عصر مابعد الديناصورات

[b]
[/b]
عصر مابعد الديناصورات

قبل
50 مليون سنة حدثت كارثة طبيعية
هائلة إذا انفجر بركان كبير غطى
مساحة كبيرة من الغابات ولكون
المصهورات المنطلقة من باطن
الارض مست في طريقها مكامن
المياه الجوفية إزدادات قوة
الانفجار الى الضعف. على مدى 1,5
مليون سنة ترسبت في البحيرة
البركانية التي شكلها الانفجار
طبقات سميكة من الطين الاسود
لتصبح اليوم طبقة زيتية لزجة.

قرب قرية المانية تسمى ميسيل (Messel)
، تبعد حوالي 20 كيلومتر عن شرق/شمال مدينة فرانكفورت، كان الانسان قد
وصل الى هذه الطبقة
الطينية منذ نهاية القرن الثامن عشر
واستخرج منها الزيوت. غير ان هذه الطبقة لاتحوي فقط على
الزيت بل انها من اغنى مناطق العالم بالمستحاثات الحيوانية.

عام 1995 اضافت اليونيسكو المنطقة الى سجل
الموروث الثقافي العالمي، بعد ان كان على حافة ان يتحول الى مزبلة.
اليوم تعتبر المنطقة منجماً لايقدر بثمن للمستحاثات الحيوانية حيث يجري استخراج حوالي 3000
مستحاثة سنوياً، تتوزع بين مستحاثة حيوانية او نباتية او سمكية او حشرية.
اغلب هذه المستحاثات كاملة البنية وقد تحولوا الى صخر مع ادق التفاصيل،
مما يساعدنا على رؤية الطبيعة كما كانت عليها قبل 45 مليون سنة.

في ذلك الوقت كانت الارض تمر في عصرها الاوسط المسمى فترة eocen
حيث المرحلة المسماة mesozoikum -Mesozoic Era
قد مر على انقضائها 16 مليون سنة، وفيها كانت كان يسود الديناصور
والتي انتهت بإختفائهم بطريقة دراماتيكية لازالت احجية غير محلولة.
إختفائهم سمح لكائنات جديدة
المسماة باللبون ان تتطور وتحل محلهم ليبدء العصر الجيلوجي المسمى kenozoikum -Cenozoic Era .
في عصر eocen جرى ظهور بداية انواع كثيرة للبونات
الامر الذي يظهر بوضوح من خلال المستحاثات في مدينة ميسيل.

وبالرغم من تزايد اعداد الانواع إلا ان جميعهم كانوا لازالوا صغيري الحجم. لقد كانوا
بالاتجاه للتتطور والحلول محل الديناصورات ليصبحوا اسياد الارض الجدد

المرحلة المسماة eocen كانت مرحلة جيلوجية دافئة .
المنطقة التي تقع بها لندن اليوم كانت حرارتها في المتوسط
25 درجة مئوية ومنطقة ميسيل كانت في ذلك
الوقت تقع قريبة من الشاطئ الجنوبي لاوروبا الحالية،
إذ ان حركة القارات المستمرة ادت الى
إنتقال المنطقة حوالي 1000 كيلومتر الى الشمال.

المناخ حول بحيرة ميسيل كان يشابه المنطقة شبه
الاستوائية وكانت تحيط بالبحيرة غابات واسعة ودرجات حرارة لاتختلف بين الفصول.

الغابات الكثيفة منعت تأثير الرياح
مما سمح بحفظ المستحاثات بكفائة. عادة عدد قليل من الحيوانات التي تغرق في البحيرات
تصبح مستحاثات. من اجل ان يصبحوا مستحاثات يجب ان يغرقوا بسرعة الى الطلبقة
الفقيرة بالاوكسجين في قاع البحيرة، وهذا يحدث فقط إذا كانت المياه ساكنة تماما.
كما ان انتفاء وجود الرياح
شرط لعدم اختلاط المياه السطحية الغنية بالاوكسجين بالمياه العميقة الفقيرة به.
في اعماق البحيرة تتحول الانسجة الحية الى هلاميات مخاطية لتصبح مادة حافظة.

من بين اللقيا وجدت مستحاثة للخفاش الطويل
الاصبع الذي يعتبر منقرضا كنوع اليوم وكان بحجم الجرذ الحالي وعاش على الاشجار.
المستحاثة وجدت بحالى جيدة للغاية الى درجة كان يمكن من خلالها رؤية فرو الحيوان.

وبالرغم من ان الخفاش طويل الاصبع قد انقرض كنوع إلا ان بقية المستحاثات تشير
الى ان الكثير من الحيوانات استمرت برحلتها منحدرة عن اباءها الذين تركوا آثارهم
في المستحاثات مع انهم اليوم لم يحافظوا على شكلهم الذي كانوا عليه في السابق،
بما فيه فصيلة الخفافيش نفسها، حيث كانت اللقى من الخفافيش هي الاكثر والاغنى.

اللقى تشير الى ان الخفافيش كانوا منذ ذلك الوقت اساتذة في الطيران وحاسة
سمع نامية للغاية. صور الاشعة اشارت ايضا الى نمو القدرة على تحديد الاتجاهات بواسطة ekopejilng.

من اشهر المستحاثات المكتشفة هي
المستحاثات العائدة لجد الحصان الحالي، حيث اكتشفت هنا اقدم المستحاثات المعروفة حتى الان.
هذه الاحصنة كانت صغيرة للغاية بحيث تذكر بحيوانات السهوب الرعوية الصغيرة وليس بالحصان الحالي.
اصغر مستحاثة حصانية لايزيد ارتفاعها عن 30 سنتمتر. والاقدام الامامية كانت تملك
اربع اصابع في حين الخلفية كانت تتآلف من ثلاث اصابع. بنية الهيكل العظمي تكشف انهم منذ ذلك
الوقت كان بإستطاعتم المشي بطريقة الخبب والقفز، بالرغم من انهم لازالوا يعيشوا في الغابة.

وبالرغم قلة عدد الاحصنة المعثور عليها إلا ان من بينها ثلاثة كانوا حوامل. كما
تم العثر على آكل النمل ويعتبر النوذج الوحيد
والاقدم لهذا الحيوان عثر عليه خارج القارة الامريكية.

امريكا الجنوبية كانت في فترة eocen طويلة منفصلة عن قارة اوروبا وآفريقيا
، وبالرغم ذلك يجد المرء مستحاثات
حيوانية تعود للفترة نفسها ومتشابهة مع بعضها البعض كثيراً.
لربما يدل ذلك على وجود ممرات ارضية صغيرة
بين القارات او لربما جائوا على اشجار ابحرت بين الخلجان؟ هذه الاسئلة لازالت بدون جواب.

وكما ان مستحاثات آكلة النمل كانت
نادرة للغاية كذلك مستحاثة انصاف القرود. احدى هذه اللقى هي يد تعود
الى كائن بدائي غير معروف، لربما تمساح تمكن من آكل احد القرود لتسقط يده الى قعر البحيرة.
التماسيح حيوانات تنتمي الى الديناصور وكانت الى جانب الحية هم الحيوانات
المفترسة الاشد خطرا على الحيوانات اللبونة التي لم يكن فيها اكبر حيوان يزيد عن حجم القطة.

الطيور لم تكن تحتاج ان تطير

وجود عدد صغير من الحيوانات المتوحشة
الكبيرة في منطقة بحيرة ميسيل لم يشكلخطراً حقيقياً على حياة طيور ذلك العصر.
هذا يمكن رؤيته بوضوح من المستحاثات
الكثيرة التي عثر عليها. الكثير من الانواع لم يكن له القدرة على الطيران. والعديد منهم
اقرباء لنوع من انواع اللقالق يسمى ترانا. اغلبهم له سيقان طويلة مناسبة للغاية
للحياة
في البحيرات
والمناطق المائة
، هذا الامر ينطبق حتى على الطير المسمى Messelrallen الذي عثر على الكثير من المستحاثات
العائدة له.

حوالي نصف جميع الكائنات التي كانت تعيش على الارض من مجموع الحيوانات
التي عثر عليها في طبقات ميسيل تعود الى طيور، مما يشير الى الطيران لم
يكن صفة حتمية للطائر في ذلك الوقت. كما ان المستحاثات
تشير الى ان طيور ذلك الزمان لم يكن بمقدورها
اصدار اصوات كما تفعل احفادها اليوم. مقدرة الطيور على اصدار الاصوات ظهرت بعد 25 مليون سنة.

كون الطيور والخفافيش يشكلون اغلبية المستحاثات يدل على سهولة سقوطهم في البحيرة بالمقارنة
مع بقية الحيوانات،كما ان الباحثين عثروا على الكثير من مستحاثات للطيور
والخفافيش ذات عظام مكسورة مما يدل على انهم كانوا معرضين للاصابة اكثر من الحيوانات.

في وسط البحيرة كانت الحيوانات المفترسة هي الغالبة، مثل
الاسمالك المفترسة . حتى الاسمالك الصغيرة كانت تعيش
على الحشرات وصغار الديدان. وكان من الملاحظ ان الاسماك كانت كبيرة وتصل الى المتر.

الحشرات والاسماك كانتا المجموعتين الاكبر تمثيلا في المستحاثات. من اهم الحشرات كان
النمل الذي كان يملك اجنحة بطول 16 سنتمتر، لربما لكون
النمل الذي لايطير لم يسقط في البحيرة وبالتالي لم يوجد اي اثر لهم.
من المثير ايضا النماذج التي عثر
عليها للحشرات من مجموعة الخنافس والتي كانت بحالة جيدة للغاية.

الظروف البيئية الخاصة التي نشأت في
وحول البحيرة استطاعت حفظ المستحاثات حتى عصرنا الراهن ولكن هذه البيئة تغيرت في اللحظة
التي انتهت الظروف التي تحمي مياه البحيرة بعد ان امتلئت بالطمي. تماما عندما تستخرج
المستحاثات تبدأ عملية تحطم المستحاثات وكان من المستحيل
حفظهم حتى الستينات من القرن الماضي، حيث بدء العلماء
وضع المستحاثات في طبقة اصطناعية لحفظها او القيام بتصويرها
بالاشعة بدون اخراجها من طبقتها الخاصة
. كل هذا يحتاج الى وقت طويل ولهذا السبب فأن المستحاثات لاتستعجل في عرض نفسها على العالم.

لمحة عن الكوارث الطبيعية الهائلة التي حدثت على الارض

العلماء توصلوا الى تحديد خمسة كوارث هامة تركت آثرا على الحياة البيلوجية للكرة الارضية.
الجيلوجيين يعلمون انه جرت عشرات الكوارث الضخمة
التي ادت الى موت مجموعات كبيرة من الاحياء الارضية، ولكن خمسة على التحديد ذو ابعاد خاصة.
ثلاثة من هذه الخمسة
كان لها

ابعاد شملت الكوكب بكامله
. الاول منها حدث قبل 438 مليون سنة في العصر الجيلوجي المسمى Ordovicium,
عندما عم العصر
الجليدي سطح الارض. الماء تحول الى ثلج
والبحار انحسرت . في ذلك الوقت لم تكن هناك حياة إلا في البحر
والعصر الجليدي ادى الى موت نصف الاحياء من حيوانات ونبات.

قبل
245 مليون سنة في العصرين الجيلوجيين المسميان بيرم/ ترياس
(Perm, Trias) حدثت الكارثة الثانية عندما انفجر
بركان في سيبيريا
قاذفا
ملايين الاطنان من اللهب والغاز والغبار
. اشعة الشمس لم تعد تستطيع الوصول
الى الارض
وعصر جليدي بدا
ينشر ظلاله على الارض.
الكثير من الاحياء
لم تستطيع
التحمل فمات حوالي 90% من الاحياء البحرية و70% من الاحياء البرية.

قبل 65 مليون سنة في العصر الجيلوجي المسمى كريتا،اصطدم شهب تراوح قطره 10 كيلومتر مع الارض
، وقد سقط في البحر قرب المكسيك بسرعة 75 الف كيلومتر في الساعة، لتنشئ قوة تفجيرية تعادل
4 مليارات قنبلة ذرية تماثل قنبلة هيروشيما
. نصف الكائنات الحية بما فيها جميع الديناصثورات قضت نحبها في فترة العصر الجليدي الذي نشئ بفضل الانفجار.

مصادر

Animals

المستحاثات
والادوار الجيلوجية

عصر مابعد الديناصورات

عصر مابعد الديناصورات :: تعاليق

عصر مابعد الديناصورات