** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

 

 المعنى المختلف بين التبنّي والبنوّة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نابغة
فريق العمـــــل *****
نابغة


التوقيع : المنسق و رئيس قسم الفكر والفلسفة

عدد الرسائل : 1497

الموقع : المنسق و رئيس قسم الفكر والفلسفة
تعاليق : نبئتَ زرعة َ ، والسفاهة ُ كاسمها = ، يُهْدي إليّ غَرائِبَ الأشْعارِ
فحلفتُ ، يا زرعَ بن عمروٍ ، أنني = مِمَا يَشُقّ، على العدوّ، ضِرارِي

تاريخ التسجيل : 05/11/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2

المعنى المختلف بين التبنّي والبنوّة Empty
24072010
مُساهمةالمعنى المختلف بين التبنّي والبنوّة

الشاعر ، ما إن حلّ به خرابٌ أو حلّ هو في العمران ؛
يَظلّ " يَحمل فانوسًا ، يبحث عن شيء ما في الخرابة ، أو عن معنى ، أو عن
حماية للمعنى وللنافذة من المناخات الزائلة التي لم يَعدّ صالحًا الانجراف
معها ( لقد خرّبوا الأوزون ، تقول الجرائد من أجل هذه السيارات اللعينة )
.. ربما كان هو المعنى : أن تترك المحطات خالية وراءك . ربما كان هو المعنى
: أن تتعلم كيف تحيا ".
المعنى المختلف بين التبنّي والبنوّة Sarkonهكذا يعبّر الشاعر العراقي سركون بولص ، عن
الموقف في قصيدة : " شارة الانبعاث " . إذ أمامي ، الآن ، العدد 27 من
فصلية مشارف الحيفاوية ، والتي استهلتها المحرّرة بأربعة عشر قصيدة ، كلها ،
تُحرّضُ ، بدورها ، على الاستزادة عن المواقف الجمالية والشعرية والمعنوية
لدى سركون ؛ الوفيّ والصائن لموهبته بفضحها ، بعفوية مَن سعى لحرّية
القصيدة من الذهن ، ومن مظهر النظام . مفسحًا الذرى والتضاريس للصور الحسية
الرشيقة ؛ التي يترافق مع وجودها الاعترافُ بقدرة الشاعر الرائعة على
الإمساك بوجود الشعر في القصيدة . فالحالات التي يكتب تحت تأثيرها الشاعر ،
وينجح في الإمساك بوجود القصيدة على الورقة ؛ هي حالات شاعر يَتبنّى
الجغرافيا في القصائد تبنّيًا يستدعي لقبًا آخر لصيقًا بالشاعر ، وهو :
السائح أو الرحالة المقبل على المدن الغربية بنهم من هو هارب من خرابة
الشرق والتاريخ ، وبإرادة من هو عائد إلى الشرق كلما خصّه ألم ، ودعاه عيد
أحزانه لأن يعكس مرآة حنينه على المعنى . فيما يمكن أن نعتبره ، الآن ،
افتراقًا ، ورفضاً للانجراف ، وطردًا لما يلوّث الروحَ العائدة إلى البلاد
عودةً مجازية تتبّرأ من أزمنة الآخرين . في الوقت الذي ، تَطرد أزمنة
الآخرين صوتَ أيامه وحواشيها . هذا ما يقوله سركون في قصيدة " صوت أيامي ،
أزمنة الآخرين " : " هكذا صارت حياتي أشبه بجغرافيا / لا يمكن تفسيرها /
بالمواقع والأماكن ، وصوت أيامي / لم يعد قابلاً للتبنّي / من قبل أزمنة
الآخرين . " فهنا ، نقبض على مسألة " التبنّي " واضحةً كونها شريكةً خلاقة
لتداعيات العناوين والقصائد ، نلمح برفقتها " الحاشية " ؛ وكلها ستنجح في
خلق المعنى في حضرة جدليات : المعمورة ، الخرابة . الشرق ، الغرب .
المستقبل كوحوش منطلقة ، الماضي كجثة آمنة . إذ تتطوّر ، في التوتر الخلاق ،
علاقةُ الموت بفوبيا الحاضر والمستقبل . قصيدة : " حديث مع رسام في
نيويورك بعد سقوط الأبراج " تمثّل لحظة الحاضر فـ : " لكل شيء حدّ ، إذا
تجاوزتَه انطلقتْ عاصفةُ الأخطاء . / إنها حاشية على صفحة الحاضر / خطوتها
مهيأة لتبقى / حَفْرًا واضحًا في الحجر.." ، بينما المستقبل هو " بوابة
الجحيم " : " أرى إصبع رودان في كل هذا / أراه واقفًا في بوابة الجحيم ،
ويشير إلى / هوةٍ ستنطلق منها وحوش المستقبل ، هناك حيث انهار برجان ، وجنت
أمريكا " .. حيث هناك إشارة يضعها سركون في حاشيةٍ أسفلَ القصيدة ؛ يَذكر
فيها - ويحدد مكان وجود نسخة منها - ( بوابة الجحيم ، تشير إلى منحوتة
كبيرة لرودان بعنوان " بوابة الجحيم " . توجد نسخة منها في متحف جامعة
ستانفورد ، في مدينة بالو ألتو ، بولاية كاليفورنيا ) . وبدورها ، تشير
مجلة مشارف إلى أنه ( شاعر عراقي مقيم في سان فرانسيسكو ، كاليفورنيا ،
الولايات المتحدة ) . إذاً ، ما دمنا نرى وجودَ كلمة " حاشية " في القصائد ،
فيلزمنا الاهتمام بالحواشي التي يكتبها الشاعر والمجلة . فهي حواش تشير في
النص – الحاضر - إلى " المركز " بتعيين أسماء المدن انتهاءً بأمريكا ! إذ ،
سيطرد سركون (هذا) المستقبل من قصيدة " صوت أيامي أزمنة الآخرين " ، في
طريقه إلى قبول الماضي ، كونه جثةً أمينة : " لم نعد نحب ما كنا مولهين به
.. / ما كان يسرّنا ، كالرماد ، على لساننا يَستقرّ . / لأنه الأمس / نعانق
ما كان ولا نقشعرّ عندما / نعرف أنه الماضي ، تلك الجثة الأمينة " كذلك ،
تظهر مسألة " التبنّي " من قبل جغرافيا الآخرين ، عندما نرى إلى " الحاشية
" التي يضعها الشاعر نهاية قصيدة : " يوميات من قلعة فيبر سدورف " ؛
بوصفها شكلاً من أشكال قبول سركون للتبني من قبل جغرافيا الآمنة والأمينة ؛
حيث ( قلعة فيبر سدورف تقع في قرية ألمانية صغيرة قريبة من برلين – أي
بعيدة عن حاشية العراق الحاضر – ، وهي مكرّسة للكتّاب والفنانين . وكان قضى
فيها الشاعر خمسة أشهر متفرغًا للتأمل والكتابة .) إن، جغرافيا الآخرين
تُهيء الأمن والحماية من أشياء كثيرة ؛ من أزمنة الأنا ، وحواشيها المثقلة
بتداعيات المعمورة ، الخرابة . كذلك هي تهدي الشاعر الطبيعةَ ، بمعزل عن
المدن الكبيرة ليكتب . لكنه يكتب ، ليس عن الضجيج ، ولا كما في قصيدة " سكة
" عن : " نفس الفراغ الطالع من حضرة آخر الليل في أية مدينة : باريس ،
برلين ، لندن ، نيويورك .." ، وحسب . ولكن ، كتابة تعمد إلى نقل عنف أو "
ملحمة الطبيعة " ، إلى " ملحمة التراب " داخل العراق الذي لا يغادر عزلته
فيما هو في مأمنه الجغرافي : القلعة . ولئن كانت الأخيرة هي حماية ، فإنها
حافّة شعرية ، وموعد مع القلق . فما يكتبه شاعر ، متأمل ومتوحد في الداخل ،
في يوميات القلعة ، عن روح الطبيعة وعنفها الموسيقي في الخارج ؛ سرعان ما
يؤخذ مأخذ الاستعارة والكناية على الأنا العراقية التي حلت في الخرابة .
فحين يتحدّث عن ريح شمالية من القطب ، نجده ينقلنا على الكناية إلى بلده ،
فالريح : " ينشطر الطين لها في الأرض المفخورة / تتقشف لها أيدي الفلاحين /
تقلق منسوب الماء في الآبار / ومن رهبة هبوبها ، تبقى المحاريث عاطلة / في
حافة الحقل ، والرفش سُبات / لو أن أحدًا تجرّأ على الخروج ، فالشتاء غراب
/ أسحم ، يهب في وجهه كعباءة أرملة " . وهو ما سوف يعني خروج الشاعر ، عن
الجغرافيا التي تبنّته ، ليلامس ، بالكتابة ، جذر المصيبة التي تطارده عبر
أيامه من بلده النائي . أو أن ينسى المضائق وينطلق صوب البحر . أي ، هنا ،
يَحدث الافتراق بفضل المعنى المختلف بين التبني والبنوّة . وأيضًا تقوم "
الحديقة " بوظيفة " القلعة " كحماية جمالية ، وحافة شعرية كذلك . إذ يكتب
سركون ، في قصيدة " لحظات في الحديقة " : " جنرالات أمريكا / يشحذون آلة
الخراب / صامتًا ، وفي نيتي أن أصرخ ... / لا هذه اللمحة التي / أقتنصها من
ملحمة الطبيعة قسرًا / تقودني إلى سر أطمح في أن أستحليه بكل تلافيفه /
المظلمة يومًا ، ولا ذلك المنحنى / في ذاكرتي يسمح لي / أن أرى القناع
الهارب إلى الوراء دوما / في أزقة حياتي الماضية . "
وقريباً من ذلك ، سيرى الشاعر أضواء " طنجة " ( من جهة أسبانيا ) دعوةً
لشرقيّ ، غير مستقر ، مثقل بالتاريخ والمنفى . الحنين إلى الماضي ، إذاً ،
يستهدف " طنجة " المجاز والجغرافيا والأزمنة الأمينة والآمنة في ذاكرة
التاريخ . فإذا كانت قلعة فيبر سدورف وحديقة الغرب تمثل الجغرافيا الآمنة ؛
فإنّ " طنجة " رمز جغرافي وتاريخي لأمن وسلامة الإنسانية والتقاء الشرق مع
الغرب . ولكنها ، الآن ، نقطة تاريخية ، وحافة شعرية ، من حيث هي دعوة
للحزن على الهوية الضائعة . وهكذا تكشف الحافة الشعرية عن حالاتٍ رومانسية
مدعومة بطاقة نوستالجية في هيآت وتجليات حواسية كأضواء وروائح الأرض التي
لها معنى أبعد من الجغرافيا في نفسه . إنه معنى " البنوّة " المجّسد أو
المجغرف ، على نحو من الوصف والتفصيل الدال على التولّه والعطش ، فيما
الابن على الحافة ، وفي نقطة الافتراق بين الأندلس وبغداد . هذه الأنشودة
المقطوعة من الجذر نسمعها في قصيدة " لا شيء منذ آدم " ، على نحو جنائزي
وسوداوي : " في غور البستان ، تتلعثم الظلمة / تعلوها سماء مستورة بصوف /
من غزل النجوم فوق الشاعر المتعري من هذا / القميص ، ولست يوسف حتى . /
تذهب الأغاني / وتجيء المراثي . / لا شيء منذ آدم غير ملحمة التراب " . كما
سنجد الأنشودة للشيء المفقود في قصيدة " طنجة " ، في هذا المعادل البصري
والموضوعي ، حيث يقول الشاعر : روائح الأرض كلها أمامي / في صينية بائع
الأفاويه / وبياع عرق السوس بالزنجبيل / يهز في وجهي سترته المجغرفة بأقداح
الماء . / آنئذ أتذكر كم أنا عطشان ! / وأي صيف يستيقظ في كبدي / وأي طيف
من الماضي " . والاهتمام بتفاصيل جغرافيا المغرب ، إنما يفصح عن قرابة
صوفية وتاريخية بين المغرب وبغداد ؛ عندما في قصيدة " عرافة أزمّور " ،
يلتقي نهر أم الربيع بالبحر / وسط محزمة البلاد . هناك / أبحر مولانا بو
شعيب / ليلاً ، في السفينة الآتية بحبيبته عائشة البحرية من بغداد " .
وعندما في قصيدة " جبل القديس برونو " كان يرى الجبل من نافذته الشرقية (
من جهة طنجة ) حوتًا من تراب : " أراه من نافذتي / الشرقية ، حوتاً من
تراب / ودْيانه الوردية عند الغروب تملأها الظلال حتى / يزحف الضباب من
البحر ، ويخفيه / في غلائله البيضاء ، / مرّةً ، ذهبت أتسلقه ، وسرت على
القمة . / واليوم أسير في البيت / جيئة وذهابًا ، كمن أضاع شيئًا / وكلما
بلغت النافذة ، تطلعت شرقاً / وألقيت عليه خلسة ، نظرة . "
في " يوميات من قلعة فيبر سدورف " أنت ، أيضًا ، تنقلك القصيدة لروح
الغابة السوداء ، لعوالم شعرية تعود بك إلى ملوك الريف من شعراء ومفكرين
ورومانطيقيين أثثوا قصائدهم بروح العالم والأشياء ، فيما كانوا ، في
عزلاتهم القروية ، أبناء أصليين . ومع سركون ، هذا الشاعر ابن الشرق ،
أصيلاً يظلّ في قرابته الروحية والشعرية مع العالم وشرق المعنى . وهذا هو
سر أسرار إمساك القصيدة بوجودها. ألم يقلْ ، في أول قصائده المنشورة في
فصلية مشارف ، تحت عنوان كوّة : " إذا لم تفتح الكوّة / لن تطير إلى غرفتك
الحمامة - وأنّ - القصيدة قد تضيع ، إذا لم تجد الخيط الخفيّ / والراوي لن
يعرف القصة " .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

المعنى المختلف بين التبنّي والبنوّة :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

المعنى المختلف بين التبنّي والبنوّة

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: اخبار ادب وثقافة-
انتقل الى: