لاتحاد الاوروبي يتوقع نهاية نظام القذافي إذا لم يسيطر على الاحتجاجات خلال 48 ساعة المقبلة
حسين مجدوبي
2011-02-20
عميــــد الجزارين الهرب اليكتاتور الذي استعمل الاسلحة الثقيلة والطائرات في ابادة شعب باكمله
مدريد ـ 'القدس العربي': بدأ يسود الاعتقاد وسط
الاتحاد الأوروبي بأن النظام الليبي يقترب تدريجيا من نهايته إذا لم يسيطر
على الاحتجاجات خلال الـ 48 ساعة المقبلة، ودفع هذا بعض الدول لوضع خطط
لجلاء مواطنيها من هذا البلد، بينما هددت طرابلس الأوروبيين بوقف التعاون
في مجال مكافحة الهجرة السرية إذا استمرت الانتقادات.
وبدأت الكثير من
المؤشرات تدل على احتمال اقتراب النظام الليبي من نهايته في حالة عدم
سيطرته على الوضع خلال الـ 48 ساعة المقبلة، وفق مصدر أوروبي عليم. ومن
أبرز هذه المؤشرات والتي حصلت عليها جريدة 'القدس العربي' من المصدر
المذكور علاوة على الكثير من المعطيات والتحاليل التي تدور في شبكة
الإنترنت ما يلي:
ـ قرار بعض الدول سحب مواطنيها من دولة معينة يعني أن
هذه الدولة مقدمة على أزمة كبيرة، إذ قد يتكرر سيناريو تونس ومصر من خلال
مطالبة عدد من الدول الأوروبية مواطنيها بمغادرة ليبيا في أقرب وقت.
وأرسلت
عدد من الدول الأوروبية طائرات إلى مالطا تنتظر الفرصة لنقل مواطنيها في
حالة ما إذا وصلت الاضطرابات في طرابلس، كما توجد طائرات في جنوب إيطاليا
للهدف نفسه، حيث ستتولى روما تنسيق عمليات إجلاء الأجانب رغم أن عددهم
محدود في ليبيا عكس ما هو في تونس أو مصر، بينما فضلت بريطانيا تولي أمر
نقل مواطنيها بدون تنسيق أوروبي.
ـ فشل نظام العقيد معمر القذافي القائم
على أقصى ما هو أمني وبوليسي في السيطرة على الانتفاضات في مختلف المدن
الليبية رغم سقوط أكثر من 200 قتيل، مما يعكس ضخامة الاحتجاجات. وفي الوقت
نفسه، فالتظاهرات تتجاوز فعالية ما يسمى اللجان الشعبية التي أنشأها النظام
وتعتبر بمثابة الحزب الوحيد، وهذا يدل أساسا على أن أسس النظام تتهاوى.
ـ
الشجاعة التي يبديها عدد من الليبيين بالاتصال علانية والكشف عن هويتهم
بقنوات التلفزيون مثل 'الجزيرة' و'العالم' و'الحوار' لتقديم معطيات على ما
يجري من تقتيل، هذا التصرف يبرز أن الليبيين لم يصبحوا يعيرون اهتماما
للقبض عليهم من طرف الأجهزة الأمنية، ورمزية هذه الخطوة تتجلى في تكسير
حاجز الخوف النفسي من طرف المجتمع الليبي.
ـ الغياب المتعمد لمعمر
القذافي عن الإعلام باستثناء ظهوره في تظاهرة ليلية منذ خمسة أيام كرد على
تظاهرات بنغازي، وكان لها تأثير عكسي وسلبي على نفسية الليبيين، فمنذ تلك
الليلة ارتفعت حدة الاحتجاجات.
ـ فشل النظام الليبي في منع الاحتجاجات
من الاقتراب من العاصمة طرابلس، الأمر الذي سيزيد من صعوبة السيطرة عليها
إذا وصلت إلى مدينة من حجم العاصمة طرابلس. ويربط البعض هذا بأن قوات الأمن
وربما حتى الجيش لا يرغب في التورط حاليا في قمع المواطنين، وأن استسلام
ثكنات الجيش في بنغازي للمواطنين يدخل في هذا الإطار. وقد يكون الموقف
المحايد للجيش وراء لجوء نظام القذافي الى 'مرتزقة' أفارقة للقضاء على
الانتفاضات. حيث تؤكد مختلف شهادات الليبيين خاصة في بنغازي وجود أفراد
أفارقة يقومون بالقتل.
من جهة أخرى، وأمام انهيار الأنظمة العربية، قد
تغير الدول الأوروبية من لهجتها تجاه الحكام العرب وخاصة في المغرب العربي،
رغم التهديدات التي كانت قد وجهتها طرابلس للأوروبيين الخميس الماضي عندما
اتصلت بالرئاسة الدورية للاتحاد التي تقوم بها هنغاريا وأبلغتها أن
'استمرار انتقادات الأوروبيين لليبيا يعني نهاية التعاون في مجال الهجرة
السرية'.
يذكر أن غياب جالية ليبية كبرى في دول الاتحاد الأوروبي يجعل
ما يجري في ليبيا غير حاضر بقوة في الساحة الأوروبية، عكس ما حدث مع تونس
ومصر، حيث كان التونسيون والمصريون في مختلف العواصم الأوروبية الكبرى
حاضرين بقوة في التظاهرات.