متوكل " ثــــــائـــــــــر منضبــــــــط"
عدد الرسائل : 425
الموقع : صراع من اجل الاشتراكية تاريخ التسجيل : 05/11/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2
| | إيران الأبدية .. الاستمرارية والفوضى تأليف :باتريك ل. كلاوسون وميكائيل روبين | |
|
|
| مؤلفا هذا الكتاب هما الباحثان الانجليزيان باتريك ل. كلاوسون وميكائيل روبين المختصان بشؤون إيران وشجونها. وهما يقدمان هنا صورة عامة عن تاريخ هذا البلد وماضيه وحاضره وربما مستقبله. فإيران تشغل العالم حاليا كما هو معروف.
|
وربما كان مصير العالم كله سيتقرر بناء على ضوء الحل الذي ستقدمه الجماعة الدولية للمشكلة الإيرانية. وإذن فليس مصير المنطقة العربية والإسلامية هو الذي سيتأثر بالأحداث التالية وإنما مصير التوازنات الدولية أيضا.
|
ومنذ البداية يقول المؤلفان ما معناه: إن إيران دولة شاسعة تتجاوز مساحتها المليون ونصف مليون كيلومتر مربع، أي أنها أكبر من العراق بأربع مرات. ولكن نصفها الشرقي مؤلف من أحواض صحراوية مليئة بالبحيرات المالحة وغير مسكونة إلا قليلا.
|
أما قسمها الغربي فهو المأهول بالسكان على الرغم من وجود الجبال العالية التي تبلغ قمتها أحيانا أكثر من خمسة آلاف وخمسمئة متر فوق سطح البحر.
|
وإيران تقع في منطقة جغرافية غير مستقرة ولهذا السبب فهي معرضة للهزات الأرضية والزلازل. وأكبر دليل على ذلك الزلزال الذي دمر مدينة بام جنوب البلاد وقتل ما لا يقل عن خمسين ألف شخص وربما أكثر قبل فترة ليست ببعيدة.
|
وأما من الناحية الديموغرافية فيبلغ عدد السكان حوالي السبعين مليون نسمة، أي ما يعادل سكان تركيا أو مصر. وهذه هي الدول الثلاث الكبرى في منطقة الشرق الأوسط. ولكن سكان إيران مشكلون من فسيفساء من الأعراق المختلفة. فالعنصر الفارسي لا يتجاوز الخمسين بالمئة إلا قليلا. يليه مباشرة العنصر الآذري نسبة إلى أذربيجان وهو يبلغ 24% من عدد السكان.
|
يليه العنصر المازندراني الذي يبلغ 8%، يليه العنصر الكردي (7%) من عدد السكان. يليه العنصر العربي (3%)، هذا بالإضافة إلى عناصر أخرى قليلة العدد كالتركمان، والأرمن، واليهود، والآشوريين.
|
وأما من الناحية الدينية فمعظم الإيرانيين هم من المسلمين الشيعة الاثنى عشرية وذلك لأن 90% من سكان البلاد ينتمون إلى هذا المذهب. وأما السنة فلا يزيد عددهم على 9% أو ربما 8%.
|
وأما الباقون فأقليات ضئيلة جدا كالبهائيين، والمسيحيين، والزرادشتيين، والصابئة، واليهود. ولكن الدستور الإيراني لا يعترف رسميا إلا بالمسيحيين، واليهود، والزرادشتيين. أما البقية فيضطهدهم خاصة البهائيين والصابئة.
|
والعجيب الغريب هو أن عدد سكان إيران في بداية القرن العشرين لم يكن يتجاوز العشرة ملايين نسمة، ثم أصبح الآن سبعين مليونا! وهذا تزايد ضخم جدا خلال قرن واحد. ولكن يبدو أن نسبة التزايد قد خفت كثيرا في السنوات الأخيرة. فقد كانت عام 1970 بمعدل خمسة أطفال للمرأة الواحدة، ولكنها أصبحت الآن 82,1 فقط.
|
وأما من الناحية الاقتصادية فيشكل البترول مع الغاز عصب الاقتصاد الإيراني. إنه يمثل 80% من صادرات إيران إلى الخارج. وقد بلغت مداخيل إيران من البترول عام 2005 اكثر من 46 (ستة وأربعين مليار دولار).
|
ولكن إيران بلد زراعي أيضا وكذلك صناعي. وبالتالي فمدخوله ليس فقط بترولي. ولذلك فيقدر الإنتاج الخام الإجمالي لإيران بأكثر من مئة مليار دولار سنويا.
|
ولا ريب ان ارتفاع أسعار البترول في الآونة الأخيرة ساعد إيران على حل الكثير من مشكلاتها الاقتصادية، ولكن ذلك لا يعني أنه لم تعد لديها مشكلات! فالواقع أن الفقر يصيب عددا كبيرا من السكان، وكذلك البطالة أيضا.
|
صحيح أن النجاحات التي حققتها إيران في مجال صناعة السيارات، وكذلك الصناعات الالكترونية والصيدلية وسواها قد ساهمت في تخفيف الضغط على الاقتصاد الوطني المعتمد أساسا على البترول. ولكن مشكلات إيران الاقتصادية لا تزال كبيرة.
|
أما فيما يخص أوراق إيران فيمكن القول بأنها تمتلك ثاني احتياطي عالمي للغاز بعد روسيا وقبل قطر. ولكنها المنتج الخامس له الآن لأنها لا تستغله كله.
|
يضاف إلى ذلك أن أوراق إيران هي أولا وقبل كل شيء شعبها المتعلم بنسبة عالية. فالأمية هناك لا تتجاوز ال17% بالنسبة للذكور، والثلاثين بالمئة بالنسبة للإناث. بالمقارنة مثلا مع بلد كالمغرب الأمية هناك تتجاوز الأربعين بالمئة بالنسبة للذكور، والستين بالمئة بالنسبة للإناث. وبالتالي فشعب إيران متطور من هذه الناحية وديناميكي ومنفتح على الحداثة على الرغم من نظام الملالي الصارم دينيا.
|
أما من الناحية السياسية فإيران هي جمهورية إسلامية بدءاً من عام 1979، فالدستور الذي صدر آنذاك بعد الثورة ينص على ما يلي: جميع مؤسسات البلاد مرتكزة على القانون القرآني أي الشريعة.
|
ويقف على رأس البلاد المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، أي علي خامنئي حاليا. ويقع تحته مباشرة رئيس الجمهورية، الذي يمتلك السلطة التنفيذية من خلال الوزارة التي يشكلها والتي يبلغ أعضاؤها عشرين وزيرا عادة.
|
أما السلطة التشريعية في إيران فهي في يد البرلمان المنتخب من قبل الشعب والذي يبلغ عدد أعضائه 290 نائبا. وهو ينتخب مرة واحدة كل أربع سنوات. ولكن هناك أيضا مجلس تشخيص مصلحة النظام الذي يترأسه هاشمي رفسنجاني.
|
وهو يلعب دورا كبيرا في التصديق على القوانين وحكم البلاد. ولكن هناك أيضا مجلس حراس الدستور الذي يقر قوانين البرلمان أو يرفضها بحسب فيما إذا كانت متوافقة مع الشريعة الإسلامية أم لا.
|
باختصار فإن النظام الإيراني معقد ويعطي الأولوية في نهاية المطاف لرجال الدين وإن كان يعترف بالديمقراطية والتصويت العام للشعب.
|
وبالتالي فهو جمهوري من جهة ولكنه إسلامي من جهة أخرى أو قل إنه إسلامي قبل أن يكون جمهوريا. إنه نصف ديمقراطي ونصف ثيوقراطي: أي محكوم من قبل رجال الدين. والواقع أن النظام الإيراني وحيد من نوعه في العالم.
|
فهو عبارة عن جمهورية ثيوقراطية تمزج بين المبادئ اللاهوتية أي الثيوقراطية من جهة، وبين الانتخابات الشعبية الديمقراطية من جهة أخرى! ويمكن القول بأن السلطة الفعلية تقع في يد المرشد الأعلى للثورة الإسلامية.
|
وليس في يد رئيس الدولة المنتخب من قبل الشعب. وأما المرشد الأعلى فلا ينتخب من قبل الشعب وإنما من قبل كبار رجال الدين والخبراء في الشؤون الفقهية الإسلامية. ثم يردف المؤلفان قائلين بما معناه:إن إيران تقف الآن على مفرق طرق. فهي تتحدى الغرب كله: أي أوروبا وأميركا.
|
ولذلك فإن نظامها معرض للسقوط إذا ما نشبت حرب كبرى، أو قد يستمر إذا ما عرف كيف يتفاوض مع الجماعة الدولية. وهناك عدة سيناريوهات أمام واشنطن: فإما أن تقوم بحرب شاملة على إيران وتسقط النظام كما فعلت في العراق. ولكن هذه الاحتمالية غير مؤكدة الآن بسبب تورط أميركا في المشكلة العراقية. فهي لا تستطيع أن تفتح جبهتين دفعة واحدة. ينبغي أن تبلع العراق أولا قبل أن تفكر في غزو إيران.
|
وإما أن تقوم بغارات استهدافية للمواقع الحيوية الإيرانية بدون شن حرب شاملة. وهذا شيء محتمل ووارد لأن إمكانيات أميركا العسكرية في الخليج ضخمة وجاهزة للضرب.
|
وإما أن تنجح في حل المشكلة عن طريق الضغوط الدبلوماسية. ولكن لماذا تريد إيران الحصول على القنبلة الذرية؟ لأنها تعتقد أن أي مواجهة مع الغرب أو مع ممثلته في المنطقة إسرائيل لن يكتب لها النجاح إلا إذا حصلت على سلاح الردع النووي. يضاف إلى ذلك أن إيران ذات طموحات إمبراطورية توسعية.
|
ينبغي ألا ننسى أن فارس كانت أول إمبراطورية في التاريخ. بعدئذ جاءت الإمبراطورية الرومانية وسواها. والواقع أن طموحات إيران الذرية سابقة على الجمهورية الإسلامية.
|
إنها تعود إلى عهد الشاه، وبالتالي فهي قديمة العهد وليست طارئة على عكس ما نتوقع.
|
|
| |
|