نابغة فريق العمـــــل *****
التوقيع :
عدد الرسائل : 1497
الموقع : المنسق و رئيس قسم الفكر والفلسفة تعاليق : نبئتَ زرعة َ ، والسفاهة ُ كاسمها = ، يُهْدي إليّ غَرائِبَ الأشْعارِ
فحلفتُ ، يا زرعَ بن عمروٍ ، أنني = مِمَا يَشُقّ، على العدوّ، ضِرارِي
تاريخ التسجيل : 05/11/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2
| | رحيل وجه .. وولادة جثة | |
أهدي حروفي الى صديقة روحي ولاء صاخات
احتجت أصابعي وسط دندنة صمتي ، وثرثرة روحي ، لكمتني نظرات دميتي ودموع كفني... فحاولت أن أجمع فتاتي المتناثر على صفحات عمري..لازلت أتألم لدموع الشتاء أكثر من دموعي ..وحتى الأليهة أفضّل نورها على بكاء شتائي ....
تنقصني أشياء كثيرة ...أود لو أكتب ذاكرة البكاء،والعتمة .. ولكني أتمنى أن أسكن والليل وحدنا ..لم أذق إلا مرارة الرحيل تنكفئ على وجهي كإناء قسوة يعذب جسدي....لازال يؤلمني غياب الآخر ، ويتمنى رؤيتي لقاء آخر ... كنت أحاول رسم الريح فوق قبعتي الثلجية ،أحتسي برد أطرافي المتيبسة فوق تلال طفولتي ...
حاولت العبث بسيجارة عمري ، فوجدت نفسي أحترق بلهب صامت ،يحرقني بهدوء ولؤم أكثر ....محابري هربت ،ودموعي فنيت،حتى وسادتي لا يعتليها إلا جنود الأرق يفضون بكارة أفكاري.....
فقط أزحف هرباً من كراسي الانتظار .... وكأنها وميضاً ينذرني كل لحظة بذهاب من أحب ...عزيزتي لا يكفي أن أموت من أجلك مرة واحدة .... فرماد ذاكرتي لا يحتمل رؤيتك تشعلي سيجارة الذهاب في قلبي ...من أجلي فقط لا ترحلي ... لم يعد هناك شيء تحتمله روحي ...عذبت كثيراً ولازلت ...أنتي نفسي وشتاتي المتناثر على أزقة شفاهي ، عيوني لا تتسع لبكائي وفقدي وحزني ...أود لو أصمت أكثر ...وألملم أشلائي المصلوبة من أجلك ..كنت أتجرع كؤوس الألم والحزن والتحدي ...وكل ما تحتاجه النفس لكي تصبح رماداً.
ولكنك جعلتِ روحي بنفسجية ،وشفاهي سرمدية بحبك، وقلبي يشتعل لأجلكِ ...هل ستتركيني ووجهي المجعد ،كهلاً أصارع زجاج الدهشة وألم الغربة ....؟! هل تريدين أن تغتالني العتمة ،أم أرصفة ارتباكي ؟!!
أشتهي مصافحة الخامسة من عمري ،حينما كنت أعيش طفولتي ،دون أن أشعر بألم كهولتي ...
اسمك يا سيدتي لن تستضيفه لغتي ، وعيونك هي من تستحق بوحي ..أما تفاصيل شفاهك ..مثيرة ..تحمل ضياعي وخوفي ...كنتِ تزيين الأرصفة العطشى بابتسامتك ،وتملئي جوفي بوجودك ...
هدوؤك ..همسك ...يشعرني بخجل لا محدود ..لأنك نصفي .. هل يهون عليكِ نزفي ؟!... ألم تري نسمات حبي حبلى ..لا تضع إلا قبلات الندى على شفاهك .....!!
صدقيني صوتي غائب ..أنتظر بقايا جسدي على حافة لوني الخريفي .. أوراقي ثكلى ..وأقلامي غضبى .....
لازلت ألتاع ملح يافا ..وأسمع دندنة أصداف عكا... بيت جالا ..لا ينسجني اسمها إلا موجاً لبحر لم أجده بعد.. اسرئيل أشتهي رؤيتها ، ليس حباً ..وإنما عشقاً لأرضي ...هل تظنين أني أعيش في وطني ..وأنا أتدحرج خائفة فوق صفحات انبعاثي..!!
قد أرحل قبلك ...حيث كسارات مجدو ..ولكني لا أريد أن أبهرك بكفن عرسي ..!!!!!
ولكني بصدد أن أخبرك أنك كسرتي صمتي بعد ستة أشهر من الغياب الطويل ...والصمت المقيت ..... فلم أعد أحتمل تلك الزحمة ..وفوضى الغربة ...أود أن تعلمي أن عمري يحترق ..وقلبي يتمزق لأجلكِ ... أنت ستهربين ..بحثاً عن شيء ، لا أتصور وجوده ...إلا ألماً يحرق غربتك ...
لذا أرجو قلبك ..بحق حبي ، وبحق اشتياقي إليكِ ....لا ترحلي .. ألا تريدين أن نحفر قبورنا معاً ... نحن لم نحدد المكان بعد ..فلنحدده أولاً ثم نتقاسم رصاصات رحيلك ... وولادة جثتي .!!!
| |
|