لحب انتظرته طويلاً

بعد نشرة أخبار عبر أثير راديو مونت كارلو وبين أغنيتين إحداهما فرنسية أخبرتني توقعات الفلك أن اليوم جد جميل و أنني على أهبة الاستعداد
لحب انتظرته طويلاً .
أكاد أجزم أن هذا الحب ليس في الدروب و لا في وسائل النقل العامة
و لا حتى في غرفة المدرسين .
اليوم هو الجمعة يعني لا خروج من البيت،
إذاً الحب آتٍ إلى غرفتي .
راقني النبأ و بقيت في السرير مسكونةً بزائري المفترض .
تعالى صوت أمي تشتم أباً رحل وترك لها قروداً ونصف فتاة .
اقترب صياحها من غرفتي :
- استيقظي يا زلفا , إخوتك القرود قد يأكلونني مع الإفطار
استيقظي فقد يدخلون عليك و يأكلونك أنت أيضاً .
ابتسمت وتركت رأسي يعود إلى مستقره على الوسادة ،
أمي تعرف أنني لا أخرج من غرفتي بسهولة
فيوم الجمعة لا يكفٌ عن المجدرة و مخلل اللفت
والأيدي الماهرة تطوق رقبتي وتسلمها مقروفة إلى المسلسل البدوي .

أمي تعرف أيضاً أنني أكره أن تناديني زلفا وتستغرب امتعاضي من هذا اللقب
علماً أنها عاشت أصل التسمية و أبدعت جميع إبدالاتها .
فإخوتي كانوا ينادوني ( silver)
و لأن أمي لا تستطيع نطق الحرف v ولم تهتم للراء الأخيرة
صارت تناديني سلفا ولحتميات تطور اللغة تحولتُ إلى زلفا ،
والتسمية تسربت خارج البيت إلى كل الأماكن التي تعرفني .
عامي الثلاثين غادرني من أيام قليلة دون علم أحد
وحدهم تلاميذي وفي عيد المعلم فقط يقولون لي كل عام وأنتِ بخير.
طالعني وجهي في المرآة
جميلٌ تتخلله أربع بثرات أستطيع إزالتها في غضون يومين
عيناي واسعتان وأنفي ليس جميلاً لكنه جد صغير
ألمس شفتين دافئتين كالدموع
عذراوين حتى من أحمر الشفاه
هل سيأتيني الحبيب مستقلاً غيمة
أو ممتطياً أغنية
هل يستطيع العثور علي ضحكتي
تحت ركام من الحزن والعفاف والاتزان
هل يستطيع اشتهائي
لم يسبقه إلى اشتهائي أحد
مدير مدرستي وزملائي المدرسين يسلمون علي وعيونهم في نعالهم
والعفة تقطر من وجوههم .

نهداي شامخان كحب
تفصلهماعن أصابعي أكوام من الملابس
تتملكني قشعريرة
سيشتهيني الحبيب لا محالة
ماذا يفعل العاشقون غير الاشتهاء
سأقدم له قمرين لم يقطفهما أحد
كم أستطيع أن أحبه
كم قصيدة سأنحر على قدميه
فليأت فقط
سأخبره أن ساقي اليمنى مليئة وناعمة وسأكشفها له
وسأقول له أنني نسيت اليسرى قرب السرير
سأحضرها وسنمشي تحت المطر
سيسامحني على كذبتي فكل العشاق يكذبون كما يشتهون .

لحب انتظرته طويلاً

لحب انتظرته طويلاً :: تعاليق

لحب انتظرته طويلاً