من يجب ان يخشى ليبرمان؟
الكسندر يعقوبسون
2011-01-20
سأخاطر بتقدير: لن يكون في نهاية ولاية هذه الحكومة
في دولة اسرائيل قدر من الحرية أقل مما كان في بدايتها. ان جميع اقتراحات
القانون التي تريد تحديد حرية التعبير ستنتهي الى ألا تُقبل، أو انها
ستُقبل في صيغة لا تضر بحرية التعبير أو يفسرها الجهاز القضائي على نحو لا
يمس بحرية التعبير أو تلغيها المحكمة العليا بسبب المس بحرية التعبير.
ستستمر
منظمات اليسار في العمل بحرية. وتملك لجنة التحقيق البرلمانية لادماج
العرب في الخدمة الجماهيرية، برئاسة عضو الكنيست احمد طيبي، احتمال أكبر
أن تؤثر (ولو بقدر ضئيل) في الواقع الميداني أكثر من لجنة التحقيق مع
منظمات اليسار التي يبادر اليها افيغدور ليبرمان.
سيجلس ممثلو الاحزاب
العربية في الكنيست القادمة ايضا. وسيظل احمد طيبي يقول ان دولة اسرائيل
هي دولة ديمقراطية لليهود ويهودية للعرب، وسيستمر بكونه نائب رئيس
الكنيست، في ادارة جلسات البرلمان اليهودي غير الديمقراطي هذا.
لا يعني
هذا ان عرض 'اسرائيل بيتنا' المخيف لن يُحدث ضررا حقيقيا. فمن المؤكد ان
يَحدث ضرر ٌ وقد حدث، بنوع الحياة العامة والثقافة السياسية الديمقراطية
في اسرائيل. قد تحدث امور كثيرة سيئة صعبة في المجتمع مع الحفاظ على
النظام الديمقراطي وعلى حرية التعبير ايضا. ولا شك في ان يحدث ضرر سياسي
وقد حدث، باسرائيل. لكن أكبر ضرر سيحدث لليكود.
إن هدف ليبرمان السياسي
بطبيعة الامر هو منافسة الليكود واجتذاب ناخبيه. ولا يستطيع ان ينافس رئيس
الحكومة بنيامين نتنياهو في رفض اعادة المناطق لانه هو نفسه يؤيد تقسيم
البلاد علنا. ولا يستطيع ايضا ان يعرض على ناخبيه الروس والعلمانيين
انجازات في شؤون الدين والدولة. فلم يبق له سوى مشاجرة العرب واليساريين
والامر ينجح دائما.
يوجد لقادة الليكود في هذا الوضع امكانان: الاول
الانجرار خلف ليبرمان خشية ان يتهمهم بحب العرب واليساريين. وهذا هو
الطريق السهل للساسة الضعفاء. لا يجوز لنا اعتقاد ان رئيس حكومتنا سياسي
ضعيف. اذا كان هذا هو الملعب الذي تجري فيه المنافسة وهذا هو الموضوع
المركزي، فان انتصار ليبرمان مضمون. فليس لليكود أي احتمال في ان يكون
أكثر ليبرمانية من ليبرمان.
الطريق الوحيد الذي فيه لليكود احتمال ان
ينجح، هو ان يخرج على نحو معلن حازم لمواجهة زعيم 'اسرائيل بيتنا' والنهج
الذي يقوده. فاذا كان يوجد شيء أعز على قلوب ناخبي اليمين حتى من المصلحة
الوطنية فهو الفخر الوطني. يجب على قادة الليكود ان يقولوا للجمهور وهذه
هي الحقيقة حقا ان حرية التعبير الاسرائيلية موضوع للفخر الوطني. انها
'هاي تيك' الديمقراطية الاسرائيلية.
ليت جميع جوانب النظام والمجتمع في
البلاد كانت في المستوى نفسه. ان الحرية الاسرائيلية توجد لا في دولة
غربية وادعة قوية فما الحكمة في وجود الحرية في هذه الظروف؟ - بل في خضم
صراع قومي صعب متواصل، في قلب الشرق الاوسط وفي مجتمع الكثرة الكبيرة من
سكانه جاؤوا من دول غير ديمقراطية. هذا أحد الانتصارات الكبيرة للحرية منذ
الأزل. يجب ان يُعلم كيف يُتخذ النقد العادل. ان الحرية التي يستمتع بها
هنا مُسمِعو النقد غير العادل مصدر للفخر. ومن المؤسف إفساد هذا الفخر
بسبب محاولات سد عدة أفواه وهي محاولات ستنتهي أصلا الى الفشل والمهانة
فقط.
هآرتس 2