تشابه علينا البقر!

رغم
الضغوطات الكونية التي فرضت عليّ أن أكون هنا بينكم ولي الشرف طبعاً، مضطر
أن أخبركم بأني شربت الشاي اليوم حد الثمالة، لذا لا تستغربوا حين أغوص في
وحل قصص بعض البشر أو البقر، الذين دمروا عقلي البريء بتفاهاتهم!

فحين يحدثنا
والي الشام آية الله الأسد بروح مكتشف الخازوق: إنها مؤامرة! ويأتي شبيح
بوق لينهق: وراءها أمريكا وإسرائيل والقاعدة وتركيا والفلسطينيين
والسعوديين والمصريين والإماراتيين والقطريين وبعض اللبنانيين وأمم أخرى،
وقنوات الجزيرة والعربية والحرة وسبيس تون... إلى آخر قائمة المتهمين!
فهذا يستدعي فقع مرارتي، خاصة وأن الغباء جاء متوقعاً من طبيب العيون
العاشق المراهق الفاشل الذي ذبح شعبه، واغتصب بعضه.

هذا غيض من فيض،
فمن القصص المنغصات والمدمرات للصحة تلك الحوارات الغثة بين أصدقائي في
الأقفاص الذهبية حين يُطرح موضوع ما، يقفلون الموضوع بينهم بسرية بحرص أن
أسمع ملامحه فقط، وبعبارة تغيظني جدًا: انت رجل متزوج وفاهم! لن أعلق
كثيرًا هنا لأنكم فاهمين أيضاً! لكني سأنتقل بكم إلى قصة أخرى من قصص
"التبقير".

يسألني شخص لا
هو صديق ولا نصف صديق، في رأس القائمة السوداء وعلى حافة التخلص منه،
وأبصم أنه كفاءة مشهود لها بالانحراف! وسؤاله اللولبي الاستنكاري كان:
أتصدق أن الراقصة فلانة- التي تقول إن الرقص عبادة(!)- تشرب الخمور بكثرة؟!
حين سمعت
المعلومة أحسست أن مستوى ذكائي تدنى 10 درجات كحد أدنى! لا أدري هل كان
يتوقع أن يضبطها متلبسة تمارس قيام الليل في الهزيع الأخير مثلا! والله
إني لأرى أن الراقصة أكثر منك فائدة! هي أتعبت صحتها لتهب الناس السعادة
والهناء، بينما أنت أنهكت عقلي يا رجل!

وهل أتاكم حديث
صديقي الشاعر المرهف الذي أربكه جمال خطيبته التي سألته: ما أجمل شيء فيّ؟
فقال لها بعد تفحيص وتمحيص وبدون تركيز وبرومانسية: لون عينيكِ، فردت
بابتسامة: ولكن هذه عدسات!
قمة الإحراج أيها الشاعر، ولكن نصيحة سريعة: اعمل نفسك ميت!

ويقول لي مقرّب قدس الله سره، وجهره كذلك، إن الأب الغربي حين يدخل على
ابنه وهو نائم، فإنه يدخل رويدًا رويدًا، ويوقظه بطريقة لطيفة مرنة كي لا
يفزع، أما بالنسبة له، فذلك مشابه لمكافحة المخدرات عندما تداهم بياع!
ويسألني بمرارة ما الحل؟!
أيها الأب العربي: لن يضيرك أن تكون رؤوفاً في هذا الجانب، الجيل الجديد يترنح فرفقاً!

ومن مدلولات عنوان المقال التي أحب أن أذكرها، أن صديق لي توفي والده في
حين كانت مباراة منتخبي إيطاليا وإيرلندا على وشك الانطلاق، ولكني ضحيت
-كالعادة- وغلّبت تقديم واجب العزاء على مشاهدة المباراة، وقبل الوصول
لبيت ابن المتوفى، كنت أتذكر حديث الابن عن والده ومناقبه العظيمة، وأستعد
لمشاهدة أمم استبقتني لمنزله وضحت بالمباراة مثلي، لكن المنظر كان مثل
عزاء أم مختار في فيلم اللمبي! واكتشفت كذب الابن الذي ضخم إنجازات والده
وزورها، قد أكتبها لكم لاحقاً في سطر إلا ربع! الأدهى لم يأت بعد، بل كان
عندما صمتنا 5 دقائق حزناً، مللنا بعدها وفتحنا التلفاز لمتابعة المباراة
في شوطها الثاني! فقلت في نفسي: سبحان الله هذا جزاء التضحية! عموماً خُيل
لي أنه متابع رياضي جيد كما يقال، وهنا
كان الأدهى مرفوعاً للأس اثنين حين سألني: طبعاً لاعبو إيطاليا يرتدون اللون الأخضر؟!

هذا يكفي، لأن التعليق لا يستدعي أن أستهلك حبرًا من قلمي لأجله.. فعلا تشابه علينا البقر

تشابه علينا البقر!

تشابه علينا البقر! :: تعاليق

تشابه علينا البقر!