منطق واقع
كان والده يعنـّّفه دائما كطفل لا يكبر ، يرد رأيه الحازم ، يحرجه مع إخوته الأقل منه
عمرا ، كما الناس حين يجتمعون به يجعلونه بينهم الغائب ، حين يدلي برأيه وقتما
تستشار العائلة يتكلم هو بمنطق ابن خلدون ، كلما أضاءت له فكرة كمصباح يبدأ في مناقشة
المشروع النيـّر ، داعيا الله الصلاح و التوفيق، يقول له الوالد : أنت لا فقه لك في
الأمور ، أنصت فقط ... الناس أيضا يقولون له: أنت لا علاقة لك بالواقع، أسمع فقط..
وجب عليه أن يعين نفسه و يؤكد ذاته ، حقق تقدما بإنشائه سرا مشروعا لمقاولة .... ،
حقق لنفسه من خلالها اعتبارا ، صار كلامه هذيانا ، نسى حلقات الرأي والعلم ، أخلط
بلاهته بحمق واقعه ، حين تستشار الأسرة يقول الوالد لبنيه اسمعوا كلام أخيكم الراشد
كلما بدا لكم رأيه امشوا فيه... ولقد أضاف الناس لاسمه حرف سين وياء ، مات الطفل
الذي كان ، و صار السي فلان.