط الناحيّ للدماغ، والذي يرافق الاشتهاء المحرَّض
بالتلميحات في البشر.

يمكن
لنموذج التّحسيس ـ الاستتباب أنْ يفسّر أيضا التحمّل المتعلّق بالاعتماد.
يحفّزُ الكبتُ المتكرّرُ للنشاط في جملة توليد الاشتهاء تلاؤما
استتبابيّا آخر يحفّز بدوره الاشتهاء عن طريق تقصير مدّة التأثيرات
المثبّطة للنيكوتين. وكما هو مذكورٌ سابقا، يتطوّر التحمّل ببطء أكبر
بكثير من التلاؤمات المتعلّقة بالانسحاب، لكن بمجرد ظهوره، يصبح التحمّل
شديد الرسوخ. وعلى الرغم من أنّ الأمر يستغرق عادةً سنتين أو أكثر قبل أن
يحتاج المراهقون إلى تدخين خمس سگائر يوميا، فقد لاحظتُ أنه عندما يقلع
مرضاي عن التدخين وينتكسون بعد ذلك، لا يحتاج الأمر سوى بضعة أيام ليعودوا
إلى تواتر تدخينهم القديم، حتى ولو بعد امتناعٍ طويلِ الأمد.

بالتعاون مع
[من كليّة فيتشبورگ التابعة للولاية] قمت بتحري هذه الظاهرة في دراسةٍ
سألتُ فيها ألفَيْ مدخّنٍ عن مقدار تدخينهم قبل الإقلاع، وطول فترة
امتناعهم، ومقدار تدخينهم بعد الانتكاس مباشرة. استمرّ المدخنون الذين
انتكسوا بعد امتناعٍ لمدة ثلاثة أشهر بالتدخين بنحو 40
في المئة من معدلاتهم السابقة، مما يشير إلى أنّ فترة كمون السّحب لديهم
قد استطالت. نعتقد أنّ الفترة الخالية من الاشتهاء بين سيگارةٍ وأخرى
تزداد؛ لأنّ التلاؤمات المتعلّقة بالانسحاب تختفي خلال الأسابيع القليلة
الأولى من الامتناع. وعلى أية حال، فمع العودة إلى التدخين، تتطور
التلاؤمات المتعلقة بالانسحاب مجددا بسرعة، وعلى مدى الأسابيع القليلة
التالية يجد المدخنون العائدون أنهم يحتاجون إلى أن يدخّنوا بالتواتر نفسه
الذي كانوا عليه.

وعلى
أية حال، فقد اكتشفنا أيضا أنّ الامتناع لمدةٍ تزيد على ثلاثة أشهر لم
يكن له أيّ تأثيرٍ إضافيٍّ تقريبا في طول فترة كمون السّحب. حتى ولو بعد
سنوات من الامتناع، يُستأنف التدخين في نحو 40
في المئة من المعدلات السابقة، نموذجيا بمعدل ستّ إلى سبع سگائر يوميا.
ويشير هذا الاكتشاف إلى أنّ الزيادات في التحمّل تكون مستديمةً؛ فالمدخّن
العائد لن يحصل مطلقا على القدر نفسه من كبت الاشتهاء من سيگارةٍ واحدةٍ
مثل المدخّن المبتدئ. وبعبارةٍ أخرى، لا يعود دماغ المدخّن إلى حالته
الأصلية مطلقا.

قائمة التحقق من الإدمان على النيكوتين(******)

يستخدم
الباحثون الأسئلة التالية لتحديد ما إذا كان المدخنون المراهقون
مدمنين. إنّ الإجابة بالإيجاب «نعم» عن أيٍّ من هذه الأسئلة يشير إلى
أنّ الإدمان قد بدأ بالفعل:
هل سبق وحاولت الإقلاع عن التدخين، لكنك لم تنجح في ذلك؟
هل تدخّن الآن، لأنّ الإقلاع عن التدخين صعبٌ للغاية؟
هل سبق وشعرت بأنك مدمنٌ على تدخين السگائر؟
هل شعرت في أيّ وقتٍ باشتهاء قويٍّ للتدخين؟
هل سبق وشعرت بأنك تحتاج حقا إلى سيگارة؟
هل يصعب عليك الامتناع عن التدخين في الأماكن التي لا يُفترض بك أن تدخن فيها، مثل المدرسة؟
عندما حاولت الإقلاع عن التدخين (أو عندما توقفت عن استخدام التبغ لفترة):
هل وجدت صعوبةً في التركيز، لأنّك لا تستطيع أن تدخّن؟
هل شعرت بأنّك أكثرَ تهيّجا واستثارةً، لأنّك لم تتمكن من التدخين؟
هل شعرت بحاجةٍ ماسّةٍ أو دافعٍ قويٍّ إلى التدخين؟
هل شعرت بأنّك عصبيٌّ أو متململٌ أو قلقٌ لأنّك لم تتمكن من التدخين؟

ولكن
إذا كان التحمّل المتعلّق بالاعتماد يحفّزُ جملة توليد الاشتهاء ولا
يختفي بالكامل مُطلقا، فلماذا لا يستمر المدخنون السابقون بالاشتياق إلى
السگائر إلى الأبد؟ لم يستطع المشاركون في أبحاثنا إخبارنا بسبب تضاؤل
اشتهاء النيكوتين في النهاية، لذلك عدتُ إلى ما يمكن أن تتنبأ به نظرية
التحسّس ـ الاستتباب، وافترضت أنّ المدخنين السابقين يجب أن يطوّروا
تلاؤمات متعلّقة بالامتناع تحاكي فعل النيكوتين فتثبط جملة توليد الاشتهاء
وتعيد حالة الاستتباب. إن التوقف عن التدخين لا يؤدي إلى استعادة تامة
لوظائف الدماغ الطبيعية؛ بل إنه يحرّض فترة دينامية من اللدونة العصبية(8) neuroplasticity،
التي تظهر خلالها تلاؤماتٌ جديدةٌ في دماغ المدخّن السابق. وبسبب هذه
التلاؤمات، فإنّ دماغ المدخّن السابق لا يشبه دماغ المدخن ولا دماغ غير
المدخن.

ولاختبار هذا التكهّن، قام <سلوتكين>
وزملاؤه بفحص أدمغة الجرذان قبل تعرّضها للنيكوتين وخلاله وأثناء
الانسحاب وبعد مدة طويلة منه. وقد وجدوا أدلّةً قاطعةً على حدوث تغيراتٍ
في وظيفية العصبونات في قشرة الدماغ التي تستخدم الأسيتيل كولين
والسيروتونين في نقل الإشارات ـ وهي تغيراتٌ لا تظهر إلا بعد فترة
الانسحاب الحادّ. وكما كان متوقّعا، أظهرت أدمغة الجرذان من «المدخّنين
السابقين» تلاؤماتٍ فريدةً لم تكن موجودةً في «المدخنين» أو «غير
المدخنين.» وفي كليّة الطبّ بالجامعة الكاثوليكية في كوريا، وجد وزملاؤه أدلّةً على إعادة تشكيل(9) remodeling الدماغ في البشر الذين يقلعون عن التدخين، وذلك لدى دراسة العامل التغذوي العصبي(10) neurotrophic factor
المشتقّ من الدماغ، وهو منبّهٌ للّدونة العصبية. وقد تضاعفت مستويات هذا
العامل لدى المدخنين السابقين ثلاث مرات بعد شهرين من الامتناع عن
التدخين.


[نظرة متعمّقة]
النيكوتين في الدماغ(*******)
أثبتت الدراساتُ الحديثةُ أنّ النيكوتين يحرّضُ تغيراتٍ سريعةً في فيزيولوجيّة الدماغ. وقد استخدم المؤلفُ و[ من مركز التصوير العصبيّ المقارن في كليّة الطب بجامعة ماساشوستس] تقنيةَ التصوير بالرنين المغنطيسي الوظيفي(fMRI)
في قياس مستويات النشاط الاستقلابيّ في أدمغة الجرذان التي أعطيت جرعة من
النيكوتين على مدى خمسة أيامٍ متتاليةٍ. لقد كانت الاستجابة للجرعة الأولى
محدودةً نسبيّا (الباحات الحمراء في الصورة اليسرى)، لكنّ نشاط الدماغ كان
أكثر كثافةً بكثير (اللون الأصفر)، وأوسع انتشارا بعد الجرعة الخامسة
(الصورة اليمنى). تشيرُ هذه النتائج إلى أنّ الدماغ سرعان ما يتحسّسُ
للنيكوتين؛ مما يسمح للإدمان بالظهور بعد جرعاتٍ قليلةٍ فقط.
أسيرٌ من السيگارة الأولى(*)  تُظهرُ نتائج الأبحاث الجديدة إمكانية حدوث إدمان السگائر بسرعة مدهشة.  لكن الأبحاث قد تفضي إلى معالجاتٍ تُيسر الإقلاع عن التدخين. 031

وهكذا،
يبدو أنّ التلاؤمات المتعلّقة بالامتناع تعاكس التلاؤمات المتعلقة
بالتحمّل عن طريق تثبيط جملة توليد الاشتهاء بحيث تتوقّف في النهاية عن
إرغام المدخّن السابق على إشعال سيگارة. وعلى أية حال، وبدورها يمكن
لتلميحات التدخين في البيئة أن تستثير الاشتهاء، وإذا استسلم المدخّن بعد
طول امتناع للتحريض على التدخين مرّةً واحدةً فحسب، فسيُحدث النيكوتين
مجددا كبتا عميقا لنشاط جملة توليد الاشتهاء، ومن ثم فإنّ التلاؤمات
المتعلقة بالامتناع تفاقم سوء الحالة. ولأنّ هذه التلاؤمات تُحاكي تأثير
النيكوتين، فمن الضّروري إزالتها لاستعادة الاستتباب؛ فعندما يتلاشى تأثير
النيكوتين، ستُترك التلاؤمات المتعلقة بالتحمّل لتقوم بتحفيز جملة توليد
الاشتهاء دون فعلٍ معاكس. وعندما تُصادفه حالة اشتهاء قوية، سيحتاج المدخّن
الناكس إلى تدخين ستّ إلى سبع سگائر في اليوم لإبقائها تحت السيطرة.

أملٌ جديدٌ للمدخنين(********)

من
المؤكّد أنّ هذا النموذج من الإدمان لا يمثّل الرأي السائد. وفي رأيي،
فإنّ الإدمان حادثٌ متعلقٌ بالفيزيولوجيا. ولأنّ العديد من المهن بنيت على
افتراض أنّ جذور الإدمان تكمن في علم النفس بدلا من الفيزيولوجيا، لم
أتوقّع أنْ تلقى أفكاري ترحيبا حارا.

وسواءٌ أكانت نظرية التحسّس ـ الاستتباب(11)
صحيحةً أم لا، فمن الواضح أنّ النيكوتين المحتوى في السيگارة الأولى كافٍ
للتسبّب في إعادة تشكيل الدماغ. وعلى الرغم من مجادلة البعض في المعايير
التي يتعين استخدامها للتوصل إلى أفضل تشخيصٍ للإدمان، فمن الراسخ جيدا في
الوقت الحاضر أنّ المراهقين يُظهرون العديد من أعراض الإدمان بعد وقتٍ
قصيرٍ للغاية من تدخين سيگارتهم الأولى. وتؤكّد هذه النتيجة أهميةَ تعزيز
التمويل الحكومي لحملات مكافحة التدخين، الذي انخفض في السنوات الأخيرة(12).

ولاختبار نظريتي بالكامل، والتي عَمِدتُ إلى تبسيطها هنا، يحتاج الباحثون إلى طريقةٍ موثوق بها لاكتشاف ظاهرة التّحسيس(13) في البشر. وقد عملت مع وزملائها في مركز التصوير العصبي المقارن(14) لإثبات تحسيس النيكوتين في الجرذان باستخدام التصوير fMRI.
إنّ الصور التي تقارن استجابات الدماغ للجرعة الأولى من النيكوتين
وللجرعة الخامسة التي أعطيت بعد أربعة أيام توضّح التغيرات المثيرة في
الوظائف الدماغية في باحات مثل التلفيف الحزاميّ الأمامي والحُصين.
وحديثا تلقينا تمويلا من المعهد NIDA لكي نستخدم التصوير fMRI لإظهار التّحسيس في المدخنين، مع خططٍ مستقبليةٍ لتحديد المناطق الدماغية المساهمة في جملتَي تثبيط الاشتهاء وتوليده.

إن
هدفنا البعيد المدى يتمثل بتعرف العقاقير التي يمكنها التعامل مع هذه
الجمل والتأثير فيها لمعالجة الإدمان أو شفائه. ومع أنّ المعالجات التي
تعتمد استبدال النيكوتين قد تُضاعف نسبة نجاح الإقلاع عن التدخين، فلا
يزال عدد المحاولات الفاشلة يزداد بكثير على الناجحة منها. وتوحي نظرية
التّحسيس ـ الاستتباب أنّ المطلوب هو علاجٌ من شأنه تثبيط الاشتهاء من دون
تحريض استجابات تعويضية تجعلُ الاشتهاء أسوأ على المدى البعيد. إنّ
التوصلَ إلى فهمٍ أفضلَ لعملية الإدمان قد يساعد الباحثين على تطوير
معالجةٍ جديدةٍ يمكنها أن تحرّر المدخنين، بأمانٍ، من الجذب القاتل
للنيكوتين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

أسيرٌ من السيگارة الأولى(*) تُظهرُ نتائج الأبحاث الجديدة إمكانية حدوث إدمان السگائر بسرعة مدهشة. لكن الأبحاث قد تفضي إلى معالجاتٍ تُيسر الإقلاع عن التدخين. :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

أسيرٌ من السيگارة الأولى(*) تُظهرُ نتائج الأبحاث الجديدة إمكانية حدوث إدمان السگائر بسرعة مدهشة. لكن الأبحاث قد تفضي إلى معالجاتٍ تُيسر الإقلاع عن التدخين.

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: منبر البحوث المتخصصة والدراسات العلمية يشاهده 23456 زائر-
انتقل الى: