** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 نقض مفهوم الديالكتيك السلبي لدى هربرت ماركيوز

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
تابط شرا
فريق العمـــــل *****
تابط شرا


عدد الرسائل : 1314

الموقع : صعلوك يكره الاستبداد
تاريخ التسجيل : 26/10/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 3

نقض مفهوم الديالكتيك السلبي لدى هربرت ماركيوز  Empty
13072013
مُساهمةنقض مفهوم الديالكتيك السلبي لدى هربرت ماركيوز

نقض مفهوم الديالكتيك السلبي لدى هربرت ماركيوز




هربرت ماركيوز ، الذي أعتبره من الشخصيات الرائدة في المدرسة الفرانكفورتية بجيليها الأول والثاني مع كل من أريك فروم ، تيودور آدورنو ، يورجن هابرماس ، ماكس هوركهايمر ، يؤكد في مؤلفه ، الإنسان ذو البعد الواحد : إن أنقسام المجتمع إلى طبقات تستغل إحداهما الآخرى ، هو أحد المظاهر الأساسية للاعقلانية ، لكن هذا المجتمع يقوم بتمويه ذلك ليبدو أحد مظاهر التلاحم الطبقي ، كأن يقوم العامل ورب العمل بمشاهدة نفس برامج التلفاز ، أو أن ترتدي السكرتيرة نفس ملابس أبنة صاحب العمل الأنيقة ، أو أن يركب الزنجي الذي لاحقوق مدنية له سيارة كاديلاك الفارهة .
ويردف ماركيوز في موضع آخر : إن جهاز الأنتاج يسير بأتجاه تحقيق التلاحم الإجتماعي الداخلي وأستبعاد كل أشكال التناقض والتجاوز ، وبذا يكون مجتمعنا أحادي البعد ، ويحيل الفرد إلى ذات المجتمع نفسه ليكون هو الآخر أحادي البعد ، بعد أن يجرد أي محاولة لمناوأته ومعارضته بل نفيه وهدمه من معناها ، مادام يلبي حاجات الناس .
هربرت ماركيوز ، الذي لايكتفي بهذه النظرة الأحادية ، يعمق المسألة في جانب الحاجات الإجتماعية على النحو التالي : الطبقة العاملة هي ، على الدوام ، عامل الثورة التاريخي ، بحكم موقعها المركزي في سير عملية الإنتاج ، بأهميتها العادية ، بعبء الأستغلال الذي تتحمله ، ولكنها أصبحت ، لمجرد مشاركتها في الحاجات التي توطد للنظام استقراره ، قوة محافظة وحتى مضادة للثورة .
في معظم مؤلفاته ، مثل ، الإنسان ذو البعد الواحد ، فلسفة النفي ، نحو ثورة جديدة ، العقل والثورة هيجل وظهور النظرية الإجتماعية ، الجنس والحضارة ، ينتقد ماركيوز حياة المجتمع البرجوازي أنتقاداُ عنيفاُ لا لكي يبرز ، بصورة موضوعية ، المسيئة فيه ، إنما ليحيلنا إلى ثلاثة مظاهر متناوبة متداخلة موجودة على طول الخط ، وينتقل من إحداها إلى أخرى بكل سهولة ويسر :
المظهر الأول : يهاجم الحضارة الإنسانية في كل الميادين ، ويقدح في معطيات التجربة البشرية ، وفي مفاهيم مثل الحق والفن والجنس والأخلاق ، ويعلن تبعية الإنسان لتلك السيطرة الإحادية الجانب ، وكأن الإنسان شيء أو شيئاني ، لايعي وجوده إلا من خلال محتوى العلاقة ما بين الإستهلاك أو المجتمع الإستهلاكي ومفهوم التشيئية .
والتشيئية تتحول إلى دالة أجتماعية في المجتمع الرأسمالي من خلال تحول الإنسان ، وطاقته ، وقدرته ، وعمله ، وكينونته إلى شيء لم يعد شيئاُ ، إلى شيء لايتجاوز ذاته ، إلى شيء له خاصية متناقضة عن مدلوله في التشكيلات التاريخية الأقتصادية السابقة .
وهكذا تكون التشيئية أستلاباُ حقيقياُ ، أغتراباُ يمسخ كل الوجود ، يفسخ العلاقات والمعاني ، لذلك عندما تنصت إلى حديثه تحس كأنه يلغي الموضوعي كلياُ على صعيدين ، الصعيد التاريخي ، والصعيد الزمني ، ويخصص للآنية التاريخية الزمنية .
وهاهو يقول في مؤلفه ، الإنسان ذو البعد الواحد ص 193 : وعن طريق التكنولوجيا على وجه التحديد يصبح الإنسان والطبيعة موضوعين للتنظيم وقابلين لأن يحل أحدهما محل الآخر ، والمصالح الخاصة التي تنظم الجهاز وتخضع له تتستر وراء أنتاجية وفعالية شاملتين ، وهكذا أصبحت التكنولوجيا الناقل الأكبر للتشيؤ ، ذلك التشيؤ الذي بلغ أكمل أشكاله وأنجعها .
وحتى في حديثه عن الجنس ، في مؤلفه الأيروس والحضارة ، يحوله إلى سلعة باهتة من خلال تركيز المجتمع الصناعي على محتوى المجلات الدعارية ، والرحلات الترفيهية ، والنوادي ، بمعن أنه يفرغ الجنس من مضمونه الحقيقي ليحوله إلى مبدأ اللذة الأجرائية أو المتعة الهرمونية ، والذي يتحرك في الإنسان كما يتحرك هذا الأخير في المجتمع الصناعي الأجرائي .
وكما أنه يفرغ الطبقة الثورية من ثوريتها ، يفرغ الجنس من كنهه ، ليقول لنا : إن المجتمع الرأسمالي الصناعي الأجرائي التكنولوجي يحرر الجنس من عقاله شرط ألا يكون موجودا ، شرط ألا يوجد ، شرط ألا يتمتع بوجوده إلا في غيابه .
المظهر الثاني : يطرح المواضيع بصورة رائعة ، ويلج في غياهب داكنة دامسة ، ويدنو من الكشف عن تجليات الحل الذي من المفروض أن يعقل ذاته ، لكنه ، للأسف ، يغدو ، في كل تعابيره ، اسيراُ لمنطوق أسميه بالأنطولوجيا الواقعية ، تلك الأنطولوجية التي لاتتحرر مطلقاُ من فحوى الوجود المجتمعي وكأنها مطابقة ناقصة ما بين الوعي الأجتماعي والوجود الأجتماعي لأن هذا الأخير يخلق ما يمكن أن أسميه بالوعي المشوه ، الوعي الذي لا يعي ذاته ، الوعي المقيد ، الوعي الذي لايفسر ذاته من خلال الوجود المجتمعي لإن هذا الأخير بدوره لا يجسد إلا الأنطولوجية الظاهرية في الممارسة .
ومن هنا تحديداُ ، يرتكب ماركيوز حماقة في ( الفهم الهيجلي الماركسي للطبيعة ) ليعلن إن هذه الأخيرة ليست إلا إحدى الصور المنفية تماماُ في العقل الهيجلي ، وليصبح الفهم ( وأنني أفضل تعبير التفهم الإحادي الجانب ) شكل ميتودولوجي للتطابقية المنحرفة في أساس ، وسلوك ، ووعي ، وممارسة ، المجتمع الرأسمالي الصناعي التكنولوجي .
المظهر الثالث : يتمحور هذا المظهر حول مفهوم الديلكتيك الذي كلما اقترب من حقيقته أبعده ماركيوز عنها عنوة وأضفى إليه أشكالية السلبية ، التي تمنعه من أن يلج في الوقائع ، في الطبيعة ، في فحوى التطور ، كما هو معروف في حده الأدنى .
في مؤلفاته الثلاثة تحديداُ ، الجنس والحضارة ، العقل والثورة ، الأنطولوجيا الهيجلية وأسس نظرية السببية ، يضفي ماركيوز إلى الديالكتيك سلبية ما بعدها سلبية ، ويماهيه باللاعقلانية التي ( تتسم ، أصلاُ ، بنزعة عملية إلى إفناء الذات ) ، ويحاكيه بالعقل الذي هو في ( جوهره تناقض ، ومعارضة ، ونفي ) ، ليحول التناقض في الديالكتيك إلى تركيب صناعي تكنولوجي ، أي الديالكتيك التناقضي البنيوي إلى ديالكتيك تركيبي تراصي تلاصقي .
وليته توقف عند هذا الحد ، فهو ، إما أن يرى الوقائع بشكل أرسطوي ، أو بشكل تجميعي أوغسطيني ، أو بشكل وظائفي لاماركي ، أو بشكل تطوري هيجلي ، كما بينا سابقاُ ، أو أن يجنح نحو مفهوم الفوضى في السلطة ، مقلدا بذلك زميله تيودور آدورنو ، فهاهو يؤكد في مقاله ، حول مفهوم النفي في الديالكتيك ، المقدم إلى المؤتمر الهيجلي السادس ، براغ 1966 ، إن الديالكتيك المادي لا يزال يرسف في أصفاد العقل المثالي ، وهو يبقى إيجابياُ طالما هو لم يخل بنظرية التقدم القائلة بأن المستقبل يكمن ، دائماُ ، في الحاضر ... في الديناميكا التاريخية لايمكن لنفي الكل التناحري القائم أن يأتي إلا من الخارج .
والآن يمكننا أن نبدي عدة مآخذ جوهرية حول هذه الرؤيا المتعلقة بما سميته بالديالكتيك السلبي :
المأخذ الأول : ضعف العلاقة ما بين العلة والمعلول في منظومة ماركيوز ، وتحول العلاقة السببية إلى مجرد تداعي صور وتناقل سلطوي ، بل إن التطابق ما بين الوجود الأجتماعي والوعي الأجتماعي ليس إلا معطى تافه ، سلبي ، في الوجود القائم .
ماركيوز ، الذي لايدرك أبداُ الحركة في العلة والمتحرك في المعلول ، يمزج ما بين ماركس الشاب ، وهيجل ، وأرسطو ، وأوغست كونت ، ليخرج لنا بمختبر خارج التاريخ ، مختبر فيه الكثير من الواقع المقيد المصفود وفيه القليل من الموضوعي .
الماخذ الثاني : غياب العلاقة ما بين العلة التاريخية والمعلول التاريخي ، فهو لايفسر الأحداث والوقائع حسب الدالات في التاريخ ، إنما يفسر التاريخ حسب مدلولات الأحداث والوقائع . لذلك هو يبدو كمحمد لطفي المنفلوطي في مؤلفه الفضيلة أو ماجدولين ( المقتبس ) الذي يكثر من الوصف المسهب والأحساس الفياض ليرغمنا إيجابياُ على الأقتناع بمصداقية تلك القضايا .
ولكي لانغمط عليه حقه ، أذكر فقط أنه أستند إلى الواقعة في تفسير ذاتها ، لكن هذا يتباعد كثيراُ عن منطق التاريخ حسب جوستاف لو بون ، كما أنه يصعب علينا أن نقارن ذلك بمفهوم العلة التاريخية لدى الآخرين ، كما هو الكبت لدى فرويد ، والأستغلال لدى ماركس ، والصيرورة لدى هيجل ، والأخلاق لدى سقراط ، والحدس لدى برغسون .
المأخذ الثالث : ضغف محتوى النفي الحقيقي في الطبيعة الإجتماعية لديه ، ذلك النفي الذي لايكترث لا بالإرادة ولا بالرغبة ولا بالمظهر ولا بمحتوى التلاحم الذي ركز عليه ماركيوز ، لأنه جزء فعلي من الطبيعة الإجتماعية ، وصادق في التعبير عن نفسه .
فالنفي ليس سلوك خارجي أو نتيجة مستنبطة من تطور التاريخ ، أنه مغروس غرساُ فيه ، أنه جوهر الديالكتيك الفعلي لأنه هو حقيقي أيضاُ . وربما هذا هو المعيار الأكثر وضوحاُ في تبيان المفارقة ما بين الديالكتيك السلبي والديالكتيك الإيجابي .
المأخذ الرابع : رغم أنه يعتمد على فترة معينة من التاريخ البشري لتفسير مجمل قوانينه ، ورغم إن هذه الفترة هي من اقوى ملامح التاريخ البشري في تطوره ، إلا أنه فشل فشلاُ ذريعاُ في توضيح ، وفقط توضيح ، فحوى الميكانيزم في الطبيعة ، ودالة ومدلولات الصيرورة فيها ، لأنه أستند إلى حاصل النتيجة الجامدة ، وليست الحية والفاعلة ، لأنه رأى الطبيعة كوحدة أنسجام ، كحالة تلاحم ، وليس كحالة تناقض ، كحالة تتجاوز ذاتها بحكم الضرورة ووعي الضرورة المتلازمان .
وبسبب غياب ( الميكانيزم والصيرورة ) أضطر أن يقدح حتى في تلك الفترة من التاريخ البشري ، و أن يسفه كل الوقائع ليعلن لنا بكل صفاقة وجلف أننا إزاء تاريخ فاشل ، تاريخ كارثي مدمر ، تاريخ خاضع للممارسة البليدة ، تاريخ المجتمع الصناعي التكنولوجي .
المأخذ الخامس : في الحقيقة إن مفهوم الديالكتيك السلبي لدى هربرت ماركيوز ذو أتجاهين ، الأول : هو ما عرضناه بصورة عامة عندما تحدثنا عن محتوى التلاصق والتلاحم دون الربط والأرتباط ، لذلك بدا لنا ديالكتيكه كنوع حيادي لايتدخل لا في تفسير الوقائع ولا في بيان سلوكها ولا في تقرير نتائجها ، والثاني : وهو الأخطر وهو النفي الكلي التام ليس لقيمة التاريخ إنما للتاريخ نفسه ، أي ، بتعبير آخر ، هو النسف والدمار للوقائع ، ما معنى ذلك ؟
إذا كان الديالكتيك ( الإيجابي ) يولد الجديد من القديم بصورة موضوعية أعتماداُ على التناقض الداخلي لينتقل بالتاريخ ( القديم والجديد ) إلى تاريخ جديد ، فإن الديالكتيك السلبي ينسف القديم ليولد جديداُ أبشع منه ، أي هو ليس إلا الأنتقال من السيء إلى الأسوء ، وهذا هو التحطيم والتهشيم . ( وإلى اللقاء في الحلقة الثالثة والعشرين ) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

نقض مفهوم الديالكتيك السلبي لدى هربرت ماركيوز :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

نقض مفهوم الديالكتيك السلبي لدى هربرت ماركيوز

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» هربرت سبنسر وإشكالية مفهوم التطور ..
» مفهوم مفهوم الإرادة العامّة والتأسيس الأخلاقي والقانونيّ للحريّة والتسامح
» في مفهوم الانفصال
» شخصيات خالدة هربرت سبنسر * فيلسوف بريطاني ( 27 ابريل 1820 - 8 ديسمبر 1903 )
» مفهوم الدولة

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: