** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

 

 نظريات المنهج في تحليل الخطاب النقدى مقارنة بين الأنجلوساكسوني الجديد والشكلانية الجديدة 2

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هذا الكتاب
فريق العمـــــل *****
هذا الكتاب


عدد الرسائل : 1296

الموقع : لب الكلمة
تاريخ التسجيل : 16/06/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 3

نظريات المنهج في تحليل الخطاب النقدى  مقارنة بين الأنجلوساكسوني الجديد والشكلانية الجديدة  2 Empty
15102012
مُساهمةنظريات المنهج في تحليل الخطاب النقدى مقارنة بين الأنجلوساكسوني الجديد والشكلانية الجديدة 2

نظر ” الشكلانيون ” إلي ” الباطن ” وإلي
العناصر التي تتفاعل مع بعضه ، لتكون بناء شكليا فريدا ، يستخدمون في وصف
هذه العلاقات الشكلية ألفاظا مثل الإيقاع ، والانسجام ، والوتر ، والتصميم
البصري والموسيقي ، تحدثوا بازدراء عن الذين يتخذون من الفن حافزا
للانفعالات ، ثم يقيسون قيمة العمل الفني ، وليس من قبيل المصادفة أن نجد
إشارات الشكلانية في كتابات النقد الجديد ، إذ أن نظرتهم إلي الفن كانت
متشابهة إلي حد بعيد لنظرة النقاد الجدد ، يقيم ” رانسوم ” توازنا بين
القصيدة وبين الشكلي التصميم للقصيدة الفنون البصرية ، ويرى ” بروكس ” أن
القصيدة نمط من حالات الاستقرار التوافقي والتوازن والانسجام ، المستمدة من
لغة الموسيقي ، ويري ” سوليتز ” أن الاهتمام انصب عند النقاد الجدد ، كما
هو الحال عند الشكلانيين علي الوسط ، أي اللغة .[18]

تظهر أيضا قواسم الاشتراك بين الشكلانيين
والنقد الجديد ، في التحليلات الحديثة للشكل والإيقاع في الدراما ، وهو
مجال يجري استكشافه علي نحو لم يسبق له مثيل في ” النقد الأدبي ” والكشف عن
حتمية اللجوء إلي الدراما من أجل تصوير عصر بعينه تصويرا فنيا ، منطلقين
من الجوهر المضمونى للقوانين البنائية والشكلية الخاصة بالشكل .[19]

كان لطغيان الشكل في المدرسين أهمية مضمونية عميقة ، يحقق من الناحية العملية الاكتشاف الفني الأساسي بصورة ملموسة .

أثارت قيمة ” المعني في الأدب قدرا كثيرا
من المناقشات بين النقاد الجدد والشكلانيين ، تعتبر هيمنة المعني عنصرا
مهما في الأثر الأدبي :

إنها تحكم وتحدد ، وتغير العناصر الأخرى ،
كما أنها تضمن تلاحم البنية ، وتكسب الأثر نوعية من خلال الخصوصية النوعية
للغة الشعرية وبدون هذه الهيمنة لا يمكن للشعر أن يفهم أو يحاكم باعتباره
شعرا .[20]

انتهي الشكلانيين ، النقاد الجدد في
بحوثهم إلي عدم التطابق الحرفي بين الأدب المتخيل وشخصية منتجه ، فالعمل
الأدبي لا يتجاوز نفسية مبدعه ، ويكتسب خلال عملية الموضعة الفنية وجوده
الخاص المستقبل به وعلي هذا فإن العمل الأدبي لا يتطابق بشكل كامل مع
الهيكل العقلي للمؤلف ، ولا المتلقي ، ومهما كان نوع التعبير عن التجربة ،
الذي يزعم المؤلف أنه ماثل في العمل ، فهو لا يتعدى ، أن يكون مجرد عنصر من
الدلالة المتكاملة الفني .[21]

وهذا أساس مشكلة إلغاء الشخصية في الدراسة
النقدية الشكلانيين وفي النقد الجديد ، هذا بالضبط ما ذهب إلية إليوت في
قوله ” الشعر ليس تبديدا للعواطف ولا تعبيرا عن الشخصية ولكن هروب من
الشخصية .[22]

كان الشكلانيين ولوع مثل النقاد الجدد
الأمريكان بالكشف عن القوانين الداخلية التي تنظم الأثر الفني ، فاستخدموا
عمليا أول قاعدة في تحليل كل نص ، وهي قاعدة البحث عما هو متأصل في الذات ،
أي العلاقة الداخلية في تشكيل النص ، واهتمو فضلا عن ذلك بالعلاقة الأدب
واللغة ، فإذا كان الدب منظومة إشارات ، فهو يستند إلي منظمة أخري هي اللغة
، وتدخل أشكال اللغة الجارية في منظومة الأثر ، فتكتسب فيه وظائف جديدة
.[23]

يري الكثيرون النقد الجديد نقدا شكلانيا ،
لكن عند المقارنة الدقيقة لهذا النقد بالشكلانية الروسية ، نكتشف اختلافا
بين التيارين رغم مابينهما من أوجة تشابه متعددة ، تتمثل في تركيز هما علي
النص الأدبي ذاته وإذا اعتبرنا الشكلانية الروسية ، تيارا شكلانيا حقيقيا
،فإن النقد الجديد صورة تقريبية للشكلانية ذلك في نظريا أن تمسك النقاد
الجدد بالمنهج الشكلي لم يكن إلا محاولة من جانبهم للتعبير المباشر عن
القيم الإنسانية ، التي كانوا يؤمنون بها ، ويدافعون عنها ، بمعني أن
أفكارهم وآراءهم عن الشكل الأدبي ، كانت في الأصل تعبيرا عن موقف إنساني ،
يتناسب مع مفهومهم لوظيفة الأدب ، في محاربة القيم السائدة ، في عصر يحكمه
أساسا العلم والتكنولوجيا ،علي عكس الشكلانيين الذين حاولوا عزل العنصر
الإنساني من مجال الإبداع الأدبي ويعني ذلك باختصار ، أن ” أدبية الأدب ”
في النقد الجديد ؛ ليست شيئا داخل النص نفسه ، وإنما في موقف القارئ من
النص ومدي استجابته له ، ومن نظام القيم الذي يضفيه علي النص ، ويشكل ذلك
البعد الإنساني ” نقد إليوت ” ومدرسة النقد الجديد ، ذلك أن أدبية الأدب
وقيمته إنما تتحدان في تجربة القارئ وخبرته والأفكار علي النص الأدبي التي
يسقطها .[24]

2 – النقد الجديد والنقد البنيوى

وتفترض ” البنيوية ” بعض الافتراضات
المماثلة للنقد الجديد ، ولكن الأسباب مختلفة تماما ، وتؤدي إلي نتائج .
ظهرت البنيوية منهجا ومذهبا فكريا علي أنها رد فعل علي وضع ، ساد العالم
الغربي في بداية القرن العشرين ، تمثل في تشظي المعرفة وتفرعها إلي تخصصات
دقيقة متعددة ، تم عزلها بعضها عن بعض ، لتجسد مقولة الوجوديين حول عزلة
الإنسان ، وانفصامه عن واقعة ولعالم من حوله وشعوره بالإحباط والضياع
والعبثية ولذا ظهرت الأصوات التي تنادي بالنظام الكلي المتكامل والمتناسق ،
الذي يوجد ويربط العلوم بعضها ببعض ، ومن ثم يفسر العالم والوجود ، ويجعله
مرة أخري بيئة مناسبة للأنسان ولا شك أن هذا المطلب مطلب ” عقيدي إيماني
،إذ أن الإنسان في حاجة إلي ” الإيمان مهما كان نوعه ولم يشبع هذه الرغبة
ما كان سائدا من المعتقدات الإيديولوجية ، خاصة الماركسية والنظرية
الفرويدية فقد افتقرت مثل تلك المذاهب إلي الشمول الكافي لتفسير الظواهر
عامة ، وظهرت البنيوية منهجية تسعي لأن تكون شاملة ، توحد جميع العلوم في
نظام إيماني جديد من شأنه أن يفسر علميا الظواهر الإنسانية كافة ، علمية
كانت أو غير علمية .

من هنا كان للبنيوبة أن ترتكز مرتكزا معرفيا.

فاستحوذت علاقة الذات الإنسانية بلغتها
وبالكون من حولها ، علي اهتمام الطرح البنيوي في عموم مجالات المعرفة :
الفيزياء ، والرياضيات ، والانثروبولوجيا وعلم الاجتماع والفلسفة والأدب
ولذا توجهت البنيوية توجها شموليا إدماجيا يعالج العالم بأكمله بما فيه
الإنسان .[25]

كان من نتائج هذا التحول أن اختلفت
البنيوية مثل ” النقد الجديد ” عن غيرهما من النظريات ، التي سادت قبلهما ؛
خاصة نظرية المحاكاة والنظرية التعبيرية الرومانتيكية ، كما تغير مفهوم
العالم الخارجي معزولا عن اللغة ، التي تصفة ولا هو مجرد تجربة انطبعت في
الدماغ ، تستطيع تمثيلها بتجرد تام من بعد ، وبهذا لم تعد اللغة وسيلة
سلبية لنقل الأفكار والمفاهيم ، وإنما هي الأساس الفاعل المنتج لهذه
المفاهيم التي تنقل بواسطتها.

تأثر ” كلود ليفي ستراوس ” بدرسات حلقة
براغ اللغوية في مجال الأنثروبولوجية ونهج مبادئها في رسالته الشهيرة عن
القراية عام 1949 وكانت هذه الرسالة بداية انتشار ظاهرة البنيوية في فرنسا ،
وسيطرتها علي جميع ألوان النشاط الأدبية والفكرية .

بقيت ” البنيوية السوسيرية ” Saussuren
عموما خاصة بالألسنيين حتي الحرب العالمية الثانية عندما لجأ ” كلود ليفي
ستراوس ” Claud Levi Strauss إلي أمريكا ، والتقي هناك مع الألسني الروسي
” رومان جاكبسون ” Roman Jakobson وتطورت البنيوية ، أنتجت أعلاما منهم ؛
التوسير Alhusser Louis ورولان بارت Roland Barthes وميشيل فوكو Michel
Foucault ومع هذا تناقصت أهمية البنيوية في فرنسا في السنوات الأخيرة ،
بينما تطورت في البلاد الناطقة بالإنجليزية ، ويحتل ” ادموند ليش Edmund
Leach مكانة أساسية في مجال اللسانيات في إنجلترا ، بينما يقوم ” بلومفيلد
” Bloomfield ”و جوناثان كوللر ” Jonathan Culler بدور مهم في نشر
النظرية البنيوية ومنهجها في الأدب ، علي مستوي الولايات المتحدة ، وتفاعلت
مع النقاد الجدد.[26]

وتعود أهمية ” البنية ” في النقد الأدبي مثل النقد الجديد الأمريكي ، إلي ما قبل

” سوسير” بكثير ، تعود إلي أرسطو ، كما
أكد أهميتها معظم نقاد الأدب ومنظريه علي مر العصور ، ولعل ” نورثروب فراي ”
من النقاد الجدد الأمريكيين ، ومطور النقد الجديد ” البنيوية ” كما أشرنا
سابقا – هو المثل الواضح من المعاصرين لكن حديثا ارتبط مفهوم النقد البنيوي
بمجموعة من ناد فرنسيين ، تبنوا صراحة ” المثل اللغوي ” عند سوسير وهذا ما
جعل ” جوناثان كولر ” يميز البنيوية عن السيميائية تمييزا جغرافيا لا
مفهوميا .

تتجه أبحاث النقد البنيوي إلي نشاط القارئ
بصورة خاصة وكما يحث في النقد الجديد ، يهمل دور المؤلف في عملية استنتاج
المعني من النص . ترتكز البنيوية علي فرضيات ؛ الأولي عن اللغة ودورها
الأساسي في النشاط الإنساني ، وهذه الحقيقة تقودنا إلي النتيجة التي توصل
إليها النقد الجديد ، التي تري أن معالجة القارئ للنص في قراءته كمعالجة
المؤلف في بنائه ، والبنيوية تري أن إدراكنا للواقع مشروطة باللغة ، ويتم
بواسطتها هذا الإدراك لأنه مقيد بها . وترتكز في الفرضية الثانية ؛ علي
رؤيتها للشعر نظاما لغويا ، يعمل علي عدة مستويات منها : مستوي اللغة ذاتها
، ومستوي اللغة الشعرية ، الذي تتحول فيه البنية اللغوية في كل مستوي إلي
عنصر مختلف وترتكز في الفرضية الثالثة علي رؤية العمل الأدبي في ذاته من
مستويات مختلفة .[27]

يؤكد لنا هذا الانطباع الذي دعا إليه ”
ميشيل فوكو ” ونادي من خلاله بموت ” الإنسان ” وهو يقصد بذلك الموضوع الذي
نشأت وتبلورت حوله الاهتمامات النقدية في القرن التاسع عشر .

ومن ثم يتبين لنا أن الاكتشاف الكبير الذي
تنسبه البنيوية إلي نفسها هو أن الواقع الوحيد الذي يقوم عليه الأدب لا
يخرج عن إطار الخطاب أو اللغة .

يحاول أصحاب هذا الاتجاه إذن أن يجعلوا من
الدراسة الأدبية ، ضربا من المعرفة العملية ، وهو ما يطلقون عليه اسم ”
علم الدب ” أي قواعد الإنتاج الأدبي وقوانينه ، ويتم ذلك في نظرهم ، بتحديد
وظيفة عملية التأليف أو الكتاب في صورة عملية مادية .

ساعدت هذه الفرضيات الناقد البنيوي
والناقد الجديد علي تعريف الأدب بناء لغويا يختلف عن الأبنية اللفظية
الأخرى يوشك أن يكون الفرق بين النقد الجديد والبنيوية راجعا إلي حالتين من
حالات الفكر ؛ فالاتجاه البنيوي عقلاني ، يهتم بالإنسان قبل اهتمامه
بالوقائع الموضوعية ، علي خلاف النقد الجديد ؛ فهو تجريبي وظيفي ، يعتمد
علي الملاحظة المباشرة للعلاقات المتبادلة بين الموجودات ، فالاتجاهان
متكاملان ، ويظهر التكامل بينها حين نخرج من مجال النقد النظري إلي مجال
النقد التطبيقي ؛ فهناك نلاحظ تقاربا – إن لم نقل اتفاقا – في المبادئ
والوسائل والنتائج .[28]

لا تختلف البنيوية عن النقد الجديد
الأمريكي بشكل عام : فهي تتعامل مع النص علي أنه مادة معزولة ذات وحدة
عضوية مستقلة ، وأنه منفصل ومعزول عن سياقه وعن الذات القارئة . تأسس مثل
النقد الجديد – مع التفاوت في التطبيق – علي فكرة جوهرية مؤداها أن
الارتباك العام لفكرة أو لعدة أفكار مرتبطة ببعضها في النقد التطبيقي
محاولة التوحد بين لغة الأثر الأدبي ، والأثر الأدبي نفسه ، باعتباره نسق
يتألف من جملة عناصر من الدلالات الشكلية والفنية .

وقبل أن يشرع النقاد البنائيون في عرض
الجانب البناء أو الإيجابي في مفهومهم للأدب ، وفي ممارستهم للنقد الذي
غالبا ما ينصب علي النص ولا يكاد يفارقة أو يجاوزه إلي ما عداه ، نراهم
يقومون ويشاركهم في هذه المهمة ” النقاد الجدد ” بعملية تطهير لكل ما شغل
الساحة النقدية من مخلفات الماضي ، وإرهاصات الحاضر القائمة علي الأوهام
وأول ما يوجه إليه النقاد سهامهم مفهوم ” المؤلف الأدبي ” نظرا لارتباط هذا
المفهوم بشخصية الكاتب والعمل الأدبي بالإنسان اكتسبت ” التفكيكية ” وهي
نظرية ” ما بعد البنيوية ” منذ ظهورها عددا كبيرا من الممثلين والمدافعين ؛
في فرنسا وفي الولايات المتحدة أيضا ، وجدت في أمريكا مقرا في ” جامعة ييل
” Yalle، حيث ارتبطت بعدد من الأسماء مثل ” جيفري هارتمان ” Geoffrey
Hartman و “بول دي مان ” Paul de man وهيلزميلر Hillis Miller تم علي
أيدي النقاد المنظرين الأمريكيين تطبيق التفكيكية بصورة أكثر خصوصية علي
نصوص الأدب ، ويري بعضهم أنه تم استيعابها بصورتها الأمريكية في النقد
الجديد الذي لازال سائدا ، أي أن التفكيكية طبقا لهذا الرأي ، دجنت في
الأكاديمية ، وتحولت إلي نسخة متطورة أكثر براعة وحساسية ، نسخة لنوع من
قراءة النصوص بالنقد الجديد ، إن التفكيكية كما يراها ” جاك دريدا ” Jacque
Derrida تكشف عن معني معين ، وتجعله في متناول الفحص ، تسمح بتحليل
العلاقة بين اللغة وبنياتها ، والمعني أو المعزي الذي تدل عليه ، تعيد
أطروحة دريدا بناء النصوص للفحص التفكيكي ، بصرف النظر عن ذاتيتها أو
موضوعيتها ، تعتمد التفكيكية التمييز في لغة الأدب بأنها لغة مشغولة بذاتها
.[29]

تلغي التفكيكية – كالنقد الجديد – التمييز
بين النقدوا لإبداع وكون اللغة هدفا لذاتها ، تقابل الشكل والهدف في النقد
الجديد طور أتباع دريدا الأمريكيين مختلف أوجه عمله بطرق خاصة ، اهتم ” دي
مان ” بطريقة النقد الجديد ، التي تشيد بالبنيات للنص ووصف باحثون مفاهيم
دريدا بأنها ” لعبة ” طورها أتباعه إلي نظرية قريبة من النقد الجديد ”
نظرية المتعة كما سنراها عن إليوت تتمثل في توريات التداعي اللغوي والأدبي
ومعاني المفارقة والسخرية والالتباس ، التي تنغرس لدي دريدا وآخرين في بنية
اللغة ذاتها . [30]

وإذا كان النقد الجديد يركز علي الوحدة
العضوية فإن التفكيكية ترفض مفهوم الوحدة العضوية للنص وتري أن كل نص أدبي
يشمل بلا ضرورة علي مفصلة لا تؤدي إلي تماسكه ، بل علي العكس تؤدي إلي
تفكيكه وانهياره ، يري التفكيكيون أن الكاتب يهدم ما يبني ، ويفك ما يركب
في عملية الإبداع وهناك فارق آخر بين النقد الجديد والتفكيكية ، فالنقد
الجديد يدعو إلي تحليل النص تحليلا دقيقا مركزا بهدف الوصول إلي تفسير محدد
له ، بينما ترفض التفكيكية أن لكل نص تفسيرا محددا ، وتستخدم التحليل
الدقيق للنص من أجل دحض هذه الفكرة ولربما كانت إيجابيات هذا النوع الجديد
من النقد ” البنيوي التفكيكي ” تتلخص في المتطلبات الصارمة التي يفرضها علي
القارئ إلا أن هذا الطلب يحد في الوقت ذاته من انتشار الأدب الجديد ، بسبب
صعوبة العثور علي عدد كبير من القراء يتخلي بهذا المستوي الممتاز الأمر
الذي يخلق نوعا من الأرستقراطية الأدبية المحدودة .ومن السلبيات الأخري
لهذا النقد ؛ التجاوز المتعمد لعالم ، الذي ينشا فيه الكاتب ويتأثر به مهما
حاول التجرد منه أو لترفع عليه في إنتاجه الأدبي ومن الواضح أن هذا
التجاهل يرجع إلي تضحم المستوي المعرفي لدي النقاد البنيويين ، بسبب كلفهم
الشديد بالعلوم الحديثة ، ونفورهم من أي تقييم يقوم علي التذوق والمعايير
الذاتية فالأدب ليس معرفة فحسب أو تصنيقات لغوية شكلية ، فاللغة قيمة تتشكل
من رؤية المبدع للعالم .لقد غالت البنائية في الانتقام من مراوغة اللغة ،
وغالت التفكيكية في الإفادة منها وظن البنائيون المتعصبون أن كل مراوغة يجب
أن تحارب ، فهم عشاق الدقة والباحثون في اعتقادهم ، عما هو أهم من صناعية
التفسير ، ذلك الأهم عنهم هو النسق التقابلى والافترضات الثنائية ، ولكن
النقاد الجدد يجلون الاحتفاظ بأصداء المراوغة في الشرح والتنوير ، ويصلون
هذه الأصداء بنوع من القمية وربما لايخلو من نبرة الشعر والخيال ، هؤلاء
مولعون بإنسانية التفسير والدعوة إلي الخبرة الخاصة التي تومض وتختفي إن
أقصر طريق لتقويم البنائية وبناتها في غلوها ، ان يقال إن البنائيين دافعوا
عما هاجمه النقد الجديد ، البنائية وضعت لا أكثر لذا يري بعض الباحثين أن
البنائية أشبه بالردة ، التي تخفي بساطتها في أقنعة مستقاة من الأوضاع
الدراسة النظامية للغة حيث الكلمات علامات من قبيل إيماء الدخان إلي النار
إيماء الضوء الحمر إلي الوقوف وإيماء كثرة الرماد إلي الكرم وتعود في غمضة
إلي البلاعة القديمة ونخلص من هذا كله إلي أن الصراع النقدي ، تبلور منذ
بدايات القرن العشرين بين تيار النقد الجديد ، والتيار الشكلاني البنيوي
والتفكيكي ، وبالرغم من وجود كثير من الاختلافات بين الجميع ، فإن التركيز
علي بنية النص وعلي الوظيفة الجمالية والاهتمام ” بالنص ” هو الجامع الأكبر
بين هذه التيارات ، التي تهتم بالشكل ، وتبرز مدي تفرده التكشف عن سر
الشكل اللغوي طالما ألحت علي أن القراءة الدقيقة الفنية للنصوص عمل هام
للنقد ، بل أكثر من ذلك أنها العمل الوحيد المشروع له ، كذلك الأمر يمكن أن
يقال عن الأسلوبية وبعض الاتجاهات ” السيميوطيقية ” الأخرى .

ونستخلص من تطور مدرسة النقد الجديد ، أن
النقاد الجدد يعملون معا في مدرسة واحدة ، غير أن كل جماعة تلتزم طريقتها
الخاصة المكلمة للأخري ، ويتكيز عندهم النقد بطرق متنوعة ومرنة وصارمة في
آن واحد ، وهذا أمر طبيعي نظرا لما طرأ علي النقد الجديد من تطورات . كان
لكل ناقد منهم وجهة نظره الخاصة ، يريد أن يبرز من خلالها صوته المتميز ،
وعلي من اختلاف أبناء المدرسة الواحدة في مناهجهم ، نلاحظ أن ” الذوق الفني
” وتناول بنية النص من الداخل والشكلانية ، يظل له احترامه عند معظم هؤلاء
فالذوق الفني عند الجميع معيار للنقد والبنية هدف في النقد نفسه ، وهي
معايير تتميز بالمرونة وسعة النظر .

ويقف النقاد الجدد عند اللغة موقف ” أرسطو
” فهم نقاد ” أرسطيون جدد ” ، يركزون علي الأسلوب واللغة ، ولعل امتياز ”
إليوت ” علي جميع هؤلاء النقاد – كما سنري – هو إكمال العملية النقدية
عنده فمع إلحاحه علي أهمية اللغة والأسلوب ، نجده يؤكد مرة بعد مرة علي ن
غاية النقد هو إظهار القيمة الجمالية للعمل الأدبي .

أنجزت حركة النقد الجديد من الأعمال ما
جعل تأثيرها هائلا في عصرنا الحاضر ، فلم يسبق في تاريخ النقد أن ظهر كل
هذا القدر من التحليل المنهجي والشكلي المرتبط بالنص ارتباطا وثيقا اعتمد
منظرو النقد الجديد الأمريكيين كثيرا علي نتاج إليوت الشعري وعلي بعض آرائة
النقدية وتأثروا به . ويأتي في مقدمة هؤلاء : آلن تيت ، وبروك ، وولسون ،
وما كليش ، وليفز ، وريد ، وليفز ، وويلك ، وفراي ، مجموعة كبيرة من
النقاد ، الذين تأثروا بنظرية إليوت النقدية ، بنقدهم الجديد علي المشهد
النقدي في القرن العشرين وعلي حداثة النقد العربي المعاصر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

نظريات المنهج في تحليل الخطاب النقدى مقارنة بين الأنجلوساكسوني الجديد والشكلانية الجديدة 2 :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

نظريات المنهج في تحليل الخطاب النقدى مقارنة بين الأنجلوساكسوني الجديد والشكلانية الجديدة 2

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» نظريات المنهج في تحليل الخطاب النقدى مقارنة بين الأنجلوساكسوني الجديد والشكلانية الجديدة 1
» مقارنة بين نظريات فالون وبرونر وبياجيه
» إشكالية المعنى في الخطاب النقدي العربي الجديد
» في إشكالية تحليل الخطاب
» البدايات إلى تحليل الخطاب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: اخبار ادب وثقافة-
انتقل الى: